الأربعاء، 24 أغسطس 2011

هداية الحيارى من الثيبات والعذارى: الباب الأول (1) بين يدي هداية الحيارى



                     بسم الله الرحمن الرحيم         
                    بين يدي هـداية الحيارى
إن الحمد لله ولي الحمد نحمده نتعالى في يسرنا والجهد، وهو الذي في الكرب نستعين، وهو الذي ليس له قرين، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، فهو سبحانه وتعالى موضع كل شكوى، سامع كل نجوى، عالم بكل خفية، كاشف لما يشاء من بليه، وأشهد أن سيدنا وقدوتنا ومعلمنا ومنقذنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، صفيه وخليله. اللهم صل عليه وعلى أله وصحبه وسلم.
                                                                    
                                    أما بعد
بداية أقرر أن هذا البحث كان الدافع إليه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى في علاه ثم الإجابة على سؤال طرحته عليّ بعض الفتيات المستهترات اللائي لا يشرف الإسلام انتسابهن إليه، ولقد تركزت استفساراتهن                               حول:
·       حقوق المرأة في الإسلام.
·       وعن الحب والجنس.
·       وعن الحرية والاختلاط.
جاعلات ما يطلبن من أساسيات العصر الذي فيه نحيا، وبقوانينه نعيش.
وكأي مسلم غيور على دينه، تعلوه الحمية إذا ما رأي حرمات الله ُتنهتك، وحدوده يسخر منها، وتعاليمه يستهزأ بها، وكأننا قد رددنا إلى الجاهلية الأولى، وننتظر نزول الوحي عليه السلام وبعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جديد.
فاستعنت بالله أولا، وأخلصت له النية والقصد ثانيا، ثم ركبت سفينة الفكر، وأبحرت في بحار الدنيا والأمم الماضية، أدس الأنف في كل شئ، متحلين بالعقل لاهثا خلف الحقيقة، فلما حسن القصد، وخلصت النية، تم عون الله تبارك وتعالى فجاءت أبواب البحث السبعة على النحو التالي:
الباب الأول:  وفي هذا الباب تحدثت عن: الهدف من خلق آدم وحواء، ثم كيفية خلق كل من آدم وحواء، ثم الخطيئة والهبوط من الجنة، وذلك لكي تقف كل فتاة سواء كانت مسلمة أم غير ذلك على السبب الذي من أجله خلقت، فتحدد هدفها ومقصدها في الحياة، ثم تعرف كيف خلقت؟! حتى تكون معرفتها هذه طريق نسلك خلاله لنوضح ما لها من حقوق، وما عليها من واجبات، ومن ثمة تدرك أن مطالبتها الغير مدروسة بالمساواة المطلقة بالرجل تتعرض مع هذه الخلقة.‏
الباب الثاني:
ولقد خصصت هذا الباب للحديث عن مكانة ومنزلة المرأة في العصور التاريخية المختلفة، ولدى الأمم التي سبق وجودها وجود الأمة الإسلامية، مبتدأ بمكانتها في العصر الفرعوني، ومنتهيا بمكانتها في العصر الجاهلي، وذلك حتى تعرف الفتاة المسلمة وغير المسلمة كيف كانت مكانة ومنزلة المرأة قبل الإسلام، فإذا ما قدمنا لها ما جاءت به الشريعة الإسلامية متعلقا بالمرأة ؟! أدركت كم الفارق بين الإسلام وبين ما قبله من الأديان الأخرى سواء كانت أديان سماوية، أم فلسفات وعقائد وضعية.
الباب الثالث:
فقد عرضت فيه لمكانة ومنزلة المرأة في ظل الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال: مراعاة الإسلام للقيمة الإنسانية للمرأة، واحترامه لفكرها وعقلها، ثم شرف المساواة مع الرجل، والذي لم تحصل عليه في ظل أي دين غير الدين الإسلامي، ثم تعرضت لمآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة، وكان ردي على حقدهم وكيدهم مبني في أساسه على الحجة العقلية، والوقائع التاريخية، وشهادات بعض المعتدلين من أهل الإستشراق، فالإضافة إلى ما جاء به العلم الحديث، ثم يأتي دور النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.
ولقد وفقني الله تعالى إلى تفنيد كل مزاعمهم الواهية، التي لا أساس لها سوى الحقد والكيد والغل، وفي ختام هذا الباب آثرت أن أقدم بعض نصائح ووصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة حتى تتضح أمامها الصورة، وينحسر الظلام عن الطريق.
الباب الرابع:
ولقد خصصت هذا الباب للحديث عن الحب لغة واصطلاحا وأنواعه وأعلى مراتبه وأدناها، ثم وضحت
فضل التعفف في الحب ضاربا المثل بالحب العذري، وذلك لتقف كل فتاة على اختلاف مذاهبها
على المعاني الحقيقة للفظ الحب، وما يقصد منها، وأنها تختلف كثيرا عما تسمعه من زميلات أو زملاء الدرس، أو ما تلاحظه من خلال التلفاز، وبذلك يستقيم فكرها، وتطمأن نفسها.
الباب الخامس:
فقد خصصته للحديث عن الزواج، فأوضحت كافة أشكال وطرائق الاتصال الجنسي ما بين الرجل، والمرأة قبل الإسلام، وما كان ينطوي عليه ذلك الاتصال من إذلال وتحقير لكرامة وعقل وعرض المرأة، ثم تحدثت عن تسامي الإسلام بالغريزة الجنسية، وتنظيم الإسلام للزواج، وتقنينه للاتصال الجنسي تقنيا ينطوي على كل الاحترام لعاطفة وعقل وكرامة المرأة، ثم تعرضت لنظرية فرويد الواهية، التي تطالب بالإشباع الجنسي، وبينت ما ترتب على الإباحية الجنسية التي نادى بها فرويد من مرض وهوان في أوربا، وبذلك تدرك المرأة المسلمة بصفة خاصة وغير المسلمة بصفة عامة كيف أن الإسلام قد كرم المرأة وأعلى من قدرها ؟!
الباب السادس:
فقد خصصته للحديث عن المرأة بين أنصارها وخصومها، وصفاتها التي لحقت بها من: وفاء وغدر وكيد وغيره، وذلك لتقف المرأة صفة عامة على الصفات الحسنة التي حمدت في المرأة فتتعلق بها، والسمات البغيضة فتنفر منها، وختمت الباب ببعض النوادر والطرائف، التي يمكن للمرأة آن تأخذ منها العظة والعبرة.
الباب السابع:
فلقد خصصته لتوجيه بعض النصائح والوصايا للمرأة، من خلال خمس مراحل تمر بها المرأة في حياتها ابتداء
من الطفولة، ثم دورة الحيض، وانتهاء بالأمومة وما تقتضيه، ثم بحثها عن صحة البدن، وصحة النفس وبذلك تكون كل فتاة مسلمة أو غير مسلمة على علم ودراية بكل ما يعتريها في حياتها من رغبات وميول، ودليلها في تلك الحياة.
وفي الختام:
هذه فكرة عامة عن مشتملات البحث وما يحتويه، وأتمنى من الله العلي الكبير بل أقسم عليه بذاته أن يقبله مني، ويجعله درجة من درجات السلم الذي ارتقيه حتى أصل إلى حبه تبارك وتعالى فهو غايتي ومقصدي، كما أرجوا من الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وان يكون هذا البحث خطوة في طريق كل فتاة، وأن تجد فيه العون حتى تصل لهدفها ومرامها، سواء كانت بنتا أم مخطوبة أو زوجة أو أما.
وأخيرا فإن كمل هذا البحث وحقق الهدف منه فذلك من الله، أما إذا ما اعتراه نقص فمرد ذلك النقص إلىّ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين