الأربعاء، 8 أغسطس 2012

(2) أخذ البيعة: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة    
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة
(2) أخذ البيعة
مبايعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على السمع والطاعة والقيام بأحكام الشريعة، مبايعة مستقلة عن مبايعة الرجال، لأنهن في نظر الإسلام، مسؤولات عن أنفسهن مسئولية خاصة، ومستقلة عن مسئولية الرجال، قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (1) سورة الممتحنة – 12 –
فقد جاء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – مجموعة من النسوة على رأسهن أميمة بنت رقيقة جئن لكي يبايعن على الإسلام والإيمان والقيام بأوامر الرحمن، حيث تقول – رضي الله عنها - :

( أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – في نسوة أبايعه، فاشترط علينا ما في القرآن، وقال: [ لا تسرقن، ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه... ثم قال لنا: فيما استطعتن وأطقتن ] قلنا: الله ورسوله أرحم بنا من انفسنا، - قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا؟! قال: إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لإمرأة واحدة) (2) صحيح مالك (942) أحمد ( 6/ 357) الترمذي ( 1645 ) النسائي ( 7/ 149 ) ابن ماجه ( 2874 )
بديع ما جاء في مبايعة النساء، تلك البيعة التي تمت بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبين السيدة/ هند بنت عتبة – زوجة أبي سفيان بن حرب – والتي تدل على مدى تكريم الإسلام للمرأة، وكم الحرية التي كانت ممنوحة لها لتجادل وتناقش:

فيروي لنا التاريخ: أن هند بنت عتبة ذهبت متنقبة في جمع من النساء لتبايع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان – صلى الله عليه وسلم – لا يصافح النساء في البيعة كما كان يفعل مع الرجال، وإنما يقرأ عليهن تلك الآيات السابقة من سورة الممتحنة ( يأيها النبي ) فقال – صلى الله عليه وسلم - : ( أبايعكن على أن لا تشركوا بالله شيئا؟!
فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا مالم يقبله من الرجال؟!
فقال – صلى الله عليه وسلم -: ولا تسرقن؟!
فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح إني أصبت من ماله هناه- فما أدري أتحل ليًّ؟! أم لا ؟!
فقال أبو سفيان وكان حاضرا: ما أصبت من شئ فيما مضى فهو لك حلال.
فضحك الرسول الكريم  وعرفها فقال لها: وإنك لهند بنت عتبة؟!
قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك ؟!
فقال – صلى الله عليه وسلم - : ولا تزنين ؟!
فقالت: أو تزني الحرة ؟!
فقال: ولا تقتلن أولادكن ؟!
فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا، فأنت وهم أعلم [ تقصد مقتل ابنها حنظلة في يوم بدر ]
فضحك عمر وكان حاضرا،
وتبسم الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال: لا تأتين ببهتان ؟!
فقالت هند: إن البهتان لأمر قبيح، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق.
فقال الرسول الكريم: ولا تعصين في معروف؟!
فقالت: والله ما جلسنا في مجلسنا هذا، وفي أنفسنا أن نعصيك في شئ ) (3) المرأة في جميع الأديان والعصور/ محمد عبد المصود ص 63

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق