السبت، 3 سبتمبر 2011

(7) يوميات من حياة آدم وحواء في الجنة – والهبوط من الجنة إلى الأرض:هداية الحيارى الباب الأول

(7) يوميات من حياة آدم وحواء في الجنة والهبوط من الجنة إلى الأرض:
قال تعالى: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ(32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ(34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39) ]. {البقرة}.
تتضمن تلك الآيات الكريمة المراحل الخمسة، التي مر بها كل من:آدم وحواء عليهما السلام خلال المدة التي عاشاها فيما بين الجنة والأرض، وذلك على النحو التالي:
أولا مرحلة الخلق: أي مرحلة خلق كل من: آدم وحواء - عليهما السلام - وقد سبق الحديث عنها.
ثانيا مرحلة التكريم:
وفي تلك المرحلة أعلن الحق تبارك وتعالى تكريمه لآدم على أفضل خلقه من الملائكة والجن، فقد أخبرهم سبحانه وتعالى أنه قد اتخذ آدم عليه السلام خليفة له في الأرض، ثم طلب منهم السجود لذلك الخليفة، الذي خلقه الله جل في علاه بيده، ونفخ فيه من روحه، فصدر منهم استفسار بأن ذلك الخليفة، قد يكون مثل منْ سبقوه، والذين اتصفوا بالفساد، وسفك الدماء، فكان الرد المقنع من قبل الحق تبارك وتعالى وهو أن الله اعلم منهم بكل ما يدور في ذلك الكون، ويصلح له، ولإظهار عجزهم أمام قدرة الله طلب منهم الخالق جل وعلا ذكر أسماء بعض الأشياء، فظهر عجزهم، وحدود قدرتهم، بأنهم لا يعرفون إلا القدر الذي أخبرهم به المولى سبحانه وتعالى وهنا طلب الحق تبارك وتعالى من ذلك الخليفة ( آدم عليه السلام ) أن يخبرهم ما جهلوا، فيفعل، ومن ثمة يظهر استحقاقه للتكريم عليهم، واستحقاقه أن تسجد له الملائكة، فسجدوا له سجود تحية على الأمر من الله، واليقين بأنه يستحق ذلك السجود بعد تفوقه عليهم في العلم.
ثالثا: مرحلة دخول الجنة:-
وفي تلك المرحلة أدخل الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام الجنة، وطلب منه الإقامة فيها، والتمتع بكل ما فيها من خيرات دون الاقتراب من شجرة بعينها قيل أنها شجرة الحنطة وقيل غيرها، وجعل له سرير من الجوهر، له سبعمائة قاعدة من الياقوت الأحمر، وعليه فراش من السندس الأخضر، فكان ذلك مقامه هو وحواء، فكان إذا أراد المجامعة مع حواء، دخل قبة من اللؤلؤ والزبرجد، وأُسبلت عليهم ستور من السندس والإستبرق.
رابعا: مرحلة المعصية والخروج من الجنة:
وفي تلك المرحلة عصى  آدم عليه السلام ربه الذي خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسكنه جنته، فقد طلب منه الخالق جل وعلا أن يأكل من كل أشجار وثمار الجنة باستثناء شجرة واحدة قيل أنها: ( ثمار العنب وقيل النخيل وقيل الحنطة ) لا يقربها، ولا يأكل منها، ولكن الشيطان تمكن من خداع آدم عليه السلام فأكل من الشجرة  المحرمة عليه مخالفا بذلك لأمر الله تعالى فوجب عليه أن يحصل على عقاب على ذلك بالخروج من الجنة، قال تعالى [فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى] {طه:120}
فلما ذاق آدم وحواء عليهما السلام- الشجرة انكشفت سؤآتهما، ووجب من الجنة خروجهما، قال تعالى [فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ] {الأعراف:22}
خامسا: مرحلة التوبة في الأرض دار العقاب:
وفي تلك المرحلة تاب الله عز وجل على آدم وحواء عليهما السلام- ورحمهما بأن قبل توبتهما على ما ارتكباه من ذنب ومعصية، للمولى سبحانه وتعالى قال تعالى: وناداهما [وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ] قالا ربنا [قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] {الأعراف22 :23} [فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {البقرة:37}
تلك هي المراحل الخمس التي مر بها كل من آدم وحواء عليهما السلام والتي تناولتها الأيات الكريمة.
مدونة تخاريف المخرفاتي:
علاء محمد إسماعيل: Alfahd99999.maktoobblog.com

ابن إياس ويوميات آدم وحواء  - عليهما السلام -:
ومما ذكره ابن إياس متعلقا بيوميات آدم وحواء - عليهما السلام
يقول ابن إياس: أعطى الله حواء حسن ألف جارية، فكانت أحسن النساء الاتي هن بناتها إلى يوم القيامة، وكان لها سبعمائة ضفيرة من الشعر، فكانت على طول آدم، وألبسها الله من الجنة الحلي والحلل، فكانت تُشرق إشراقا أبهى من الشمس، فإنتبه آدم من منامه فوجدها بجانبه، فأعجبته، وألقى الشهوة في آدم فهم بها، فقيل له لا تفعل حتى تؤتي صداقها، فقال: وما صداقها ؟! قال: نهيتك عن شجرة الحنطة. فلا تأكل منها فهو صداقها!
ثم مسح الله تعالى على ظهر آدم فأخرج من ذريته كهيئة الدر، ما بين أبيض وأسود من ذكر وأنثى، وأفاض عليهم من نوره، فمنْ أصاب من ذلك النور كان مؤمناً، ومنْ لم يصبه كان كافراً، ومنهم طائفة لها نور ساطع، فقال: يارب منْ هؤلاء ؟! قال: الأنبياء من ذريتك يا آدم.
ثم زوج الله آدم بحواء، وكان ذلك يوم الجمعة بعد الزوال، ولهذا سن عقد التزويج يوم الجمعة، وقيل كان آدم أحسن من حواء، ولكن كانت حواء ألطف وألين، ثم أوحى الله تعالى إلى رضوان خازن الجنان: أن يزخرف القصور، ويزين الولدان والحور.
وخلق لآدم فرساً من المسك الأزفر يسمى الميمون كالبراق الخاطف، فلما أُحضر بين يدي آدم ركبه، وأُحضر لحواء ناقة من نوق الجنة، وعليها هودج من اللؤلؤ، فركبت فيه على الناقة، فأخذ جبريل عليه السلام بلجام الفرس، ومشى ميكائيل عن يمينه، وإسرافيل عن يساره، وطافوا به في السموات كلها، وهو يسلم على منْ يمر به من الملائكة، فتقول ما اكرمك من خلق الله على الله تعالى هذا وحواء راكبة الناقة تطوف معه، إلى أن أتوا بهما إلى باب الجنة، فوقفوا ببابها ساعة، فأوحى الله تعالى إلى آدم: أنة هذه جنتي، ودار كرامتي [وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:35}
وأشهد عليهم الملائكة، ثم أُدخلا الجنة، فطافت بهما الملائكة في الجنات، وأرتهما اماكن الأنبياء جميعا، فلما وصلا إلى الفردوس، نظرا سريراً من الجوهر له سبعمائة قاعدة من الياقوت الأحمر، وعليه فراش من السندس الأخضر.
فقالت الملائكة: يا آدم ههنا إنزل أنت وحواء، فنزلا وجلسا على ذلك السرير، ثم أتوهما بقطفين من العنب، فكان كل قطف مسيرة يومٍ وليلة، فأكلا وشربا ورتعا في الجنة، فكان آدم إذا أراد المجامعة مع حواء، دخلا في قبة من اللؤلؤ والزبرجد، وأسبلت عليهما ستور من السندس والإستبرق، وكان آدم يطوف في الجنة، فإذا جاء إلى جهة شجرة الحنطة، نفر منها للعهد الذي بينه وبين الله تعالى بعدم الأكل منها،وكانت شجرة الحنطة أعظم أشجار الجنة، ولها سنابل، وفيها حب كل حبة قدر رأس البعير، وكانت أحلى من العسل وأبيض من اللبن.
ولما علم إبليس بدخول آدم وحواء الجنة، وعلم أن آدم مُنع من الحنطة، أتى إلى باب الجنة، وأقام عند بابها نحو ثلاثمائة سنه، وهي ساعة من ساعات الآخرة، فكان إبليس ينظر إلى منْ يأتي جهة باب الجنة، فجاء طائر مليح الملبوس يُقال له الطاووس، وكان سيد طيور الجنة، فلما رآه إبليس تقدم إليه، وقال: أيها الطائر المبارك من أين جئت؟! فقال: من بساتين آدم، فقال إبليس: إن لك عندي نصيحة، وأريد أن تُدخلني معك، فقال: ولِمَ لا تدخل بنفسك ؟! فقال: إنما أريد أن أدخل سراًً.
