السبت، 3 سبتمبر 2011

(8) أول جريمة قتل وأثر المرأة فيها: هداية الحيارى الباب الأول


 (8) أول جريمة قتل وأثر المرأة فيها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لولا بني إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها )(0) فتح الباري: ج 5 ص307 حديث رقم 3330
وقال صلى الله عليه وسلم -:
( استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا ) (1) فتح الباري: حديث رقم 2220
قال تعالى: [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ(27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ(28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ(29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الخَاسِرِينَ(30) فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) ]. {المائدة}.
ففي تلك الآيات يوضح لنا الحق تبارك وتعالى قصة الصراع الذي نشب بين أخوين بسب إمرأة، وما ترتب على ذلك الصراع من نتائج وعواقب، أدت إلى تغير العديد من معالم الأرض الخيرة، والطبيعة الخيرة، تلك الطبيعة البكر، التي لم تقترف أي ذنب أو اية معصية، وخلاصة تلك القصة كما جاء في كتب السير والتاريخ:
أن حواء عليها السلام كانت تلد في كل بطن اثنين ذكر وأنثى، وكان الحق جل وعلا قد آمر آدم عليه السلام بان يزوج أبناءه بطريقة عكسي، أي يزوج ابن البطن الأول لبنت البطن الثانية، وبنت البطن الأول لابن البطن الثانية.
ولما كانت حواء قد وضعت في البطن الأول كل من: قابيل مع أخته اقليمياء، وفي البطن الثانية وضعت كل من: هابيل مع اخته ليوذا، وبناء على الامر الإلهي: وجب على قابيل الزواج من ليوذا، كما وجب على هابيل الزواج من اقليمياء، وهنا برزت المشكلة، وتجلت الفتنة.
فقد كانت اقليمياء على درجة من الجمال أشد من ليوذا، ولذا برزت رغبة قابيل في الزواج من إقليمياء التي تحل له شرعا، وترك ليوذا التي تحل له شرعا.
وهنا تدخل الأب: آدم عليه السلام- في الصراع الذي بدأ يطل برأسه بين الآخوين، وطلب منهما الإحتكام إلى الله جل في علاه- والامتثال لأمره سبحانه وتعالى بأن يقدم كل منهما قرباناً إلى الله تعالى ومنْ يُقبل قربانه يكن أحق بالزواج  من اقليمياء، وبالفعل نفذ الطرفان.
فقدم هابيل كبشا عظيما من أجود أنواع غنمه حيث كان يعمل راعيا للغنم، بينما قدم قابيل صبرة ( حزمة ) قمح من أردا ما عنده، حتى أنه وجد فيها سنبلة طيبة فأكلها حيث كان يعمل زارعا، فجاء قضاء الله جل في علاه بتقبل القربان من هابيل، حيث قيل أنه نزلت نارا فأحرقت الكبش، وقيل صعد إلى السماء، حتى جاءت لحظة فداء إسماعيل عليه السلام من الذبح، فقُدم الكبش للسكين ليفتدي إسماعيل عليه السلام -.
وهنا برزت رغبة قابيل في عدم الامتثال لأمر الله تعالى فقرر قتل أخيه هابيل، الذي أخبره أنه لن يقاومه إذا حاول قتله، وأنه قد أسلم نفسه لله سبحانه وتعالى فإذا ما حاول قابيل قتله، فلن يلقى أي مقاومة أو اعتراض من هابيل.
وبالفعل استغل قابيل غياب أبيه آدم، الذي كان في زيارة لمكه، وقام بقتل أخيه، وقد اخُتلف في كيفية قتل قابيل لهابيل، فقيل بأن ضربه بحجر وهونائم، فشج رأسه، وقيل انه خنقه، وقيل أنه شرع في عضه كما تفعل السباع، فلما قتله ظل يحمله في جراب على ظهره، قيل أربعين يوما وقيل أربعين سنة، لا يدري كيف يتصرف فيه، حتى بعث الله له غرابا، يحمل غراب آخر ميت، وشرع يواري عليه التراب حتى دفنه.
وهنا بدا قابيل يندم في وقت لا يجدي فيه الندم، ثم أخذ أخته اقليمياء وهرب بها، وهو يحمل وزر أخيه هابيل، الذي قتله بيديه، وفي ذات الوقت يحمل جزء من وزر قل قاتل يأتي بعده، لأنه أول منْ سن القتل في الأرض، ذلك إجمال مقتضب لتلك القصة. والتي دار فيها الصراع من أجل تعلق أحدهما بإمرأة، لا تحل له شرعا، وفي ذلك يقول القائل:
من فتنة النسوان كم يعصى الفتي          أمر الإله بطاعة الشيطان.
واللص لولاهم لم يك بائعا                   للروح منه بأبخس الأثمان
قابيل لولاهن لم يقتل أخا                     ولا رض بالذل والعصيان
وبهن صار لآدم مع يوسف                  فيما حكاه الله في القرآن
وكذلك هاروت ببابل منكاسا           ومعلق بالرجل في الجذعان
مجنون ليلى جُن في حب النسا              كل الذى يأتي من النسوان
فترى البلا يأتي منهن والوفا                لا يأتي منهن مدى الأزمان
كن ما استطعت من النساء بمعزلٍ   إن النساء حبائل الشيطان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق