الأحد، 7 أكتوبر 2012

ثانيا: تعدد الزوجات في ظل الديانات السماوية التي سبقت ظهور الإسلام: (3) تعدد الزوجات: رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة



الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(3) تعدد الزوجات:
ثانيا: تعدد الزوجات في ظل الديانات السماوية التي سبقت ظهور الإسلام:
فلقد كان التعدد سمة معمولا بها في الديانات، التي سبقت ظهور الإسلام الحنيف، مما يدل على أن تعدد الزوجات لم يكن محرما في تلك الشرائع:
- الديانة الحنفية: ففي الديانة الحنفية التي تتصل بروابط الدين الإسلامي، والتي دعا إليها خليل الرحمن سيدنا إبراهيم – عليه السلام – كان التعدد جائز ومباح، بدليل أنه – عليه السلام – جمع بين زوجتين هما السيدة/ سارة، والسيدة/ هاجر عليهم جميعا أفضل السلام.
تعدد الزوجات في اليهودية.
- الديانة اليهودية:لقد جمع سيدنا يعقوب – عليه السلام – بين أربع زوجات هن: بلهة وليئة وزلفة وراحيل، ولا يفوتنا أن نذكر أنه – عليه السلام – أبو اليهود، وإليه ينتسبوا – عليه السلام.
 سالومي، وهي بغيّ يهودية أخرى، اشترطت على الملك الروماني هيرودس أن يأتيها برأس يوحنّا المعمدان أو يحيى بن زكريّا .
فالتلمود  يبيح تعدد الزوجات ويشجع عليه ما دام الوضع المادي مناسباً والزوج قادراً على النفقة، كما لم يرد بتوارة اليهود ما يفيد النهي عن تعدد الزوجات، ولا عن تحديد عددهن، بل ورد في التوراة ما يفيد تعدد زوجات الأنبياء، وغير الأنبياء، فقد جمع داود – عليه السلام – بين تسع وتسعين زوجة، وكذلك ابنه سليمان – عليه السلام – وصل عدد زوجاته إلى المئات، ما بين الزوجات الشرعيات والإماء، هذا وقد حاكت جماعة الربانيون الإسلام في التعدد، فقصرت عدد الزوجات على أربع، بينما أطلقته طائفة القرائين دون تحديد لعددهن.
 اليهوديات ممنوعات من إرتداء الطاقية اليهودية أو شال الصلاة.
ونظراً للعنوسة المرتفعة في أوساط اليهوديات فقد نادت بعضهن إلى تعدد الزوجات كحل، رغم أن القانون الصهيوني يعتبر التعدد جريمة فيما التوراة لا تحرم التعدد بل ويعتبر بعض خامات اليهود في العالم أن التعدد واجب ديني وذلك لزيادة المواليد لأن الشعب اليهودي شعب صغير فهو يحتاج لزيادة المواليد في حين يرى آخرون منهم أن الدين اليهودي يحترم المرأة ولهذا يجب على الرجل ألا يتزوج أكثر من واحدة لأن ذلك يؤدي إلى توتر وكراهية بين الزوج وزوجته الأولى 
الإمبراطور قسطنطين.
- الديانة المسيحية: كان تعدد الزوجات منتشرا كنظام معمولا به في الديانة المسيحية، ولم يرد في الأناجيل الأربعة: انجيل متى – أو مرقص – أو لوقا – أو يوحنا – لم يرد في أي منها تحريم صريح، وقاطع لتعدد الزوجات، وكل ما اعتمدت عليه الكنيسة للحد من ظاهرة تعدد الزوجات هو استحسان بولس الرسول للاكتفاء بزوجة واحدة، بل إن ما قاله يُجيز التعدد، حيث ذكر أنه جاء مكملا لشريعة موسى، وما قبله من الأنبياء.
ولقد ظل التعدد في المسيحية معمولا به حتى عام 1750 م حيث حرمته قوانين الكنيسة، ومن الذين اشتهروا بتعدد الزوجات في ظل المسيحية:
الإمبراطور فالنتيان الثاني فقد أطلق يد الرعية في تعدد الزوجات، والإمبراطور ليو السادس فقد جمع بين ثلاث زوجات وتسرى بالرابعة، التي أنجبت له الإمبراطور قسطنطين.
ولا تخفى علينا دعوة المصلح الديني ومؤسس المذهب البروتستانتي/ مارتن لوثر الذي دعا إلى تعدد الزوجات، على اعتبار أن السيد/ المسيح -عليه السلام – لم يحرمه.
 مارتن لوثر.
فالتعدد شريعة كان معمولا بها في الديانة المسيحية، إلا أن قوانين الكنيسة آثرت تحريم التعدد: والاكتفاء بزوجة واحدة، حيث دعت الكنيسة إلى التبتل والرهبنة، فتعالين بنا نرى النتائج التي ترتبت على تحريم الكنيسة لتعدد الزوجات:
فلقد ترتب على ذلك التحريم، الذي لم يعلم السيد/ المسيح – عليه السلام – عنه شيئا أن انتشر الفسق والفجور والدعارة في المجتمعات التي سارت خلف الكنيسة في تحريم تعدد الزوجات سواء في الماضي أو الحاضر.
 القديسان بطرس و بولس.
إن ما نراه من مضار عدم تعدد الزوجات ما نراه واضحا في تاريخ أوربا في عصر النهضة والعصور الوسطى، فكانت هناك مغامرات كثيرة بين الفتيات، والفتيان قبل الزواج، وكُثر الأبناء غير الشرعيين في كل بلد من بلاد ايطاليا في عصر النهضة، وكان الابن غير الشرعي بوسعه أن يُعد ابنا شرعيا بهبة يدفعها لرجال الكنيسة، وكان في وسعه أن يرث أملاك أبيه (1) قصة الحضارة: ول ديورانت ج 4 من المجلد 5 ص 89/90.
كما كان اللواط والشذوذ الجنسي شائعا في روما، حتى أن أحد رجال الدين، أدين عام 1942 م بممارسة اللواط، هذا فضلا عن العاهرات، اللاتي بلغ عددهن في روما 6800 عاهرة مسجلة، هذا بخلاف غير المسجلات. (2) قصة الحضارة: ص 91
كما كانت بعض النسوة المسيحيات الذاهبات للحج، يكسبن نفقة الطريق كما يشهد بذلك الأسقف بنيناس ببيع أجسادهن في المدن القائمة في طريقهن (3) قصة الحضارة: ص 180.
العاهرات يتحكمن في كرسي البابا.
ويعترف الأسقف دوران الثاني المندى بوجود مواخير بالقرب من الفاتيكان في روما، قد أجاز البابا إقامتها نظير ما يتقاضين من الأجور، وكانت الكنيسة تظهر العطف على العاهرات(4) قصة الحضارة: ص 181.
وكان الزنا واسع الانتشار إذ كانت معظم الزيجات، التي كانت تُعقد بين أبناء الطبقة العليا زيجات دبلوماسية، يُبتغى بها المصالح الاقتصادية والسياسية، وكان كثير من الأزواج يرى أن من حقه أن يكون له أكثر من عشيقه. (5) قصة الحضارة: ص 94/ 96
 تعدد الزوجات لدى مله المورمن النصرانية التي تُقيم في الغرب الأمريكي.
وتعالين بنا نرى ما تنص عليه المادة 339 من قانون العقوبات الفرنسي حيث ترى المادة: أن الزوج المحصن لا يُعاقب على جريمة الزنا، بل يُعاقب على امتهانه لحرمة بيت الزوجية، ويُشترط أن يتكرر ذلك منه، وله أن يزني كما يشاء خارج منزله، ويشترط القانون أيضا لمعاقبة الزوج على جريمة الزنا، أن يعد امرأة معينة كعشيقة أو خليلة، يزني بها أكثر من مرة في منزل الزوجية.
والأدهى من ذلك والأمر هو قيمة العقوبة، حيث تنص المادة على: أن منْ زنا يدفع غرامة مالية تتراوح بين 100 : 1000 فرنك أي ما بين 10 : 200 قرش.
ومما يدعو للعجب المادة التي تلي المادة السابقة حيث تنص  على : معاقبة الزوج الذي يعقد قرانه بأخرى قبل فك أغلال رابطة الزوجة الأولى بالأشغال الشاقة (6) المرأة في جميع الأديان والعصور: ص 130
تلك هي بعض المضار والنتائج التي ترتبت على الحد من تعدد الزوجات في المجتمعات، التي سارت خلف الكنيسة، دون أي سند شرعي يُحرم ذلك التعدد، فلقد انتشر البغاء والفجور والدعارة، وبرزت ظاهرة الأبناء غير الشرعيين في كل من: السويد والنرويج والعديد من دول أوربا وأمريكا، ولقد دفعت تلك النتائج والمضار العديد من دول أوربا المسيحية إلى إعادة النظر في مسألة تعدد الزوجات حتى ظهرت العديد من المطالبات بتعدد الزوجات.

هناك تعليق واحد:

  1. [ قل أأنتم أعلم أم الله .....] سبحانـــــــــــــــــــه

    ردحذف