الباب الثاني: مكانة ومنزلة المرأة في العصور التاريخية المختلفة


                                                       الباب الثاني
    مكانة المرأة في العصور التاريخية المختلفة
·       المرأة في العصر الفرعوني.
·       المرأة في بابل وآشور في العراق.
·       المرأة في بلاد الهند.
·       المرأة في بلاد الصين.
·       المرأة في اليابان.
·       المرأة في روسيا في العصور الوسطى.
·       المرأة في بلاد فارس.
·       المراة في الدولة الرومانية.
·       المرأة في بلاد اليونان.
·       المرأة عند اليهود.
·       المرأة في المسيحية.
·       المرأة في العصور الوسطى.
·       المرأة في شبة الجزيرة العربية.

ولنبدأ الآن في العرض في شئ من التفصيل:

****************************************



المرأة في العصر الفرعوني:

من أقوال قدماء المصريين:
·       إذا كنت عاقلا مدبرا منزلك، حب زوجتك التي هي شريكتك في حياتك، وقم لها بالمئونة، لتُحسن لك المعونة، واحضر لها الطبيب، وادخل عليها السرور، ولا تكن شديدا معها، إذ باللين تمتلك قلبها، وأد مطالبها الحقة، يدُم معها صفاؤك، ويستمر هناؤك.
·       إذا كانت زوجتك كاملة مدبرة، فلا تعاملها بالخشونة والغلظة، وراقب أطوارها، لتكشف أحوالها، ولا تُسرع معها في الغضب، لئلا تزرع شجرة الشقاق، والنزاع في بيتك، فتكون ثمرتها التنغيص، فإن كثيرا من الناس يضعون أساس الخراب في بيوتهم لجهلهم حقوق المرأة.
·       المرأة العاقلة تُسعد زوجها، والمرأة الشريرة تجعله دائماً فقيراً.
رعمسيس الثالث مع حورس وست
ومن أقوال رعمسيس الثالث ملك مصر:
جعلت المرأة في عهدي تذهب حيث شاءت دون أن يعترض لها أحد في الطريق.
وقالت إحدى فتيات مصر القديمة مخاطبة حبيبها:
أتمنى يا حبيبي أن أكون زوجتك، وربة بيتك، وأمينة أموالك، ويلتف ساعدي بساعدك، ونتنزه معا فرحين سعيدين، ويخالج قلبي وهو يخفق في صدري كلمات الحب.(0) الحب والزواج: القمص بولس ص 201: 204

من تلك الأقوال يستبين لنا حجم الحقوق التي حظيت بها المرأة، والتي أعطتها لها الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت حقوقها قريبة من حقوق الرجل، فكان لها:
·       حق الميراث.
·       حق الخروج إلى الأسواق.
·       حق مزاولة كافة أنواع التجارة.
·       حق الملكية الخاصة.
·       حق تولي أمور أسرتها في غياب زوجها.
·       وكانت المصرية القديمة قادرة على إجراء كافة التصرفات القانونية دون إذن وليها سواء كان والدها أو زوجها، إذا كانت متزوجة.
·       وكانت كاملة الأهلية: لها الحق في اختيار منْ تشاء زوجا لها، فلا تُكره على الزواج دون رغبتها.(1) الزواج والطلاق في جميع الأديان والعصور: الشيخ/ المراغي ص 
500

·       كما كانت محبوبة من زوجها، وتلقب  بنت بر  أي ربة المنزل، وكان حكماء المصريون يوجهون النصائح للرجل ليعامل زوجته معاملة كريمة، ويُحسن عشرتها،ومن هذه النصائح:
§       كن لين العريكة مع زوجتك، وعملها بالعدل والإحسان والرحمة.
§       ولا تدع نشوة القوة تستبد بك في معاملتك إياها، فاللين أفعل في قلوب النساء من السحر.
§       واغمر زوجتك بالحنان والعطف، وأسبغ على حياتها شمس حمايتك القوية.

وقال حكيم آخر:  لا تكن فظا غليظ القلب في معاملة زوجتك.
 بتاح حتب الحكيم المصري المشهور
ومن أقوال بتاح حتب الحكيم المصري المشهور: أحب زوجتك، وأشبع بطنها، واكس ظهرها، واشرح صدرها طوال حياتها معك.(2) المرأة في جميع العصور: محمد عبد المقصود ص 16
 
وكانت تؤول للمرأة المصرية أموال زوجها بمقتضى عقد الزواج وشروطه، فكان الزوج يدفع مهراً لزوجته، ويُشترط في عقد الزواج أنه إذا تزوج بغيرها في حياتها، أو أبغضها أعطاها مبلغا من المال زيادة على المهر، وصارت جميع أمواله الحاضرة والمستقبلية تأميناً لها، كما كانت المرأة تتعهد لزوجها، إذا أبغضته أو أحبت غيره، أن ترد له مهره وان تتنازل عن جميع حقوقها.
وكانت أموال الزوج تؤول لزوجته بمقدار الثلثين، وهو نصيب المرأة في الأموال المشتركة بينهما،

وكانت الأم ترث في أموال ابنها حال حياة الزوج، وكانت تتمتع بالسماواة الكاملة مثل الرجل في الإرث، وذلك في العهود المستقرة.(3) محمد عبد المقصود: مرجع سابق ص 17.
 وكان المصريون حريصون على تعليم الفتيات الصغيرات العقائد الدينية، وآداب السلوك، ولم يكن من الغريب أن تتولى المرأة في مصر الفرعونية أرفع المناصب مثل: القاضيات، والكاهنات، والملكات، ومن النساء الآتي تولين منصب الملكة في مصر الفرعونية:
 مرتين بنت:
حكمت مصر في أواخر الأسرة الأولى بعد اضطرا بات سادة البلاد، وأعادت الأمن والنظام لمصر.
 الملكة خنت كاوس
خنت كاوس:
لقبت بملكة مصر العليا والسفلى وهي من الأسرة الرابعة.
 الملكة سبك نفرو
سبك نفرو:
حكمت ثلاث سنوات وعشرة أشهر وهي من الأسرة الثانية عشرة.
حتشبسوت
حتشبسوت:
أشهر ملكات مصر وهي من الأسرة الثامنة عشر، وحكمت مصر 21 سنة.
 تـــــي
تـــــي:
زوجة الملك أمنحتب الثالث حاولت التوفيق بين ابنها اخناتون وكهنة معبد آمون.(4) محمد عبد المقصود مرجع سابق ص 18
من ذلك العرض ندرك كم الحقوق الشرعية، التي كانت تحظى بها المرأة في كنف مصر الفرعونية، فقد نالت جميع حقوقها، ولا نبالغ أنها قد حازت من الحقوق والحفاوة، ما لم تحصل عليه المرأة في العديد من دول العالم المتحضر الآن.

وإذا كانت المرأة في مصر الفرعونية قد حصلت على هذه الحقوق، إلا أن هذه الحقوق كانت مرهونة بمدى استقرار أو اضطراب الدولة،  فكان يصيبها القلق والاضطراب مع اضطراب
الدولة، وتعود إليها حقوقها مع عودة الاستقرار إلى الدولة.
فعندما غزت الجيوش الأجنبية مصر أخذ مركز الرجل يقوى تدريجيا على حساب مركز المرأة، وأخذت المرأة تفقد بعض حقوقها مثل استئذانها لزوجها في التصرف فيما تملك، كما أصبح لأبنها الأكبر شبة ولاية عليها بعد موت أبيه وهو ما عُرف بامتياز الابن الأكبر، كما حُرمت المرأة من حق الإرث.(5) المرأة عبر التاريخ: حسن محمد جوهر ص 22


*********************************************************************************






(3) المرأة في بابل وأشور بالعراق:

لقد كان وضع المرأة في بابل وأشور يدعو إلى الرثاء لحالها، وما يجري لها، فقد ضاعت من أغلب حقوقها، حيث كانت في عداد الماشية المملوكة، كما فقدت الكثير من آدميتها وكرامتها، فقد كانت ذات وضع مُهين ومُشين، فقد كان من حق الزوج:
·       أن يُرهن زوجته لدى دائنة مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات وفاءاً لدينه.
·        كما كان من حقه أن يبيع زوجته أو يردها لبيت أهلها دون أي تعويض إذا ثبتت خيانتها لزوجها، أو أن يستبقيها كجارية عنده (1) فلسفة وتاريخ النظم الاجتماعية والقانونية د/ محمود السقا ص 392
وفي شريعة حمورابي التي اشتهرت بها بلاد بابل: كانت المرأة تُحسب في عداد الماشية المملوكة ، وكانت هذه الشريعة تفرض على من} قتل بنتا لرجل آخر، أن يُسلمه ابنته ليقتلها، أو يملكها إذا شاء أن يعفو عنها (2) المرآة في القرآن: عباس العقاد ص 48
ومن الأشياء التي كانت منتشرة لدى البابليين والآشوريين، أن الوالدين ليس لهما الحق في تزويج بناتهم، كما ليس من حق البنت أن تنكح منْ تشاء، ولكن الأمر في ذلك كان للكُهان، اللذين يجتمع عندهم العذارى البالغات سنوياً، وهم يبيعونهن في الأسواق بالمزاد العلني، وعلى ولي الأمر أن يرد الثمن إذا وقع الخلاف بينها وبين سيدها المشتري، أو زوجها الراغب عنها.
وكان على المرأة أن تذهب مرة في العمر إلى هيكل ميليتا ربة الجمال، لتهب نفسها لأجنبي يقع عليها، وتقعد النساء صفوف في ذلك المكان حتى يدخل الرجل، ويختار من هن منْ يشاء، فتسير وراءه، حتى لو كان دميما قبيح الخلقة، ليس لها الخروج من الهيكل حتى تقوم بتلك الفريضة المُحتمة عليها، ولها الويل إن كانت قبيحة، فإنها تمكث زمناً طويلاً قبل أن يرغب فيها أحد (3) أستاذ المرأة: محمد سالم البيجاتي ص 15
ومن ضمن ما جاء في شريعة حمورابي:
·       أن المرأة ليس لها حق ميراث زوجها بعد موته.
·       وكان الطلاق سهلا على الرجل لأتفه الأسباب.
·       أما إذا كانت المرأة ناشزا مهملة لشئون بيتها، وتربية أولادها، فإنها تستحق أن تُلقى في الماء.

·       وكانت الإناث في تلك الشريعة لا يرثن آبائهن، ولم يكن لهن نصيب معلوم في تركتهم، وذلك لأن التركة كانت للذكور وحدهم، على اعتبار أنهم امتداد لشخصية آبائهم، وعلل الشُراح لك بأن الدوطة التي كانت تُعطى للبنت عند زواجها، كانت تعوضها عن حرمانها من حق الإرث في أموال أبيها.

***************************************


(4) المرأة في بلاد الهند:
·       لم تعرف المرأة الهندية حقا مستقلا عن أبيها أو زوجها أو أولادها، وذلك في ظل شريعة
مانو، التي كانت تحكم الأمور في بلاد الهند، فإذا انقطع هؤلاء جميعا ( الأب، والزوج و الأبناء) وجب على المرأة أن تنتمي لرجل من أقارب زوجها في النسب، فلا تستقل بأمر نفسها في أية حالة من الأحوال ( بنت أو زوجه أو أم أو أرملة) كما أن حقها في الحياة يُسلب بمجرد موت زوجها، فيجب عليها أن تُحرق مع جسد زوجها الميت على موقد واحد، ولقد ظلت تلك العادة البغيضة منذ وجود الحضارة البرهمية حتى القرن السابع عشر، ثم أُلغيت بعد ذلك على مضض من أصحاب الشعائر الدينية، ولكن كان عليها أن تحرق شعر رأسها، وتقيم في غرفة خلف المنزل، لا تخالط أحداً، ولا تتزين، أو تعتني بنفسها، فالمرأة في ظل تلك الشريعة قد تبوأت منزلة تعسة، بل إن مانو كان يعتبرها جسداً يوشك ألا يكون لها روح.
فقد كانت المرأة متاعا فحسب، جسداً لا اعتراف بحقوقه، ولا اعتداد بروحه ونفسه ووجدانه، وكانت لا تستطيع أن تهجر زوجها في أية حالة حتى ولو أُصيب بالجنون، أو الشلل، ومن الغريب أن تعاليم مانو كانت تعتبر المرأة نجساً يجب التحرز منه (1) الدين وقوانين الأحوال الشخصية: المستشار على منصور ص 47
·       ولم يكن وضع المرأة في شريعة بوذا بأفضل بكثير من وضعها في شريعة مانو، حيث يؤخذ
على بوذا رفضه قبول أو دخول النساء في دينه أو شريعته، ثم قبوله لهن بعد ذلك في كثير من التردد والخوف، فضلا عن انه كان يرى في المرأة خطر كبير على نظامه أو دينه، ومن ثمة إمكان إخراجهن منه، وذلك تفريق قاس ما بين المرأة والرجل، وحيلولة بين المرأة وهي الأم والزوجة والأخت والبنت وبين النور إن كانت البوذية نوراً.
ويمكننا أن نستخلص رأي بوذا في المرأة، من خلال ذلك الحوار، الذي دار بين بوذا وبين ابن عمه وصفيه آنندا حيث نجده يسأل بوذا عن بعض الأمور الخاصة بالنساء:
آنندا: كيف نعامل النساء أيها السيد ؟!
بوذا: لا تنظر إليهن .!
آنندا: ولكن إذا اضطررنا للنظر إليهن.!
بوذا: لا تخاطبهن.!
آنندا: ولكن إذا خاطبننا ؟!
بوذا: إذن كن على حذر تام منهن.!
ومن أقواله لآنندا الذي كان من أنصار المرأة: لو لم نضم المرأة لدام النظام طويلاً، أما الآن بعد دخول المرأة بيننا، فلا أراه يدوم طويلاً (2) مقارنة الأديان د/أحمد شلبي ج 4 ص 180
ومن أقوال بوذا أيضا:
خير للإنسان العاقل أن يقع بين فكي نمر مفترس أو تحت سيف الجلاد من أن يُساكن امرأة ويحرك من نفسه الشهوة.
·       كما كانت التقاليد الهندية تحرم المرأة من الميراث، فعندما كان يموت أبوها قبل زواجها، أو
يموت زوجها، كانت تعيش عالة على ذويها - - - ويقول مانو في ذلك الشأن: ثلاثة لا يجوز أن يملكوا شيئاً: الزوجة والابن والعبد - - - فكل ما يكسبه هؤلاء يكن ملكاً لسيد الأسرة (3) قصة الحضارة: ول ديورانت ج1 الجزء 3 ص 180
فلقد كانت المرأة في الشريعة الهندية منحطة، لا تُعد شيئاً مذكوراً، فهي عبدة الرجل، ولا يجوز لها أن تكلمه إلا باحترام زائد، ولا أن تؤاكله على مائدة، بل لا يجوز أن تتلفظ باسمه، وبلغ من الإفراط في امتهانها أنهم صاروا يحتقرون الرجل الذي يحادث زوجته محادثة عائلية، وظلت المرأة الهندية مستسلمة لتلك العادة، ومطيعة لذلك التشريع حتى أنها كانت تحترق بالنار مع زوجها، الذي يُحرق بعد موته، ومنذ قرابة المائتين عام: مات أميران هنديان لأحد هما سبعة عشرة زوجة، وللآخر ثلاث عشرة فقدمن أنفسهن جميعاً للنار إلا واحدة كانت حاملا، ولما وضعت جنينها
التحقت بصواحبها في النار في الدنيا والآخرة (4) أستاذ المرأة: محمد سالم البيجاتي ص 16
·       ويقول مانو: إن الزوجة الوفية ينبغي أن تخدم سيدها ( زوجها ) كما لو كان إلهاً، ولا تأتي
بشئ يؤلمه مهما كانت حالته، حتى وإن خلا من الفضائل.
·       وفي الشريعة الهندية يحق للرجل أن يطلق زوجته لخانتها الزوجية، ولكن الزوجة لا تستطيع
أن تحصل على الطلاق برغبتها، مهما كانت أسبابها في ذلك، كما أن في مقدور الزوج أن يتزوج على زوجته، إذا ما شربت الخمر أو مرضت، أو شقت عليه عصا الطاعة، أو كانت مسرفة أو مشاكسة.
·       وتشبه البروفيسورة انديرا في كتابها  وضع المرأة في مها بهارتا -: تشبه المرأة بالسيف
الحاد، إنها تُولد النيران، ومن أجل هذه الخصائص على الر جل ألا يحبها، ولا يعشقها أبداً، كما يجب على المرأة الهندية أن تخاطب زوجها في خشوع وخضوع وهي تردد: يا مولاي ويا سيدي و يا إلهي. (5) المرأة في التصور الإسلامي: عبد المتعال الجبري ص 142
·       ومن أقوال الزعيم: نهرو فيما يتعلق بالمرأة: منْ يصادق الثعبان فليملأ داره بالترياق.
·       وخير دليل على المكانة الهابطة التي وصلت إليها المرأة في الهند، تلك الكلمات التي جاءت
على لسان إحدى الهنديات حيث تقول: إذا جئت لزيارتنا مع زوجتك، فإنني لا أستطيع أن أقابلك، بل سيقابلك زوجي وحده، ولا يمكن لزوجي أن يقابل زوجتك، وسنبقى أنا وزوجتك في غرفة خاصة خلفية مغلقة، أما حال الأرامل عندنا، فتعيس للغاية، فهي لا يجوز لها أن تأكل من الطبق الذي نأكل فيه نحن، وينبغي أن تطبخ طعامها بنفسها، ومن المحرم عليها أكل اللحوم، أو الجبنة، أو ما إلى ذلك من الأطعمة الشهية الدسمة التي لا تحتاج إليها الأرامل.
·       وفي بعض قبائل الهنود تتلخص مراسم الزواج في أن يذهب العريس، ويأتي بالعروسة إلى
الغابة قبل غروب الشمس، وهناك يتقدم في صحبة شاهدين، ثم يشد الفتاة إلى جزع شجرة، ثم يشرع في إجراء ما عُرف عند أهل القبيلة بعملية التطهير، فيتناول صوتاً ويلهب به بدن الفتاة، فتصرخ وتئن، وإذ ذاك يُقبل جمع من السحرة، ويرقصون قصاً وحشياً، يتخلله هتاف مزعج يصم الآذان وخلال ذلك يُسرع أحد الشهود ويشعل النار عند قدمي الفتاة في كومة من الحشائش والحطب، فتتلوى المسكينة وتصيح، وتضرب الهواء بقبضتها، ولا يُحل رباطها إلا بعد أن تكون قد فقدت رشدها، وأُصيبت بإغماء، حينئذ يهلل السحرة، معتقدين أن الأرواح الشريرة قد خرجت منها، وأن الضرب والرقص والنار قد تغلبت على هذه الأرواح (6) الحب والزواج: القس بولس باسيلي ص 322.
·       ومن العادات المقيتة في الهندوسية التبكير في الزواج، فقد كان الأطفال يُعقد لهم بالزواج
وهم يحُبْون، وإذا مات الولد  وكثيراً ما كان يموت الصبيان  ترملت زوجته وأمضت حياتها أرملة حزينة عليه، وكثيراً ما كانت الزوجة تُلقي بنفسها في النار لتحرق نفسها بنفس النار التي أُشعلت ليحرق بها جسد زوجها الميت.
·       وخير ما نختتم به حديثنا عن وضع ومكانة ومنزلة المرأة في بلاد الهند نماذج من الفقه
الهندوسي نستمدها من كتاب ( منو دهرما ساسترا) ( manu dbrama sastra ) وهو كتاب يحتوي على الشرائع التي يحرص الهندوس على تطبيقها ومن ذلك فيما يخص المرأة:
§       تعيش المرأة وليس لها خيار سواء كانت بنتاً صغيرة أو شابة أو عجوزة، فالبنت في
خيار أبيها، والمتزوجة في خيار بعلها، والأرملة في خيار أبنائها، وليس لها أن تستقل أبداً.
§       على المرأة أن ترضى بمنْ ارتضاه لها والدها بعلا، فتخدمه طوال حياته، ولا تفكر في
رجل آخر بعد وفاته، بل عليها حينئذ أن تهجر ما تشتهيه من الأكل اللذيذ، واللبس الحسن، بل والزينة كلها، وتعيش أرملة إلى آخر عمرها.
§       وإن وجدت زوجها لا يعتني بها ويحب امرأة خيرها، فلا تحقد عليه، ولا تُقصر في
خدمته، ونيل مرضاته، فقد نيطت جنة المرأة برضاء بعلها، فلا تفعل شئ لا يرضاه بعلها.
§       الأوفق أن تشهد النساء للنساء والرجال للرجال وشهادة النساء وإن كنَّ نزيهات لا
يُقام لها كبير وزن، لأن عقولهن لا توازن فيها.
§       لتعلم المرأة أن عظمتها منوطة بعظمة زوجها، وإذا ابتلي أحد بزوجة شريرة خداعة
قاسية القلب فله أن يطلقها ويطردها من بيته.

