الجمعة، 30 سبتمبر 2011

(6) المرأة اليابانية:


(6) المرأة اليابانية:

لم تكن المرأة اليابانية بأسعد حالاً من ذويها من بني جلدتها في ظل الديانات الوضعية القديمة، فهي دائماً مغلوبة على أمرها، مستسلمة لمصيرها المحتوم، دون تبرم أو ضجر، فالمرأة اليابانية كيان فاقد للشخصية، في اتخاذ القرار الملائم لحياتها، فالطاعة هي أظهر وأبرز سمات المرأة اليابانية، حتى عصرنا الحاضر، وكان تعليمها منذ القدم، يسير وفقاً لمبدأ الطاعات الثلاث: طاعتها لأبيها قبل الزواج، ولزوجها عندما تتزوج، ولابنها بعد موت زوجها، وهي لذلك تشب على أنها أقل شأناً من الرجل.(1) المرأة عبر التاريخ: حسن جوهر ص 79

فاليابانيون كغيرهم من الأمم السابقة: يعتبرون المرأة متاعاً من أمتعة الدنيا، يتصرف بها الرجل كيف يشاء، حتى أن شريعتهم سمحت للرجل أن يبيع الزوجة أو البنت، وقد لبثت هذه الشريعة معمولا بها إلى صدور نظام سنة 1875، الذي أُكمل في سنة 1896 فقضى على هذه العادة.

وكان من الحقوق التي هي دون البيع، أن الرجل والمرأة التي لا زوج لها، يؤجران البنت في المحلات العمومية، أو من أفراد مخصوصين لمدة معينة، فالبنت اليابانية مملوكة قبل الزواج لأبيها، وبعده لبعلها، وإذا مات الزوج تُصبح تحت الوصاية كالمرأة الهندية (2) أستاذ المرأة: محمد بن سالم البيجاتي ص 17

فلقد كانت سلطة الرجل مطلقة في التعامل مع أسرته، حيث كان من حقه أن يبيع بناته في سوق الرقيق، أو يجبرهن على الدعارة، من خلال بيعها لمنْ تخصصوا في مثل تلك التجارة، كما حُرمتْ المرأة المرأة اليابانية من الميراث، كما كانت سلطة الزوج مطلقة في التعامل مع زوجته، لدرجة تمكنه من تطليقها وهو بمأمن من كل عقاب، حتى ولو كان ذلك الطلاق لأسباب تافهة لا قيمة لها، كأن تكون الزوجة أسرفت في حديثها، أو لمجرد أنها رفعت صوتها، هذا كله وليس أمام الزوجة سوى الصبر والطاعة، حتى ولو كان زوجها وحشياً فاسد الطباع والأخلاق، فعليها الالتزام ليس بطاعته فقط، بل وتدليله أيضاً، ومن أسباب الطلاق المنتشرة في المجتمع الياباني، تطليق الزوجة لعقمها، أو عدم قدرتها على الإنجاب.

هذا ولم تحظى الفتاة اليابانية بأي نوع من الحماية لآدميتها أو إنسانيتها، منذ خروجها إلى الحياة، حيث يقوم الأب بإساءة التعامل معها في جميع أحوالها، علاوة على أنها لم تنل أي شيء من الاحترام على يد زوجها، حتى مجرد الحديث عنها، وإذا تحدث عنها، تكلم بعبارة تدل على مدى الامتهان الذي تعيش فيه، فقد كان الزوج إذا تحدث عن زوجته يردد: إنها الشيء الذي يسكن المكان الخلفي من المنزل.

ومن العادات التي توارثتها الأجيال في اليابان فيما يتعلق بالمرأة: أنهم كانوا يلبسون ملابس الحداد البيضاء عندما تتزوج الفتاة، نظراً لكونها ستُصبح خادمة في منزل حماتها، حيث يعيش الزوجان في بدء حياتهما في منزل أهل الزوج، وقديماً كانت الزوجة تُطرد من المنزل فور مخالفتها لأمر حماتها، ومن العادات القديمة التي كان معمولاً بها في اليابان، أن الزوجة إذا ما ترملتْ، فعليها لزاماً أن تظهر بمظهر البؤس، فتحلق شعر رأسها، وتلبس الملابس الكئيبة، ولذلك قيل: اليابان جنة الرجال (3) المرأة عبر التاريخ: حسن جوهر ص 80/81

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق