الاثنين، 29 أغسطس 2016

ثالثا: تعدد الزوجات في ظل الإسلام:(3) تعدد الزوجات:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(3) تعدد الزوجات:
ثالثا: تعدد الزوجات في ظل الإسلام:
قبل الحديث عن تعدد الزوجات في الإسلام، نود أن نلفت الأنظار إلى أن الإسلام قد جاء إلى مجتمع جاهلي، كان التعدد من اخص واخلص صفاته، التي كان يمارسها في حياته دون تحديد لحد معين ومعروف من الزوجات، ولكن كان المعيار الوحيد، الذي يتحكم في كم زوجات الرجل في البيئة العصر الجاهلي، هو مقدار الثروة والمال، الذي تحت يديه، والذي يساعده في تحقيق غرضه بالزواج، أو التسري بالإماء والجواري.
فلقد ثبت عن عكرمة – رضي الله عنه – أن الرجل من قريش كان يتزوج العشر من النساء فأكثر، كما ثبت أن غيلان بن سلمة الثقفي قد أسلم، وله عشر نسوة قد أسلمن معه، فأمره الرسول – صلى الله عليه وسلم – بإمساك أربع ومفارقة الباقيات،  كذلك الحال مع نوفل بن معاوية الذي أسلم وله خمس زوجات فأمسك أربعا، وفارق واحدة، وكذلك قيس بن الحارث الأسدي الذي أسلم وتحته ثمان نسوة فأمسك أربعا وفارق أربعا منهن.
من كل ما تقدم يتضح لنا بما لا ريب فيه، أن تعدد الزوجات كان شريعة معمولا بها وسائدة في جميع أجزاء الأرض، من أدناها إلى أقصاها، فلم يكن الإسلام بدعا في ذلك حينما أباح تعدد الزوجات المشروط، فكل ما فعله التشريع الإسلامي إقرار ما كان موجودا، ولكن مع التنظيم الذي لا يخدش ولا يمس كرامة المرأة، كما يزعم الجهلة من الحاقدين، وفي نفس الوقت يضمن صيانة الأعراض عن كل شائبة، ويحافظ على عدم انتشار البغاء والفسق والفجور، كما حدث في العصر الحديث في البلدان التي سارت خلف الكنيسة وقوانينها المحرمة لتعدد الزوجات.
والآن تعالين بنا نرى ماذا قال الإسلام في تعدد الزوجات قال تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ } (1) النساء: 3
وإذا تسألنا عن معنى { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ } قوله: { فَٱنكِحُواْ } لوجدنا اختلاف أهل العلم على ثلاثة أراء جميعهم يعمل على رعاية وصون المرأة ماديا وأدبيا:
الرأي الأول: يبدو من حديث أم المؤمنين/ عائشة – رضي الله عنها -: فعن عروةبن الزبير قال: سألت عائشة أمّ الـمؤمنـين، فقلت: يا أمّ الـمؤمنـين أرأيت قول الله: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَاءِ }؟ قالت: يا ابن أختـي هي الـيتـيـمة تكون فـي حجر ولـيها، فـيرغب فـي جمالها ومالها، ويريد أن يتزوّجها بأدنى من سنة صداق نسائها، فنهوا عن ذلك أن ينكحوهنّ إلا أن يقسطوا فـيكملوا لهنّ الصداق، ثم أمروا أن ينكحوا سواهنّ من النساء إن لـم يكملوا لهنّ الصداق.
الرأي الثاني: وقال آخرون: بل معنى ذلك: النهي عن نكاح ما فوق الأربع، حذراً علـى أموال الـيتامى أن يتلفها أولـياؤهم، وذلك أن قريشاً، كان الرجل منهم يتزوّج العشر من النساء، والأكثر، والأقلّ، فإذا صار معدماً، مال علـى مال يتـيـمه الذي فـي حجره، فأنفقه، أو تزوّج به، فنهوا عن ذلك؛ وقـيـل لهم: إن أنتـم خفتـم علـى أموال أيتامكم أن تنفقوها، فلا تعدلوا فـيها من أجل حاجتكم إلـيها، لـما يـلزمكم من مؤن نسائكم، فلا تـجاوزوا فـيـما تنكحون من عدد النساء علـى أربع، وإن خفتـم أيضاً من الأربع ألا تعدلوا فـي أموالهم فـاقتصروا علـى الواحدة، أو علـى ما ملكت أيـمانكم. ذكر من قال ذلك:
فعن سماك، قال: سمعت عكرمة يقول فـي هذه الآية: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ } قال: كان الرجل من قريش يكون عنده النسوة، ويكون عنده الأيتام، فـيذهب ماله، فـيـميـل علـى مال الأيتام. قال: فنزلت هذه الآية{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَاءِ }
الرأي الثالث:
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن القوم كانوا يتـحوّبون فـي أموال الـيتامى ألا يعدلوا فـيها، ولا يتـحوّبون فـي النساء ألا يعدلوا فـيهنّ، فقـيـل لهم: كما خفتـم أن لا تعدلوا فـي الـيتامى، فكذلك فخافوا فـي النساء أن لا تعدلوا فـيهنّ، ولا تنكحوا منهنّ إلا من واحدة إلـى الأربع، ولا تزيدوا علـى ذلك، وأن خفتـم ألا تعدلوا أيضاً فـي الزيادة علـى الواحدة، فلا تنكحوا إلا ما لا تـخافون أن تـجوروا فـيهنّ من واحدة أو ما ملكت أيـمانكم.(2) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
فالقرآن الكريم قد أباح التعدد، ولكن قيده يشرط  صعب التحقيق، ذلك الشرط هو العدل بين الزوجات في كل شئ، ونظرا لصعوبة تحقيق ذلك الشرط ذكر الحق – تبارك وتعالى – تلك الصعوبة في موضع آخر من سورة النساء فقال  - تعالى -
{ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} (3) النساء: 129
قال الإمام الرازي:
ثم قال تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ } وفيه قولان: الأول: لن تقدروا على التسوية بينهن في ميل الطباع، وإذا لم تقدروا عليه لم تكونوا مكلفين به. قالت المعتزلة: فهذا يدل على أن تكليف ما لا يطاق غير واقع ولا جائز الوقوع، وقد ذكرنا أن الأشكال لازم عليهم في العلم وفي الدواعي. الثاني: لا تستطيعون التسوية بينهن في الأقوال والأفعال لأن التفاوت في الحب يوجب التفاوت في نتائج الحب، لأن الفعل بدون الداعي ومع قيام الصارف محال.
ثم قال: { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } والمعنى أنكم لستم منهيين عن حصول التفاوت في الميل القلبي لأن ذلك خارج عن وسعكم، ولكنكم منهيون عن إظهار ذلك التفاوت في القول والفعل.
روى الشافعي رحمة الله عليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم ويقول: " هذا قسمي فيما أملك وأنت أعلم بما لا أملك ". ثم قال تعالى: { فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ } يعين تبقى لا أيما ولا ذات بعل، كما أن الشيء المعلق لا يكون على الأرض ولا على السماء، وفي قراءة أبي: فتذروها كالمسجونة، وفي الحديث " من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل "

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فقالت عائشة: إلى كل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر بمثل هذا؟ فقالوا: لا، بعث إلى القرشيات بمثل هذا، وإلى غيرهن بغيره، فقالت للرسول ارفع رأسك وقل لعمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا قي القسمة بماله ونفسه، فرجع الرسول فأخبره فأتم لهن جميعاً.
ثم قال تعالى: { وَإِن تُصْلِحُواْ } بالعدل في القسم { وَتَتَّقُواْ } الجور { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } ما حصل في القلب من الميل إلى بعضهن دون البعض.
وقيل: المعنى: وإن تصلحوا ما مضى من ميلكم وتتداركوه بالتوبة، وتتقوا في المستقبل عن مثله غفر الله لكم ذلك، وهذا الوجه أولى لأن التفاوت في الميل القلبي لما كان خارجاً عن الوسع لم يكن فيه حاجة إلى المغفرة.(4) تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
فالإسلام قد صان وراعا كرامة وإنسانية المرأة، كما أنه حرص على دفع كل ما يجلب الضرر للمرأة سواء كان ضررا ماديا أو ضررا معنويا، فهو يُبيح التعدد، ولكن إذا لم يستطع الزوج العدل بين زوجاته، وهو أمر بالغ الصعوبة ( نوهت عنه الآية السابقة) فعليه الاكتفاء بزوجة واحدة، حتى لا يضر نفسه، ولا يضر بغيره.
فالقاعدة الأساسية التي تحكم الحلال والحرام في الإسلام هي: لا ضرر ولا ضرار، فلا يضر المرء بنفسه، ولا يجلب الضرر عن غيره، ولذلك وجدنا الرسول الكريم  كما تقدم – صلى الله عليه وسلم – يُحذر الرجال من مغبة عدم العدل بين الزوجات فقال – صلى الله عليه وسلم -  " من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط" وفي رواية " وشقه مائل " (5) أحمد ( 2/ 347 ، 471) وأبو داود (2133) الترمذي (1141) النسائي ( 7/163) ابن ماجه (1969)
كما صح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل بينهن في الكسوة والنفقة والمبيت والتودد، ويقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك  فلا تلومني فيما تملكه ولا أملكه" (6) أحمد ( 6/144) أبو داود (2134) الترمذي (1140)
تعدد الزوجات ضرورة ملحة:
هذا ولا يختلف اثنان على أن تعدد الزوجات يكون ضروريا لا مناص منه أو عنه في بعض الحالات منها:
أولا: - المرأة العاقر: التي لا أمل لها في الإنجاب، أمن الأفضل أن تبقى في ذمة زوجها، ويتزوج بأخرى تجلب له البنين والبنات أم يطلقها؟! أم يُحكم عليه بالحرمان من الأبناء؟!
ثانيا: الزوجة المريضة بمرض عُضال لا شفاء منه:يحول بين الرجل ولقائه الشرعي بها على النحو المعروف (الجماع)، والرجل ما زال في سن تلح فيه الغريزة عليه إلحاحا شديدًا يدفعه دفعا إلى طلب المرأة، وهو مع هذا ما يزال مرتبطا بزوجته، بالمودة والمحبة والرعاية والرحمة لا يريد أن يفارقها سواء كانت محتاجة إليه ماليا بعد ذلك أم لم تكن.
أمنْ الأفضل أن يُسمح للزوج بأن يتزوج بأخرى؟! وتظل الأولى في ذمته يرعاها على الأقل ماديا؟! أم يُفارقها ويلقي بها لمجرد مرضها ويتزوج بأخرى ؟! أ هذا أفضل؟! أم ذاك؟!
ثالثا:الوقوع في الحب:  أن الرجل قد وقع في حب امرأة أخرى غير زوجته وأحبها حبًّا شديدًا ملك عليه قلبه ونفسه، ولم يستطع أن يدفع هذا الحب عن نفسه ويخشى عليها الوقوع في فاحشة الزنا.
رابعًا: عدم الانسجام الجنسي بين الزوجين والجهل به وهو ما يشكل 50% من المشاكل الزوجية، وسنعرض لهذه الجزئية وكيفية علاجها والخروج من مشاكلها خروجا جميلا يحقق للزوجين المتعة الكاملة والانسجام التام بإذن الله، وهو ما نجح فيه المتخصصون من علماء الطب، والاجتماع، والنفس بعد أن أصاب هذه العلاقة الفتور والبرود.
خامسا: من الرجال من تلح عليه غريزته إلحاحا متكررًا، ومن النساء من هي على النقيض من ذلك تماما مع خلوها من المرض، لكن طبيعتها ومزاجها وتكوينها الجسدي والنفسي على نحو خاص يدفعها إلى الإقلال من النشاط الغريزي وينتهي بها إلى تعب نفسي وجسدي غير محتمل إذا هي استجابت بصفة دائمة لغريزة زوجها الملحة المتكررة، وهذا –إن يكن قليلا أو نادرًا– فهو موجود يوقع الزوجة فيما عرضنا له، ويوقع الزوج في العنت الشديد إذا طلبنا منه كبح جماحه ودفن غريزته، وقد يلجئه ذلك إلى فاحشة الزنا، أو يجعله أقرب إلى الوقوع فيه إذا عرضت له لحظات الضعف البشري وواتته الظروف.
وأيضًا فإن مطالبة الزوجة بالاستجابة الدائمة لزوجها التي تنتهي بها حتما إلى التعب الجسدي والنفسي الذي يجعلها تكره هذه العلاقة أصلا، وقد تكره الزوجية كلها من أجل ذلك. مع أنه إذا خلا الأمر من هذا الإلحاح فكل منهما محب للآخر حريص على استيفاء العلاقة الزوجية الأسرية.
سادسا: الدول التي يزيد فيها عدد الإناث على الذكور:
- فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك أنه قال : ألا أحدثكـم حـديثا سمعته مـن رسـول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم أحد بعدي سمعه منه ؟ : إن من أشراط الساعـة أن يُرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنا ويُشرب الخمـر ، ويذهب الرجال ، وتبقى النسـاء حتى يكون لخمسين امـرأة قيّم واحـد . رواه البخاري ومسلم
- وفي حديث أبي موسى : ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يَلُذْنَ به من قِلّةِ الرجال وكثرة النساء . متفق عليه .
 وتلك ظاهرة انتشرت في أغلب بلدان العالم أجمع،ففي فترة من الفترات كان عدد النساء يزيد على عدد الرجال في بريطانيا بثلاثة ملايين امرأة، ووصل في أواخر الحرب العالمية الثانية في ألمانيا أن عدد النساء وصلت إلى خمسة أضعاف عدد الرجال،فقد نقص عـدد رجـال الألمـان بعد حرب الثلاثين سنة كثيراً ، فقـرّر مجلس حكومـة ( فرانكونيـا ) إجـازةَ أن يتزوّج الرجل بامرأتين ،وفي عام 1948 أوصى مؤتمر الشباب العالمي في ميونخ بألمانيا بإباحة تعدد الزوجات حلا لمشكلة تكاثر الإناث وقلة الذكور بعد الحرب العالمية الثانية , وهناك الكثير منهم ألان يطالبوا بالتعدد .
 وهكذا في الكثير من المجتمعات ليس بالكثير بل في كل المجتمعات عدد النساء أكثر من عدد الرجال، الآن نحن أمام حقيقة علمية وهي: أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، ألا يتم تعدد الزوجات، ويقتصر الرجل على امرأة واحدة، مما يعرض الكثيرات للفسق والشذوذ، كما هو الحال في أغلب بلدان العالم المتقدم؟! أم يُسمح بتعدد الزوجات لصيانة كرامة و إنسانية المرأة؟!
أراء في تعدد الزوجات:
·      رأي الطب:
-  يقول الدكتور محمد هلال الرفاعي أخصائي أمراض النساء والتوليد:
عدم الزواج أو تأخيره يعرض المرأة لأمراض الثدي أكثر من المتزوجة، وكذلك سرطان الرحم والأورام الليفية.. وقد سألت كثيرا من المترددات على العيادة: هل تفضلين عدم الزواج أم الاشتراك مع أخرى في زوج واحد ؟
كانت إجابة الأغلبية الساحقة هي تفضيل الزواج من رجل متزوج بأخرى على العنوسة الكئيبة، بل إن بعضهن فضلت أن تكون حتى زوجة ثالثة أو رابعة على البقاء في أسر العنوسة.

·      رأي طبيبة:
وإذا كان هذا هو رأى العلم، فإن المرأة الطبيبة تكون أقدر على وصف الحال بأصدق مقال.. تقول طبيبة في رسالة بعثت بها إلى الكاتب الكبير أحمد بهجت( إنها قرأت إحصائية تقول: إن هناك ما يقرب من عشرة ملايين سيدة وآنسة بمصر يعشن بمفردهن.. وهن إما مطلقات أو أرامل لم ينجبن أو أنجبن، ثم كبر الأبناء وتزوجوا أو هاجروا، أو فتيات لم يتزوجن مطلقا..
وتقول الطبيبة: هل يستطيع أحد أن يتخيل حجم المأساة التي يواجهها عالم (النساء الوحيدات) ؟ إن نساء هذا العالم لا يستطعن إقامة علاقات متوازنة مع الآخرين، بل يعشن في حالة من التوتر والقلق والرغبة في الانزواء بعيدا عن مصادر العيون و الألسنة والاتهامات المسبقة بمحاولات خطف الأزواج من الصديقات أو القريبات أو الجارات.. وهذا كله يقود إلى مرض الاكتئاب، ورفض الحياة، وعدم القدرة على التكيف مع نسيج المجتمع.
وتدق الطبيبة ناقوس الخطر محذرة مما يواجه هؤلاء النسوة من أمراض نفسية وعضوية مثل الصداع النصفي و ارتفاع ضغط الدم والتهابات المفاصل وقرحة المعدة و الأثنى عشر والقولون العصبي واضطرابات الدورة الشهرية وسقوط الشعر والانحراف الخلقي.. ويضطر الكثير منهن للارتباط برجل متزوج. (7) صندوق الدنيا – الأهرام – عدد 13 مايو 1997
·      تعدد الزوجات وعلم الجنين:
مراحل النشأة الأولى:
إن تكوين جنين بشري جديد يتطلب اندماج خليتين اثنتين، أحداهما من الأب والأخرى من الأم، فتساءلت: وهل تصلح أية خلية من الأب وأية خلية من الأم لمثل هذه المهمة الصعبة ؟ فأجابني العلم بلا تردد: طبعاً لا، فخلايا الجسم البشري وإن كانت متشابهة في صفاتها العامة فإنها تختلف فيما بينها اختلافات عميقة سواء من ناحية الشكل أو الوظيفة، ومن هنا لزم أن تكون الخليتان المطلوبتان لتشكيل الجنين خليتين تمتازان بصفات خاصة تجعلهما قادرتين على تحقيق وظيفة التناسل، وهذا ما نجده في كل من النطف ( Sperms ) التي تتشكل وتفرز من خصيتي الرجل، وفي البيوض (Ovum) التي تتشكل وتفرز من مبيضي المرأة، وتسمى هذه الخلايا الذكرية والأنثوية باسم ( الخلايا الجنسية ) تمييزاً لها عن بقية خلايا الجسم، لما لهذه الخلايا الجنسية من علاقة مباشرة بالإخصاب والإنجاب.
( الشكل 1 ) في الأيمن جنين بشري عمره ( 5 أسابيع ) لا تبدو عليه أية ملامح بشرية وفي الأيسر جنين بشري عمره ( 7 أسابيع ) لاحظ كيف ظهرت ملامحه البشرية
وبالرغم من أن جنس الجنين ـ ذكراً أو أنثى ـ يتحدد منذ لحظة تلقيح النطفة للبيضة إلا أن شكله الخارجي لا يبدي أية صفات تدل على أنه ذكر أو أنثى، ويبقى الجنين على هذه الصورة حتى نهاية الأسبوع السادس من عمره الرحمي، أي حتى ( اليوم 42 ) تقريباً، وحينئذ يبدأ شكل الغدد التناسلية بالتميز نحو الذكورة أو الأنوثة وفق التركيب الوراثي للجنين ( الشكل 2 )

( الشكل 2 ) A الغدة التناسلية في جنين ذكر ( 6 أسابيع )  B الغدة التناسلية في جنين أنثى ( 6 أسابيع ) لاحظ أن موقعهما بين الصلب والترائب  والتشابه لا يزال كبيراً بينهما.
وهذا يتطابق تماماً مع ما أشار إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
 (( إذا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتانِ وأربعونُ ليلةً، بَعَثَ اللهُ إليها مَلَكاً فَصَوَّرَها، وَخَلَقَ سَمْعَها وَبَصَرَها وَجِلْدَها وَلَحْمَها وَعَظْمَها، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ، أذَكَرٌ أمْ أنثى ؟ فَيَقْضي رَبُّكَ ما يَشاءُ وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، أجَلُهُ ؟ فيقضي رَبُّكَ ما يشاء ويكتبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، رِزْقُهُ ؟ فيقضي رَبُّكَ ما يشاءُ ويكتبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ المَلَكُ بالصَّحيفةِ في يَدِهِ فلا يزيدُ على ما أمَرَ ولا ينقص )) (8) أخرجه مسلم 4783 من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه.، وفي هذا إعجاز نبوي لا ريب فيه، إذ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفترة التي يتبين فيها جنس الجنين بدقة تامة لم يعرفها علماء الأجنة إلا منذ زمن قريب جداً !
نشأة الخلايا الجنسية:
وجد علماء الجنين أن تشكيل الغدد التناسلية في الجنين يبدأ بظهور مجموعة من الخلايا الضخمة كروية الشكل تدعى الخلايا المنشئة الأولية (Primordial Germ Cells ) تتولد من الأديم الباطني ( Endoderm ) الذي يبطن جدار كيس المحِّ ( Yolk Sac )، ثم تهاجر هذه الخلايا إلى قشرة الغدد التناسلية الأولية التي تكون في بداية تشكلها على جانبي العمود الفقري للجنين بدءاً من الفقرة الظهرية الثانية ( D2 ) وحتى الفقرة القطنية الرابعة (L4 )، أي في المنطقة ما بين الصلب والترائب التي ورد ذكرها في قوله تعالى: (( فَلْيَنْظُرِ الإنسانُ مِمَّ خُلِقَ 0 خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ 0 يَخْرُجُ من بينِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ )) (9) الطارق 5 ـ 7.
 وفي هذا البيان الإلهي كذلك إعجاز علمي أخبرنا عنه الخالق عزَّ وجلَّ قبل أن يكتشفه علم الأجنة بقرون طويلة !
وعندما تنغرس الخلايا المنشئة الأولية في الغدد التناسلية الأولية تدفعها إلى التمايز (Differentiation ) نحو الذكورة أو الأنوثة تبعاً للصبغيات الجنسية (Sex Chromosomes ) التي تحملها هذه الخلايا، فإذا كانت الخلايا تضم الصبغي المذكر ( Y ) تحوَّل لب الغدد التناسلية الأولية إلى خصيتين، بينما يتحول قشر الغدد إلى كيس الصفن ( Scrotum)الذي يحيط بالخصيتين ويحفظهما من تأثير العوامل الخارجية.
 وتتحول الخلايا المنشئة الأولية إلى خلايا نطفية أولية (Spermiocytes) وهذه الخلايا تبقى هاجعة منذ ولادة الجنين الذكر حتى سن البلوغ، وحينئذ تستعيد نشاطها، وتمر بعملية إنضاج تنقسم كل منها أثناء ذلك انقسامين اثنين، ندعوهما انقسامي الإنضاج ( Maturation Division )، وهما انقسامان هامان جداً في سياق نشأة الخلايا الجنسية لأنهما يحولان الخلايا النطفية الأولية إلى ( نطف ) ناضجة قادرة على تلقيح بيضة الأنثى والإنجاب بإذن الله تعالى.
( الشكل 3 ) بداية ظهور الخلايا المنشئة الأولية التي تهاجر إلى الغدد التناسلية فتحولها إلى خصيتين أو مبيضين وفق التكوين الوراثي
للجنين.
أما إذا كانت الخلايا المنشئة الأولية تحتوي على صبغي الأنوثة ( X ) فإنها تحوِّل قشر الغدد التناسلية إلى مبيض، وتحوِّل لب الغدد إلى نسيج ضامّ (Connective Tissue )، أما الخلايا المنشئة نفسها فتتحول إلى خلايا بيضية أولية (Primordial Ovum Cells  ) تتكاثر سراعاً حتى تصل أوج تكاثرها في الشهر الخامس من عمر الجنين الأنثى ( نحو 6 ملايين خلية )، ثم تدخل مرحلة الهجوع إلى أن تولد البنت، وعندئذ تبدأ تتنكس (Degeneration) وتتحلل شيئاً فشيئاً حتى لا يبقى منها عند بلوغ البنت سوى ( 40.000 بيضة ) تقريباً.
 وعند البلوغ تنشط هذه الخلايا واحدة بعد الأخرى، وكلما نشطت واحدة منها انقسمت انقسامين ينضجانها ويحولانها إلى بيضة ( Ovum ) قابلة للتلقيح بنطفة الذكر.
  • ( الشكل 4 ) A الغدة التناسلية في جنين ذكر ( 4 شهور ) ظهرت ملامح الخصية والحبل المنوي . B الخصية في جنين (7 أسابيع ) نزحت إلى الأسفل.
( الشكل 5 ) A جنين أنثى ( شهران ) المبيض غير واضح المعالم موقعه بين الصلب والترائب . B جنين أنثى ( 7 شهور ) نزح المبيض إلى الحوض ، واتحدت القنوات لتكوين الرحم والبوقين.jpg
ومن المعلوم أن كل خلية من خلايا جسم الإنسان تحوي في نواتها ( 46 صبغياً ) تحمل صفات الإنسان الوراثية المختلفة، ويؤدي انقسام هذه الخلايا إلى تكوين خليتين جديدتين في كل منهما نفس العدد من الصبغيات ( أي 46 صبغياً ).
 أما الخلايا المنشئة الأولية التي أشرنا لها آنفاً فإنها تنقسم بأسلوب آخر، فهي بعد تحولها إلى خلايا نطفية أولية في الذكر، أو خلايا بيضية أولية في الأنثى، تمر بانقسامين اثنين قبل أن تتحول إلى نطف أو بيوض، ويمتاز الانقسام الأول بأنه انقسام منصِّف ( Meiosis ) ينتج عنه خليتين في كل منهما نصف عدد الصبغيات التي كانت في الخلية المنشئة الأولية، أي ( 23 صبغياً ) بدلاً من ( 46 صبغياً )، وينتج عن الانقسام الثاني ( 4 خلايا ) في كل منها ( 23 صبغياً ) أيضاً، وهو يساهم في إنضاج هذه الخلايا وتمايزها إلى بيوض أو نطف حسب جنس الجنين.
ومن هنا تظهر أهمية الانقسام المنصِّف، فلولاه لتضاعف عدد الصبغيات في خلايا الجنين، ولنفترض مثلاً بأن نطفة الذكر تحتوي على العدد الكامل من الصبغيات ( 46 صبغياً ) وأن بيضة الأنثى تحتوي أيضاً على العدد الكامل ( 46 صبغياً ) ففي هذه الحال سوف يؤدي اندماج النطفة والبيضة عند الإلقاح إلى تكوين خلية تحتوي على ( 46 + 46 صبغياً = 92 صبغياً ) ومثل هذا التكوين لا يتلاءم مع الحياة، ولهذا كان تنصيف الصبغيات في كل من النطفة والبيضة أمراً ضرورياً لتكوين جنين يحمل العدد المعتاد من الصبغيات في سائر خلاياه ( 46 صبغياً )، أما النطف في الذكر والبيوض في الأنثى فتحوي كل منها نصف العدد كما ذكرنا.
وليس الذكر كالأنثى:
وهنا نصل إلى النقطة الحاسمة في البحث، فإن الانقسامين اللذين أشرنا لهما لا يجريان في الذكر والأنثى على الوتيرة نفسها، بل توجد بينهما فروق جوهرية ( الشكل 6 ) كما يلي:
ففي الذكر: ينتج عن هذين الانقسامين ( 4 خلايا ) نسميها أرومات النطف، وهي تنمو بعد ذلك دون انقسام لتغدو نطفاً ناضجة ( Sperms ) قادرة على تلقيح بيضة الأنثى.
أما في الأنثى: فينتج عن انقسامي الإنضاج ( 4 خلايا ) أيضاً كما في الذكر، ولكن لا ينضج منها في النهاية سوى ( خلية واحدة ) فقط، وذلك لأن الانقسام الأول ينتج عنه  خلية نامية كبيرة تسمى الخلية البيضية الثانوية (Secondary Oocyte ) تستأثر بالقسم الأعظم من الهيولى ( Cytoplasm )، أما الخلية الأخرى وتسمى الجسم القطبي الأول (First Polar Body ) فتكون ضامرة لافتقارها إلى الهيولى ويكون مآلها الموت والتحلل، أما الخلية البيضية الثانوية فتنقسم مرة أخرى إلى خليتين إحداهما خلية كبيرة ناضجة هي (البيضة) وخلية أخرى ضامرة هي الجسم القطبي الثاني ( Second Polar Body ) مآله مثل سابقه الموت والتحلل.
( الشكل 6 ) في الأيمن مراحل تشكل بيضة الأنثى انطلاقاً من المبيض وفي الأيسر مراحل تشكل نطف الذكر انطلاقاً من الخصية..
النتائج والمناقشة:

