الخميس، 27 ديسمبر 2012

(8) الرق في العصور الوسطي:: ملك اليمين: السراري والإماء:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة



الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(5) ملك اليمين: السراري والإماء
(8) الرق في العصور الوسطي:
العصور الوسطي: هي فترة من تاريخ أوروبا الغربية تقع مابين العصور القديمة والعصور الحديثة، فقبل العصور الوسطي كانت أوروبا الغربية جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، أما بعد انتهاء العصور الوسطي، فقد اشتملت أوروبا الغربية على ما عرف بالإمبراطورية الرومانية المقدسة، ومملكتي إنجلترا وفرنسا وعلى عدد من الدول الصغرى. وقد عرفت العصور الوسطي أيضًا باسم فترة القرون الوسطي، كما يطلق عليها اسم العصور المظلمة. وتشير كلمة مظلمة إلى الغياب المفترض في حقل العلم والمعرفة خلال تلك الحقبة، لكننا الآن ندرك أن العصور الوسطي لم تكن مظلمة إظلامًا تامًا، وإن كانت تبدو كذلك لعلماء عصر النهضة المتقدم نسبيًا وللمؤرخين المتأخرين الذين تأثروا بهؤلاء العلماء فيما بعد.
امتدت العصور المظلمة في الفترة من حوالي القرن الخامس الميلادي إلى القرن الحادي عشر الميلادي؛ حيث كان مستوى التعليم والثقافة خلالها في غاية الانحطاط، وكانت المعلومات الوثائقية حول تاريخ هذه الفترة قليلة ومتأثرة بالخرافات والأساطير.
أما إذا انتقلنا إلى أوربا في العصور الوسطي، عصور الخروج من الظلام إلى النور، كما يسمونها،  نجد أن حال الرقيق بها يُرثى له، فلم يجدوا ما يُقدر آدميتهم، وسط تلك الحضارة، التي يزعمون، ولها يُهللون ويُصفقون، فلم يجد هؤلاء البؤساء، ما يُوفر لهم الرعاية أو حتى يعترف لهم بأبسط الحقوق، رغم كثرة الواجبات، التي كانت ملقاة على عاتقهم، وكثرة الأحمال التي أثقلت كواهلهم، ففي تلك العصور ظهر في أوربا طبقة الأمراء، وهم السادة ملاك الأرض، وطبقة العبيد أو الأرقاء، الذين كانت تقع على عاتقهم مهنة زراعة الأرض، وخدمة السادة من الأمراء والنُبلاء.
ولم يكن من حق طبقة العبيد من أرقاء الأرض مغادرتها إلى أخرى، فهم جزء من الأرض، يُباعوا ببيع الأرض، وينتقلا سويا إلى سيد جديد، ومالك جديد، هذا فضلا عن حرمانهم من أبسط حقوقهم كحقهم في الزواج بين بعضهم البعض، فكان ذلك لا يتم إلا إذا وافق السيد من طبقة الأمراء.
وظل ذلك الوضع المهين لكرامة الإنسان رجلا كان أو امرأة حتى القرن التاسع عشر حيث أُلغي ذلك النظام في جزء منه، وبقى الباقي، فقد أٌلغي استرقاق الأوربيين، بينما استمر استرقاق غيرهم من شعوب آسيا وأفريقيا، لخدمة السادة من الأوربيين، فقد كانت أسواق النخاسة التي فتحها الأوربيون للاتجار في أبناء أفريقيا تُحقق أرباحا ضخمة لمنْ يُديرها من البيض.
ولا يخفى على كل ذي لُب حجم الرقيق، الذي جمعته تلك التجارة في الأمريكتين، فقد كانت تُجاوز الست عشر مليونا، كما لا يخفى كم الذل والمهانة، التي كان يلقاها هؤلاء الزنوج على يد الأمريكان البيض، الذي كان بوسع الرجل منهم قتل الزنجي شنقا على قارعة الطريق دون سؤال أو محاكمة، وكان كل ذلك يتم لهؤلاء الرقيق على يد البيض في حماية القانون، ولقد استمر ذلك الوضع المخزي حتى القرن العشرين، كما لا يغيب عنا، ما كان يحدث للسود على يد البيض في جنوب أفريقيا أصحاب الأرض حتى عهد قريب، فقد كانت الدية التي يدفعها الأبيض، إذا ما قتل زنجيا لا تتجاوز المائتين دولار مقسطة على ستة أشهر.
ففي القرون الوسطي كان الأرقاء في فرنسا وإيطاليا والجزر البريطانية وأسبانيا القديمة يكلفون بالأعمال الزراعية من حرث وزرع وحصد؛ لأن الأعمال اليدوية في نظرهم كانت محتقرة لا يقوم بها الأحرار ! وكان الأرقاء في ألمانيا يقدمون إلى سادتهم مقادير معينة من القمح أو الماشية أو الملابس،وكان لكل عبد مأوى يقيم فيه، ويدبّر أحواله كما يريد. وكان الفرنج – وهم الألمان الذين يقيمون على جانبي نهر الراين الأسفل – يعاملون الأرقاء أقسى معاملة، فإذا تزوج حرّ رقيقة أجنبية صار رقيقًا مثلها، وإذا تزوجت حرّة رقيقًا أصبحت رقيقة، وفقدت الحرية التي كانت تتمتع بها. وفى لمبارديا كانت الحرّة إذا تزوجت رقيقًا حكم عليهما بالإعدام.
ولدى الأنجلوسكسون – وهم الأمم الجرمانية التي تناسل منها الإنجليز – كان الأرقاء ينقسمون قسمين : قسم كالمتاع يجوز بيعه، وقسم كالعقار يقوم بحرث الأرض وزرعها، ويباح لهم جمع مال يدفعونه لسادتهم. وكانت نظرة الأوروبيين إلى العبيد حتى القرن التاسع عشر أنهم لا روح لهم ولا نفس، ولا إرادة. فإذا اعتدى زنجي على سيده أو على حر من الأحرار، أو سرق أي شيء كان القتل جزاء له. وإذا هرب عوقب بقطع أذنه في المرة الأولى، وكوى بالحديد المحمىِّ في المرة الثانية، وقتل في الثالثة. وإذا قتل المالك رقيقه فللقاضي الحق في أن يحكم ببراءة المالك ! ولا يجوز لغير البيض اكتساب العلم والمعرفة. وكان القوط  وغيرهم من القبائل في أوروبا يحكمون على الحرّة التي تتزوج من عبد بالحرق معه ! وفى قوانين قبائل الأسترغوط يحكمون بالقتل على الحرّة التي تتزوج بعبد وأولادهم جميعًا يسترّقون إن حدث إنجاب قبل قتلهم 
إن المتتبع لسير تاريخ هذه التجارة في العصور الوسطي وما بعدها , يتضح له الآتي:
- مارس الأسبان تجارة الرقيق عبر المراسيم الملكية والخاصة باستيراد العبيد من أفريقيا , الذي طرح للتنافس بين الشركات المتخصصة في استيراد العبيد وكان العدد المطلوب ( 4000 ) عبد أفريقي
- كذلك عملت بريطانيا في تجارة العبيد ونقلتهم للعمل في المزارع في أوروبا أو تصديرهم من بعد إلى أمريكا وغيرها , حيث لا زالت الأقبية التي كان يُسجن بها العبيد في ( ليفربول ) قائمة حتى اليوم للاستشهاد بدور بريطانيا في تجارة الرقيق , ويمكن اعتبار أهم المتاحف التي توثق ذلك , المتحف الذي أقامته ( مؤسسة بيتر مورسن ) الذي يضم وثائق مهمة تثبت ذلك.
- قامت تجارة الرقيق الموجهة إلى شبه الجزيرة العربية عبر التجار الهنود الذين يحملون الجنسية الإنجليزية في زنجبار وكانت ممارستهم لهذه التجارة تتم تحت حماية الإنجليز أنفسهم , فقد اكتشف المسيو ( فونتييه ) الفرنسي , مئات العبيد من الأفارقة في موانئ ( كنش ) و ( كاتيارو ) و ( السند ) و ( بومباي ) الهندية التي تدار من قبل الحكومة البريطانية في الهند
- من الأمور الموثقة انه تم تصدير ما يقرب من ( 12 ) مليون أفريقي إلى الأمريكتين والجزر في المحيط الأطلسي والهادي ولم يصل منهم إلا نحو ( 8 ) ملايين , بينما قتل البقية نتيجة موتهم أو رميهم أحياء في البحر
- مارس روساء أمريكا تجارة الرقيق بأنفسهم أو امتلكوا العبيد مثل ( جورج واشنطن ) و ( توماس جيفرسون ) و ( جيمس ماديسون ) و ( اندرو جاكسون ) و ( مارتن بورين - الذي كان يمتلك 100 عبد بنفسه ) و ( جيمس نايلور - الذي كان يصرح انه العبودية فيها فائدة للعبيد.
(9) الرق في شبة الجزيرة العربية:
 لقد انتشر الرق في الجزيرة العربية، وكان سائدا أو معترفا به، فقد جاء كنتيجة حتمية للحروب، فالمنتصر يحول الأسرى المهزومين إلى عبيد لخدمته، أو يبيعهم لمنْ يشاء، إذا ما أرضاه الثمن، هذا بخلاف عمليات السطو، التي كانت تقع في الصحراء على القوافل، التي كانت تسير بها، وعلى الأفراد العاديين، فكان ينتهي بهم الحال إلى الرق، وقد يبيع الرجل أحد أبنائه، إذا ما ألم به فقر، كما حدث مع رباح والد مؤذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بلال بن رباح.
فالعرب مارسوا تجارة الرقيق ولكن ليس بالصورة التي يصورها الغرب من أنهم أرباب تلك التجارة , وهذا يتضح لنا من خلال تواجد إخوتنا في الأوطان حاليا من السمر , ولكن كان ذلك  بصورة اقل مما حاول الغرب إلصاقه من تهمة تجارة الرقيق بالعرب فقط.
ففي الجزيرة العربية: ما كانت الحرب تشتعل بين حين وآخر بين القبائل العربية بدافع العصبية والقَبَليَّة، ومما لا شَكّ فيه أنّه كان لهذه الحروب المستمرَّة نتائج وَبِيلَة على الفريق المنهزم؛ وذلك لما يترتّب على الهزيمة من سبي النساء والذريَّة والرجال إن قُدِر عليهم، وقد يتم قتلهم، أو استرقاقهم وبيعهم عبيدًا، ولم يكن هناك ما يُسَمَّى بالمنِّ عليهم أو إطلاق سراحهم دون مقابل، وكانت الحروب تمثل أَحَدَ الروافد الأساسيَّة لتجارة العبيد، ورغم كل ذلك فلم ترق تجارة الرقيق في بلاد العرب إلى ذات المستوى الذي وصلت إليه في بلاد أوربا
(10) الرق في الديانة اليهودية:
كان اليهود دائماً وأبداً من أكبر المتاجرين بالبشر فى كل العصور . فقد رحبت اليهودية بمسألة الرق ترحيبا كبيرا ولم نجد بين طيات كتب اليهود ما يمنع أو يمانع ذلك الأمر بكل كل ما وجدناه تشريعات مخصوصة بالرقيق وتستحسن ذلك الأمر فكيف لهم أن يثيروا أمرا هم غارقون فيه إلى الأذقان ؟! فالقوم ينطلقون من عقيدة أساسية عندهم هي أنهم شعب الله المختار، فمن الطبيعي –عندهم - أن يكون الآخرون من كل أجناس الأرض الأخرى عبيداً لهم ، يمارسون ضدهم أبشع أنواع القهر و الاستعباد و الاستغلال ، إن لم يفتكوا بهم بلا أدنى رحمة !! وهكذا حسم اليهود أمرهم مبكراً بتلفيق نصوص فى التوراة الموجودة بأيديهم الآن ، لتعطيهم صراحة الحق إما فى استرقاق الآخرين كما يحلو لهم ، وإما إبادتهم بالكامل إن أرادوا !!!
- فقد جاء في الإصحاح الحادي عشر من سفر الخروج فى العهد القديم أنه :"لكي تعلموا أن الربَّ يُميِّز بين المصريين وإسرائيل ، فينزل إلىّ جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لي .." 7-8 (!!) .
وطبقاً لهذه النظرية فإن اليهود كانوا دوماً من أكبر وأشهر التجار فى أسواق النخاسة فى كل أنحاء المعمورة ، فمعبودهم الأول والأخير هو الذهب ، الذي لا يتورعون- فى سبيل الحصول عليه- عن امتصاص دماء الآخرين ، وبيعهم فى الأسواق كالبهائم سواء بسواء !! وحتى الأطفال و البهائم والأمتعة لم تنج من بطش أحفاد القردة و الخنازير الذين يطبقون نصوص البطش و الإجرام الملفقة
تقول التوراة المحرفة التي بأيدي اليهود اليوم فى الإصحاح العشرين من كتاب الثنية المزعوم
"حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح . فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير وتستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة وكل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبقى منها نسمة ما بل تحرّمها تحريمًا"
أما عن المدن التي لا تعبد إله إسرائيل, فإنها كما جاء فى الإصحاح الثالث عشر من سفر التثنية: "فضرباً تضرب بحد السيف وتحرّم بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف, تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها, و تحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاً إلى الأبد لا تُبنى بعده"
أما الإصحاح الحادي و العشرين من سفر الخروج فإنه ينص صراحة على جواز شراء العبيد : "إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا. إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه. إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي وامرأتي وأولادي. لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد"
هذا إن كان عبرانياً. أما استرقاق غير العبراني فهو عن طريق الأسر والتسلط ، لأنهم يعتقدون أن جنسهم أعلى من غيرهم ، ويصطنعون لهذا الاسترقاق سنداً من توراتهم فيزعمون : إن حام بن نوح – وهو أبو كنعان كان قد أغضب أباه ، لأن نوح سكر يوماً ثم تعرى و هو نائم فى خبائه !! فأبصره حام كذلك فلما علم نوح بهذا بعد استيقاظه غضب ، ولعن نسله الذين هم كنعان ، وقال – كما فى التوراة فى سفر التكوين إصحاح 9/25 -26 "ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته ، وقال: مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبداً لهم " وفى الإصحاح نفسه27"ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام ، وليكن كنعان عبداً لهم"
وقد اتخذت الملكة "إليزابيث" الأولى – ملكة بريطانيا قديمًا - من هذا النص الملفق سنداً لتبرر تجارتها في الرقيق التى كانت تسهم فيها بنصيب الأسد .
- و في سفر التثنية الإصحاح الحادي والعشرون :-
"إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك وسبيت منهم سبيا ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بيعا بفضة ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها"
- و في سفر التثنية في الإصحاح العشرون ما يلي :-
"وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. "
- وهذا نبي الله داود عليه السلام يقول عنه الكتاب المقدس في سفر صموئيل الثاني ما يلي :-
"وأخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، فولد أيضا لداود بنون وبنات"
- وسفر ارميا الإصحاح الثاني العشرون نجد أن الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك :-
"كل رعاتك ترعاهم الريح ومحبوك يذهبون إلى السبي. فحينئذ تخزين وتخجلين لأجل كل شرك"
- وفي سفر عاموس الفقرة سبعة من الإصحاح السابع عشر قال الرب: "امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بـالسيف وأرضك تقسم بـالحبل وأنت تموت في أرض نجسة وإسرائيل يسبى سبيا عن أرضه"
- وفي سفر عاموس الفقرة خمسة من الإصحاح الخامس:
"ولا تطلبوا بيت أيل وإلى الجلجال لا تذهبوا وإلى بئر سبع لا تعبروا. لأن الجلجال تسبى سبيا وبيت أيل تصير عدما"
مما تقدم ندرك أن توراة بني يهود قد أباحت الرق بطريقين:
(أ) البيع:
فقد أباحت التوراة للعبري أن يبيع بنته فتكون أمه للعبري الذي يشتريها، أو يبيع نفسه للعبري وفاءا لدينه إذا عجز عن سداده، أو إذا ما سرق شيئا وعجز عن تعويضه للمسروق منه، فيُباع بسرقته، وذلك وفقا لما جاء في سفر الخروج" إذا اشتريت عبدا عبريا: فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا"
(ب) الحرب:
فإذا هاجم العبري قرية وسلمت له دون مقاومة، تحول أهلها إلى عبيد يُسخرون لخدمة العبري، أما إذا حاربت وهُزمت تعين على العبري، أن يقتل جميع ذكورها بالسيف، بينما يستولي على النساء والأطفال كغنيمة له يتصرف فيها كيف يشاء، فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح العشرون ما نصه: "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح،فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير وتستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة وكل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبقى منها نسمة ما بل تحرّمها تحريمًا"
(11) الرق في الديانة المسيحية:
قال  البعض أن المسيحية جاءت لتحرير الإنسان من العبودية واتهموا الإسلام زوراً بأنه شرع العبودية ،فتعالوا نكشف المستور حول هذه النقطة،جاءت المسيحية فوجدت الرق كنظام قائم، ومعترف به، فأقرته، ولم تعمل على إلغائه، أو الحد منه، بل أكثر من ذلك أمرت العبيد بطاعة سادتهم، كطاعتهم للسيد المسيح – عليه السلام – وهذا ما يتضح لنا من الرسالة، التي بعث بها بولس الرسول إلى أهل إفسس حيث يقول موجها خطابه للعبيد والإماء: "أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح ، عاملين مشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس ، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أو حرا" الإصحاح السادس (5-9)
 القديس بطرس يحمل مفاتيح ملكوت السموات رمز سلطته على الكنيسة.
ولقد أوصى بطرس الرسول بما يشابه تلك الوصية، وأوجبها آباء الكنيسة واعتبر الرق كفارة عن ذنوب البشر، يؤديها العبيد، لما استحقوه من غضب السيد الأعظم.
وفي المعجم الكبير للقرن التاسع عشر ( لا روس )
" لا يعجب الإنسان من بقاء الرق واستمراره بين المسيحيين إلى اليوم ، فإن نواب الدين الرسميين يقرون صحته ويسلمون بمشروعيته " .وفيه : " الخلاصة : أن الدين المسيحي ارتضى الاسترقاق تماماً ، إلى يومنا هذا ، ويتعذر على الإنسان أن يثبت أنه سعى في إبطاله " .
وأقر القديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء .
فرجال الكنيسة لم يمنعوا الرق ولا عارضوه بل كانوا مؤيدين له ، حتى جاء القديس الفيلسوف توماس الأكويني فضم رأي الفلسفة إلى رأي الرؤساء الدينيين ، فلم يعترض على الرق بل زكاه لأنه - على رأي أستاذه أرسطو - حالة من الحالات التي خلق عليها بعض الناس بالفطرة الطبيعية ، وليس مما يناقض الإيمان أن يقنع الإنسان من الدنيا بأهون نصيب 
وجاء في قاموس الكتاب المقدس للدكتور جورج يوسف:
"إن المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي ولا من وجهها الاقتصادي ، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في آدابهم من جهة العبودية ، حتى ولا المباحثة فيها ، ولم تقل شيئاً ضد حقوق أصحاب العبيد ، ولا حركت العبيد إلى طلب الاستقلال ، ولا بحثت عن مضار العبودية ، ولا عن قساوتها , ولم تأمر بإطلاق العبيد حالاً ، وبالإجماع لم تغير النسبة الشرعية بين المولى والعبد بشيء ، بل بعكس ذلك فقد أثبتت حقوق كل من الفريقين , وواجباته"
تستخدم ترجمات الإنجيل كلمة (servant) أو (خادم) ولكن عند استخدام الترجمة الحقيقية من العبرية أو اليونانية تجد أنها (slave) أي (عبد).
ومن أبرز نصوص الكتاب المقدس التي تدعم وتؤكد العبودية والرق:
أولاً : العهد القديم :
- نبي الله إبراهيم كانت له سراري و ملكات يمين دخل عليهن التكوين ( 16: 2 ) فقالت ساراي لإبرام هوذا الرب قد امسكني عن الولادة ادخل على جاريتي) لعلي ارزق منها بنين فسمع إبرام لقول ساراي)
جارية أي أمـه و دخل عليها إبرام تعني ملك يمين) التكوين ( 25: 6 ) و أما ((بنو السراري)) اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا و صرفهم عن اسحق ابنه شرقا إلى ارض المشرق و هو بعد حي
بنو السراري تعني أن لإبراهيم كانت له أكثر من ملك يمين و جامعهن كلهن و أنجب منهم ((بنو السراري)) فبنو السراري لا تدل على واحدة مثلاً أو لاثنتان بل بحد أدنى ثلاثة .
- نبي الله داود كانت له سراري و ملكات يمين صموئيل الثاني ( 5: 13 ) و اخذ داود أيضا ((سراري و نساء)) من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضا لداود بنون و بنات أخذ سراري و نساء من أورشليم و سراري لا تدل على وأحدث ولا اثنتان و السراري كما تعلم هن ملكات اليمين أو الإماء.
- نبي الله سليمان صاحب سفر الجامعة و نشيد الإنشاد كانت له ثلاثمائة (300) سرية و ملكات يمين الملوك الأول ( 11: 3 ) و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه .
فكانت له 300 من السراري و 700 زوجة ، بغض النظر عن كيفية تقسيم الوقت بينهم :) ولكن كانت له 1000 زوجة منهم 300 ملكات يمين
- رحبعام و ستون (60) من السراري أخبار الأيام الثاني ( 11: 21 ) و أحب رحبعام معكة بنت ابشالوم أكثر من جميع نسائه و ((سراريه)) لأنه اتخذ ثماني عشرة امرأة و ((ستين سرية)) و ولد ثمانية و عشرين ابنا و ستين ابنة 

- و قد أمر الرب مباشرة بالاستعباد و التسخير التثنية 20: 10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فان أجابتك إلى الصلح و فتحت لك ((فكل الشعب)) الموجود فيها يكون لك ((للتسخير و يُستعبد)) لك يكون كل الشعب "للتسخير" و " للاستعباد" و لا تعليق
و مع قراءة باقي النصوص من سفر التثنية الإصحاح العشرين الأعداد 12 ، 13 ، 14 و إن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها و إذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب ((جميع ذكورها)) بحد السيف
و أما النساء و الأطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها ((فتغتنمها لنفسك و تأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك))
- اسحق يُقدم العبيد التكوين ( 27: 37 ) فأجاب اسحق و قال لعيسو إني قد جعلته ((سيدا لك)) و دفعت إليه جميع إخوته ((عبيدا)) و عضدته بحنطة و خمر فماذا اصنع إليك يا ابني الآلة يأمر بامتلاك العبيد سفر اللاويين ( 25: 44 ) و أما ((عبيدك و إماؤك)) الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم منهم ((تقتنون عبيدا و اماءاً)) 45 و أيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون و من عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ((ملكا)) لكم.
- إذا ضربت عبدك ضرب بارح ومات بعد يوم من ضربه فلا عقاب عليك لأنك مالكه سفر الخروج 21: 20 و إذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه 21 و لكن إن بقي يوما أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله
 القديس بولس يكتب رسائله، لوحة الفنان الهولندي رمبرانت..
ثانياً : العهد الجديد
- الأمر بأن يطيع العبيد سادتهم خاصة إن كانوا مسيحيون: رسالة تيموثاوس الأولـى 6: 1 جميع الذين ((هم عبيد)) تحت نير فليحسبوا سادتهم مستحقين كل إكرام لئلا يفترى على اسم الله و تعليمه 2 و الذين لهم سادة مؤمنون لا يستهينوا بهم لأنهم أخوة بل ((ليخدموهم)) أكثر لان الذين يتشاركون في الفائدة هم مؤمنون و محبوبون علم وعظ بهذا .
- و على العبيد أن يخضعوا لساداتهم و يرضوهم رسالة تيطس ( 2: 9 ) و ((العبيد)) أن يخضعوا لسادتهم و يرضوهم في كل شيء غير مناقضين .
أمرهم أن يطيعوا ساداتهم "بخوف" و "رعدة"
- رسالة أفسس ( 6: 5 ) أيها ((العبيد)) أطيعوا سادتكم حسب الجسد ((بخوف)) و رعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح
- مرة أخرى الأمر للعبيد بطاعة السادة رسالة كولوسي ( 3: 22 ) أيها العبيد أطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب العبيد يجب أن يقبلوا حالتهم كعبيد
- رسالة كورنثوس الأولى ( 7: 21 ) دعيت و أنت عبد فلا يهمك بل و إن استطعت أن تصير حرا فاستعملها بالحري. يعني حتى و لو كان سيدك عنيفاً و يضربـك فكُن خاضعاً أيضاً
- رسالة بطرس الأولى ( 2: 18 ) أيها الخدام ((كونوا خاضعين)) بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء أيضا
من ذلك ندرك أن المسيحية لم تأتي لتحرير العبودية بل لتأكد حق العبودية وعلى العبد أن يقبل حالته كعبد.
هذه هي بعض الحقائق عن الرق، والتي كانت منتشرة قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام تغيرت الأحوال، وتبدلت المعاملة، التي كان الرقيق يلاقونها قبل الإسلام، فماذا فعل الإسلام للرقيق وبالرقيق؟!