الأربعاء، 1 فبراير 2012

(10) مكانة المرأة الرومانية: --- الباب الثاني: مكانة ومنزلة المرأة في العصور التاريخية المختلفة (10) مكانة المرأة الرومانية:



(10) مكانة المرأة الرومانية:
 الإمبراطورية الرومانية
 لم تكن المرأة الرومانية بأحسن حالا من غيرها النساء، فقد كانت نظرة الاحتقار والتشاؤم، هي الأساس في التعامل مع المرأة الرومانية، ذلك التعالم الذي أهدر آدميتها و كرامتها وإنسانيتها، فقد كانت بمثابة العار، الذي يحاول صاحبه الخلاص منه بشتى السبل، فقد كانت المرأة الرومانية حبيسة القصور والدور، لا تعرف شئ عن المجتمع حولها، حيث تعيش في عزلة دائمة عن المجتمع، لا علاقة لها إلا مع الأباء أو الأزواج أو الأبناء، هذا وقد كان شعارهم في التعامل مع النساء إبان حضارتهم: أن قيد المرأة لا يُنزع، ونيرها لا يُخلع.
ومن ذلك قول كانوا المشهور:
NUNGUAM EXIVTUR SERVITMS NULIEBRIS(1)
المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 49
 المرأة الرومانية

فقد كانت السلطة في الأسرة الرومانية كلها للأب، فإذا مات انتقلت لابنه، أما المرأة فهي حبيسة هذا الظلم للأبد، ويقتضي زواج المرأة انتقالها من عائلتها الأصلية إلى عائلة زوجها، وتُعتبر ميتة بالنسبة لعائلتها الأصلية، وكانت المرأة تدخل عائلة زوجها بوصفها بنتا له، فتنقطع كل صلتها برب أسرتها، وتنفصل عن ديانتها الأصلية، وتسقط جميع حقوقها من إرث ووصاية، وترث من زوجها باعتبارها أختا لأولاده منها، وكان للزوج حق بيعها وطلاقها وعقابها. (2) الزواج والطلاق في جميع الأديان: الشيخ/ عبد الله المراغي ص 616
المرأة الرومانية أداة إغواء؟!
فلقد كانت المرأة في ظل عقيدة الرومان، كما كانت في ظل عقيدة اليونان، بل ربما كانت في منزلة أقبح، وذلة أقدح، نظرا لأن قدماء الرومان، كانوا يعتقدون أن المرأة أداة لإغواء، ووسيلة لخداع، وإفساد قلوب الرجال، يستخدمها الشيطان لأغراضه الشيطانية، ومن هنا شاعة نظرة الاستذلال والاستحقار للمرأة، بل إنهم كانوا يفرضون عليها عقوبات متنوعة شتى، يأباها الضمير الإنساني، ويحرمها العقل البشري.
هذا ويروي لنا التاريخ الروماني قصة المؤتمر الكبير، الذي انعقد في رومية- حيث تم بحث شئون المرأة – وانتهي إلى اتخاذ القرارات التالية:
·   إن المرأة موجود ليس لها نفس ( شخصية إنسانية ) ولهذا فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الآخرة.
·   يجب على المرأة ألا تأكل اللحم، وأن لا تضحك، وحتى يجب عليها أن لا تتكلم.
·   إن المرأة رجس من عمل الشيطان، ولهذا فإنها تستحق الذل والهوان في المجتمع.
·      على المرأة أن تقضي كل حياتها في طاعة الأصنام وخدمة زوجها.
القفل الحديدي على فم المرأة لمنعها من الكلام
هذا وقد اهتم الرومانيون بتنفيذ تلك القرارات حتى إنهم كانوا يضعون قفلا على فم المرأة لمنعها حتما عن الكلام، فكانت المرأة تعيش في بيتها، وفي فمها قفل من حديد، وتمشي في الشوراع وفي فمها ذلك القفل، الذي كانوا يسمونه (موزلير) (3) المرأة وحقوقها في الإسلام: لمبشر الطرازي ص 10،9
فالمرأة الرومانية متاعا مملوكا للرجل، وسلعة من السلع الرخيصة، يتصرف فيها كيف يشاء، فقد تقدم بعض أعضاء مجلس التربيون الروماني، بقانون يُحرم على المرأة التملك لأكثر من نصف أوقية من الذهب،وأن تلبس ملابس مختلفة الألوان،وأن لا تركب عربات إلى مدى ميل من روما إلا في بعض الحفلات العامة (4) حق الزوج علة زوجته، وحق الزوجة على زوجها: طه عبد الله عفيفي ص 12،13
ومع أن تعدد الزوجات كان أمرا غير مشروع في تقاليد الرومان، لكنه كان شائعا في الممالك الرومانية، ذلك لآن فالنتيان الثاني – أحد ملوك الرومان – أصدر أمره الملكي بإباحة تعدد الزوجات للرجال بدون تحديد عدد، ولا يروي لنا التاريخ أي استنكار قام به الأساقفة أو رؤساء الكنائس الرومانية، ضد أمر الملك فالنتيان الذي خالف تقاليد الرومان القديمة المعمول بها، مع مجافاتة الإنصاف في حق المرأة(5) المرأة وحقوقها في الإسلام: لمبشر الطرازي ص 10
 المرأة شجرة مسمومة ، أو رجس من عمل الشيطان ...
ولقد ظل هذا الأمر الملكي معمولا به حتى عهد كوستنيان الذي وضع بعض القوانين التي تُحد من تعدد الزوجات، ولكنها لم تلق بالا لدى السواد الأعظم من الرومانيين، فظلت عادة تعدد الزوجات معمولا بها.
 نجاسة المرأة
هذا ولقد شاعة في العهد الروماني عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة، ولحقت بالمرأة لعنة الخطيئة، فكان الابتعاد عن المرأة حسنة مأثورة.

هذا بخلاف السلطة المطلقة للأب في العائلة الرومانية، فقد كانت له صفة القسيس، فهو الحاكم ذو السلطة على أعضاء العائلة، الذي تجب طاعته عليه جميعا، وكانت المرأة لابد لها من الدخول في دين زوجها بعد الزواج، وذلك لأن السلطة كانت تنتقل للزوج فور إتمام الزواج، الأمر الذي دفع الرومانيين إلى كراهية البنات، فكانوا يودون أن يكون أولادهم ذكورا.
أما الأهلية المالية للمرأة أو البنت الرومانية:
 فلم يكن للبنت حق التملك وإذا اكتسبت مالاً أضيف إلى أموال الأسرة، ولا يؤثر على ذلك بلوغها ولا زواجها، وفي العصور المتأخرة في عصر قسطنطين تقرر أن الأموال التي تحوزها البنت عن طريق ميراث أمها تتميز عن أموال أبيها، ولكن له الحق في استعمالها واستغلالها، وعند تحرير البنت من سلطة رب الأسرة يحتفظ الأب بثلث أموالها كملك له ويعطيها الثلثين.
وفي عهد جوستثيان قرر أنه كلما تكتسبه البنت بسبب عملها أو عن طريق شخص آخر غير رب أسرتها يعتبر ملكاً لها ، أما الأموال التي يعطيها لها رب الأسرة فتظل ملكاً له ، على أنه وإن أعطيت حق تملك تلك الأموال، فإنها لم تكن تستطيع التصرف فيها دون موافقة رب الأسرة , وإذا مات رب الأسرة يتحرر الابن إذا كان بالغاً ، أما الفتاة فتنتقل الولاية عليها إلى الوصي ما دامت على قيد الحياة.

 المرأة الرومانية حبيسة القصور والدور
 ثم عدّل ذلك أخيراً بحيلة للتخلص من ولاية الوصي الشرعي بأن تبيع المرأة نفسها لولي تختاره ، فيكون متفقاً فيما بينهما أن هذا البيع لتحريرها من قيود الولاية ، فلا يعارضها الولي الذي اشتراها في أي تصرف تقوم به.
كما كانت قوانين الألواح الاثني عشر تعتبر الأسباب الثلاثة الآتية أسباباً لعدم ممارسة الأهلية وهي : السن، الحالة العقلية ، الجنس أي الأنوثة ، وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولهم: لطيش عقولهن . 
المرأة ما بين الرق والبغاء في الحضارة الرومانية
ولكن وضع المرأة عند الرومان كان بين مد وجزر فحتى شبه الحقوق التي تمنح لها كانت تحرم منها اغلب الأحيان،وظلت المرأة الرومانية طوال تاريخها لعبة يتلاعب بها رجلها كما يشاء،
وحتى محاولات التمدن والتطور التي عاشتها الحضارة الرومانية كانت المرأة لا تعني شيئا فيه غير أداة لا يلجأ إليها إلا عند تمكن الشهوات منه.
حتى أضحت بعض المومسات يتلاعبن بأحوال الدولة وشؤونها وكانت بيوتهن نواد تضم كل متحضر ومتمدن،ولهذا فقد عمت الفوضى الحيوانية من جراء ذلك واختل نظام الدولة وانحطت مكانتها كأمة ،وفعلا فقد ذويت دولة الرومان وتلاشت حضارتهم ولم يبق للمرأة الرومانية من ذكر .
وبالجملة فقد كانت المرأة في تقاليد الرومان في أحط منزلة لدرجة جعلت للزوج الحق والسلطة الكاملة في قتل زوجته، ولم تُحرر المرأة الرومانية من هذه القيود إلا يوم أن تحرر منها الأرقاء والعبيد على أثر حوادث التمرد والثورات.



هناك تعليق واحد:

  1. ورغم ذلك كانت الحضارة الرومانية في اوج ازدهار بفضل ابتعاد المرأة عن شؤون الدولة وهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد اوصى به غير ان ديننا ضمن لكل فرد حقه خلافا للحضارة الرومانية

    ردحذف