1.    بالنظر إلى نتائج الانقسام، في الخلايا الجنسية عند الذكر والأنثى، نجد أن كل خلية منشئة في الذكر ينتج عنها ( 4 نطف ) بينما لا ينتج عن الخلية المنشئة في الأنثى سوى ( بيضة واحة )، أي إن كل خلية منشئة في الذكر تنتج من النطف ما يستطيع تلقيح ( 4 بيضات )، وكأن كل خلية منشئة عند الذكر تنطوي على قدرة تعادل قدرة أربع خلايا منشئة عند الأنثى، فإذا نقلنا هذه الحقيقة إلى مستوى الرجال والنساء نقول إن الرجل يتمتع بقدرة على الإنجاب تعادل قدرة أربع نساء، ونعتقد أن هذا هو السر في إباحة التعدد للرجال دون النساء، وفي تقييد التعدد بأربع زوجات يمكن للرجل أن يجمع بينهن في وقت واحد (؟) والله تعالى أعلم.
2.    إن في هذا التقابل ما بين نشأة الخلايا الجنسية في الذكر والأنثى، وبين نظام تعدد الزوجات كما قررته الشريعة الإسلامية، ما يؤكد وحدانية الخالق عزَّ وجلَّ، لأن ما قدَّره سبحانه من فوارق بين الجنين الأنثى والجنين الذكر هو ما قدره كذلك من فوارق عند تنظيم علاقة الرجل بالمرأة.. ولا غرابة.. فهو سبحانه الذي خلق النطفة والبيضة وأودع فيهما فطرة التزاوج والتكاثر، وهو سبحانه الذي خلق الرجل والمرأة وأودع فيهما فطرة التزاوج والتناسل. 
3.    إن إنتاج ( 4 نطف ) من خلية منشئة واحدة عند الذكر يلفت انتباهنا بالمقابل إلى وجود أربع زمر دموية ( Blood Group ) رئيسية في البشر، يزمر لها بالأحرف ( O , AB , B , A )، ومن المعلوم أننا إذا أدخلنا إلى جسم شخص ما دماً من غير زمرته الدموية رفضه جسمه بشدة، وذلك بأن يفرز مضادات مناعية تلتحم بالكريات الدموية الغريبة وتدمرها، وهذا ما يسمى طبياً تنافر الزمر الدموية ( Incompatibility )، وهو خطير جداً، لأنه يسبب للشخص الذي أعطى الدم المغاير لدمه صدمة ( Shock ) عنيفة قد تودي بحياته، ولهذا ينبغي عند نقل الدم مراعاة قواعد التوافق ما بين دم المتبرع ودم المتلقي، وذلك على النحو التالي:

