الأحد، 3 فبراير 2013

ثالثا: كلمة حق. التبرج:(6) الحجاب:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(6) الحجاب:
ثالثا: كلمة حق. التبرج



لقد رأينا فيما مضى كيف كان أمر الإسلام للمرأة بضرورة الحجاب و الاحتشام مرتبطا بأمره للرجال بغض النظر، وحفظ الفرج، وما ذلك كله إلا لحماية الإسلام للأعراض، وصونه لكرامة المرأة عما يخدش حياءها وعفتها، هذا بخلاف صيانة المجتمع ككل من الفتنة، بل وصل حفاظ الإسلام على الأعراض والتمسك بالحياء إلى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن رؤية الرجل لعورة الرجل، ورؤية المرأة لعورة المرأة فقال – صلى الله عليه وسلم – " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة"
بل أكثر من ذلك فقد فضل للمرأة ألا تكشف شيء من جسدها، أمام امرأة أخرى، حتى ولو قالت فتيات اليوم أنها صديقتي الأنتيم، فصديقة اليوم ربما تكون عدوة الغد، وما بفعله الإسلام من قبيل ذلك ليس للتضييق على المرأة، كما يزعم الحاقدون، وإنما للحفاظ على عفتها وكرامتها، ولذا فقد نهى الإسلام عن التبرج لماذا؟!
لأن المرأة المتبرجة تلفت الأنظار إليها، وبذلك فهي تعرض نفسها للفتنة، وغيرها للغواية قال تعالى(1)  { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ  } سورة الأحزاب – 33 –
ولم يقتصر الإسلام وحده على النهي عن التبرج، فقد سبق وأن تحدثنا عن قانون أوبيا الروماني والذي يُحرم على النساء المبالغة في الزينة، ليس في الأسواق والطرقات فحسب، بل وفي البيوت أيضا.
كما أن كافة الأديان السماوية نهت عن التبرج نظرا لأن تلك الأديان تحض أتباعها على مكارم الأخلاق، فهذا التبرج هو الذي سيجلب على بني صهيون الدمار، كما توعدهم بذلك النبي إشعيا حيث قال: "(16) يقول الرب: لأن بنات صهيون متغطرسات، يمشين بأ‘ناق مشرئبة متغزلات بعيونهن، متخطرات فى سيرهم ، مجلجلات بخلاخيل أقدامهن(17) سيصيبهن الرب بالصلع، ويعرى عوراتهن (18) فى ذلك اليوم ينزع الرب زينة الخلاخيل، وعصابات روؤسهن والأهلة(19) والأقراط والأساور والبراقع(20) والعصائب والسلاسل والأحزمة، وآنية الطيب والتعاويذ... (24) فتحل العفونة محل الطيب والعار عوض الجمال" (2)أشعياء 3: 16ـ24).
وكانت المرأة تغطى رأسها ويقول الأب متى المسكين فى ذلك"كانت المرأة اليهودية مغطاة الرأس بحيث لا تظهر معالم وجهها على الإطلاق، حبيسة المنزل، تحت سلطان زوجها أو أبيها" ويؤكد ذلك ما قامت به رفقة زوجة إسحاق عندما قابلته لأول مرة "(15) وسألت العبد: من هذا الرجل الماشي فى الحقل لقاءنا؟ فقال العبد: هو سيدي فتناولت الحجاب وتغطت..." (3) التكوين 24: 15ـ16).
القديسان بطرس و بولس
أما فيما يخص التبرج والسفور في المسيحية، فنجد أنها تشترط  في لباس المرأة الحشمة والوقار، ويلاحظ أن لبس الراهبات فى المسيحية مشابه للبس المسلمات المفروض شرعا، كما أن المسيحية لا تُجيز أي نوع من  أنواع الزينة للوجه، كما لا تجيز إجراء أي تعديلا في الوجه بالماكياج أو العمليات الجراحية،فها هو بطرس يدعو النساء بالحشمة:
"(3) على المرأة ألا تعتمد الزينة الخارجية لإظهار جمالها، بضفر الشعر والتحلي بالذهب، ولبس الثياب الفاخرة (4) وإنما تعتمد الزينة الداخلية ، ليكون قلبها متزينا بروح الوداعة والهدوء، هذه هي الزينة التي لا تغنى ، وهى غالية الثمن فى نظر الله" (4) بطرس 3: 3ـ6).
كما يوصى بولس أيضا بالحشمة قائلا: "كما أريد أيضا أن تظهر النساء بمظهر لائق محشوم اللباس، متزينات بالحياء والرزانة، غير متحليات بالجدائل والذهب واللآلئ والحلل الغالية الثمن(10) بل بما يليق بنساء يعترفن علنا بأنهن يعشن فى تقوى الله" (5) تيموثاوس 2: 9ـ10).
والمسيحية تحرم إجراء الماكياج لتعديل الخلقة أو العمليات الجراحية لتغيير الخلقة " لا تزيني وجهك الذي خلق من قبل الله، لأنه ليس فيه شيء يعوزه التزين، لأن كل شيء خلقه الله حسن جدا وإذا زين مالا يعوزه التزين، تزيدون على الخير فتشتمون نعمة الخالق".
المسيحية لا تؤمن بادعاء النساء: أن الزينة من أجل الزينة وتحذر من الفتنة الناتجة عنها: " ولكن أيضا تزينت فقط من أجل الزينة والجال، فلن تفلتي من الحكم، غضب الله والتشبه بالزانيات ، لأنك من جهة هذا تلزمين آخر ليتبعك ويتشهيك فتحفظي لكي ما لا تقعي فى الخطيئة ولا أيضا يتشكك آخرون لأجلك".
تغطية رأس المرأة من الاحترام والتقديس:
يقول بولس آمرا النساء: " (6) فإذا كانت المرأة لا تغطى رأسها، فليقص شعرها! ولكن ما دام من العار على المرأة أن يقص شعرها أو يحلق فلتغط رأسها" (6) كورنثوس 11: 6) ، ولذلك كانت وصايا آباء المسيحيين للمرأة  بالاحتشام حتى فى الاحتفال بالعرس.
وما ذلك كله إلا لخطورة التبرج على المجتمعات، فهو يُبرز النساء كمصدر للفتنة والإغواء بالنسبة للرجال، وتحاول جميع الشرائع منع هذا التبرج  على الورق حيث تسمية التهتك أو الإخلال بناموس الحياء، ولكنها لن تُفلح في منعه بعصا القانون، لأنها لم تمنعه بوازع من الوجدان والإيمان.
هذا ولا يغيب عن كل فتاة ذات عقل ناضج، خطورة التبرج عليها في سيرها، وفي حياتها في الشارع والعمل، فإذا ما تتبعنا حالات الاغتصاب، قلما نجد حالة واحدة قد وقعت لفتاة مختمرة أو محتجبة، ولكن نجد أكثر الضحايا من المتبرجات السافرات ذوات اللحم المكشوف، والملابس اللصيقة بالجسد، والتي تُبرز مفاتن جسدها، فتُحرك الشهوة في جسد منْ يمر بها، أو منْ تمر به، وهنا قد يتحول الأمر إلى كارثة.
بل إننا لا نبالغ إذا قلنا أن التبرج هو بداية الطريق نحو الانحراف لماذا؟!
لأن الشاب أو الرجل لا يرنو إلى المرأة المتحجبة حيث لا يظهر منها سوى الوجه والكفين، وبالتالي فهي ليست مصدرا للجذب والفتنة، وذلك على العكس من الفتاة أو المرأة المتبرجة فهي تكشف البضاعة لمنْ يبحث ومنْ لا يبحث عنها، حيث السيقان المعراة، والصدر المنحسر، والشعر المنسدل، والرائحة الذكية، والملابس اللصيقة الضيقة،وكل ذلك مقومات تجذب الشباب أو الرجل إليها، فينظر إليها، ثم يطيل النظر، ثم فيغازلها، ثم يحادثها، فتتمنع في أول الأمر، ومع الإصرار منه، تُجيب، فيُصبح الأمر نظرة فابتسامة فكلام فلقاء فكارثة، إذا ما ساءت النوايا.
هذا ولا يغيب عنا فائدة أخرى للحجاب، فمن البديهيات المسلم بها، أن الممنوع مرغوب، فإذا ما سُترت مواطن الفتنة في الفتى، زادها ذلك جاذبية، أما الشيء المكشوف يفقد جاذبيته، وفي بعض القبائل البدائية، وبسبب العري الكامل يفتر الشوق تماما، وينتهي الفضول، ونرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر، وإذا حملت قاطعها سنين.
وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح للعيون، يفقد الجسم العريان جاذبيته، وطرفته، وفتنته، ويصبح أمرا عاديا، ولا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر، ولا تتحول إلى شيء عادي لا يُثير (7) حوار مع صديقي الملحد: د/ مصطفى محمود ص 61/62  
ومن الأمور التي تُثير الضحك  أنك  عندما تحاور فتاة من العاريات المتبرجات المتبهرجات في سبب وعلة تبرجهن، تسمع من الردود ما يجعلك تشعر بالغثيان من جيل نفر من الفضيلة، وانغمس في الرذيلة، فيما يسمونه تقدما أحيانا، و أحيانا أخرى الموضة، وثالثة تصفك بالرجعية... الخ وكلها ردود تبعث على السخرية – ولا أدري أأصبح مقياس تقدم الأمم بمدى انحسار شعور وصدور وسيقان نسائها وبناتها؟! أم أصبحت الرجعية هي الوصف المناسب، لكل منْ يحاول التمسك بالفضيلة أو يدعوا أليها؟!
ولمثل تلك النسوة أقول:
إذا كان التقدم والرقي من وجهة نظركن يتحدد بالكم المعرى من أجسادكن، فلماذا لا تحاولن اجتياز تقدم الأمم التي تقلدونها في ملبسكن؟! فتتخلين عن الثياب بالجملة؟! وتسرن عاريات في الشوارع والطرقات؟! وبذلك تكنَّ قد وصلتن إلى درجة من التقدم لن يصل إليها سواكن؟!
أما صويحبات الموضة والذوق الرفيع، فلماذا لا تتخلصن من المني جيب والميكروجيب؟! وتضعن أنتنَّ الموضة لغيركن؟! فتتحللين من التيير وتبقي السروال والسوتيان؟! فعند ذلك تكن قد غلبتن منْ تقتبسن منهن خطوط الموضة؟!
أما صديقات الرجعية فبحق أقول – يا ليتنا نعود إلى العصور الرجعية، فمرحبا بالفضيلة والأخلاق إذا كانت تسمى في عصركن العاري بالرجعية – وإذا كنا نحن نعيش في الرجعية فلماذا لا تفارقن الرجعية؟! ولا تجبرننا رغما عنا على النظرة الفُجائية؟! فكيف بنا نسير في الطرقات ملتزمين بغض البصر وطرقه أسفل؟! وأنت قد كشفت لنا سيقانك، التي تُشعر البعض منا بالغثيان؟! فإذا ما تفادينا أسفل، وتركنا السيقان ونظرنا إلى أعلى وجدنا الصدر المنحسر والأثداء التي انكشف جُلها في عرض قبيح لبضاعة قد كثُر تجمع الذباب عليها، فأصبح منظرها يُثير انقباض النفس؟!
وفي الختام إذا كنتي قد اكتفيت بالجزء الغالي عليك من جسدك فسترتيه، وتركت الرخيص مُعرى، فلماذا لا تتخلين عنه بالكلية، فتقطعي ذلك الجزء المعرى، وتُلقي به إلى الكلاب الضالة، التي اعتادت اللحم الخبيث؟!
أضرار التبرج:
من الأمور الثابتة في الشريعة الإسلامية أنها لا تُحرم شيء إلا إذا كان هذا التحريم نابع من حكمة بالغة لدرء ضرر قد يلحق بالمرء، تكشف عنه الأيام فيما بعد ولكن عدم التروي والعجلة إضافة إلى كم الكيد والغل والحقد للإسلام فذلك ما يدفع هؤلاء الحاقدون إلى قلب الحقائق وتبديلها حسب الأهواء، وهذا ما وضح في تحريم الخمر و لحم الخنزير وجماع الزوجة في فترة الحيض فكل هذه الأشياء التي حرمها الإسلام، والتي كشف العلم الحديث عن ضررها على صحة الإنسان، وعلى نفس النسق جاء العلم ليكشف أضرار التبرج والسفور على المرأة، ولكن قبل الخوض في ذلك تعالوا نرى هذا الحديث للنبي – صلى الله عليه وسلم -
من أدلة تحريم التبرج ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (( صنفان من أهل النار ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد مسيرة كذا وكذا )) (8) رواه مسلم في صحيحه جـ6 (ص 168)
وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الثياب وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ووعيد لمنْ فعل ذلك بحرمان الجنة .
وقوله ( لم أرهما ) أي في حياته وهذا الحديث من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- حيث وجدت النساء الكاسيات بما عليهن من ثياب قصيرة العاريات بما ظهر من أجسادهن ، ووجدت النساء الكاسيات بما عليهن من ثياب وحمر شفافة لا تستر ما تحتها فهن عاريات بما يظهر من أجسادهن من وراء تلك الثياب ، وشبيه بالعري بل قد يكون أبلغ منه في الفتنة لبس الثوب الضيق الذي يظهر مفاتن المرأة ومغازلها
ومعنى ( مائلات ) قيل عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه و (مميلات ) يُعلمن غيرهن فعلهن المذموم . وقيل : (مائلات) يمتشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا و(مميلات) يمشطن غيرهن تلك المشطة( ) (رؤوسهن كأسنمة البخت) أي يُكَبرنها ويعظمنها بلف عصابة أو نحوها كما هي حال كثير من النساء اليوم اللاتي يجمعن شعر رؤوسهن فوق هاماتهن أو في مقدمة رؤوسهن إلى غير ذلك نعوذ بالله من سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن
والآن تعالين نرى ما أثبتته البحوث العلمية الحديثة أن تبرج المرأة وعريها يعد وبالا عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللآتي يلبسن الملابس القصيرة
فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية : أن السرطان الخبيث الميلانوما الخبيثة والذي كان من أندر أنواع السرطان أصبح الآن في تزايد وأن عدد الإصابات في الفتيات في مقتبل العمر يتضاعف حاليا حيث يصبن به في أرجلهن وأن السبب الرئيسي لشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تعرض جسد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مر السنة ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه .. وقد ناشدت المجلة أطباء الأوبئة أن يشاركوا في جمع المعلومات عن هذا المرض وكأنه يقترب من كونه وباء إن ذلك يذكرنا بقوله تعالى : (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (9) الأنفال 32.
لقد حل العذاب الأليم أو جزء منه في صورة السرطان الخبيث الذي هو أخبث أنواع السرطان..وهذا المرض ينتج عن تعرض الجسم لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية فترات طويلة وهو ما توفره الملابس القصيرة أو ملابس البحر على الشواطئ ويلاحظ أنه يصيب كافة الأجساد وبنسب متفاوتة ويظهر أولا كبقعة صغيرة سوداء وقد تكون متناهية الصغر وغالبا في القدم أو الساق وأحيانا بالعين ثم يبدأ بالانتشار في كل مكان واتجاه مع أنه يزيد وينمو في مكان ظهوره الأول فيهاجم العقد الليمفاوية بأعلى الفخذ ويغزو الدم ويستقر في الكبد ويدمرها ..
وقد يستقر في كافة الأعضاء ومنها العظام والأحشاء بما فيها الكليتان ولربما يعقب غزو الكليتين البول الأسود نتيجة لتهتك الكلى بالسرطان الخبيث الغازي .. وقد ينتقل للجنين في بطن أمة ولا يمهل هذا المرض صاحبة طويلا كما لا يمثل العلاج بالجراحة فرصة للنجاة كباقي أنواع السرطان حيث لا يستجيب هذا النوع من السرطان للعلاج بجلسات الأشعة من هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامي في ارتداء المرأة للزى المحتشم الذي يستر جسدها بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة مع السماح لها بكشف الوجه واليدين فلقد صار واضحا أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض فضلا عن عذاب الآخرة ؛ ثم هل بعد تأييد نظريات العلم الحديث لما سبق أن قرره الشرع الحكيم من حجج يحتج بها لسفور المرأة وتبرجها ؟؟(10) من أضرار التبرج ...السرطان : منتديات عيون العرب - ملتقى العالم العربي: الأقسام العامة:
من فضائل الحجاب للشيخ بكر بن أبي زيد
فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها :
أولا: حفظ العرض : الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد .
ثانيا: طهارة القلوب : الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات . وصدق الله - سبحانه - { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن }.
ثالثا: مكارم الأخلاق : الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفالة والفساد .
رابعا : علامة على العفيفات : الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين }، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء . ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عند الحجاج قوله :
يخمرن أطراف البنان من التقى ---- يخرجن جنح الليل معتجرات
قال الحجاج : وهكذا المرأة الحرة المسلمة .
خامسا : قطع الأطماع والخواطر الشيطانية : الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإدباب قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات الشيطانية . ولبعضهم : حور حرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام.
 سادسا: حفظ الحياء : وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، قال عنتره العبسي :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل . وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء.
سابعا : الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.
ثامنا: الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ. تاسعا : المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى : { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير } (11) سورةالأعراف / 26).
قال عبد الرحمن بن أسلم - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية : يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى . وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) رواه أبو داود وغيره. فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين.
عاشرا : حفظ الغيرة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق