الجمعة، 17 أغسطس 2012

(6) حق المرأة في العمل: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:


الباب الثالث: الإسلام والمرأة:
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:
(6) حق المرأة في العمل:

 من بين الأمور التي خاض فيها الحاقدون، وتعرض لها الأفاقون، وربما سايرها بعض جهلة المسلمين: أن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل، وحصرها في المنزل لا تغادره، إلا في اليوم الذي سوف يوارى عليها التراب فيه.
وهذا أيضا محض ادعاء وافتراء كاذب، ينم عن حقد دفين استقر في القلوب والضمائر نحو هذا الشرع الحنيف، الذي لم يدع شئ من أمور الدنيا والآخرة، إلا وأتي بخبر منه وعنه، وتفصيل له، ولن نحاول هنا بيان ما يصلح للمرأة من أعمال، فهذا ما سنتناوله في موضوع آخر عند ردنا على جملة الافتراءات التي يحاول الحاقدون إلصاقها بالإسلام.
ولكننا هنا حق المرأة في العمل كمبدأ عام، كحق شرعي لها حدده الكتاب والسنة، وليس حق مكتسب مازالت المرأة تبحث عنه في أشد المجتمعات، التي تدعي لنفسها المدنية والتقدم، فبينما هي لا زالت تبحث وتلهث وراء ذلك الحق، نجد الإسلام قد وفره للمرأة المسلمة منذ بزوغ فجر الإسلام، مع غيره من الحقوق التي تكفل لها قيمتها الإنسانية، وقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، فتعالين الآن نستمع لتلك الآيات من القرآن الكريم:
·      قال تعالى: ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)(1) النساء – 32 –
·   وقال جل شأنه (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (2) الحديد – 18 –
·   وقال جل وعلا: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (3) آل عمران – 195 –
ثم تعالين نستمع لتلك الأقول للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –
§   قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار يوم القيامة) (4) البخاري 2/150 مسلم 7/87
§   وقوله – صلى الله عليه وسلم - للنساء لما ذهبت لمبايعته – عليه السلام – فأوصاهن بإعطاء المسكين قائلا: ( يا أم بجيد ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقا )
§   قوله – صلى الله عليه وسلم – لنسائه أمهات المؤمنين: ( أسرعكن بي لحوقا بيَّ أطولكن يدا) (5) مسلم 2452

فمن سياق الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، وبخاصة طلب الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من النساء ضرورة الصدقة، يتضح لنا جواز عمل المرأة لكي تحصل على ما يمكنها التصدق به.
هذا وسبق أن أوضحنا عند حديثنا عن الأهلية التامة، أن الإسلام قد أعطى للمرأة أهلية تامة في كل شئ يتعلق بها، هذا بخلاف ما ثُبت صحته من أن العديد من النساء كن صاحبات أعمال وتجارة وصناعة في عهده – صلى الله عليه وسلم – ولم يُنكر عليهن ذلك مثل:
·   أم المؤمنين/ زينب بنت جحش – رضي الله عنها -: كانت تدبغ الجلود، وتخرزها وتبيعها وتتصدق بثمنها على المساكين، ولذا فازت بأنها صاحبة اليد الطويلة، ولحقت به – صلى الله عليه وسلم – بعد موته، وأنه – صلى الله عليه وسلم – لم يُنكر عليها ذلك.
·   أم المؤمنين/ عائشة بنت الصديق- رضي الله عنهما - كانت تقول: الغزل في يد المرأة أحسن من الرمح بيد المجاهدين في سبيل الله.
·   كما أن منهن منْ برع في مجال الطب والتمريض، فكن يعالجن المريض، ويداوين الجرحى، ولم يعترض – صلى الله عليه وسلم – على ذلك، بل كان يثن عليهن وعلى صنيعهن من أمثال: أم سليم وأم عطية ورُفيدة الأنصارية – رضي الله عنهن – وغيرهن كثيرات، بل من النساء منْ حمل السلاح، وقاتل جنبا إلى جنبه – صلى الله عليه وسلم – ولم يعترض على ذلك مثل: نُسيبة بنت كعب وغيرها ممن حفلت بهن كُتب السيرة.
أبعد ذلك يمكن القول بأن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل والتكسب؟!!!                                                                                             

هناك تعليق واحد:



  1. الباب الثالث: الإسلام والمرأة:
    ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:
    (6) حق المرأة في العمل:


    من بين الأمور التي خاض فيها الحاقدون، وتعرض لها الأفاقون، وربما سايرها بعض جهلة المسلمين: أن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل، وحصرها في المنزل لا تغادره، إلا في اليوم الذي سوف يوارى عليها التراب فيه.
    وهذا أيضا محض ادعاء وافتراء كاذب، ينم عن حقد دفين استقر في القلوب والضمائر نحو هذا الشرع الحنيف، الذي لم يدع شئ من أمور الدنيا والآخرة، إلا وأتي بخبر منه وعنه، وتفصيل له، ولن نحاول هنا بيان ما يصلح للمرأة من أعمال، فهذا ما سنتناوله في موضوع آخر عند ردنا على جملة الافتراءات التي يحاول الحاقدون إلصاقها بالإسلام.
    ولكننا هنا حق المرأة في العمل كمبدأ عام، كحق شرعي لها حدده الكتاب والسنة، وليس حق مكتسب مازالت المرأة تبحث عنه في أشد المجتمعات، التي تدعي لنفسها المدنية والتقدم، فبينما هي لا زالت تبحث وتلهث وراء ذلك الحق، نجد الإسلام قد وفره للمرأة المسلمة منذ بزوغ فجر الإسلام، مع غيره من الحقوق التي تكفل لها قيمتها الإنسانية، وقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، فتعالين الآن نستمع لتلك الآيات من القرآن الكريم:
    · قال تعالى: ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ
    نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)(1) النساء – 32 –
    · وقال جل شأنه (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (2) الحديد – 18 –
    · وقال جل وعلا: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (3) آل عمران – 195 –
    ثم تعالين نستمع لتلك الأقول للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –
    § قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار يوم القيامة) (4) البخاري 2/150 مسلم 7/87
    § وقوله – صلى الله عليه وسلم - للنساء لما ذهبت لمبايعته – عليه السلام – فأوصاهن بإعطاء المسكين قائلا: ( يا أم بجيد ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقا )
    § قوله – صلى الله عليه وسلم – لنسائه أمهات المؤمنين: ( أسرعكن بي لحوقا بيَّ أطولكن يدا) (5) مسلم 2452


    فمن سياق الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، وبخاصة طلب الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من النساء ضرورة الصدقة، يتضح لنا جواز عمل المرأة لكي تحصل على ما يمكنها التصدق به.
    هذا وسبق أن أوضحنا عند حديثنا عن الأهلية التامة، أن الإسلام قد أعطى للمرأة أهلية تامة في كل شئ يتعلق بها، هذا بخلاف ما ثُبت صحته من أن العديد من النساء كن صاحبات أعمال وتجارة وصناعة في عهده – صلى الله عليه وسلم – ولم يُنكر عليهن ذلك مثل:
    · أم المؤمنين/ زينب بنت جحش – رضي الله عنها -: كانت تدبغ الجلود، وتخرزها وتبيعها وتتصدق بثمنها على المساكين، ولذا فازت بأنها صاحبة اليد الطويلة، ولحقت به – صلى الله عليه وسلم – بعد موته، وأنه – صلى الله عليه وسلم – لم يُنكر عليها ذلك.
    · أم المؤمنين/ عائشة بنت الصديق- رضي الله عنهما - كانت تقول: الغزل في يد المرأة أحسن من الرمح بيد المجاهدين في سبيل الله.
    · كما أن منهن منْ برع في مجال الطب والتمريض، فكن يعالجن المريض، ويداوين الجرحى، ولم يعترض – صلى الله عليه وسلم – على ذلك، بل كان يثن عليهن وعلى صنيعهن من أمثال: أم سليم وأم عطية ورُفيدة الأنصارية – رضي الله عنهن – وغيرهن كثيرات، بل من النساء منْ حمل السلاح، وقاتل جنبا إلى جنبه – صلى الله عليه وسلم – ولم يعترض على ذلك مثل: نُسيبة بنت كعب وغيرها ممن حفلت بهن كُتب السيرة.
    أبعد ذلك يمكن القول بأن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل والتكسب؟!!!

    ردحذف