وبما أن بيضة المرأة تحمل نفس زمرتها الدموية، وكذلك نطفة الرجل تحمل زمرته الدموية، فالأصل أن تكون الزمرة الدموية للرجل تماثل زمرة المرأة حتى يحصل تلقيح النطفة للبيضة بنجاح ولا يحصل بينهما تنافر، إلا أن هذا التنافر لا يحصل حتى وإن كانت زمرة المرأة تغاير زمرة الرجل.
 وهذا ما يجعلنا نفترض أن النطف الأربع التي تنشأ في الذَّكر عن خلية منشئة واحدة ليست متماثلة، بل  تمثل أربع زمر مختلفة تقابل الزمر الدموية الرئيسية الأربع ( الشكل 7 )،
( الشكل 7 ) في الأعلى اختبار يبين الزمر الدموية الرئيسية الأربع السائدة في البشر وفي الأسفل تصوير للنطف الأربع التي تنتج عن خلية منشئة أصلية واحدة والسؤال هو هل يكون لكل من هذه النطف تكوين داخلي يقابل إحدى الزمر الدموية ؟.
 وهذا ما يجعل نطفة الرجل مقبولة وغير مرفوضة من قبل الزوجة مهما كانت زمرتها الدموية (؟) وهذه الفرضية لا نملك حتى الآن إجابة قاطعة عنها، ولكنها فرضية جديرة بالبحث، لأنها إذا ما ثبتت فإنها تفسر لنا السبب في عدم إنجاب الرجل من امرأة معينة وإنجابه من امرأة أخرى، فقد تكون النطف الأربع التي تنشأ عنده مفتقرة للفصيلة التي تتوافق مع فصيلة دم المرأة التي لم ينجب منها (؟)، ولعل ما يؤكد هذه الفرضية أن ( 30% ) من حالات العقم تنشأ عن أسباب مشتركة بين الزوجين، وهي نسبة لا يستهان بها، وقد تكون هذه النسبة ـ أو جزء منها على الأقل ـ بسبب عدم التوافق التي أشرنا لها (؟) والله تعالى أعلم.
4. لقد عمل الباحثون منذ مطلع القرن الماضي على دراسة إمكانية زراعة الأعضاء للمرضى الذين يصابون بأمراض تتطلب زراعة أعضاء صحيحة لهم بدل أعضائهم التالفة، وأجرى العلماء تجارب كثيرة على الحيوانات، فكانت نتائجها مشجعة، ما دفعهم إلى محاولة زراعة الأعضاء على الإنسان، ولكن ظلت ظاهرة رفض ( Rejection ) الجسم للعضو المزروع فيه عائقاً يحول دون نجاح هذه العمليات في الماضي، لأن الجسم مزود بعناصر دفاعية تهبُّ على الفور لرفض العضو المزروع باعتباره عضواً غريباً عن الجسم، إلا أن هذه المعضلة أمكن التغلب عليها مع اكتشاف مثبطات المناعة ( Immunity Inhibitors ) التي جعلت الجسم يتقبل العضو المزروع ولا يرفضه.
 فإذا تذكرنا أن عملية تلقيح بيضة المرأة بنطفة الرجل هي في الحقيقة عملية زراعة عضو غريب ( = النطفة ) في رحم المرأة، فإن ما يدعو للعجب حقاً أن جسم المرأة لا يرفض هذا الجسم الغريب، بل يتقبله برحابة.. فما هو السر يا ترى ؟ نعتقد من خلال ما قدمناه أن السر يكمن في القلنسوة ( Acrosome ) التي تغطي رأس النطفة ( الشكل 8 )، فربما تحتوي هذه القلنسوة على مركبات يشبه عملها عمل مثبطات المناعة التي أشرنا لها، مما يجعل البيضة تتقبل النطفة وتفتح لها الباب للدخول، علماً بأن القلنسوة تتحلل خلال عملية الاختراق، ولا يدخل إلى البيضة سوى رأس النطفة الذي لا يكاد يحتوي إلا على المادة الوراثية التي لا تلبث أن تندمج مع المادة الوراثية للبيضة وتصبح جزءاً لا يتجزأ منها، فإذا صحت هذه الفرضية، وتمكنا من تحديد طبيعة مكونات رأس النطفة، فقد نتوصل إلى مركبات دوائية أكثر كفاءة من مثبطات المناعة المستخدمة حالياً، وأقل إحداثاً للمضاعفات ( Side Effects ) التي تنتج عنها
( الشكل 8 ) في الأيمن النطفة تقترب من البيضة لتلقيحها، وفي الأيسر النطفة تخترق جدار البيضة برأسها، لاحظ القلنسوة التي تغلف رأس النطفة والتي قد يكون لها علاقة وثيقة بنجاح أو فشل النطفة باختراق جدار البيضة وتلقيحها..
 (10)  د.أحمـد محمـد كنـعان استشاري أمراض معدية، عضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ( SSFCM )، عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي ( ISHIM )، عضو هيئة الإعجاز العلمي بالمنطقة الشرقية ( السعودية )
·      أراء بعض العلماء الغرب في تعدد الزوجات :
غوستاف لوبون
غوستاف لوبون:
 (إن نظام تعدد الزوجات نظام حسن يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تمارسه، ويزيد الأسر ارتباطا، وتمنح المرأة احتراما وسعادة لا تجدهما في أوروبا).
برناردشو الكاتب
برناردشو الكاتب:
 إن أوروبا ستضطر إلى الرجوع إلى الإسلام قبل نهاية القرن العشرين شائت أم أبت.
أني بيزانت  زعيمة التيوصوفية العالمية ، وذلك في كتابهـا : الأديان المنتشرة في الهند فاعتبروا يا أولي الأبصار:
كيف يجوز أن يجـرؤ الغربيون على الثورة ضد تعدد الزوجات المحدود عند الشرقيين ما دام البغاء شائعاً في بلادهـم ؟ … فلا يَصحّ أن يُقـال عن
 بيئة : أن أهلها ( موحِّدون للزوجـة ) ما دام فيها إلى جانب الزوجة الشرعية خدينات من وراء ستار!
ومتى وَزَنَّـا الأمور بقسطاس مستقيم ظهـر لنا أن تعـدد الزوجات الإسلامي الذي يَحـفــظ ويَحمــي ويُغــذي ويَكسو النساء
أرجح وَزْنـاً من البغـاء الغربي الذي يسمح بأن يَتّخِـذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته ، ثم يقـذف بها إلى الشـارع متى قضى منها أوطاره.
 
اليوتنان كولـونيل كـادي
 إن تعـدد الزوجـات تُجيزه الشريعة الإسلامية بشروط محدودة ، وبالفعل نرى العالم كله يستعمله
وقال أيضا :
من الواضح أن الفرنسوي الثري الذي يُمكنه أن يتزوّج باثنتين فأكثر ،هو أقل حـالاً من المسلم الذي لا يحتاج إلى الاختفاء إذا أراد أن يعيش مع اثنتين فأكثر وينتج عن ذلك هذا الفرق : أن أولاد المسلم الذي تعدّدت زوجاته متساوون ومُعْتَرَف بهـم ، ويعيشون مع آبائهم جهرة بخلاف أولاد الفرنسوي الذين يُولدون في فـِراشٍ مُخْتَفٍ فهم خارجون عن القانون.
الصين:
وهذا ما دعا  الصِّـين  أن تعتزم إدخال تعديلات على قوانين الزواج الحالية في محاولة للحدّ من ظاهرتي تنـامي العـلاقـات غير الشرعيـة ، والعنـف بين المتزوّجين
ولذا يقول المسـؤول البرلماني الصيني (هو كانج شينج ) : إن التشريع الحالي بحاجة إلى تحديث … وأن هناك حاجة إلى إجـراء تغييرات لتسهيل إيجـاد علاقة زواج ونظام أسري أكثر تحضّراً في الأمـــة .
ويُفيد الدّارِسُون لوضع المجتمع الصيني أن نسبـة الطلاق المرتفعـة في الصين قد حَفَزَتْ السلطـات على اقتراح تجريـم إقامة أي علاقة خارج الزواج ، وإرغام مرتكبي الزنا على دفع تعويضات لشركائهم في الزواج ، وإلزامهم بقضـاء ثلاث سنـوات منفصلين قبل إيقـاع الطلاق .
صحيفة الحياة:
نشرت صحيفة الحــياة في العدد (13099) أن أستاذة " لاهوت " في جنوب أفريقيا دَعَتْ إلى السماح للبيض بتعدد الزوجات ، لمواجهـة ارتفـاع معدل الطلاق في البلاد ، وهو من أعلى المعدلات في العالم
 الأستاذة/  لاندمان
 ليس هناك سوى عـدد محدود للغاية من الرجال في العالم ، فقد قُتِل بعضهم في الحروب ، والآن حـان الوقت كي تختار المرأة زوجـاً من بين الرجال المتزوجين ، وأن تتفاوض مع زوجته على أن تُصبح فرداً من أفراد أسرته   . http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/39.htm(11)
منظمة الصحة العالمية:
فقد أثبتت دراسة أعدّتها منظمة الصحة العالمية حول البلدان التي تسمح بتعدّد الزوجات أنّ سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية أي التعدّدية. وكشف الباحثون في جامعة "شفيلد" البريطانية أن عمر الزوج الذي يقترن بأخرى يزداد أكثر من غيره بنسبة 12%.
وهذا ليس كل شيء. فقد أشارت الدراسة إلى أنّ الرجل الذي يتزوج من أكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة، يحظى برعاية أفضل في مرحلة الشيخوخة ويعيش لفترة أطول.
ولم تقتصر الدراسة على طول العمر فحسب بل أثبتت أنّ فوائد التعدّدية تكمن أيضاً في زيادة الرزق وكثرة الأولاد والتداخلات الاجتماعية.
ولم تغفل الدراسة عن الفوائد الجسدية، بل حثّت الرجل على التعدّدية لما فيها من منافع بالنسبة إلى صحة القلب والشرايين.
هذا ولا يخفى على أحد ما أثبته العلم الحديث من أن الرجل قادر على الإنجاب حتى سن ما بعد الستين، بينما يصعب ذلك على المرأة بعد الخامسة والأربعين من عمرها، أمن الأفضل أن يتزوج الرجل؟! أم ينحرف خلف العاهرات؟!
 تلك كانت مجرد كلمة ولمحة موجزة عن نظام تعدد الزوجات في الإسلام، والذي يحاول البعض من الحاقدين اتخاذه طريقا للطعن في الإسلام، من أنه أهدر كرامة وإنسانية المرأة، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن ذلك الكلام محض ادعاء ينطوي على العديد من المغالطات، فلم يوجد بين الأديان السماوية، ولا بين كل معتقد من كل العقائد، التي سبقت ظهور الإسلام، منْ قدر كرامة وإنسانية وعرض المرأة كما فعل الإسلام، وأن كل محاولات الحاقدين لن تجدي ولن تفيد، فلا يمكن بأي حال من الأحوال، أن ينتصر الظلام على النور، كما لا يمكن أن ينتصر الشر على الخير، كما لا يمكن أن يعدُل العقاب الثواب.
ها نحن نراهم الآن يعتبرون التعدد حَـلاًّ لارتفاع معدل الطلاق ، وقلّة الرجال، فبعد انتقادهم للتعدد الزوجات في الإسلام لم يجدوا أمامهم من سبيل غيره من تخليص مجتمعاتهم من الفسق والفجور الذي تعيش فيه تلك المجتمعات فماذا يريدون؟! ماذا ينتظرون؟!!!
{ أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }(12) المائدة:50


هناك تعليق واحد:

  1. مستقيم ظهـر لنا أن تعـدد الزوجات الإسلامي الذي يَحـفــظ ويَحمــي ويُغــذي ويَكسو النساء
    أرجح وَزْنـاً من البغـاء الغربي الذي يسمح بأن يَتّخِـذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته ، ثم يقـذف بها إلى الشـارع متى قضى منها أوطاره.
    اليوتنان كولـونيل كـادي
    إن تعـدد الزوجـات تُجيزه الشريعة الإسلامية بشروط محدودة ، وبالفعل نرى العالم كله يستعمله
    وقال أيضا :
    من الواضح أن الفرنسوي الثري الذي يُمكنه أن يتزوّج باثنتين فأكثر ،هو أقل حـالاً من المسلم الذي لا يحتاج إلى الاختفاء إذا أراد أن يعيش مع اثنتين فأكثر وينتج عن ذلك هذا الفرق : أن أولاد المسلم الذي تعدّدت زوجاته متساوون ومُعْتَرَف بهـم ، ويعيشون مع آبائهم جهرة بخلاف أولاد الفرنسوي الذين يُولدون في فـِراشٍ مُخْتَفٍ فهم خارجون عن القانون.

    الصين:
    وهذا ما دعا الصِّـين أن تعتزم إدخال تعديلات على قوانين الزواج الحالية في محاولة للحدّ من ظاهرتي تنـامي العـلاقـات غير الشرعيـة ، والعنـف بين المتزوّجين
    ولذا يقول المسـؤول البرلماني الصيني (هو كانج شينج ) : إن التشريع الحالي بحاجة إلى تحديث … وأن هناك حاجة إلى إجـراء تغييرات لتسهيل إيجـاد علاقة زواج ونظام أسري أكثر تحضّراً في الأمـــة .
    ويُفيد الدّارِسُون لوضع المجتمع الصيني أن نسبـة الطلاق المرتفعـة في الصين قد حَفَزَتْ السلطـات على اقتراح تجريـم إقامة أي علاقة خارج الزواج ، وإرغام مرتكبي الزنا على دفع تعويضات لشركائهم في الزواج ، وإلزامهم بقضـاء ثلاث سنـوات منفصلين قبل إيقـاع الطلاق .

    صحيفة الحياة:
    نشرت صحيفة الحــياة في العدد (13099) أن أستاذة " لاهوت " في جنوب أفريقيا دَعَتْ إلى السماح للبيض بتعدد الزوجات ، لمواجهـة ارتفـاع معدل الطلاق في البلاد ، وهو من أعلى المعدلات في العالم
    الأستاذة/ لاندمان
    ليس هناك سوى عـدد محدود للغاية من الرجال في العالم ، فقد قُتِل بعضهم في الحروب ، والآن حـان الوقت كي تختار المرأة زوجـاً من بين الرجال المتزوجين ، وأن تتفاوض مع زوجته على أن تُصبح فرداً من أفراد أسرته . http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/39.htm(11)

    منظمة الصحة العالمية:
    فقد أثبتت دراسة أعدّتها منظمة الصحة العالمية حول البلدان التي تسمح بتعدّد الزوجات أنّ سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية أي التعدّدية. وكشف الباحثون في جامعة "شفيلد" البريطانية أن عمر الزوج الذي يقترن بأخرى يزداد أكثر من غيره بنسبة 12%.
    وهذا ليس كل شيء. فقد أشارت الدراسة إلى أنّ الرجل الذي يتزوج من أكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة، يحظى برعاية أفضل في مرحلة الشيخوخة ويعيش لفترة أطول.
    ولم تقتصر الدراسة على طول العمر فحسب بل أثبتت أنّ فوائد التعدّدية تكمن أيضاً في زيادة الرزق وكثرة الأولاد والتداخلات الاجتماعية.
    ولم تغفل الدراسة عن الفوائد الجسدية، بل حثّت الرجل على التعدّدية لما فيها من منافع بالنسبة إلى صحة القلب والشرايين.
    هذا ولا يخفى على أحد ما أثبته العلم الحديث من أن الرجل قادر على الإنجاب حتى سن ما بعد الستين، بينما يصعب ذلك على المرأة بعد الخامسة والأربعين من عمرها، أمن الأفضل أن يتزوج الرجل؟! أم ينحرف خلف العاهرات؟!

    تلك كانت مجرد كلمة ولمحة موجزة عن نظام تعدد الزوجات في الإسلام، والذي يحاول البعض من الحاقدين اتخاذه طريقا للطعن في الإسلام، من أنه أهدر كرامة وإنسانية المرأة، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن ذلك الكلام محض ادعاء ينطوي على العديد من المغالطات، فلم يوجد بين الأديان السماوية، ولا بين كل معتقد من كل العقائد، التي سبقت ظهور الإسلام، منْ قدر كرامة وإنسانية وعرض المرأة كما فعل الإسلام، وأن كل محاولات الحاقدين لن تجدي ولن تفيد، فلا يمكن بأي حال من الأحوال، أن ينتصر الظلام على النور، كما لا يمكن أن ينتصر الشر على الخير، كما لا يمكن أن يعدُل العقاب الثواب.

    ها نحن نراهم الآن يعتبرون التعدد حَـلاًّ لارتفاع معدل الطلاق ، وقلّة الرجال، فبعد انتقادهم للتعدد الزوجات في الإسلام لم يجدوا أمامهم من سبيل غيره من تخليص مجتمعاتهم من الفسق والفجور الذي تعيش فيه تلك المجتمعات فماذا يريدون؟! ماذا ينتظرون؟!!!
    { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }(12) المائدة:50

    ردحذف