فقال الطاووس: لا سبيل لي إلى ذلك، ولكن أتيك بمنْ يُدخلك سراً، فذهب الطاووس إلى الحية. ولم يكن في الجنة أحسن منها خلقا، فكان رأسها من الياقوت الأحمر، وعيناها من الزبرجد الأخضر، ولسانها من الكافور، وقوائمها مثل قوائم البعير، فقال لها الطاووس: إن على باب الجنة ملكا من المكرمين، ومعه نصيحة، فأسرعت الحية إليه، فقال: هل لك أن تدخليني الجنة سرا؟! ولك مني النصيحة ؟! فقالت الحية: وكيف الحيلة على رضوان؟!
فقال لها: أفتحي فاك، ففتحته، فدخل فيه إبليس، وقال لها: ضعيني عند شجرة الحنطة، فوضعته عندها، فأخرج إبليس مزماراً، وزمر تزميراً مطرباً، فلما سمع آدم وحواء المزمار، جاءا ليسمعا ذلك، فلما وصلا إلى شجرة الحنطة، قال إبليس: تقدم إلى هذه الشجرة يا آدم، فقال: إني ممنوع، فقال إبليس: [ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ] {الأعراف:20}
فإن منْ يأكل من هذه الشجرة لا يشيب ولا يهرم، ثم أقسم بالله أنها لا تضُرهما، وإنه لمنْ الناصحين لهما، فظن آدم أنه لا يتجاسر أحد على أن يحلف بالله كذبا، وظن أنه من الناصحين، وقد قيل في هذا المعنى شعرا:
  فإن منْ يستنصح الأعادي                                                 يردونه بالغش والفساد.
فمن حرص حواء على الخلود في الجنة، تقدمت وأكلت من الشجرة، فلما نظر آدم إليها حين أكلت ووجدها سالمة، تقدم وأكل بعدها، فلما وصلت الحبة إلى جوفه طار التاج عن رأسه، وطارت الحُلل أيضا، ثم أوحى الله – تعالى – إلى جبريل – عليه السلام- بأن يقبض على ناصية آدم وحواء، ويخرجهما من الجنة، فأخرجهما جبريل من الجنة، ونودي عليهما بالمعصية.
فكان آدم وحواء عريانين، فطافا على أشجار الجنة يستترا بأوراقها، فكانت الأشجار تنفر منهما، ورحمتهما شجرة التين فغطتهما، وقيل شجرة العود، وقيل شجرة الحناء.
ثم إن جبريل أخذ بيد آدم وهو عريان مكشوف الرأس، فهبط به إلى الأرض عند غروب الشمس من يوم الجمعة، فأُهبط على جبل الراهون في الهند، أما حواء فقد ذهب عنها حسنها وجمالها، واُبتليت بالحيض، وانقطع عنها ذكر النسب، فيقال: أولاد آدم، ولا يُقال أولاد حواء، لأنها غرت آدم مع إبليس حيث ابتدأت بالأكل، واُهبطت حواء عند ساحل البحر المالح بجده.
واما إبليس اللعين فخرج عن طور الملائكة، وصار شيطانا رجيما، فلما اُهبط من الجنة نزل بأرض العراق نحو البصرة، واما الطاووس فإنه ذهبت عنه الجواهر، وبعض الحسن واُهبط إلى الأرض أيضا ونزل بأرض بابل، وقيل بأرض أنطاكية، وأما الحية فمُسخ شكلها، وصار فيها السم وخرس لسانها، وصارت تمشي على بطنها زحفاً، ونزلت الأرض بأصبهان.
ابن عباس رضي الله عنهما ويوميات آدم وحواء - عليهما السلام - في الجنة:
قال ابن عباس: كانت إقامة آدم وحواء في الجنة مدة نصف يوم من أيام الآخرة،وهو مقدار
خمسمائة عام من أعوام الدنيا، ولقد مكث آدم في الأرض ثلاثمائة عام، لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله سبحانه وتعالى وأقام يبكي نحو مائتي عام، فنبت العشب من دموعه، وصارت الطيور والوحوش تشرب من دموعه، ثم إن آدم شكا إلى جبريل العُري وحر الشمس، فمضى جبريل إلى حواء ومعه كبش من الجنة، فقص من صوفه، ودفعه إلى حواء، وعلمها كيف تغزل الصوف، فلما علمها وغزلته، علمها كيف تنسجه، فنسجته عباءة، فأخذها جبريل ومضى بها إلى آدم، فستر بها جسده، ولم يقل له أنها من حواء.
ثم إنه شكا من الجوع، لأنه أقام أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب، فمضى جبريل، وأتاه بثورين من الجنة، أحدهما أسود والآخر أحمر، وعلمه كيف يحرث، فحرث، ثم أتاه بكف من الحنطة، وعلمه كيف يزرع، فزرع، فنبت في الحال، وأسبل وأدرك آدم القمح من يومه، فعلمه جبريل كيف يحصد، فحصد، ثمقطع حجرين من الجبل، فطحن، فلما صار دقيقا، قال آدم: آكل ؟! فقال : اصبر، ثم مضى وأتاه بشراره نار من نار جهنم بعد غمسها في الماء سبع مرات، ولولا ذلك لأحرقت الأرض ومنْ عليها، ثم علمه جبريل كيف يخبز فخبز، ثم قال لجبريل آكل؟! فقال: اصبر حتى تغرب الشمس، فيتم الصوم، فكان آدم أول من صام على وجه الأرض --- ويُروى أن ىدم لما آكل الرغيف ادخر منه لليلة المقبلة، فقال له جبريل: لولا انك فعلت ذلك لما كان أحد من أولادك يدخر، فصار ذلك عادة لبني آدم.
وقال ابن عباس رضى الله عنهما- كان ىدم إذا جاع نسى حواء، وإذا شبع ذكرها، فقال يوما لجبريل: يا جبريل هل حواء على قيد الحياة أم ماتت؟! فقال: بل على قيد الحياة، وأنها أصلح حالا منك، لأنها على ساحل البحر تصطاد الأسماك، وتأكل منها، فقال آدم: يا جبريل إني رأيتها في منامي في هذه الليلة، فقال جبريل: يا ىدم أبشر، فما أراك الله إياها غلا لقرب الإجتماع.
ثم أوحى الله إلى آدم ان إرحل من أرض الهند إلى مكه، وطف حول مكان البيت، واسألني
المغفرة، فأغفر لك خطيئتك، ثم أرسل الله  لآدم ملكا يقوده ويرشده إلى طريق مكه، وأنزل عليه عصا من شجرة الأس طولها عشرون زراعا، وهي من أشجار الجنة، فكان يمشي فتُطوى له الأرض، فصار كل مكان وضع عليه قدمه قرية، فلما دخل آدم مكه.
أوحى الله تالى إليه ان طوف بالبيت، فطاف به سبعا مكشوف الرأس عُريان الجسد، وذلك سنة الحج ثم امره الله تعالى ان يخرج إلى جبل عرفات، فإذا به بحواء قد أقبلت نحوه، فاجتمعا على ذلك الجبل، فمن يومئذ صار الوقوف على ذلك الجبل سنة الحاج.
ولقد أنزل اله تعالى على آدم ثمانية أزواج من الأنعام: من الضأن اثنين، ومن المعز اثنين، وأمره أن يشرب من ألبانها، ويكتسي من أصوافها، ثم أنزل الله تعالى على آدم إحدى وعشرين صحيفة، فيها تحريم:الميتة والدم ولحم الخنزير وغير لك، وأنزل عليه حروف الهجاء، وهي تسعة وعشرون حرفا فتعلمها آدم لأجل أن يقرأ الصحف، هذا ما أورده ابن اياس متعلقا بحياة آدم في الجنة، ثم ما عاشه على الأرض. (1)بدائع الزهور في وقائع الدهور ص 31 وما بعدها.
أما عن عمر آدم وحواء: فقد عاش كل منهما ألف عام، ثم مات آدم، وبعده بعام ماتت حواء(1) أشهر النساء في التاريخ: أحمد الجبالي ص 02
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ( إن أباكم ىدم كان كالنخلة السوق، ستون زراعا، كثير الشعر، موارى العورة، فلما أصابته الخطيئة في الجنة، بدت له سوآته، فخرج من الجنة، فلقيته شجرة، فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفرارا مني يا آدم ؟! فقال: بل حياء منك يا رب مما جئت به )
( أمر الله ملكين أن يخرجا آدم من جواره، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الأكليل عن جبينه، وتعلق بغصن، فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة، فنكس رأسه يقول: العفو العفو)
( إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض، علمه صنعة لك شئ، وزوده من ثمار كل شئ، فثماركم من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغير، وتلك لا تتغير)
( مكث آدم في الجنة مائة عام، - وفي رواية ستين عاماً وبكى على الجنة سبعين عاماً، وعلى خطيئته سبعين عاماً )
( ما أسكن آدم الجنة، إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم -(2) الحديث النبوي والتأريخ: د/ أحمد العمري ص 213، 214

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق