الثلاثاء، 22 أبريل 2014

الباب الثالث: الإسلام والمرأة رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: 8- الضرب و الهجر

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:

8- الضرب و الهجر :



استمرارا لمسلسل العداء الذي لم و لن ينتهي للإسلام المفتري عليه قديما و حديثا , و كيف لهذا العداء أن ينتهي , وقد بني علي أساس متين من الحقد و الكيد و الغل , الذي نبت في قلوب أولئك النفر من المستشرقين و المزيفين للحقائق . فجاءت ثمار ذلك النبت تحوي العديد من المزاعم الباطلة , و الأقوال الواهية التي يجافيها الصواب , و تنحرف وفقا للأهواء.
و يتلخص زعمهم هذه المرة في القول بوحشية الدين الإسلامي في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الضعيف , الذي يستحق الرحمة و العطف من الجميع , أما الإسلام فيري غير ذلك , فقد أطلق العنان للرجال في استخدام تسلطهم و جبروتهم في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الواهي - حيث نجد الإسلام  يبيح للرجال ضرب و تعذيب النساء , فيأمرهم صراحة بضرب و هجر النساء.
ذلك هو الزعم الذي لا يعتمد علي استجلاء الحقائق الثابتة ولا علي الفهم الكامل لماهية النصوص القرآنية الخالدة , و إنما يعتمد كما هو معروف و متعارف عليه لدي هؤلاء النفر علي كم الكيد و الحقد و الغل , الذي ملك قلوبهم , فراحوا يقلبون الحقائق , و يشوهون النتائج , بل و يفسرون النصوص القرآنية وفق أهوائهم.
فهم لا يتناولون – عن عمد منهم -  المعاني الكاملة التي وردت في الآيات القرآنية الخالدة، وإنما يبترون النصوص و المعاني الكاملة التي وردت في القرآن الكريم , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , ولا يشوبه نقص , ولا يعتريه تقصير .
                                                                                          
وفي ردنا علي هذا الزعم الواهي – الذي يحمل بين طياته عوامل هدمه وفنائه , والتي تجعل من اليسر تفنيده بل و تقويضه من أساسه , فلا أدري ! كيف لهؤلاء النفر أن يرددوا في كثير من البجاحة و قليل من الاحتشام أن الإسلام كان وحشيا حينما أطلق يد الرجال لتضرب النساء .؟!
و هل يستقيم هذا الزعم مع ما تصرخ به آيات الذكر الحكيم في الرجال مرددة، حيث قال تعالي في سورة النساء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.                                                                                        
و هل يتفق مثل هذا الادعاء , المعتمد علي بتر النصوص مع قول الرسول - صلي الله عليه و سلم - (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , و خياركم خياركم لنسائهم ))
و قوله - صلي الله عليه و سلم - (( ما أكرمهم إلا كريم،و ما أهانهن إلا لئيم ))
و قوله - صلي الله عليه و سلم - في حجة الوداع ((.. و اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ..)).
إن الإسلام الذي حرم الإيذاء بصفة عامة حتى في الحيوانات فأدخل امرأة النار في  قطة فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله- صلي الله عليه و سلم - قال: «وعُرضت عليّ النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم، ورأيت فيها ثلاثة يعذبون: امرأة حِميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها، فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ولم تطعمها حتى ماتت، فهي إذا أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها». رواية ابن حبان في «صحيحة» (12/439) من حديث عطاء بن السائب عن أبيه
إن الإسلام الذي حرم ضرب الحمار والبعير الذي جاءه يشتكي ظلم صاحبه، فمسح – صلى الله عليه وسلم -  على الجمل ثم  قال– صلى الله عليه وسلم -  : « منْ صاحب الجمل؟! »
فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله.
فقال– صلى الله عليه وسلم -  : « أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ». رواه مسلم من حديث مهدي بن ميمون به.،ورواه أيضا أبو داود في الجهاد من سننه وابن ماجة
يمكن أن يُبيح للرجل ويُطلق يده في ضرب المرأة؟! بالطبع لا، فهذا الأمر لا يتفق مع شريعة الإسلام التي تقوم على مبدأ – لا ضرر ولا ضرار – أي لا يضر المرء نفسه، ولا يُلحق الضرر بغيره.
بل إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  يتعجب من الرجال الذين يضربون زوجاتهم أول النهار ويجامعونهن في آخره.
فالرسول يتعجب من هذه التصرفات التي تنم عن سوء خلق وسوء تربية.
وبالنظر إلى سيرته - صلى الله عليه وسلم - حتى في أصعب الأوقات ما كان ليمد يده على واحدة من نسائه وهو القائل كما روت  أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :  (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)  أخرجه الترمذي.
ثم عندما خاصمته سيدتنا الفقيهة المجتهدة عائشة بسبب زيارته زينب بنت جحش، وشربه عسلها، فانه آثر الاعتزال ولم يضرب ولم يسب ولم يشتم،وهذا في ذاته تعليم للأمة في كيفية معاملة النساء.
ولو كان الضرب مشروعا لكان الرسول - صلى الله عليه وسلم- أول من طبقه على زوجاته اللواتي كن كثيرات الخصام.
فالمرأة مصونة محفوظة القدر في شريعة الإسلام ولا يجوز إطلاقا ضربها وأهانتها، كما يفعل الكثير من الجهلة باسم الدين.
 أبعد هذا يمكن لذلك الادعاء أن يستمر ؟! أبعد كل ذلك يمكن القول بوحشية الإسلام في التعامل مع المرأة .؟! 
وتفنيدنا لذلك الزعم سيكون من خلال النقاط التالية:

هناك تعليق واحد:

  1. و يتلخص زعمهم هذه المرة في القول بوحشية الدين الإسلامي في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الضعيف , الذي يستحق الرحمة و العطف من الجميع , أما الإسلام فيري غير ذلك , فقد أطلق العنان للرجال في استخدام تسلطهم و جبروتهم في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الواهي - حيث نجد الإسلام يبيح للرجال ضرب و تعذيب النساء , فيأمرهم صراحة بضرب و هجر النساء.

    ردحذف