الأحد، 22 يوليو 2012

ثانيا: احترام الإسلام لفكر وعقل المرأة: الباب الثالث: الإسلام والمرأة


الباب الثالث: الإسلام والمرأة
ثانيا: احترام الإسلام لفكر وعقل المرأة:
 لقد قدر الإسلام فكر وعقل المرأة، ضمن سلسلة التكريم، التي خص بها الإسلام المرأة، منذ أن جاء إلى المعمورة، فكما كرم الإسلام المرأة إنسانيا وأدبيا وماديا، كذلك كرمها فكريا وعقليا، وإليك عزيزتي نسوق بعض الأمثلة الدالة على تكريم الإسلام لفكر وعقل المرأة:
(1) أسماء بنت يزيد:
خير نساء الأنصار من بني الأشهل، وقد لُقبت بأنها سفيرة النساء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتعالين نستمع إلى حوارها مع الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – لنكشف سويا كيف احترم الإسلام فكر وعقل ورأي المرأة، بل أحاطها بالتكريم من كل جانب.

دخلت السيدة/ أسماء على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في ملأ من أصحابه، فقالت له: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، لقد بعثك الله – عز وجل – إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وأنكم يا معشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات وعيادة المريض، وشهود الجنازات، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك كله الجهاد في سبيل الله، وأن الرجل إذا خرج حاجا أو مجاهدا أو معتمرا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا أولادكم، فبما نُشارككم في هذا الخير والأجر؟! 
فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم – بوجهه كله إلى أصحابه، وقال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟!
فقالوا: يا رسول الله ما ظننا امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟!
 فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المرأة وقال: افهمي أيتها المرأة، وأعلمي منْ خلفك من النساء، أن حُسن تبعُل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، وإتباعها موافقته يعدل ذلك كله. (1) الجامع الكبير ج 2/ 719 – والاستيعاب لابن عبد البر   ج 4 / 1788
(2) خولة بنت ثعلبة:

زوجة أوس بن الصامت، وكان رجل شديد العصبية، بلغ به الغضب يوما، أن أغلظ لها القول، بأن قال لها: أنت عليَّ كظهر أمي، ثم غاب عنها ساعة وعاد يريدها لنفسه.
فقالت له: لا – والله – لا تقربني حتى يحكم الله ورسوله فيَّ بعد الذي فلته، وكان الظهار متبعا لديهم في الجاهلية، وتحرُم المرأة بموجبه، ولا مجال للصلح بينهما.
 وذهبت السيدة/ خولة إلى الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وهي في حيرة من أمرها، وأمر عيالها، فإن تركتهم لأبيهم ضاعوا، وإن أخذتهم جاعوا، فما العمل؟!  فشكت حالها إلى الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قائلة: ((( يا رسول الله أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا ما كبُرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني، عيالي إن تركتهم ضاعوا، وإن أخذتهم جاعوا،  أما من مخرج ؟! أما من حل ؟! 
فيقول لها – صلى الله عليه وسلم – ما أرى إلا إنك قد حُرمت عليه. )))
 ولكنها لم تقتنع بذلك، وترغب في مخرج يجمعها مع زوجها، فخرجت حزينة وهي تردد: - اللهم – إني أشكو إليك.
فأجاب الحق – تبارك وتعالى – السيدة/ خولة إلى طلبها، وجعل قصتها قصة خالدة على مر الأيام، فأنزل فيها قرآنا يرددها على مر الأزمان، في سورة سُميت باسمها ألا وهي سورة – المجادلة – حيث قال تعالى: ((( : (((قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ(1)ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَٰتُهُمْ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔى وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًۭا مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُورًۭا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌۭ (2) وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا۟ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًۭا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ۗ وَلِلْكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ(4) ))) (2) سورة المجادلة – 1 : 4 –
وبعد نزول القرآن
(أمرها الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن تأمر زوجها بعتق رقبة، فقالت: يا رسول الله: ليس عنده ما يعتق به رقبة، قال: إذن فمرية أن يصوم شهرين متتابعين، قالت: لا يقوى على الصيام، قال: فمرية أن يُطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت: من أين يُطعم ستين مسكينا؟!
فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – سوف أعينه بعرق من تمر، فقالت: وأنا يا رسول الله أُعينه بعرق آخر، فقال: أحسنت وأصبت يا خولة، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيراً)
(3) الشفاء بنت عبد الله:
 صحابية جليلة لها عقل رشيد، ورأي سديد، فتعالين نرى كيف كانت قصة تلك الصحابية مع منْ؟! مع الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ؟!
يروي لنا التاريخ:
أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ركب المنبر، ثم قال: أيها الناس، ما إكثاركم في صداق النساء؟! وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه والصدَّقات فيما بينهم أربعمائة درهم، فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة – لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن رجل زاد في صداق امرأة على أربعمائة درهم، ثم نزل من على المنبر، فاعترضت طريقة تلك الصحابية، وقالت: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم، قال: نعم – قالت: أما سمعت ما أنزل الله – في القرآن؟! قال: وأي ذلك ؟! فقالت: أما سمعت الله يقول: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍۢ مَّكَانَ زَوْجٍۢ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَىٰهُنَّ قِنطَارًۭا فَلَا تَأْخُذُوا۟ مِنْهُ شَيْـًٔا ۚ أَتَأْخُذُونَهُۥ بُهْتَٰنًۭا وَإِثْمًۭا مُّبِينًۭا) (3) سورة النساء – 20 –
 فقال: اللهم غفرا، كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع فركب المنبر، وقال: إني كنت نهيت أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم، فمنْ شاء أن يُعطي من ماله ما أحب فليفعل) (4) تفسير ابن كثير: ج 1 / 442
 هل رأيتن ديناً يعتني بفكر وعقل ورأي المرأة مثلما فعل ويفعل الدين الإسلامي ؟! أعتقد أن ذلك أمر يدخل في إطار المستحيل سواء في الماضي البعيد أو في الحاضر القريب، فاحترام عقل وإنسانية المرأة، لم يعرفه أي دين غير الإسلام حتى في العصر الحاضر، وخير دليل على ذلك ما حدث في سويسرا سنة 1966 م حيث جرى استفتاء هناك يدور حول: هل تُمنح المرأة حق العضوية في الانتخابات ؟! أو تُحرم منه ؟! وأسفر الاستفتاء عن حرمانها من ذلك الحق.

هناك تعليق واحد:

  1. http://www.assayyarat.com/
    thank you



    جزاك الله خير
    http://www.mawahib.net

    ردحذف