الأربعاء، 31 أغسطس 2016

ثانيا: أن الإسلام شرع الحجاب لحبس المرأة:(6) الحجاب:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة




الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(6) الحجاب:
ثانيا: أن الإسلام شرع الحجاب لحبس المرأة:

 أما يخص الشق الثاني من الاتهام الموجه للإسلام، من أن الحجاب ُشرع لحبس المرأة وإلحاق الذلة، والمهانة بها، حيث أنه ينتقص من حريتها، فهذا الكلام ينطوي على الكثير من المغالطات أيضا و ذلك  لأن الإسلام لما فرض الحجاب، الذي كان نظاما متبعا ومعروفا قبله، ليُنحي المرأة بعيدا عن جوانب الفتنة، بل يكاد يكون الأمر موجه إلى الرجال والنساء على السواء، فإذا كانت النساء مصدرا لفتنة الرجال، فكذلك الرجال مصدرا لفتنة النساء، فجاء الإسلام وفرض على الطرفين الرجال والنساء غض البصر.
وحري بنا ألا ننسى قصة نبي الله يوسف – عليه السلام – وافتتان امرأة عزيز مصر به، بل وافتتان صاحباتها به أيضا حيث خلد القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: Ra bracket.png وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ Aya-30.png فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ Aya-31.png قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ Aya-32.png La bracket.png سورة يوسف, الآيات 30-32
 فالعين ترى، والقلب يشتهي ما ترى العين، فكان فرض الحجاب على النساء صيانة لهن، وتنزيها عن كل ما قد يخدش حياءهن، ودليل ذلك ما يحدث في عصرنا الحاضر من تغامز وتلامز البعض من الرجال والشباب بالنساء والفتيات المتبرجات في الأسواق والطرقات، فكان الحجاب ضمانا لصيانة المرأة عن الفتنة وأسبابها، فالإسلام يساوي بين الرجل والمرأة في العبادات والمعاملات فكما أمر الرجال بغض الطرف كما في قوله تعالى: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }سورة النور – 30 –
 كذلك  أُمرت النساء في ذات السورة بغض الطرف قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }سورة النور- 31 –
فلم يكن القصد من فرض الحجاب على النساء التضييق عليهن، فهن يرتدين الحجاب وفي ذات الوقت لا يمنعهن الإسلام من العمل، فالحجاب لم يمنع المؤمنات من الاشتراك في الجهاد، فغاية الحجاب وهدفه، هو صون وحماية الأعراض عن كل ريبة، وليس الغرض منه كما يزعم الحاقدون حبس المرأة أو التضييق عليها، أو سلبها حريتها، فقد ثبت فيما تقدم أن المرأة لم تنل العديد من الحقوق إلا على يد الإسلام.
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوانا للعفة، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ سورة الأحزاب-59-، لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى، وفي قوله سبحانه فَلَا يُؤْذَيْنَ إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
 فالإسلام من خلال الحجاب ينأى بالمرأة عن كل ما قد يخدش حيائها، أو يُثير فتنتها، أو ينتقص من عفافها فعن نبهان مولى أم سلمة: أنه حدث: أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينما نحن عنده، أقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتجبا منه " فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه "
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة؛ كما ثبت في " الصحيح ": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير
 فالحديث الشريف واضح الدلالة في أن غاية الإسلام من الحجاب عفة النساء وصيانة أعراضهن، وإذا ما تدبرنا آية سورة النور {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }
نجد أن الأمر في الآية الذي يطالب النساء بغض الطرف، لا يستقيم مع الزعم بأن الحجاب قد فُرض لكي تُحبس المرأة في منزلها، فإذا كانت المرأة حبيسة الدار بفعل الحجاب، فلماذا يطالبها القرآن الكريم بغض النظر؟! إذا كانت حبيسة في البيت لا ترى شيئا؟! ومن هنا تبرز المغالطة التي يعتمد عليها أولئك الحاقدون، فالحجاب لم يمنع المرأة في عصر النبوة من الخروج للصلاة في المسجد، ولم يمنعها من حضور درس العلم، ولم يمنعها من مباشرة تجارتها، ولم يمنعها من نزول الأسواق، ولم يمنعها من القتال جنبا إلى جنب الرجال، ولم يمنعها من إسعاف الجرحى من رجال المسلمين في المعارك الحربية.
فلا حجاب في الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة، ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تٌحب الحرية، وتقتضي المصلحة، وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول، وحافظا للحرمات وآداب العفة والحياء، فالحجاب للمرأة من وجهة نظر الإسلام، هو الجدار المنيع والحصن الآمن، الذي يحميها من عيون الذئاب الجائعة من بعض الرجال المستهترة، لذلك قرن الحق تبارك وتعالى فرض الحجاب على المرأة، بأمره للرجال بغض النظر وحفظ الفرج، بل إن الأمر للرجال سابق الأمر للنساء فقال تعالى في سورة النور:
{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
هكذا يبدو المصطافين في امريكا و أوربا على الشواطئ قبل 100 عام
مما تقدم ينتفي الزعم بأن الحجاب بدعا من الإسلام، لم يسبقه إليه أحد، ومن أنه قد جاء لحبس المرأة والتضييق عليها، فقد ثبت أن ذلك محض افتراء وادعاء  من قبل القلوب المريضة التي تُضمر الحقد والكيد والغل للإسلام. فالحجاب .. شعار العفّة ..عنوان انتماء ترفعه كلّ مسلمة على هدى من ربّها .. وهو ليس اختراعًا مُحدثًا ولا اختلاقًا مفترى .. إنّه دعوة كلّ الأنبياء! لقد ورد الأمر بالحجاب  في النصوص المقدسة الخاصة بالأديان السماوية ليضفى على المرأة التستر والعفة ويبعدها عن مظاهر الخلاعة والفسق.
تحول غطاء الرأس من حجاب إلي باروكة وقبعة للزينة

هناك تعليق واحد:

  1. الله يهدينا اجمعين ويجعلنا ممنن نسمع القوق ونتبع احسن
    الله اجعل قدوتنا سيدتنا فاطمة سلام الله عليها ابنت سيدنا محمد

    ردحذف