الجمعة، 6 فبراير 2015

خامسا:ضرب المرأة في الإسلام:8- الضرب و الهجر:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
8- الضرب و الهجر :
خامسا:ضرب المرأة في الإسلام:
ولسوف نتناول قضية ضرب المرأة في الإسلام من خلال النقاط التالية:
(1) الإسلام ليس فيه ضرب للزوجة:
وهنا ننقل عن السيد/ على عبد الجواد وجهة نظره حيث قال: الإسلام ليس فيه ضرب للزوجة !! و كفاكم يا رجال النقل إساءة للإسلام !! و عفوا لجميع المفسرين !! من المؤكد أن الفقه الإسلامي فقه ذكوري !!
و من المؤسف أن علماء السلف و رثوا علماء الخلف تركة و تراث أصبح في مكانة التقديس فاكتفى علماء الخلف بما قدمه علماء السلف !!
و من التراث العفن أن الرجل يحق له أن يضرب زوجته ليؤدبها ؟ و يطنطن رجال الدين بأن هذا هو حكم الله ؟
مع تلاوتهم للآيات (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19)
وقال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) (البقرة: من الآية228)
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) (الطلاق: من الآية6)
فهل بعد تلك الآيات يأمر الله بضرب الزوجة ؟!
و الحديث الآن عن تفسير آية النشوز و هي (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34)
و قوامة الرجل تكون على زوجته بأن يقوم على رعايتها وحمايتها و يوفر لها المعيشة المناسبة لدخله و ذلك لتفضيل الله له بقوة الجسم و بسعيه على الرزق و لهذا فللرجال عليهن درجة و الزوجات الصالحات قانتات أي مطيعات و يحفظن شرف و أموال أزواجهن
و اللاتي لا تطيع زوجها و تتعالى ( تكون ناشز ) على طلبات زوجها فعلى الزوج أن يعظها بالحجة فإن لم تستمع فالهجر في المضجع بمعنى أن يعطى لها ظهره في المضجع علامة على غضبه منها فإن لم تستجيب لطلبات زوجها فليضربها بمعنى أن الضرب يقع عليها و الضرب معناه الإعراض و التجاهل و يكون المعنى فليعرض عنها كما يحدث في إضرابات العمال أي إعراضهم عن أعمالهم حتى تجاب مطالبهم و هكذا الزوج يوقع الضرب على الزوجة حتى تستجيب لمطالبه .
تماما مثل الإضراب عن العمل و الإضراب عن الطعام لحين الاستجابة للمطالب !
أليس ذلك أفضل من تحويل معنى كلمة الضرب الذي لم يحدد في الآية إلى الجلد و القتال حيث أن الزوجة لن تقف مكتوفة الأيدي فإن لم تقاتل هي فلها منْ يقاتل عنها مثل أخوها و أبوها و هذا يحدث لنا جميعا حيث أن الرجال لن يقبلوا بضرب بناتهم و أخواتهم و أمهاتهم من أزواج نسائهم لوجود الحل البديل ألا وهو الطلاق.
هذا هو وجه الإسلام المشرق و شريعة الله التي لا تظلم أحد و تحافظ على شعار حقوق الإنسان الذي يرفعه الغرب و الشرق معا.
معنى كلمة الضرب في المعاجم و القرآن:
أولا : من المعاجم ( مختار الصحاح و لسان العرب )
الضرب كلمة تحتاج إلى تعريف مثل كلمة جعل وقذف فليس لهذه الكلمات معاني مستقلة فلا معنى لجملة أنا اجعل أو أنا اقذف فلابد ان نبين يجعل ماذا؟! أو يقذف ماذا ؟!
و الضرب من معجم مختار الصحاح فيه معاني كثيرة منها بالنص :
- ضرب يضرب ضربا أي سار لابتغاء الرزق
ضرب الله مثلا أي وصف و بين
- ضرب الجرح ضربانا (أي آلمه)
- أضرب أي اعرض عنه
- اضطربا و تضاربا بمعنى واحد
- الموج يضطرب أي يضرب بعضه بعضا
- الاضطراب بمعنى الحركة
- اضطرب أمره أي اختل
- ضاربه في المال من المضاربة و هي القراض
- الضرب بمعنى الصنف ( ضرب من الخيال – ضرب من الفنون )
- ضربه يضربه ضربا (بمعنى القتال)
الخلاصة أن من معاني كلمة الضرب الإعراض و التجاهل و الألم و التسديد و الحركة و التجارة و
الوصف.
ثانيا: في لسان العرب:
( ضرب ) الضرب معروف وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً دَقَّه وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً طَبَعَه وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً لَدَغَتْ وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً نَبَضَ وخَفَقَ وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْقُ ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ والضَّارِبُ المُتَحَرِّك والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً [ ص 544 ] وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ تَحَرَّكَ وماجَ
يُقال ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها مسافراً وفي المال من المُضارَبة وهي القِراضُ وضَرَبَت الطيرُ ذَهَبَتْ والضَّرْب الإِسراع في السَّير وفي الحديث لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ وجاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع وضَرَبَ على يَدِه أَمْسَكَ وضَرَبَ على يَدِه كَفَّهُ عن الشيءِ وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عليه الليث ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كذا وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه و اضرب عن الشيءِ كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ وضَرَبَ عنه الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عنه صَرَفَه وأَضْرَبَ عنه أَي أَعْرَض وقولُه عز وجل أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ أَي نُهْمِلكم فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم لأَنْ كنتم قوماً مُسْرِفين أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ والأَصل في قوله ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ أَن الراكب إِذا رَكِبَ دابة فأَراد أَن يَصْرِفَه عن جِهَتِه ضَرَبه بعَصاه ليَعْدِلَه عن الجهة التي يُريدها فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والتعَديْلِ
وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ تقول رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكنة لا تتحرّك والمُضْرِبُ المُقِيمُ في البيت وأَضْرَبَ الرجلُ في البيت أَقام
و خلاصة ما ذكر فى لسان العرب أن معانى كلمة اضرب هى الاعراض و التجاهل والتحويل الى ما تريده و كذلك المضرب بضم الميم و تسكين الضاد و كسر الراء هو المقيم فى البيت سواء رجل او امرأة هذا غير السير و كسب الرزق و التسديد علاوة على تحريك ووضع الشىء على الشىء سواء كان عصا او أرجل أو سيف و ضرب أكباد الابل لا تعنى ضرب الابل بل تعنى السير ثانيا : الضرب من آيات القرءان
و باستعراض بعض الايات التى فيها الضرب نجد : - (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ) (البقرة: من الآية26)
يضرب هنا بمعنى يبين او يقول
- (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) (البقرة: من الآية60)
و معنى اضرب هنا بمعنى التحريك وو ضع الشىء على الشىء مثل العصا حتى تصدم الحجر
- ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ) (البقرة: من الآية61)
و ضربت هنا بمعنى حكم و قضى الله عليهم بالذلة و المسكنة
- (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:73)
و هنا اضربوه بمعنى التحريك ووضع الشىء على الشىء بمعنى ان يلامس جزء من البقرة جسم المتوفى
- (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ )
(البقرة: من الآية273)
و هنا ضربا بمعنى سعيا فى الارض
- (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) (النساء: من الآية34)
واضربوهن هنا بمعنى أوقعوا الضرب عليهن اى تجاهلوهن و أعرضوا عنهن و اجعلوهن مضربين اى مقيمين فى البيوت كما جاء فى معجم مختار الصحاح و لسان العرب و كما جاء فى القرءان
- (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) (الزخرف:5) اى أفنعرض عنكم و نتجاهلكم و لا نرسل لكم كتابا تتذكروا به شرع الله ؟!
- (إذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ) (النساء: من الآية94)
و الضرب هنا السير و الترحال فى سبيل الله
- (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)(الأنفال: من الآية12)
و الضرب فى الحرب هوالتسديد و صدم السيف بالرقبة و الاصابع لكى يقطعوا او تنعدم خطورة الخصم
- (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال:50)
و الضرب هنا هو الصدم اى صدم ما يضرب به على المضروب و هو الوجه و الدبر
- (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً ) (النحل: من الآية75)
اى قال الله مثلا او صك الله مثلا مثل النقود او بين و فصل الله مثلا للتدبر
- (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (الكهف:11)
والضرب هنا هو تعطيل حاسة السمع فهى لا تعمل مع المحيط الخارجى
- (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى) (طـه: من الآية77) فاصنع لهم طريقا او اجعل لهم طريقا، و هنا الضرب بمعنى وضع الشىء على الشىء.
- (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: من الآية31) و الضرب هنا بمعنى حركة الارجل اما على الارض بطريقة مثيرة فى السير او وضعها على الاخرى بطريقة مثيرة ايضا بكشف الارجل على بعضها !!
- (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) (الصافات:93)
الضرب هنا هوالحركة و الصدم بيمين ابراهيم على الاصنام
- (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (صّ:44)
و هنا بين الله آداة الضرب و لم يبين المضروب و الضرب هو صدم الضغث و هو الرزمة من الاعشاب على المضروب !! و هذا نتيجة عدم الحنث فى القسم او النذر الواجب الوفاء !! و التخفيف من الله و كأنه لا يوجد ضرب !!
- (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) (الزخرف:5)
اذا قلنا نضرب الذكر لكم يكون المعنى اى نوصله لكم، و اذا قلنا نضرب عنكم الذكر صفحا اى نبعد عنكم الذكر اى نتجاهلكم و نعرض عنكم
- (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (الزخرف:57)
اى ولما جعلنا بن مريم مثلا جعل قومك من ذلك سخرية لكونهم جعلو عيسى كالاصنام التى يعبدها الكفار
- (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) (الزخرف:58)
ضربوه لك اى ما قالوه لك الا جدلا و ذلك قولهم أن النصارى يعبدون عيسى مثل الكفار يعبدون الاصنام و القرءان يقول (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) (الصافات:22) اى ان عيسى والاصنام فى النار؟؟
- (فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ)
(محمد: من الآية4)
فى الحرب الضرب هوالتسديد و الصدم اى ان السيف يصدم الرقاب فيقطعها
- (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ) (الحديد: من الآية13) فجعل بينهم صور
هذه كانت آيات الله من قبل اختراع قواعد النحو و الصرف بلغة قريش تبين معانى كلمة الضرب (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثـية:6)
و أخيرا فى آية النشوز لم يحدد الله الوسيلة للضرب مثل عصا موسى اوبعض من جسم البقرة او ضغث ايوب ولم يحدد مكان الضرب أهو الوجه أو الجسم او الارجل ؟؟ لكنه جعلها عامة على الزوجه كلها بكلمة و اضربوهن !! اى اوقعوا الضرب عليهن !!
و هذا لا يمكن حدوثه الا بتجاهلها و الاعراض عنها حتى تستجيب .
فلا يعقل ان يكون الضرب للزوجة على جميع جسدها ؟؟
و لا يمكن ان يكون جلدا مثل حد القذف و الزنا و الا لقال الله و اجلدوهن ؟؟
واخيرا ندعوا الله ان يجعلنا من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)
(2) ضرب الزوجة ليس حقا مطلقا:
أعتقد أن مثل ذلك الزعم ينهار بناؤه , و تزول لبناته , و يفقد صوابه أمام صريح تلك النصوص , وإذا افترضنا جدلا آن الإسلام قد أباح للزوج ضرب زوجته , و لكن قبل توضيح ذلك , ألا يحق لنا أن نتساءل منْ هي الزوجة , التي تستحق مثل هذا الضرب ؟! و متي تستحق هذا الضرب ؟! وكيف يتم ذلك الضرب .؟
قال تعالي الرِّجَالُ {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}(سورة النساء 34 )                                                                 
إذا كان الإسلام العظيم قد أباح للرجل ضرب زوجته , إلا أن ذلك الضرب , ليس حقا مطلقا أو سيفا مسلطا يستخدمه الرجل , دون رقيب عليه , فالمرأة التي تستحق ذلك الضرب , هي المرأة الناشز , التي خرجت عن طاعة زوجها، أما المرأة الصالحة فلها العزة و الكرامة عند زوجها، كما أن طاعة الزوج ليست سيفا مسلطا على المرأة يأمرها بما يشاء، ولكن هذه الطاعة مشروطة بأمر الله، وبما يرضاه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
فعن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أُمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة) – تحفة الأحوذي 1707 -
و حتى المرأة الناشز , فلم يكن الضرب بداية ما أمر الإسلام العظيم به لكي يستقيم فكرها و تعود لصوابها , و لكن ينبغي أن يسبق ذلك الضرب خطوتان أخريان:
أولاهما: الوعظ , و ثانيهما: الهجر في الفراش .      
فإذا ما خرجت المرأة عن طاعة زوجها , و استعصت عليه , وجب عليه سلوك درب هدايتها و ردها إلي صوابها و إلي الطريق القويم , و الخطوة التي بها يبدأ هي: الوعظ و الإرشاد و النصيحة , فإذا ما فشلت تلك الخطوات تأتي مرحلة ثانية أشد من التعنيف ألا و هي: الهجر في الفراش مدة لا تزيد عن شهر علي أن يكون ذلك الهجر في الفراش أي المضاجع فقط مع استمراره في مخاطبتها و محادثتها و تلبية حاجاتها.
فعن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه سأل رسول الله - صلي الله عليه و سلم - (( ما حق زوج أحدنا عليه؟! قال - صلي الله عليه و سلم - : أن تطعمها إذا أكلت , و تكسوها إذا اكتسيت , ولا تضرب الوجه , ولا تُقبح ولا تهجر إلا في البيت ..))  أحمد – 4/446،447 . 5/523 - 
فإذا ما تم الوعظ , ثم الهجر , واستمرت المرأة علي عنادها و تسلطها و خروجها علي طاعة زوجها , جاءت المرحلة الثالثة ألا وهي : الضرب و لكن ضرب غير مبرح , لا يترك أثرا علي الجسم , ولا يقترب من الوجه , و كأنه ملاطفة , لعلها تنجح في كثر شوكة العصيان التي تمكنت منها.
فعن عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه -  عن النبي - صلي الله عليه و سلم -  أنه قال : (( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ))  - البخاري 5204 -
و يضع الفقهاء المسلمون شروطا لهذا الضرب منها :
 1- أن يكون ضرب أدب لا اهانة .
 2- ألا يكسر عظما , ولا يشين جارحة كاللكز و نحوه .
3- أن يتجنب الوجه لأنه مجمع المحاسن .
4- أن يكون مفرقا عي بدنها , و ألا يوالي به في موضع واحد .
5- و من الفقهاء منْ يري أن يكون ذلك الضرب بمنديل ملفوف أو بيده لا بسوط ولا عصا .
و حينما سأل ابن عباس – رضي الله عنهما - عن الضرب المبرح .؟ قال : بالسواك و نحوه.
هذا هو الضرب الذي حدده الإسلام العظيم للمرأة الناشز ضرب يكاد يصل إلي مرتبة العدم , فهو ليس بضرب و لكنه قد يكون ملاطفة , أما المرأة الصالحة فلها الرعاية و العناية من زوجها : قال - صلي الله عليه و سلم - (( كل شيء يلهو به ابن أدم فهو باطل إلا ثلاثا : رمية من قوسه , و تأديبه لفرسه , و ملاعبته أهله , فإنهن من الحق )) صدق رسول - الله صلي الله عليه و سلم-.
(3) الضرب والهجر من معجزات القرآن الكريم في فهم النشوز:
فالضرب و الهجر في المضاجع : خاص بالمرأة الناشز فقط , أما المرأة السوية فلها عند الرجل الرحمة , و الضرب و الهجر في المضاجع من معجزات القرآن في فهم النشوز و هو يتفق مع أحداث ما وصل إليه علم النفس العصري في فهم السلوك المرضي للمرأة , و كما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي الي نوعين:
النوع الأول : المسلك الخضوعي – و هو ما يسمي في الاصطلاح العلمي ماسوشزم Masochism  و يقصد به تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تضرب و تعذب و تكون الطرف الخاضع .
النوع الثاني : المسلك التحكمي – و هو ما يسمي في الاصطلاح العلمي سادزم – Sidism  و يقصد به تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تتحكم و تسيطر و تُوقع الأذى بالغير مثل هذه المرأة لا حل لها سوي انتزاع شوكتها و كسر سلاحها الذي تتحكم به وسلاح المرأة أنوثتها، وذلك بهجرها في المضاجع، فلا يعود لها سلاح تتحكم به.
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع والضرب، فإن الضرب لها علاج، ومن هنا كانت كلمة القرآن الكريم: { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ }

إعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين فيهما كل ما أتي به علم النفس في مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها – حوار مع صديقي الملحد د/ مصطفى محمود ص 63 ، 63

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق