الاثنين، 25 أبريل 2016

10- الطلاق عند المسيحيين:أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام:9- الطلاق:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
9- الطلاق :
أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات التي سبق ظهور الاسلام :
10- الطلاق عند المسيحيين:
يقول الحق – تبارك وتعالى – في محكم التنزيل: { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } (1) سورة المائدة (46)
ويقول السيد المسيح – عليه السلام- «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." (2) (إنجيل متى 5: 17)
من ذلك يتضح لنا أن تشريعات الديانة اليهودية هي ذاتها تشريعات الديانة المسيحية، فما جاء في الإنجيل مكملا لما ورد في التوراة، ولما كان الطلاق حقا للرجل في الديانة اليهودية، يكون كذلك في الديانة المسيحية.
فالسيد المسيح لم ينسخ شريعة الطلاق بل كلام الاله لم يتغير في العهد القديم عن العهد الجديد ولذلك أوضح مكرهة الرب الطلاق والرب يعتبره خيانه وغدر وهي من صفات الشيطان ولهذا لا يستجيب لطلبات الشعب لانه غضب عليهم لهذا السبب كما ورد في الإنجيل:

( قُلْتُمْ: «لِمَاذَا؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ الَّتِي أَنْتَ غَدَرْتَ بِهَا، وَهِيَ قَرِينَتُكَ وَامْرَأَةُ عَهْدِكَ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ) (3) ملاخي 2-14- 16
البابا پولس الثالث يفتتح مجمع ترنت..
يتضح مما تقدم إباحة التوراة للطلاق ولكنها تكرهه، وبذلك يكون من المحقق أن الطلاق ظل معمولا به كشرع مباح مع كرهه منذ عهد السيد المسيح – عليه السلام – حتى منتصف القرن السادس عشر الميلادي،ولم يُحرمه إلا مجمع القساوسة المعروف – بمجمع ترنت – سنة 1542
المجمع، كما صوره كاتي دا إييزي..
ومن أبرز الأدلة على ذلك أن إنجيل يوحنا قد جاء خاليا من آية إشارة إلى تحريم الطلاق، بل لم يرد فيه ذكر لتلك العبارات، التي وردت في أناجيل – مرقص ومتى ولوقا – والتي يُفهم منها تحريم الطلاق، وأن الزواج من المطلقة زنا.
وقد ورد في إنجيل متى على لسان السيد المسيح حيث قال: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً، إذ ليس بعد اثنين بل جسدا واحدا، فالذي جمعه - الله - لا يفرقه إنسان وأقول لكم إن منْ طلق إمرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني،والذي يتزوج بمطلقته يزني» (4) (مت 19:3: 9) 
كما ورد في إنجيل متي الإصحاح الخامس الآية رقم 21 "وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما انا فاقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى"
فمن تلك النصوص يفُهم أن المسيح – عليه السلام – قد جعل الطلاق مكروها ولكنه لم يُحرمه، ولكنه قصر الطلاق على علة الزنا إلا أن الكنائس قد اختلفت فيما بينها في إباحة أو تحريم الطلاق، فمنهم منْ ساير قول السيد المسيح – عليه السلام – ومنهم منْ خالفه.
فقد فيّد القانون الكنسي حق الطلاق بعدة قيود لكن لم يصل إلى إلغائه، وظهرت أوضاع أخرى من التسهيلات كفسخ الزواج أو الهجر. ولعل إحدى أشهر قضايا الطلاق في التاريخ الغربي قضية طلاق هنري الثامن ملك إنجلترا من كاثرين أراغونعام 1534 ما أدى إلى تأسيس الكنيسة الأنجليكانية وذلك بعدما رفض البابا ترخيص طلاقه(5)  الملك هنري الثامن والكنيسة
هنري الثامن ملك إنجلترا صاحب أشهر قضية طلاق في التاريخ الغربي.
علمًا أن عددًا من الكنائس البروتستانتية تسمح بالطلاق التوافقي بين الشخصين، إذ لا تر به سرًا.
وتتجلى مظاهر المساواة حسب الكنيسة في القوانين الكنيسة وتشريعاتها مع وجود الاختلافات بين الأحوال الشخصية لمختلف الكنائس،إلا أنها تشترك في عدد من التشريعات مثل حالتي الطلاق بما فيه فسخ الزواج أو الهجر، حيث يشترك الأب والأم في النفقات وتقاسم الثروات المدخرة بشكل متساوي إلا في بعض الحالات الخاصة، كما تعطى الحضانة للمرأة، في سنين الطفولة الأولى.(6) قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية بين الواقع والمرتجى
والآن تعالين بنا نستعرض موقف الكنائس المختلفة من قضية الطلاق:
-       الكنيسة الكاثوليكية.
-       الكنيسة البروتستانتية.

-       الكنيسة الأرثوذكسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق