الخميس، 22 سبتمبر 2016

أولا: الوعظ:(4) خطوات قبل الطلاق:ثانيا: الطلاق في الإسلام:9- الطلاق:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة


نتيجة بحث الصور عن وعظ الزوجة
الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
9- الطلاق:
ثانيا: الطلاق في الإسلام:
(4) خطوات قبل الطلاق:
أولا: الوعظ:
لم يترك الإسلام منفذا للطلاق إلا وسده، تقديرا منه للميثاق الغليظ الذي جمع بين الزوجين، وأملا منه في استمرار الرباط المقدس، فسد كل سبيل أمام رعونة الرجل في استخدام ذلك الحق الذي جعله له، كما لم يُنكر على المرأة حقها في الطلاق، فضيق المنافذ التي تؤدي إلى الطلاق، وإلى فصم العلاقة الزوجية، وبعد أن وضع العقبات أمام راغبي الطلاق في محاولة جادة منه لإحكام المنافذ التي تؤدي إليه، حتى لا يلجأ إليه إلا المضطر، والذي توافر له السند والسبب، الذي يجعل من الطلاق حلا لا مناص عنه، ولا مفر منه.
فالطلاق خيار صعب .. لكنه شُرِع لدفع ما هو أشد منه صعوبة .. ودفع ما هو أشد منه ضرراً على الزوجين لو بقيا معاً؛ إذ يستحيل إلزامهما بالرابطة الزوجية وهما لا يراعيان ـ ولا يقدران على أن يراعيا ـ حدود الله تعالى في حياتهما .. ولا يعرف أحدهما ما للآخر من حق عليه .. فالزواج شُرِع ـ كما تقدم ـ لرسالة عظيمة .. ولأغراض عدة نبيلة .. فإذا انتفت الرسالة منه .. وتعطلت أغراضه .. حينئذٍ يكون من الظلم والعبث ـ والحال كما ذُكِر ـ أن يلزم الطرفان بالعلاقة الزوجية على ما بينهما من تنافر، وتباغض، وتفريط بالحقوق الزوجية .. لذا كان اللجوء في هذه الحالة إلى الطلاق أو التفريق بين الزوجين هو الخيار الشرعي الأمثل .. والأقل ضرراً وحرجاً .. عسى الله تعالى أن يُغني كلاً منهما من فضله .. ويستبدله بحياة زوجية أفضل وأكثر سعادة مما سبق، كما قال تعالى( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً ) (1) سورة النساء:130. وقال تعالى:(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (2) سورة البقرة:216.
 نتيجة بحث الصور عن وعظ الزوج للزوجة
الرجل بين خيارين لا ثالث لهما: إما أنه يُمسك ويُعاشر زوجته بمعروف وإحسان، أو أنه يُطلق ويُسرِّح بمعروف وإحسان؛ من غير فجور ولا ظلم .. أما أنه لا يفعل هذا ولا ذاك؛ فلا هو يُمسك بمعروف وإحسان، ولا هو يسرّح ويطلق بمعروف وإحسان، وإنما يُبقي زوجته في ذمته ضراراً، وللتشفي والانتقام؛ فلا هو يُعاشرها معاشرة الأزواج، ويعرف لها حقوقها الزوجية .. ولا هو يُطلقها ويسرحها سراحاً جميلاً .. فهذا ليس له، ولا لغيره .. وهو ظلم وعدوان لا يجوز اللجوء إليه، كما قال تعالى:( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) (3) سورة الطلاق:2.
هذا أو ذاك، وليس شيئاً آخر بعدهما إلا الإضرار، وهو ما لا يجوز اللجوء إليه، كما قال تعالى:( فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (4) سورة البقرة:231. وقال تعالى  ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ( (5) سورة الأحزاب:28. وقال تعالى:) فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (6)  (  سورة الأحزاب:49.
 نتيجة بحث الصور عن وعظ الزوج للزوجة
هذا فعل المؤمنين الأكابر الأخيار .. أما فعل الأصاغر الفجّار؛ فهم يمسكون ضراراً، ويُسرّحون ضِراراً؛ فلا هم يُمسكون بمعروف، ولا هم يُسرّحون بمعروف .. وإنما يتركونها كالمعلّقة؛ لا هي ذات زوج ولا هي مطلّقة؛ لتجد لنفسها سبيلاً .. ولو وجدوا القدرة على الهروب من عين القضاء العادل .. لما ترددوا أن يُمسكوا نساءهم طيلة حياتهم ضراراً وأذى .. وما أكثر من يفعل ذلك في بلداننا المسماة بالعربية والإسلامية! (7) الزَّواجُ والطَّلاقُ في الإسلام مسَائِلٌ وأحكام عبد المنعم مصطفى حليمة " أبو بصير الطرطوسي "
فقد طلب من الزوج الذي بيده عصمة الأمر أن يسلك عدد من الدروب قبل أن يصل إلى مرحلة الكلمة القاطعة في فصم عُرى الزوجية، نجملها في النقاط التالية بعد أن جمعها القرآن الكريم والدستور الخالد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) (8) سورة النساء – 34-35
فلقد حددت الآيات الكريمة أربع خطوات ينبغي على الزوج المرور بها قبل الوصول إلى الطلاق هي: الوعظ – الهجر – الضرب – الحكمين. 
 نتيجة بحث الصور عن وعظ الزوج للزوجة
أولا: الوعظ:
تلك هي اللبنة الأولى في إعادة بناء المرأة الناشز، التي خرجت عن طاعة زوجها، تلك هي الخطوة الأولى في طريق إعادتها إلى مؤسسة الزوجية، فالزوجة مسئولة عن زوجها، وعليه يقع عبء رعايتها وحمايتها وهدايتها، قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) (9) سورة طه: 132
فالوعظ والنصيحة أول بادرة تقع على عاتق قيم الأسرة وربها ومصرف أمرها، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( الدين النصيحة، قالوا: لمنْ يا رسول الله ؟! قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) (10) مسلم (55)
وليس هناك منْ هو أولى من الزوجة لكي يقدم لها الزوج الوعظ والنصيحة، فيذكرها ويرشدها إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي أن تسلكه، فعلى الزوج مسئولية تعليم الزوجة واجباتها الصحيحة، وعليه تقع مهمة وعظها بآيات الذكر الحكيم، وسنة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – فعقدة النكاح قد قامت على أساس من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا بقاء لتلك العقدة، ولا بركة فيها، ولا فائدة منها تُرجى، إلا إذا استمرت الحياة الزوجية، والوعظ عملية تربوية كاملة، تعتمد على نداء يهز أعماق النفس، ويحرك مشاعر اللب يطالب بتعليم الجاهل، وإرشاد الضال، وهداية الغافل، وتنبيه الحرائر.
 نتيجة بحث الصور عن وعظ الزوج للزوجة
فهو يعتمد على تذكير الزوج للزوجة بالصالحات القانتات، وتنبيهها على ضرورة الإقتداء بهن، والسير في سبيلهن، واستخدام عنصر الترغيب في نعيم الجنات، وعظم الثواب من الله، والترهيب من جحيم النار، وعظيم العقاب من الله، فالوعظ ليس بكلمة ولا بجملة، بل مرحلة يطول مداها، إذا ما أخلص الزوج في الحفاظ على مؤسسة الأسرة، واستجابة الزوجة في محاولة جادة منهما لطرد الغيوم التي قد تبدو في سماء الحياة الزوجية ذات الميثاق الغيظ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق