الأربعاء، 1 فبراير 2012

(9) مكانة المرأة في بلاد اليونان ---- الباب الثاني: مكانة ومنزلة المرأة في العصور التاريخية المختلفة (9) مكانة المرأة في بلاد اليونان


(9) مكانة المرأة في بلاد اليونان
 بلاد اليونان قديما
لقد كانت المرأة عند اليونان الأقدمين، مسلوبة الحرية والمكانة، في كل ما يرجع إلى الحقوق الشرعية، وكانت تحل في المنازل الكبيرة محلا منفصلا عن الطريق، قليل النوافذ، محروس الأبواب، واشتهرت أندية الغواني في الحواضر اليونانية، نظرا لإهمال الزوجات، وأمهات البيوت، وندرة السماح لهن بمصاحبة الرجال في الأندية والمحافل المهذبة، وخلت مجالس الفلاسفة من جنس المرأة، ولم يشتهر منهن امرأة نابهة إلى جانب الشهيرات من الغواني، أو الجواري الطليقات (1) المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 48
 أثينا عاصمة اليونان وأكبر المدن
فالأثنيون من اليونان ينظرون إلى المرأة كمتاع، وربما يعرضونها في السوق للبيع فيبيعونها، وكان لك ضمن حقوق الزوج المألوفة لديهم، فضلا عن ذلك فقد كانوا يعتبرون النساء عامة رجس من عمل الشيطان، وعلى ذلك المبدأ كانوا يحرمونهن من حقوقهن الشرعية والإنسانية، كما كان قدماء اليونان يعتقدون: أن المصائب في الآمال، والفشل في نيل المطالب
 الجنس المغضوب عليه يصبح جزرة الله لاغواء عبيده  وحرمانهم من الجنة الموعودة
إنما يأتي من غضب الأصنام المعبودة لديهم، ولذلك فعند حلول أو نزول نكبة أو مصيبة أو فشل بالمجتمع كانوا يقدمون البنات قربانا لتلك الآلهة الباطلة، من أجل أن تدفع الضُر عنهم.

 هكذا كانت تعرض النساء في أسواق الرقيق
فقد روى التاريخ: أنه عندما وقع الخلاف بين اليونان وأهل تروا (أناطولية) واضطروا إلى الدخول في الحرب، وقاموا بإعداد قواهم، وسفنهم الحربية، ولكن الجو لم يساعد على حركة السفن، ومكثوا في الساحل منتظرين ثلاثة أشهر تقريبا، ولم يأتي فرج لهم حتى ضاقوا ذرعا، وشكوا حالهم إلى رئيس الكنيسة، وطلبوا منه معالجة الأزمة، فحكم بتقديم ابنة – أجا ممنون – إمبراطور اليونان في عهده قربانا إلى الآلهة(2) المرأة وحقوقها في الإسلام لمبشر الطرازي ص 9، 8

 تعدد الزوجات
كما كان اللاتينيون من اليونان يبيحون للرجل الزواج بمنُ شاء من الزوجات، دون تحديد للعدد، وفي أيام تغلب اليونان على مصر – زمان الملك فيلوباتور – منعت المرأة من التصرف في المال إلا بإذن زوجها، وصار كل شئ للرجل، ولا حق للمرأة في التملك، نظرا لآن الرجل هو مصدر الثروة، وصاحبها الأول، ومهما يكن لها من حق فهي عندهم دون الرجل.


فلم يكن من حق المرأة اليونانية مباشرة التصرفات القانونية، وكانت تخضع لنظام الوصاية أو القيامة الدائمة لأبيها قبل الزوج، ثم لزوجها بعد الزواج، ثم لابنها الأكبر بعد وفاة زوجها، كما كان من حق الزوج أن يختار من خلال وصيته وصيا أو قيما على زوجته، كما حُرمت المرأة اليونانية من الميراث، وكانت الدوطة اتلي تحصل عليها من أبيها قبل زواجها في مقابل ذلك الإرث، هذا بخلاف العُزلة التي كانت تعيش فيها المرأة بعيدا عن المجتمع كأنها من متاع المنزل.
ومن أبرز ما وصفت به المرأة على يد الفلاسفة اليونانيين، ما قاله:
·      يوستين – خطيب اليونان الشهير – حيث قال:
إننا نتخذ الزوجات ليلدن لنا الأبناء الشرعيين فقط
أرسطو
·      أرسطو:
§      المرأة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من الخلقة، وأن المرأة للرجل كالعبد للسيد، والعامل للعالم، والبربري لليوناني، وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة.
§      إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به
أفلاطون
·      أفلاطون فقد كان يرى في مدينته الفاضلة:
§      أن تكون النساء ذوات الأجسام السليمة الخاليات من العيوب البدنية متاعا مشاعا للرجال الأصحاء الأقوياء لإنجاب أطفال أصحاء.
§      كما كان يرى: أن المرأة رجس من عمل الشيطان، بعيدة عن رحمة الله، لحملها خطيئة أمها العليا حواء.(3) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 39، 38
·      كلوريتلوس:
لقد اندهش كلوريتلوس وهو احد المؤرخين الكبار في الحضارة الرومانية , اندهش من الرجال في الحضارة الإغريقية , كيف إنهم كانوا يشعرون بالعار إذا اصطحب الزوج زوجته إلى مأدبة طعام.
تعدد الأزواج
·      أما الطائفة الاسبرطية من اليونان:
§      فكانوا يمنعون الرجل من تعدد الزوجات، ولكنهم يسمحون للمرأة أن تتزوج بأزواجها متعددين كماء تشاء، فكن نساء اليونان من هذه الطائفة يزاولن هذه العادة المرذولة، ويُقبلن عليها بكل حرية، هذا وقد كانت معاملة المرأة في اسبرطة أكثر إنسانية منها في أثينا، فكانوا يمنحونها حق الإرث، وحق الظهور والحرية، وهذا ما كان أرسطو يعيبه عليهم، ويعزو سقوط اسبرطة واضمحلالها إلى هذا الإسراف في الحرية الممنوحة للمرأة في اسبرطة

§      وإن كانت هذه الحرية الممنوحة للمرأة في اسبرطة، ليست وليدة حق مكتسب لها، وإنما جاءت نتيجة اضطرارية لأن الرجال كانوا يعملون في القتال، ومشغولون به عن غيره، فكانوا يتركون ما عاداه لتصرف المرأة في غيبتهم ، الأمر الذي أفسح الطريق أمام المرأة للخروج للمجتمع المدني والتحرر من عزلتها (4) المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 50

 الشذوذ الجنسي
ولقد أدى تدهور وضع المرأة في اليونان، واحتقارها، وإهمال الرجال لها إلى انتشار الشذوذ الجنسي بين الطرفين أو الجنسين حتى أن عشق الغلمان كان يعترف به القانون اليوناني (5) المرأة والإسلام: غادة الخرساني ص 33

ولأن حواء في اسبراطه حصلت على مكاسب عديدة بخروجها إلى الحياة العامة فقد لمعت النساء من خلال التردد على الأندية والاختلاط بالرجال الأمر الذي أدى إلى شيوع الفواحش،وكثرت العلاقات الغير سوية بين الرجال والنساء
 المرأة التي وظيفتها وعاء انجاب
فنظرة الإغريق للمرأة كانت مليئة بالاحتقار حيث تستعمل المرأة كأداة للإنجاب فيما يتفرغ الرجل لعشيقاته وجواريه وغلمانه 
ويدفنها تحت الحجاب ليقلل حركتها، فكان حجاب المرأة اليونانية حجاب كامل لا يظهر فيه سوى العين .

 تمثال امرأة بالملابس اليونانية القديمة
فلقد كانت المرأة الإغريقية مسلوبة الإرادة في كل شي وخاصة المكانة الاجتماعية , فقد كانت محرومة من القراءة والكتابة والثقافة العامة وقد ظلمها القانون اليوناني فمنعها من الإرث كما إنها كانت لا تستطيع الحصول على الطلاق من زوجها وعليها أن تظل خادمة مطيعة لسيدها ورب بيتها
تاجر رقيق في روما
وكان الإغريق ينظرون  إلى المرأة كما ينظرون إلى الرقيق ويرون أن عقلها لا يعتد به ،وقد كانت الفتاة الإغريقية لا تغادر منزلها حتى يتم زفافها , ولم تكن الزوجة ترى وجه زوجها إلا ليلة الزفاف وكانت الزوجة تختفي من المنزل إذا استضاف الزوج صديقا له
ورغم أن الحضارة الإغريقية تقدمت ولمع اسم المرأة في نهاية عهد الإغريق إلا أن المرأة لم تنل حريتها أو تحصل على حقوقها بالمفهوم الصحيح بسبب انشغال القادة والمفكرين بحياة الترف وانتشار الانحلال الأخلاقي
 
 افروديت  ربة الجمال والحب والخصب
وحتى تقدمها كان على حساب تكوينها الجسماني ومظهرها الخلقي لا غير ، فتفننوا في نحت التماثيل الفاضحة ونقش الصور المكشوفة وجعلوا من المرأة رمزاً للجمال والحب والعشق ومصدراً للشهوات الحيوانية والأهواء الوحشية ، وبهذا فقدحصروا النظر إلى المرأة كأنها إنسانة ساقطة لا تعدو عن كونها صورة خليعة أوتمثال من البرونز ، يركعون بين يديه إكبارا لنواحي الجمال التي يبرزونها فيه
 
كيوبيد (ابنه لافروديت) رمز الحب
وكان من جراء جريهم وراء الشهوات الحسية أن تغلبت عليهم المادة ، وجرفهم تيار الغرائز البهيمية وسيطرت عليهم الأهواء الجامحة , ولم يبقى من تاريخ المرأة عندهم إلا صورة فاضحة نقشها رسام مبدع أعجبت ريشته كل من كان يفضل الخلاعة والتي انتشرت بشكل كبير جدا في الحضارة اليونانية القديمة

هذا ولم تتغير النظرة إلى المرأة اليونانية في العصر الحاضر، فما زال ينظر إليها على أنها صاحبة اللسان، الذي يشبه السيف، ولا يلحقه الصدأ.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق