الخميس، 1 نوفمبر 2012

(2) أم المؤمنين/ سودة بنت زمعة العامرية - ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن -(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:


رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن -
(2) أم المؤمنين/ سودة بنت زمعة العامرية
نسبها:
هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية أمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبد شمس، أخو سهل وسهيل وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها(1). ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/381
إسلامها وحالها قبل زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم –
لقد أسلمت السيدة/ سودة وبايعت وكانت عند ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا وكانت معه ضمن النفر الثمانية من بني عامر الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وركبوا أهوال البحر راضيين بما هو أقسى من الموت من أجل النجاة بدينهم فهاجروا جميعا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ولما انتهت غربتها في أرض الحبشة توفي زوجها المهاجر لتعاني محنتي الغربة والترمل.
فلقد أمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول – صلى الله عليه وسلم – منها
بيت الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاة السيدة/ خديجة – رضي الله عنها -
بعد وفاة السيدة/ خديجة رضي الله عنها، هل فكر الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –  في الزواج؟! هل فكر في ذلك من تلقاء ذاته استجابة لنداء شهوة الجسد كما يزعم الحاقدون؟! وكم كانت سنة عند زواجه الثاني؟! وما هي الفترة التي عاشها – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاة السيدة/ خديجة – رضي الله عنها – دون زواج؟!
كلا أيها الحاقدون لقد امتنع الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – عن التفكير في ذلك الأمر، وحزن على فراق زوجته، وانشغل بعياله، فضلا عن انشغاله بأمر الدعوة والرسالة.
لقد ماتت السيدة خديجة تاركة بناتها الأربع: أما السيدة زينب فمتزوجة من أبو العاص بن الربيع, والسيدة رقية متزوجة من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما وقد هاجرا من الحبشة ولم يعودا بعد من هناك, أي أنه لم يبق بالبيت بعد موت السيدة خديجة إلا السيدة فاطمة والسيدة أم كلثوم
الحاجة لزوجة:
وكان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم –  وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي
طالب  حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، عاش الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – ثلاث سنوات دون زوجة، ولم يفكر في الزواج حتى أشفق  عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون – صلى الله عليه وسلم – تحثُّه على الزواج من جديد.
وفي حديث لعائشة – رضي الله عنها - عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن 
مظعون لما عرضت على رسول - الله صلى الله عليه وسلم- الزواج بعائشة - رضي الله عنها – كان جوابه – صلى الله عليه وسلم - : أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
وفيما أورده ابن كثير: أن السيدة/ خولة - رضي الله عنها- جاءت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -  فقالت: كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة؟!
فقال صلى الله عليه وسلم - : أجل أم العيال وربت البيت.
فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
فقال: "ومَنْ؟"
قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال ":فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
فانطلقت السيدة خولة -رضي الله عنها- إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخطبك إليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له.
وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
قالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك.
قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي.
فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فزوَّجها إيَّاه.
فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجاء يحثي على رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله– صلى الله عليه وسلم – سودة بنت زمعة(2) ابن كثير: السيرة النبوية 2/142-143.
وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ"  (3). البخاري: كتاب النكاح، باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها وكيف يقسم ذلك (4914)، ومسلم واللفظ له: كتاب الرضاع، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها (1463)
حياتها مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – قبل زواجه من عائشة – رضي الله عنها -
يروي الحافظ ابن كثير, والإمام أحمد في المسند, محاورةً جرت في هذا الموضوع، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: 
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ, يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ, وَكَانَتْ مُصْبِيَةً -أي لها صِبْيان- كَانَ لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ لَهَا مَاتَ.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي؟ !
قَالَتْ: وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ, مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ, وَلَكِنِّي أُكْرِمُكَ أَنْ يَضْغُوَ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَةَ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً قَالَ: فَهَلْ مَنَعَكِ مِنِّي شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ؟!
 قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ.
 قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمُكِ اللَّهُ, إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ, وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ " أي خير النساء من جمعت بين رعاية أولادها ورعاية زوجها
لقد كانت السيدة/ سودة- رضي الله عنها – أم لخمسة أولاد، فخافت أن يكون أولادها عبئاً على النبي - عليه الصلاة والسلام- كما خافت أن يزعج صبيانها الخمسة النبي عليه الصلاة والسلام، فيمنعوه راحته.
حياتها مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد زواجه من عائشة – رضي الله عنها -
لقد عاش الرسول – صلى الله عليه وسلم – نحو ثلاث سنوات أو أكثر مع السيدة/ سودة – رضي الله عنها - حتى قرابة على الستين من عمرها، وقد جاوز الرسول – صلى الله عليه وسلم الثلاثة والخمسين من عمره، فلما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة،أن تتخلى عن مكانها في بيت-  محمد صلى الله عليه وسلم - فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة. وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.
انقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى:  يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فامسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
إلا أن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – حفاظا منه على خاطرها وعاطفتها فكما كان زوجه منها جبرا لخاطرها بعد وفاة زوجها، أراد – صلى الله عليه وسلم - تسريحها وتطليقها خوفا منه على خاطرها، وحتى يكفيها حرج المواجهة معه – صلى الله عليه وسلم – أرسل لها كما روى  القَاسِمُ بنُ أَبِي بَزَّةَ: 
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاقِهَا، فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيْقِهِ،
فَقَالَتْ: 
أنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ، لِمَ طَلَّقْتَنِي؟ أَلِم وْجِدَةٍ؟ 
قَالَ: لاَ
قلتْ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ لَمَا رَاجَعْتَنِي، فَلاَ حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا. 
قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي لِعَائِشَةَ. 
 بالعقل لمن أراد عقلا:
وهنا سؤال بالعقل لمنْ أراد عقلا: أمثل تلك الزيجة يمكن أن يٌُقال فيها أنها ناتجة عن تحكم الشهوة الجسدية؟!
- أُيُعقل أن رجلا تتحكم به شهوة الجسد فيصبر على عدم الزواج لمدة ثلاث سنوات بعد وفاة زوجته الأولى؟!
أُيُعقل أن رجلا تتحكم به شهوة الجسد وعندما يرغب في زوجة فيتزوج من امرأة ثيب تبلغ من العمر خمس وخمسين سنة؟! وتكبره بخمسة سنوات؟! وليس فيها مأرب؟! وأرملة مسنة غير ذات جمال ؟! ولديها من الأولاد خمسة؟! وليس لها رغبة في الرجال وإنما لديها رغبة في حُسن الصُحبة والعشرة لدرجة تجعلها تتنازل عن حقها في معاشرة الجسد لضرتها – حيث تنازلت السيدة/ سودة عن ليلتها للسيدة/ عائشة – أيُعقل هذا ؟!
- أُيُعقل أن رجلا تتحكم به شهوة الجسد فيصبر على العيش مع امرأة مسنة قد شارفت على الستين من عمرها؟! وأمام العذارى التي يطمحن في الزواج منه؟! على الأقل لشرف نسبه؟! وعلو مكانته؟! حتى وإن بلغ من الكبر عتيا؟!
- أُيُعقل أن رجلا تثور داخله ثورة الجسد بعد أن يبلغ من العمر اثنين وخمسين سنة؟! وعندما تثور يُقبل على زواج الثيبات ذوات العيال وليس الأبكار الخاليات؟!
أيها الحاقدون الطاعنون في الرسالة والرسول – صلى الله عليه وسلم – بالله عليكم هذه الزيجة كانت من محمد الرجل؟! أم من محمد النبي الرسول – صلى الله عليه وسلم - ؟!
بالقطع كانت من محمد الرسول فزواجه – صلى الله عليه وسلم – من السيدة/ سودة بنت زمعة – رضي الله عنها – كانت لجبر خاطرها، وتكريما لها، ورعاية أطفالها بعد وفاة زوجها السكران بن عمرو، الذي صاحبته في الهجرة إلى الحبشة، ولكنه قضى نحبه، وتركها وحيدة بين أهله وأهلها الذين لا زالوا على الشرك والكفر، فهي – رضي الله عنها – ليس فيها مأرب، فكيف بأرملة مسنة غير ذات جمال، تخلف خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – التي كانت مطمع أنظار السادة من قريش؟! وخير دليل على ذلك  غير ما تقدم تعجب أهل مكة من نبأ ذلك الزواج؟! وتنازلها عن حقها في معاشرة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – إلى ضرتها السيدة/ عائشة - رضي الله تعالى عنها-
وأخبرا كما يقول العلم الحديث: فإذا كانت الصحة الجنسية للرجل ترتبط أساساً بصحته العامة؟! فكيف تكون الصحة العامة لرجل جاوز الخمسين من عمرة؟! ومن ثمة كيف تكون صحته ومقدرته الجنسية بناء على ذلك؟! في وقت ليس فيه ما يُنشط الصحة العامة والصحة الجنسية من الأدوية والفيتامينات كما هو متوفر الآن.؟! فالكفاءة والقدرة الجنسية عند الرجل  شأنها شأن وظائف الجسم الأخرى، التي تقل كفاءتها وتتدهور مع التقدم في السن ؟!  أبعد كل ذلك يمكن أن يوصف زواجه – صلى الله عليه وسلم – بعد سن الخمسين كان نتيجة لشهوة الجسد؟! فهل أنتم منتهون أيها الحاقدون الأفاقون؟! أم مازال على القلوب أدرانها؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق