السبت، 14 مارس 2015

4- الطلاق في بلاد الرومان :أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام :9- الطلاق :رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:

الإمبراطورية الرومانية في أقصى حد في إطار تراجان في 117 ميلادي.
الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
9- الطلاق :
أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام :




4- الطلاق في بلاد الرومان
لقد درج نظام الطلاق عند الرومان علي نفس النسق الذي درج عليه نظام الزواج , كحق مكتسب للرجل , و ليس للمرأة  حق المطالبة به , فكما كان الزواج عند الرومان يتم بثلاث طرق , كذلك الأمر بالنسبة للطلاق , فكان يتم بثلاث طرق أيضا , فلقد انحصرت طرائق الزواج عند الرومان في :-
أ- زواج ديني : يتم في المعابد , و يشهد عليه عشرة شهود .
ب- زواج مدني : ويتم بشراء الزوج – للزوجة .
ج- زواج السيادة : و فيه يعاشر رجل امرأة لمدة سنة كاملة دون انقطاع فيكتسب السيادة عليها , و تنتقل من منزل عائلتها الأصلية الي منزل ذلك المعاشر الذي يصبح بعد السنة زوجا و سيدا لها .
و على نسق تلك الطرائق للزواج , سايرته طرائق الطلاق و التي انحصرت في :-
أ- طلاق ديني : و كان يختص بحالات الزواج الديني , و يقع في حفلة دينية تطلب فيها الزوجة من زوجها الانفصال عن الديانة التي اعتنقها .
ب- طلاق مدني : و يختص بحالات الزواج المدني , حيث يقوم الزوج ببيع زوجته الي مشتري صوري .
ج- طلاق السيادة : و يختص بحالات زواج السيادة أو المعاشرة , و فيه تلجأ المرأة الي قطع سريان مدة السنة المتصلة في معاشرة الرجل حتي لا يكتسب السيادة عليها , و كانت تصل الي ذلك بالمبيت ثلاث ليال متتالية كل سنة خارج منزل الزوجية , و قد زال ذلك الزواج بالسيادة و تبعاته خلال العصر العلمي , حيث سمح للزوجة بأن تطلب من سيدها أو زوجها تحريرها من سيادته .
و من أبرز أسباب الطلاق عند الرومان :-
- عقم الزوجة .           – ارتكابها لجريمة الزنا .            
-  تزييف مفاتيح المنزل                             
- ادعاء الولادة كذبا     
- الذهاب بدون اذن الزوج الي الحمام العمومي .                              – تناولها الطعام في محل عمومي .          
– ذهابها الي الملعب برفقة شخص أجنبي .
هذا و لقد تفشي الطلاق في المجتمع الروماني في العصر الأخير من الجمهورية و بداية عصر الامبراطورية , حتي أضحت النسوة يعددن أعمارهن بعدد مرات الطلاق , كما اتخذ الطلاق في عهد – جوستنيان – أربع صور يمكن ايجازها فيما يلي :-
1-  طلاق باتفاق الطرفين :- ولا يترتب عليه أي جزاء أو عقاب .
2- طلاق مباح :- و تنحصر أسبابه في : عقم الزوجة – الترهب – جنون أحد الزوجين – اعتقاد الزوجة بوفاة زوجها الأسير .
3- طلاق مشروع : و هو الذي تتوافر له أسبابه المشروعة مثل :- ذهاب الزوجة دون اذن الزوج الي الحمام العمومي – هجر الزوجة لمنزل الزوجية – زنا الزوجة – زنا الزوج في منزل الزوجية – تناول الزوجة الطعام في محل عمومي – ذهاب الزوجة الي الملعب برفقة شخص أجنبي – و في هذه الحالة تقع تبعات الطلاق علي من أحدث أسبابه من الزوجين .
4- طلاق بدون سبب مشروع :- و هو الطلاق الذي يقع دون توافر أي سبب من الأسباب السابقة , و هو يكون طلاق صحيح , الا أن المطلق يقع لعقوبات مادية و مدنية تنحصر في : فقدان الزوج حقه في الدوطة و الهبات الزوجية – دفعه لغرامة مالية قد تصل الي ربع أمواله .
أما العقوبات المدنية فهي باختلاف الأحوال و التي منها : أن الزوجة الزانية يحكم عليها بالسجن المؤبد في الدير و بالتالي لا يحق لها الزواج مرة أخري , فلقد انتشر الطلاق في بلاد الرومان طمعا في المال و الجمال , و غراما بالنساء , فكما وقع الطلاق من الخاصة , وقع كذلك من عامة الشعب , فلقد طلق يوليوس قيصر مرتين , و أنطونيو ثلاث مرات , و اكتفيو أربع مرات , و نظرا لتفشي حالات الطلاق فقد صدر تشريع جوليا سنة 14م – في محاولة للحد من حالات الطلاق , فوضع عقبات متعددة أمام راغبي الطلاق , و التي منها : وجوب اعطاء الزوجة وثيقة طلاق أمام سبعة شهود بالغين من الرومان . الا أن ذلك لم يوقف نزيف الطلاق في المجتمع الروماني , و لقد حاولت الكنيسة المسيحية التخفيف من شهرته , ثم حظرته حظرا , الا أن المرأة الرومانية لم تخول حق المطالبة بالطلاق , فاذا ما حاولت الفراق أو الطلاق تعرضت للعقاب الصارم من جراء ذلك .

السبت، 7 مارس 2015

3- الطلاق في بلاد اليونان: أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام :9- الطلاق :رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
9- الطلاق :
أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام :
3-  الطلاق في بلاد اليونان:




لقد مارس اليونانيون الطلاق , و كان الطلاق بيد الزوج وحده , ينفذه متي شاء دون ابداء أية أسباب , فقد كان من حق الزوج طرد زوجته متي شاء , و دون ابداء آية أسباب ؟! و لكن كان عليه الالتزام برد ضعف قيمة المهر (( الدوطة )) أو رد المهر مضافا اليه نصف قيمته الي الزوجة اذا ما رغب في الانفصال عنها , علاو علي أنه لم يكن بوسع المرأة أن تلجأ الي القضاء , و تقدم ورقة مكتوبة الي القاضي تطلب فيها الطلاق موضحة أسبابه , و ظلت محرومة من هذا الحق حتي العصر الكلاسيكي .
عرفها الرومان باسم ديانا وعرفها الاغريق بآرتميس (باليونانية القديمة: Άρτεμις)، بحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة، هي إلهة الصيد والبرية،
فالقاعدة العامة التي كانت تحكم الطلاق عند اليونانيين أن الطلاق من حق الرجل وحده , فقد كان من حق الزوج طرد زوجته من المنزل من غير أن يبدي لذلك أسبابا , ومن بين أسباب الطلاق عند اليونانيين عقم الزوجة , فكانت تطلق اذا ما كانت عقيما , نظرا لكون الزواج عندهم تنحصر في الانجاب , بينما يسقط حقها في طلب الطلاق اذا كان الزوج عقيما , ففي مثل هذه الحالة كان يسمح للزوج العقيم بالاستعانة في هذه المهمة بأحد أقاربه , لكي يتم انجاب الأولاد , و في أغلب الأحيان كان الطلاق يتم اذا ما حدث نوع من التراضي بين الطرفين , و يكون ذلك باعلان رسمي .
فاليونانيون القدماء عرفوا الطلاق ، وكان عندهم بيد الزوج يوقعه لأى سبب ، دون إجراءات ، أما المرأة فلم يكن لها حق طلب الطلاق من القاضى إلا فى العصر الكلاسيكى .
ويؤكد حق الزوج فى طلاق زوجته عاملان :
أولهما : العقم لأن قصد الزواج هو النسل ، ويقول الأستاذ محمد فريد وجدى : إذا لم تلد المرأة بعد الزواج لمدة عشر سنين انفسخ العقد وحصل الطلاق من تلقاء نفسه . (1)
ثانيهما : الزنا ، بل إنه إذا شاع فسق الزوجات ، وتغاضى عنه الأزواج، فإن الزواج ينفسخ بقوة القانون .
وفى عصر أفلاطون : كان الطلاق معروفا غير أنه مكروه ، وقد اعتبره أفلاطون ظاهرة شاذة(2)
(1) بحث لفضيلته بمجلة الأزهر المجلد الخامس ص 132 .

(2) انظر : عادات الزواج للشنتناوى ص 143-160 د. سلام زناتى ص 396 وما بعدها ، د. الأنصارى ص 157 وما بعدها 167-168 ، د. عادل بسيونى ص 261-265