الاثنين، 29 أغسطس 2016

7) أم المؤمنين/ زينب بنت خزيمة – رضي الله عنها :ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن


رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
(7) أم المؤمنين/ زينب بنت خزيمة – رضي الله عنها 
 شجرة نسب السيدة زينب بنت خزيمة والتقاءه بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأنساب باقي أمهات المؤمنين.
نسبها:
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها،  وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا.
فأمها: هند بنت عوف بن زهير بن حماطة بن جرش بن أسلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أكرم عجوز في الأرض أصهاراً.
فهند بنت عوفٍ هذه أم كل من:
  • أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج رسول الله.صلى الله عليه وسلم
  • أسماء بنت عميس الخثعمية، زوج أبي بكر الصديق وجعفر وعلي ابنا أبي طالب.
  • أروى بنت عميس الخثعمية، زوج حمزة بن عبد المطلب.
  • أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب وأم أبناءه: الفضل - عبد الله - عبيد الله - قثم - معبد - عبد الرحمن - أم حبيب.
  • لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، وهي أم خالد بن الوليد. (1) من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين .
زواجها قبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : تزوجها ابن عمها الطفيل بن الحارث بن المطّلب وطلقها ، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطّلب الذي استشهد يوم بدر . ثم تزوجت عبد الله بن جحش واستشهد يوم أحد .
زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم :
هي إحدى زوجات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -  والتي لم يمض على دخول حفصة بنت عمر بن الخطاب البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين. وزينب بنت خزيمة أرملة عبيدة بن الحارث بن المطلب الذي قتل في غزوة بدر فتزوجها النبي سنة 3 هـ، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجها بدافع الشفقة.
اختلف فيمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ففي الإصابة عن ابن السائب الكلبي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها.
 وقال ابن هشام في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. اختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي- صلى الله عليه وسلم- ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت .
أما رواية ابن كلبي تقول: (فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع).
وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت وكانت زينب بنت خزيمه أجودهن: يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين، حتى كانت تعرف بأم المساكين.
وفاتها :
 توفيت أم المؤمنين ، أم المساكين زينب  بنت خزيمة بالمدينة  ، ولم تلبث مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  إلا يسيرا ، فتوفيت قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم -   وكان لها من العمر " ثلاثون عاما " .(2)  ابن سعد:  8 / 116 .
الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – منها:
عاشت زينب بنت خزيمة أرملة الشهيد وحيدة يملأ قلبها الحزن و يعتصرها الألم و لم يخفف عنها سؤال بعض المسلمات عن أحوالها و مساعدتهن لها في قضاء حوائجها فإنه بمرور الوقت ينشغل كل إنسان بنفسه، ومن ثمة يقل سؤاله على غيره، و أصبحت زيارة الناس لها قليلة فكادت الوحدة تقتلها، و إذا كان الناس بسبب مشاغل الدنيا ينسى بعضهم بعضا، فإن الخالق – سبحانه وتعالى - لا ينسى أحدا من خلقه، وبخاصة إذا كان في منزلة زينب بنت خزيمة حيث ضربت أروع الأمثلة في الصبر و التحمل، كما كانت جوادة كريمة تنفق على الفقراء و المساكين حتى أطلق عليها الناس لقب "أم المساكين"
و لم تصدق زينب بنت خزيمة نفسها حين علمت بخبر خطبة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لها ،فجعلت أمرها إليه- صلى الله عليه وسلم -   وها هي  تخرج من الوحدة والوحشة إلى رحاب واسعة و صارت زوجة الرسول عليه الصلاة و السلام و أصبحت أما للمسلمين بفضل الصبر والكرم.
و على الرغم من أن السيدة زينب بنت خزيمة لم تكن ذات جمال فإن الرسول عليه الصلاة و السلام ضمها إلى نسائه و رفع بذلك مكانتها و منزلتها و هذا دليل على عظمة هذا الرسول عليه الصلاة و السلام و إنسانيته حيث كان الدافع له في الزواج من زينب بنت خزيمة هو الشفقة عليها و الخوف عليها من الضياع و رفع مكانتها بعد أن ضربت المثل فى الصبر و الوفاء و من قبلها ضرب زوجها أروع مثل فى البطولة و الفداء .
و كان زواج الرسول عليه الصلاة و السلام منها فى السنة الرابعة للهجرة بعد زواجه عليه الصلاة و السلام من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهم.
و تحدث الناس بعجب وإعجاب عن الرسول عليه الصلاة و السلام و عن زواجه من السيدة زينب بنت خزيمة ووجدوا فيه دليلا على شفقة الرسول عليه الصلاة و السلام و رحمته
و فى كتابات المستشرقين عن الرسول عليه الصلاة و السلام إشارة إلى أن هذا الزواج الإنساني تم بدافع الشفقة
فيقول  بودلي: فى كتابه الرسول:
تبع زواج محمد عليه الصلاة و السلام من حفصة زواج آخر و كان زواجا شكليا أكثر من أي شئ آخر كانت العروس أرملة عبيدة بن الحارث ابن عم لمحمد عليه الصلاة و السلام،استشهد فى بدر و كان اسمها زينب بنت خزيمة،و ما ضمها محمد عليه الصلاة و السلام إلى نسائه إلا بدافع الشفقة .
 و لم يطل المقام بزينب بنت خزيمة فى بيت الرسول صلي الله عليه وسلم فبعد بضعة أشهر انتقلت السيدة زينب بنت خزيمة إلى جوار ربها و كان عمرها ثلاثين عاما ،و على الرغم من قصر المدة التي قضتها فى بيت النبوة فقد تركت آثرا طيبا عند عامة المسلمين فلا يذكرها أحد ألا بكل خير و اجتمعت كتب السيرة على أنها كانت كثيرة الصيام كثيرة القيام .
ففي سيرة أبن هشام :
و كانت زينب بنت خزيمة تسمي أم المساكين لرحمتها إياهم و رقتها عليهم
 عن الزهري:
 تزوج النبي عليه الصلاة و السلام زينب بنت خزيمة و هي أم المساكين سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين .
فقد أجمع الرواة على وصفها بالطيبة و الكرم و العطف على الفقراء .
رحم الله زينب بنت خزيمة التي مرت في حياة النبي صلي الله عليه وسلم مرورا سريعا و إن كان التاريخ قد خلد ذكرها فهي أم المؤمنين و أطلق عليها الناس لقب " أم المساكين"
لقد مات زوجها مستشهدا في أٌحد، ولم يتقدم لخطبتها أحد من المسلمين القلائل، ولم يُسرع أحد لكي يكفلها، فما كان منه – صلى الله عليه وسلم – إلا أن تزوجها ليكفلها، لأنه كفيل لها من قومها، أهذا الزواج الذي كانت الكفالة للزوجة والتكريم لها هما الأساس فيه، يمكن أن يُقال فيه أن الباعث عليه، وإليه شهود الجسد؟!  
فلم تكن زينب بنت خزيمة ذات جمال و بهاء و إنما كان يكفيها أنها مؤمنة صادقة فى أيمانها صوامة قوامة تنفق بالليل و النهار و تتصدق على الفقراء و المساكين و المحتاجين أنعم الله عليها بالفضل بالزواج من نبي الله صلى الله عليه وسلم و صارت أما للمسلمين و فى هذا ما يؤكد على عظمة أخلاق النبي عليه الصلاة و السلام
لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم مثالا لعظمة الأخلاق و مثالا للرحمة و الشفقة،قال عنه سبحانه وتعالى{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (3)سورة القلم :4
و قال - جل شأنه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (4) سورة التوبة: 128
و لذلك فقد كانت أخلاقه صلي الله عليه وسلم عظيمة و مواقفه نبيلة و رحمته بالمسلمين و بالناس جميعا واسعة لا حد لها و يكفى أن نتأمل فى زواجه من زينب بنت خزيمة و سودة بنت زمعة و حفصة بنت عمر رضى الله عنه لنعلم انه صلي الله عليه وسلم كان لا يسعى إلى حاجة معينة بقدر ما كان يحرص عل الالتزام بوحي الله و تأليف قلوب أعدائه و رفع مكانة هؤلاء إلى مرتبة أمهات المؤمنين نظرا لما قمن به من تضحيات و أعمال عظيمة في سبيل الله و رسوله.
وانظر أيضا:
  • تراجم سيدات بيت النبوة - ن، عائشة عبد الرحمنبنت الشاطئ، الطبعة الأولى، دار الريان للتراث، القاهرة.
  • الأعلام، قاموس تراجم، خير الدين الزركلي، مؤسسة الرسالة، بيروت.
  • أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت.
  • الموسوعة العربية العالمية :11/ ص678.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق