الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

توطئة: رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:


الباب الثالث: الإسلام والمرأة:
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
توطئة:
 منذ زمن بعيد والغل والكيد والحقد قد ملأ قلوب الكثيرين نحو الإسلام والمسلمين، فجمعوا غلهم وكيدهم، واستلوا أحقادهم، وعزموا على محاربة ذلك الدين الشريف، والشرع الحنيف، فقديما حاربوا الإسلام عسكريا من خلال الحروب الصليبية، وحديثا عمدوا إلى السيطرة عليه واستعماره، فلما حصل على الاستقلال في دويلاته، التي وقعت فريسة للاحتلال والاستعمار، عمدوا إلى تشويه حقيقته وتعاليمه، والنيل من شرف دعوته ورسالته.
 لقد عمد هؤلاء المستشرقون إلى محاربة الإسلام من الداخل ومن الخارج، من الداخل: من خلال تشكيك المسلمين في دينهم، على اعتبار أنه اقتباس من الأديان السابقة، والتركيز على أنه سبب تأخرهم، وإقناع المرأة المسلمة بأنها قد فقدت قيمتها وكرامتها على يد الإسلام، فضلا عن تجنيد بعض جهلة المسلمين من أدعياء الثقافة وتوجيههم إلى الطعن في مبادئ الشريعة الإسلامية، بل وصل الأمر والشطط ببعضهم إلى التطاول على الذات الإلهية، والسيرة المحمدية، ومن الخارج من خلال الدعاية المنظمة، والكتب والدوريات التي تلصق التهم الكاذبة بالإسلام والمسلمين.
 ولسنا نحاول هنا إثبات ذلك الغل والكيد والحقد، فهو ثابت منذ بداية الدعوة المحمدية، ولكنها توطئة نقدم بها، لذلك الموضوع الذي يتلاعب المستشرقون من خلاله بالعديد من أبناء وبنات هذه الأمة
 ونضرب مثالا لتلك الكتابات، التي تعمل على النيل من الإسلام وتقويض دعائمه، بموسوعة تاريخ الجنس البشري وتقدمه الثقافي والعلمي، التي أصدرتها منظمة العلوم والثقافة ( اليونسكو ) للأمم المتحدة، فقد قالت في الفصل العاشر من المجلد الثالث ما نصه:
 ·      الإسلام ترتيب ملفق من اليهودية والمسيحية والوثنية العربية.
·      القرآن كتاب ليس فيه بلاغة.
·   الأحاديث النبوية وضعت من قبل بعض الناس بعد الرسول بفترة طويلة، ونُسبت إلى الرسول.
·   وضع الفقهاء المسلمين الفقه الإسلامي مستندين إلى القانون الروماني والقانون الفارسي والتوراة وقوانين الكنيسة.
·      لا قيمة للمرأة في المجتمع الإسلامي.
·      أرهق الإسلام أهل الذمة بالجزية والخراج.
هكذا كانوا يكتبون بهذا الحقد، وهذه الحقارة، وهذا الكذب في أعلى هيئة ثقافية تابعة للأمم المتحدة دون حياء إنه حقدهم الأسود المتأجج (1) قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام: جلال العالم ص 70/71
ومن المآخذ التي يحاول هؤلاء الأفاقون تشوية صورة الإسلام بها:
§      الرجال قوامون على النساء.
§      المرأة نصف الرجل.
§      تعدد الزوجات.
§      تعدد زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم –
§      ملك اليمين ( السراري والإماء )
§      الحجاب.
§      بقاء المرأة في المنزل.
§      الضرب والهجر.
§      الطلاق.
 
والآن تعالي بنا أختي المسلمة وغير المسلمة نستعرض تلك الترهات والخزعبلات التي يحاول هؤلاء الأفاقون إلصاقها بالإسلام والمسلمين في شئ من التفصيل.

الاثنين، 20 أغسطس 2012

(7) القضاء: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة


الباب الثالث: الإسلام والمرأة
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:
(7) القضاء:
 قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (1) المائدة – 8 –
 اختلف الفقهاء حول جواز تولي المرأة أمر القضاء وذلك على النحو التالي:
- يرى الإمام مالك والشافعي وابن حنبل عدم جواز تولي المرأة القضاء، نظرا لنقص المرأة والنساء عامة عن رتب الولايات.
- الإمام أبو حنيفة أجاز قضاء المرأة في الأموال.
- الإمام الطبري يرى جواز حكم المرأة  وقضائها في كل شئ سواء كانت الأموال أو غيرها على اعتبار أن الأصل هو: أن كل منْ يستطيع الفصل بين النساء فحكمه جائز، إلا ما خصصه الإجماع من الأمانة الكبرى أو رياسة الدولة (2) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 80

الجمعة، 17 أغسطس 2012

(6) حق المرأة في العمل: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:


الباب الثالث: الإسلام والمرأة:
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:
(6) حق المرأة في العمل:

 من بين الأمور التي خاض فيها الحاقدون، وتعرض لها الأفاقون، وربما سايرها بعض جهلة المسلمين: أن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل، وحصرها في المنزل لا تغادره، إلا في اليوم الذي سوف يوارى عليها التراب فيه.
وهذا أيضا محض ادعاء وافتراء كاذب، ينم عن حقد دفين استقر في القلوب والضمائر نحو هذا الشرع الحنيف، الذي لم يدع شئ من أمور الدنيا والآخرة، إلا وأتي بخبر منه وعنه، وتفصيل له، ولن نحاول هنا بيان ما يصلح للمرأة من أعمال، فهذا ما سنتناوله في موضوع آخر عند ردنا على جملة الافتراءات التي يحاول الحاقدون إلصاقها بالإسلام.
ولكننا هنا حق المرأة في العمل كمبدأ عام، كحق شرعي لها حدده الكتاب والسنة، وليس حق مكتسب مازالت المرأة تبحث عنه في أشد المجتمعات، التي تدعي لنفسها المدنية والتقدم، فبينما هي لا زالت تبحث وتلهث وراء ذلك الحق، نجد الإسلام قد وفره للمرأة المسلمة منذ بزوغ فجر الإسلام، مع غيره من الحقوق التي تكفل لها قيمتها الإنسانية، وقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، فتعالين الآن نستمع لتلك الآيات من القرآن الكريم:
·      قال تعالى: ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)(1) النساء – 32 –
·   وقال جل شأنه (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (2) الحديد – 18 –
·   وقال جل وعلا: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (3) آل عمران – 195 –
ثم تعالين نستمع لتلك الأقول للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –
§   قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار يوم القيامة) (4) البخاري 2/150 مسلم 7/87
§   وقوله – صلى الله عليه وسلم - للنساء لما ذهبت لمبايعته – عليه السلام – فأوصاهن بإعطاء المسكين قائلا: ( يا أم بجيد ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقا )
§   قوله – صلى الله عليه وسلم – لنسائه أمهات المؤمنين: ( أسرعكن بي لحوقا بيَّ أطولكن يدا) (5) مسلم 2452

فمن سياق الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، وبخاصة طلب الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من النساء ضرورة الصدقة، يتضح لنا جواز عمل المرأة لكي تحصل على ما يمكنها التصدق به.
هذا وسبق أن أوضحنا عند حديثنا عن الأهلية التامة، أن الإسلام قد أعطى للمرأة أهلية تامة في كل شئ يتعلق بها، هذا بخلاف ما ثُبت صحته من أن العديد من النساء كن صاحبات أعمال وتجارة وصناعة في عهده – صلى الله عليه وسلم – ولم يُنكر عليهن ذلك مثل:
·   أم المؤمنين/ زينب بنت جحش – رضي الله عنها -: كانت تدبغ الجلود، وتخرزها وتبيعها وتتصدق بثمنها على المساكين، ولذا فازت بأنها صاحبة اليد الطويلة، ولحقت به – صلى الله عليه وسلم – بعد موته، وأنه – صلى الله عليه وسلم – لم يُنكر عليها ذلك.
·   أم المؤمنين/ عائشة بنت الصديق- رضي الله عنهما - كانت تقول: الغزل في يد المرأة أحسن من الرمح بيد المجاهدين في سبيل الله.
·   كما أن منهن منْ برع في مجال الطب والتمريض، فكن يعالجن المريض، ويداوين الجرحى، ولم يعترض – صلى الله عليه وسلم – على ذلك، بل كان يثن عليهن وعلى صنيعهن من أمثال: أم سليم وأم عطية ورُفيدة الأنصارية – رضي الله عنهن – وغيرهن كثيرات، بل من النساء منْ حمل السلاح، وقاتل جنبا إلى جنبه – صلى الله عليه وسلم – ولم يعترض على ذلك مثل: نُسيبة بنت كعب وغيرها ممن حفلت بهن كُتب السيرة.
أبعد ذلك يمكن القول بأن الإسلام وقف حائلا بين المرأة وبين العمل والتكسب؟!!!                                                                                             

الخميس، 16 أغسطس 2012

(5)التعليم: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة


الباب الثالث: الإسلام والمرأة 
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:  
(5)التعليم:
 يحاول الكثيرون ممن ورثوا العداء للإسلام، جيلا إثر جيل، الذين طمس الحقد على قلوبهم، فلم تعد تميز بين الخبيث والطيب، وأرخى الغل والكيد سدوله على أعينهم، فلم تعد تبصر النور من الظلام، يحاول هؤلاء جميعا بعد أن استلوا حقدهم وكيدهم وغلهم للإسلام، يحاولوا كذبا وافتراءا أن يصموا الإسلام بما ليس فيه، سيرا في الدرب الذي سلكه أجدادهم من قبلهم، لتشوية صورة الإسلام المفترى عليه بالأمس واليوم، يحاول هؤلاء ومنْ على شاكلتهم النيل من عظمة وروعة ذلك الدين الحنيف، فيرددون:
أن الإسلام لم يوجه أية عناية بتعليم المرأة، وأنه حرمها من حقها في التعليم، وقصر دعواه إلى التعليم على الرجال فقط دون النساء، هذا بخلاف بعض أدعياء العلم من المسلمين، الذين دفعهم التعصب الأعمى إلى محاربة تعليم المرأة، واعتبروا ذلك ورعا وتقوى وشدة إيمان.
 وفي واقع الأمر فكلا الزعمين لا يقوم على سند حقيقي أو شرعي، فالإسلام بريء من كلا الزعمين براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فكما أن المرأة لم تعرف الكثير من الحقوق إلا على يد الإسلام، فهي كذلك لم يُفرض لها نصيب من التعليم إلا على يد الإسلام أيضا، بل إن الإسلام قد جعل ثواب تعليمها يعدل النجاة من النار، وكل ذلك لكي يشجع الآباء على تعليم بناتهم.
وربما يكون ذلك الزعم الباطل، بأن الإسلام لم يشجع على تعليم المرأة، يعود على استناد بعض جهلة المستشرقين على الفترة التي بُعدت فيها الدولة الإسلامية عن مناهل شرعها الحنيف ومناهل دينها الكريم، إلى أن وصل بها الأمر إلى تقسيمها إلى دويلات خضعت للاستعمار، الذي حارب تعليم الرجال والنساء إلى السواء، إلى أن وصلت الأمية في أغلب بلدان الدولة الإسلامية المنهارة إلى ما يربو على التسعين بالمائة.
 والآن تعالين بنا نرى بعض الأدلة التي يتضح منها أن الإسلام قد جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ينبغي على كل منهما السعي إليه، والوصول إلى أفضل الدرجات فيه، فلتسمعن وليسمع هؤلاء الأفاقون إلى:
- ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم من أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يخص النساء بأيام يعلمهن فيها مما علمه الله، وذلك لما جاءته امرأة، وقالت: ( يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتي فتعلمنا مما علمك الله، فقال – صلى الله عليه وسلم -: (( اجتمعن في يوم كذا وكذا في موضع كذا )) فاجتمعن فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله.)
- وليسمع هؤلاء الشراذم الضالة: لما رواه الترمذي و أبو داود من أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( منْ كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، فأدبهن وأحسن إليهن، وزوجهن فله الجنة )
وقوله – صلى الله عليه وسلم – ( وأيما رجل كانت عنده وليدة – جارية – فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله الجنة )
فهذا الحديث لا يدعو إلى تعليم الحرائر فقط، وإنما يدعو إلى تعليم الجواري والإيماء أيضا.

- ولتسمعن إلى: قول أم هشام بنت حارثة بن النعمان حيث تقول: ما أخذت قاف والقرآن المجيد إلا من لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم الجمعة يقرأ بها على المنبر كل جمعة.
 - ولتسمعن لما أخرجه الحاكم حيث قال: إن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقية، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت – فذهب الأنصاري إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا الرسول – صلى الله عليه وسلم – الشفاء فقال: (( أعرض عليَّ، فعرضتها – فقال – صلى الله عليه وسلم – أرقيه، وعلميها حفصة – زوجته – كما علمتيها الكتاب ) وفي رواية أخرى الكتابة.
أبعد هذا يُقال أن الإسلام لم يشجع على تعليم المرأة، ولمزيد من الإيضاح نسوق بعض أسماء العالمات المتعلمات اللائي بلغن شأنا عظيما في مختلف فروع المعرفة، بل وتتلمذ على أيديهن علماء من الرجال:
(أ)أم المؤمنين/ عائشة بنت الصديق:
- فعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( كُمل من الرجال كثير، ولم يكتمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) (1) البخاري 5/36، مسلم 15/201 مختصرا، وأحمد 4/ 394 - 409
- وقال عروة بن الزبير: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحد قط أعلم بآية نزلت ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها – فقلت لها: يا خالة الطب من أين علمته ؟!
فقالت: كنت أمرض فيُنعت ليَّ الشئ، ويمرض المريض فيُنعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه) (2) ( أبو نعيم 4/ 42 الحاكم 4 /11 مختصرا – الذهبي في السير 2 / 183
 - وقال الزهدي – رحمه الله – لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل (3) الحاكم 4/11  
(ب) دهماء بنت يحي بن المرتضى:
شرحت كتاب الأزهار من فقه أهل البيت في أربع مجلدات، ولها شروح على منظومة الكوفي في الفقة والفرائض، وشرح لمختصر المنتهى.
(ج) زينب الشهارية:
قرأت في النحو والمنطق والأصول والنجوم وبرعت في الآداب ولها العديد من الأشعار القوية المعاني المتينة المباني.
(د) عليه بنت المهدي:
كانت من أحسن النساء وأظرفهن، وأعقلهن، تقول الشعر الجيد، وتصوغ فيه الألحان الحسنة، قال الحصري: كانت عليه تعدل بكثير من أفاضل الرجال في فضل العقل وحسن المقال، ولها شعر رائق وغناء رائع، ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء.
(هـ ) الشفاء بنت عبد الله:
كانت كاتبة ولديها مهارة في الخط وتزيينه، وعلى يدها تعلمت الكثيرات من أمثال أم المؤمنين/ حفصة بنت عمر بن الخطاب، كما كانت تعالج بالرقية.
هذا بخلاف الطبيبات أمثال: زينب طبيبة بني أزد، وأم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي.
والكاتبات الشاعرات أمثال: عائشة بنت أحمد بن قادم، وولادة بنت الخليفة المستكفي بالله.
والمحدثات أمثال: نُسيبة بنت كعب، وكريمة المروزية، ونفيسة بنت محمد... الخ.
 ويكفينا أن نعلم ما قاله الحافظ بن عساكر حيث قال:
أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء كان بضعا وثمانين أستاذة، وأن الإمام البخاري والشافعي وابن خلكان وابن حيان وجميعهم من الفقهاء والعلماء والأدباء المشهورين كانت النساء ضمن الأساتذة الذين أخذوا على أيديهم العلم، أبعد هذا يُقال أن الإسلام لم يُشجع على تعليم المرأة؟!!!

الاثنين، 13 أغسطس 2012

(4) الأهلية التامة: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة


الباب الثالث: الإسلام والمرأة
 ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة:  
(4) الأهلية التامة:
 فمن الحقائق القرآنية الكبرى أن القرآن الكريم، قد قرر للمرأة أهلية تامة، وحقا كاملا غير مقيد بأي قيد، (فيما عدا ما حرم الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ) في جميع التصرفات المدنية والاقتصادية والشخصية، فقد جعل لها الحق والأهلية التامة لحيازة المال، مهما عظم قدره، فالمرأة في الإسلام لها حق: الإرث والهبة والوصية والدِّين وتملك العقارات والتعاقد والتكسب والمصالحة والتقاضي والتصرف فيما تحوز وتملك، ويصل يدها من مال من أي نوع – اتفاقا وبيعا وعتقا وهبة ووصية... الخ من الحقوق التي تدخل في نطاق تلك الأهلية الغير منقوصة والغير مشروطة.
هذا فصلا عن أهلية المرأة التامة في الزواج، فقد اشترط الإسلام موافقتها على الزواج بكرا كانت أم ثيبا، وعدم حق وليها في تزويجها بمنْ لا تريد، وجعل عودتها إلى زوجها الذي طلقها بموافقتها ورضاها، وفداءها نفسها منه إذا رغبت في عدم العودة، وحقها في تزويج نفسها إذا ترملت، وإليكن بعض ما يؤيد ويدعم ذلك :
 ·      جاء في الاستيعاب لأبن عبد البر: أن خنساء بنت خالد من بني عمر
وبن عوف النجارية، التي تأيمت في أُحد، حيث كانت متزوجة من أنيس بن قتادة الأنصاري، الذي أستشهد في أُحد، فزوجها أبوها رجلا لا ترغب في الزواج منه.
فذهبت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالت: يا رسول الله إن أبي أنكحني، وأن عم ولدي أحب إلىَّّ، فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – تطليقها بيدها، ورد الزواج الأول، فخطبها أبو لبانة بن المنذر فأنجبت له السائب.
 ·      جاءت فتاة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: إن أبي
زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، فجعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – الأمر بيدها وإليها، فقالت: لقد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردتُ أن أُعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ.
 ·      طلب عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – أن يخطب له
بنت السيدة/ أم عبد الله زوجة نُعيم بن النَّخام، فقال عمر – رضي الله عنه -: يا بني أنا أعلم بنعيم منك ؟! إن له ابن أخ يتيما، ولا يمكن أن يصل لحمك، ويقطع لحمه، فخذ عمك زيد، فلما ذهب عبد الله وعمه إلى نُعيم أثنى على عبد الله – ثم ردهما بالمعروف.
فصاحت زوجة نُعيم من الداخل قائلة: لا والله لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم ذهبت إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – تشكو إليه، فاستدعى نُعيم وسمع منه ثم قال له: ( يا نُعيم صل رحمك وأرض أيمك فإن لها في أمرها نصيب )
 ·      وخير الكلام في ذلك الباب قوله – صلى الله عليه وسلم – ( أمروا
النساء في أنفسهن، فإن الثيب تُعرب عن نفسها، وإذن البكر صمتها) (1) الطبري في الكبير، والبيهقي في السنن – عن العرس بن عميره – ورجاله ثقات.

السبت، 11 أغسطس 2012

3) الأمر والنهي في العبادات والمعاملات: ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
ثالثا: المساواة بين الرجل والمرأة    (3) الأمر والنهي في العبادات والمعاملات:
فالمرأة مكلفة بالصلاة والصيام والزكاة والحج كما هو الحال بالنسبة للرجال، كما أشركها الإسلام في دعوته، ولا يفوتنا الدور الذي قامت به السيدة/ خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – في تثبيت أقدام النبي – صلى الله عليه وسلم – في مطلع الدعوة، في أول نزول الوحي عليه، كما لا ننسى مؤازرتها للنبي – صلى الله عليه وسلم – في الشدائد والصعاب، وقد اعترف لها – صلى الله عليه وسلم – بذلك الفضل، فقال مادحا لها، ومثنيا عليها:- ( ... فقد أمنت بي إذا كفر الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها، إذ حرمني الناس ... )
كما لا ننسى دور السيدة/ أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – وهي تنقل الغذاء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في الغار.
وعلاوة على هذا كله فتعالين نرى كيف سوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الأمر والنهي في العبادات والمعاملات:
·      فقد كلف – الحق تبارك وتعالى – كل من الرجل والمرأة، وساوى بينهما في التكليف، قال تعالى: (   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ   ) (1) سورة الحجرات – 11 –
·      كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحصول على درجات الثواب لفعل الخير، والعقاب لفعل الشر – قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ       )
 (2) سورة النحل – 97 –      وقال  - عز من قائل – (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا    ) (3) سورة النساء – 124 –                     
وقال – سبحانه وتعالى – (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ    ) (4) سورة آل عمران – 195 –
·      كما أن كل منهما مسئول عن عمله: (   وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ    ) (5)سورة الطور – 21 – 
·      ومن أروع  ما جاء في المساواة بين الرجل والمرأة في التكليف والحقوق والواجبات والثواب والعقاب قول – الحق تبارك وتعالى: (  إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا      ) (6) سورة الأحزاب – 35 –
·      هذا وقد جعل الإسلام للمرأة مسئولية مستقلة عن الرجل فيما يتعلق بأمرها مع الله – جل وعلا ) فلا يؤثر عليها صلاح زوجها إذا كانت فاسدة، ولا يؤثر عليها فساد زوجها إذا كانت هي صالحة، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ  *  وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  ) (7) سورة التحريم – 10، 11 -