السبت، 3 سبتمبر 2011

(4) صفة خلق آدم عليه السلام: هداية الحيارى الباب الأول

(4)  صفة خلق آدم عليه السلام: هداية الحيارى الباب الأول
 صفة خلق آدم عليه السلام
قال تعالى: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:30}
وقال جل شأنه -: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] {النساء:1}
وقال جل وعلا -: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات:13}
هذا ولقد ورد ذكر آدم عليه السلام في القرآن الكريم خمسا وعشرين مرة في خمس وعشرين آية، حيث ورد ذكره عليه السلام في سور:-
-        البقرة: خمس مرات الآيات: 31 33 34 35 37
-        آل عمران: مرتين الآيات: 33 59
-        المائدة: مرة واحدة الآية 27
-        الأعراف: سبع مرات: الآيات: 11 19 26 27 31 35 172
-        الإسراء: مرتين: 61 70
-        الكهف: مرة واحدة الآية: - 50
-        مريم: مرة واحدة الآية: - 58
-        طه: خمس مرات الآيات: 115 116 117 120 121
-        يس: مرة واحدة الآية: - 60 (1) الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية: د/ فاطمة محجوب ج1 ص 426
كما اختلفت الآيات فيما بدئ به خلق آدم عليه السلام ففي موضع تشير إلى أنه خلق من تراب، فقد قال تعالى: [إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] {آل عمران:59}
وفي موضع آخر تشير إلى انه قد خلق من طين لازب قال تعالى: [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا] {الإسراء:61}
وفي موضع ثالث تشير إلى أنه قد خلق من حمأ مسنون قال جل وعلا شأنه [وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ] {الحجر:26}
وبتدبر تلك الآيات ندرك أن جسد أدم عليه السلام قد مر بعدة مراحل قبل دخول الروح فيه فقد خلق الحق تبارك وتعالى آدم عليه السلام من: تراب ثم تحول إلى طينا لازب ثم تحول إلى حمأ مسنون، ثم صار صلصالا كالفخار.
أما عن سبب التسمية بآدم فقد قال الراغب الأصفهاني: آدم أبو البشر، قيل سمي بذلك لكون جسده من أديم الأرض، وقيل لسمره في لونه، يقال رجل آدم نحو أسمر، وقيل سمي بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة، كما قال تعالى [إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا] {الإنسان:2}   
ويقال جعلت فلانا أدمة أهلي أي خلطته بهم، وقيل سمي بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه المذكور في قوله تعالى: [فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ] {الحجر:29} وجعل له به الفهم والعقل والروية التي فضل بها على غيره، كما قال تعالى: [وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا] {الإسراء:70} وذلك من قولهم الإدام وهو ما يطيب به الطعام، وفي الحديث الشريف: ( لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) أي يؤلف ويطيب (2) د/ فاطمة محجوب: مرجع سابق ج 1 ص 424
أما عن الأحاديث التي ذكرت خلق آدم عليه السلام فمنها قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):
[ خلق آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة، فاستمع ما يحيونك به، فهي تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل منْ يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن. ](3) فتح الباري: ابن حجر ج 6 ص 417 حديث 3326  
وقال صلى الله عليه وسلم [ إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر و الأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ] (4) المسند: الإمام/ احمد بن حنبل ج4 ص 400
وقال صلى الله عليه وسلم [ لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه، فجعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ] (5) المسند: الإمام/ احمد ج3 ص 152
وقال صلى الله عليه وسلم [ لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله ](6) قصص الأنبياء ابن كثير ص 41
وقال صلى الله عليه وسلم [ إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا ثم تركه، حتى إذا كان حمأ مسنون، خلقه الله وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار، قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس، فلقاه الله رحمة به، فقال الله: يرحمك ربك، ثم قال له: يا آدم اذهب إلى هؤلاء النفر من الملائكة، فقل لهم فانظر ماذا يقولون؟ فجاء فسلم عليهم، فقالوا: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال: يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك، قال: يارب وما ذريتي ؟! قال: اختر يدي يا آدم، قال: اختار يمين
ربي، وكلتا يدي ربي يمين، فبسط كفه، فإذا به منْ هو كائن من ذريته في كف الرحمن، فإذا رجال منهم أفواههم النور، وإذا رجل يعجب آدم نوره، قال: يارب منْ هذا ؟! قال: ابنك داود، قال: يارب فكم جعلت له من العمر؟ قال: جعلت له ستين سنة، قال: يارب أتم له من عمري حتى يكون عمره مائة سنة، ففعل الله ذلك، وأشهد على ذلك، فلما تقدم عمر آدم، بعث الله له ملك الموت، فقال آدم: أو لم يبق من عمري أربعين سنة ؟! قال الملك: أو لم تعطها ابنك داود ؟! فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسى آدم فنست ذريته ] (7) المسند: الإمام/ أحمد ج 2 ص 251
وقال صلى الله عليه وسلم [ كان طول آدم ستين زراعا في سبع أزرع عرضا ] (8) المسند: مرجع سابق ج2 ص 535
تلك هي بعض الأحاديث النبوية الشريفة، التي تناولت خلق آدم عليه السلام.

هناك تعليق واحد:

  1. قال تعالى: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:30}
    وقال – جل شأنه -: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] {النساء:1}
    وقال – جل وعلا -: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات:13}
    هذا ولقد ورد ذكر آدم – عليه السلام – في القرآن الكريم خمسا وعشرين مرة في خمس وعشرين آية، حيث ورد ذكره – عليه السلام – في سور:-
    - البقرة: خمس مرات الآيات: 31 – 33 – 34 – 35 – 37 –
    - آل عمران: مرتين الآيات: 33 – 59 –
    - المائدة: مرة واحدة الآية – 27 –
    - الأعراف: سبع مرات: الآيات: 11 – 19 – 26 – 27 – 31 – 35 – 172 –
    - الإسراء: مرتين: 61 – 70 –
    - الكهف: مرة واحدة الآية: - 50 –
    - مريم: مرة واحدة الآية: - 58 –
    - طه: خمس مرات الآيات: 115 – 116 – 117 – 120 – 121 –
    - يس: مرة واحدة الآية: - 60 –

    ردحذف