ذلك هو وضع ومكانة المرأة في بلاد الهند تلك المكانة الشأنة والتي وصلت إليها في ظل عقائدهم الدينية وتقاليدهم الموروثة.

***************************************************************************



(5) مكانة المرأة في بلاد الصين:
 لقد كانت المرأة الصينية تحتل المنزلة الدُنيا في المجتمع الصيني، مجرد وجود بنت في الأسرة، يُعد بمثابة نذير ُشئوم لتلك الأسرة، لدرجة جعلت تلك الأُسر تتخلص من بناتها من خلال تركهن في الحقول ليقضي عليهن الصقيع، أو الحيوانات الضالة أو المفترسة، فالبنت الصينية كانت تمثل عبئا ثقيلا على أبيها، نظراً لكونه يقوم بتربيتها، ثم يُرسلها إلى بيت زوجها، لتعمل فيه دون أن يناله منها شئ، فلقد كانت النظرة إلى الفتاة أو البنت الصينية، يشُوبها الكثير من الذل والاحتقار، لدرجة جعلت الصينيون يهمون بتقديم قطع من الطين المجفف إلى الأب الذي تُولد له بنت، وذلك في إشارة إلى أن الطين المجفف كالنساء، لا يثبُت على مر الأزمان، وسرعان ما يُستهدف لعبث الرياح (1) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 324
وعن مكانة المرأة في بلاد الصين كتبت السيدة: بان هو تقول: نشغل نحن النساء آخر مكان في الجنس البشري، ونحن أضعف قسم من بني الإنسان، ويجب أن يكون من نصيبنا أحقر الأعمال (2) المرأة في جميع العصور والأديان: محمد عبد المقصود ص 53.
فلقد كانت الصينيون كالعرب في الجاهلية يكرهون البنات، وكان الأب إذا بُشر بمولدها، حملها فوراً إلى السوق بحثاً عمنْ يشتريها بأبخس الأثمان، فإذا لم يجد الشاري وهبها لأول عابر سبيل، أو أخذها إلى أي مكان مهجور وخنقها أو أغرقها أو وأدها وهي حية (3) المرأة والإسلام: غادة الخرساني: ص 22
هذا ولقد انتشرت عادة تكسيح البنات في بلاد الصين، وذلك للرغبة في جعلهن عديمات الحيلة، كما كانت المرأة تُسمى في كتب الصين القديمة بالمياه المؤلمة، التي تغسل المجتمع، أو تكنسه من السعادة والمال، فهي يشر يستبقيه الرجل بمحض إرادته، ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها، ولو بيعا كالرقيق، حتى كان بالصين حوالي ثلاثة ملايين جارية عام 937 (4) المرأة في التصور الإسلامي: عبد المتعال الجبري ص 142
ومن الأمور المألوفة في بعض شرائع الصين: أنه يجوز للرجل أن يجمع ما بين ثلاثين أو مائة زوجة في وقت واحد، وأفرط بعض الملوك حتى جمع في قصره نحو ثلاثين ألف جارية.
ومن أقوال مشرع الصين الأكبر كنفوشيوس: أن الرجل رئيس فعليه أن يأمر، والمرأة تابعة فعليها الطاعة، ومن المقتضى أن تكون أعمالهما مثل أعمال السماء والأرض متممة لبعضها، تعاونا على حفظ نظام الكون، والمرأة في المجتمع مديونة لزوجها بكل ما هي عليه. (5) أستاذ المرأة: محمد سالم البيجاتي ص 17
فلقد كان سلطان الأب مطلقاً في عهد كنفوشيوس، فكان في وسعه أن يبيع زوجته وأولاده، ليكونوا عبيداً، وكان الرجل يتناول طعامه بمفرده، لا يدعو إليه زوجته ولا أبناءه، وكان من حق الزوج أن يطلب من زوجته ألا تتزوج بعده، وكان يطلب منها أن تحرق نفسها عند موته تكريما له، وظلت حوادث حرق الزوجات تقع في الصين حتى القرن التاسع عشر.(6)قصة الحضارة: ول ديورانت ترجمة محمد بدران ج1 الجزء الرابع ص 266.
وفي الصين يُسمح بتعدد الزوجات، ولكن تظل الزوجة الثانية تحت سلطة الزوجة الأولى التي تكون وحدها الزوجة الشرعية، بل إن أبناء الزوجة الثانية، يكونون ملكاً للزوجة الثانية، ويسبق الاحتفال بليلة الزفاف ثلاثة أيام من الحزن والحداد، لأنهم ينظرون إلى زواج الأبناء كنذير بموت الآباء. ومن أصدق الأمثلة على مكانة ووضع المرأة في بلاد الصين ما يتغنى به فوشوان حيث يقول: آلا ما أتعس حظ المرأة، ليس في العالم كله شئ أقل قيمة منها، البنت لا يُسر أحد بمولدها، ولا تدخر الأسرة من ورائها شئ، ولا يبكيها أحد، إذا اختفت من منزلها، وتنحني وتركع مراراً بخطئها. (7) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 324.
فالصينية متزوجة أو عذراء  لا سيما الطبقة الممتازة  تعيش في عزلة أبدية، فالابنة منذ صباها تُعزل من شقائقها، والنساء عامة لا يخرجن من بيوتهن، ولا يستقبلن رجلا، ولذلك كانت المنازل تُقسم إلى: حرم للنساء، ودار للرجال منعاً للاختلاط، كما أن الصينيين حرموا المرأة من ميراث أبها وزجها، إلا ما يقدمونه لها في حياة أبيها قُبيل زواجها، وحتى في العقوبات فلقد ميزت شيعتهم الرجل عن المرأة، فقد جعلت له السيادة عليها، تلك كانت المنزلة والمكانة التي تبوأتها المرأة في بلاد الصين، وما أدناها من منزلة، وما أحقرها من مكانة.

*************************************



(6) المرأة اليابانية:

لم تكن المرأة اليابانية بأسعد حالاً من ذويها من بني جلدتها في ظل الديانات الوضعية القديمة، فهي دائماً مغلوبة على أمرها، مستسلمة لمصيرها المحتوم، دون تبرم أو ضجر، فالمرأة اليابانية كيان فاقد للشخصية، في اتخاذ القرار الملائم لحياتها، فالطاعة هي أظهر وأبرز سمات المرأة اليابانية، حتى عصرنا الحاضر، وكان تعليمها منذ القدم، يسير وفقاً لمبدأ الطاعات الثلاث: طاعتها لأبيها قبل الزواج، ولزوجها عندما تتزوج، ولابنها بعد موت زوجها، وهي لذلك تشب على أنها أقل شأناً من الرجل.(1) المرأة عبر التاريخ: حسن جوهر ص 79

فاليابانيون كغيرهم من الأمم السابقة: يعتبرون المرأة متاعاً من أمتعة الدنيا، يتصرف بها الرجل كيف يشاء، حتى أن شريعتهم سمحت للرجل أن يبيع الزوجة أو البنت، وقد لبثت هذه الشريعة معمولا بها إلى صدور نظام سنة 1875، الذي أُكمل في سنة 1896 فقضى على هذه العادة.

وكان من الحقوق التي هي دون البيع، أن الرجل والمرأة التي لا زوج لها، يؤجران البنت في المحلات العمومية، أو من أفراد مخصوصين لمدة معينة، فالبنت اليابانية مملوكة قبل الزواج لأبيها، وبعده لبعلها، وإذا مات الزوج تُصبح تحت الوصاية كالمرأة الهندية (2) أستاذ المرأة: محمد بن سالم البيجاتي ص 17

فلقد كانت سلطة الرجل مطلقة في التعامل مع أسرته، حيث كان من حقه أن يبيع بناته في سوق الرقيق، أو يجبرهن على الدعارة، من خلال بيعها لمنْ تخصصوا في مثل تلك التجارة، كما حُرمتْ المرأة المرأة اليابانية من الميراث، كما كانت سلطة الزوج مطلقة في التعامل مع زوجته، لدرجة تمكنه من تطليقها وهو بمأمن من كل عقاب، حتى ولو كان ذلك الطلاق لأسباب تافهة لا قيمة لها، كأن تكون الزوجة أسرفت في حديثها، أو لمجرد أنها رفعت صوتها، هذا كله وليس أمام الزوجة سوى الصبر والطاعة، حتى ولو كان زوجها وحشياً فاسد الطباع والأخلاق، فعليها الالتزام ليس بطاعته فقط، بل وتدليله أيضاً، ومن أسباب الطلاق المنتشرة في المجتمع الياباني، تطليق الزوجة لعقمها، أو عدم قدرتها على الإنجاب.

هذا ولم تحظى الفتاة اليابانية بأي نوع من الحماية لآدميتها أو إنسانيتها، منذ خروجها إلى الحياة، حيث يقوم الأب بإساءة التعامل معها في جميع أحوالها، علاوة على أنها لم تنل أي شيء من الاحترام على يد زوجها، حتى مجرد الحديث عنها، وإذا تحدث عنها، تكلم بعبارة تدل على مدى الامتهان الذي تعيش فيه، فقد كان الزوج إذا تحدث عن زوجته يردد: إنها الشيء الذي يسكن المكان الخلفي من المنزل.

ومن العادات التي توارثتها الأجيال في اليابان فيما يتعلق بالمرأة: أنهم كانوا يلبسون ملابس الحداد البيضاء عندما تتزوج الفتاة، نظراً لكونها ستُصبح خادمة في منزل حماتها، حيث يعيش الزوجان في بدء حياتهما في منزل أهل الزوج، وقديماً كانت الزوجة تُطرد من المنزل فور مخالفتها لأمر حماتها، ومن العادات القديمة التي كان معمولاً بها في اليابان، أن الزوجة إذا ما ترملتْ، فعليها لزاماً أن تظهر بمظهر البؤس، فتحلق شعر رأسها، وتلبس الملابس الكئيبة، ولذلك قيل: اليابان جنة الرجال (3) المرأة عبر التاريخ: حسن جوهر ص 80/81

***********************************************



(7) مكانة المرأة في المجتمع الروسي:
لم تكن للمرأة أي مكانة تُذكر في المجتمع الروسي في العصور الوسطي،فقد كانت تُعد شيئاً من متاع الرجل فقط، فلا كيان لها ولا مكانة، حتى حياتها كانت تفقدها بمجرد وفاة زوجها أو سيدها، فتُحرق يوم وفاته، وكان للرجل جاريتان: إحداهما تخدمه، وتغسل رأسه، وتصنع له طعامه، والأخرى ليطأها، وكانت الدعارة منتشرة في روسيا في ذلك الوقت، وكان الرجال يُعاشرن النساء جماعات أمام بعضهم البعض.
هذا ومن عادات الزواج العجيبة عند الروس، أنه في الاحتفال بالخطبة: يقوم أبو العروس بضربها بالسوط، ثم يُعطي السوط للعريس.
ومن العادات المنتشرة في جنوب روسيا: فلقد اعتاد شعب الموجيك ليلة
الزفاف، أن تُخلع العروس إحدى فردتًي حذاء العريس، الذي يكون قد
خبأ في إحداها – قبل ذهابه إلى حفل الزفاف – قطعة من النقود، فإذا كانت فردة الحذاء التي خلعتها العروس هي المحتوية على قطعة النقود، صار من واجب العريس بعد ذلك أن يخلع حذاءه بنفسه، أما إذا حدث العكس، فمعنى ذلك أن يُحكم على العروس أن تخلع حذاء زوجها بيديها طوال حياتهما.(1) الحب والزواج بولس باسيلي ص 325   

**********************************



(8) مكانة المرأة في بلاد فارس:
 بلاد فارس (إيران)

لم يكن حال المرأة في بلاد فارس بأفضل من حال غيرها في بقية البلدان في تلك الأزمنة. بل وصل بها الحال في هذه البلاد إلى حد احتجابها حتى عن محارمها كالأب والأخ والعم والخال فلا يحق لها أن ترى أحداً من الرجال إطلاقاً.يقول الدكتور محمود نجم آبادي في كتاب (الإسلام وتنظيم الأسرة): نلاحظ أن قوانين زرادشت، كانت جائرة وظالمة بحق المرأة، فإنها كانت تعاقبها أشد العقوبة إذا صدر عنها أقل خطأ، أو هفوة بعكس الرجل فإنها قد أطلقت له جميع الصلاحيات يسرح، ويمرح، وليس من رقيب عليه فهو له مطلق الحرية لأنه رجل ولكن الحساب والعقاب لا يكون إلا على المرأة!!!!  
زرادشت

ويقول أيضا: كان أتباع زرادشت يمقتون النساء، وحالما كانت تتجمع لدى الرجل براهين على عدم إخلاص الزوجة، كان لا مفر لها من الانتحار.وقد ظل هذا القانون سارياً حتى عهد الاكاديين، وفي عهد الساسانيين خفف هذا القانون، بحيث صارت المرأة تُسجن جزاء عدم إخلاصها أول مرة، و إذا كررت عملها صار لا مفر لها من الانتحار

شعار الديانة الزرادشتية
ويقول أيضا: بينما كان يحق للرجل من أتباع زرادشت أن يتزوج من امرأة غير زرادشتية فإنه لم يكن يحق للمرأة أن تتزوج من رجل غير زرادشتي وهذا القانون على المرأة فقط كما أسلفنا.
 زرادشت مع تلاميذه ومريدية
فلقد كان الفرس يقولون بأن المرأة من حقوق الرجل، وله قتلها، والحكم عليها بالموت، إذا بدا له ذلك، وهي عنده سلعة يتصرف فيها كيف يشاء، كما يتصرف بسائر ممتلكاته، لا حظ لها من التعليم، ولا يجوز خروجها من البيت، ولكنها تُخبأ فيه، وتُحجب كالأمتعة الخاصة بصاحب البيت (1) أستاذ المرأة: محمد بن سالم البيجاتي ص 15
 الفرس عبدة النار
فلقد كانت البنت في فارس غير مرغوب فيها، وكان على الرجل الذي يولد له طفل ذكر أن يقدم شكره لله بمراسيم دينية معينة، ويوزع الصدقات، أما إذا ولدت له بنتا، فلا يقدم مثل هذا القربان، وكانت البنت لا تملك حرية اختيار زوجها، الذي سيشاركها حياتها، فقد كان الأب يزوجها بمنْ شاء دون الرجوع إليها، كما كان في وسع الرجل أن ينازل عن زوجته، أو إحداهن إلى رجل آخر، قد وقع في الفقر بغير تقصير منه، وذلك ليستعين بعملها (2) المرأة في جميع العصور والأديان محمد عبد المقصود ص 37
 أحد المعابد المجوسية الزرادشتية في إيران.
فلقد كانت المرأة في بلاد فارس تعاني الانحطاط والذلة، نظرا لأن التقاليد القديمة كانت تهين المرأة، وتنظر إليها نظرة التعصب المذهبي الباطل، والتشاؤم بها، وقد كان الأفراد المتعصبين في الديانة الزردشتية يحقرون المرأة – وينتقصون من قدرها، ويعتقدون أنها سبب هياج الشرور، التي توجب العذاب والسخط لدى الإله، فالمرأة في مذهب فارس القديم، كانت تعيش تحت سلطة الزوج، الذي كان له حق التصرف في زوجته كيفما يشاء، كأنه يتصرف في جزء من ماله أو متاعه، هذا فضلا عن تعدد الزوجات التي كان منتشرا دون آية قيود أو شروط



***************************************************************************



(9) مكانة المرأة في بلاد اليونان
 بلاد اليونان قديما
لقد كانت المرأة عند اليونان الأقدمين، مسلوبة الحرية والمكانة، في كل ما يرجع إلى الحقوق الشرعية، وكانت تحل في المنازل الكبيرة محلا منفصلا عن الطريق، قليل النوافذ، محروس الأبواب، واشتهرت أندية الغواني في الحواضر اليونانية، نظرا لإهمال الزوجات، وأمهات البيوت، وندرة السماح لهن بمصاحبة الرجال في الأندية والمحافل المهذبة، وخلت مجالس الفلاسفة من جنس المرأة، ولم يشتهر منهن امرأة نابهة إلى جانب الشهيرات من الغواني، أو الجواري الطليقات (1) المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 48
 أثينا عاصمة اليونان وأكبر المدن
فالأثنيون من اليونان ينظرون إلى المرأة كمتاع، وربما يعرضونها في السوق للبيع فيبيعونها، وكان لك ضمن حقوق الزوج المألوفة لديهم، فضلا عن ذلك فقد كانوا يعتبرون النساء عامة رجس من عمل الشيطان، وعلى ذلك المبدأ كانوا يحرمونهن من حقوقهن الشرعية والإنسانية، كما كان قدماء اليونان يعتقدون: أن المصائب في الآمال، والفشل في نيل المطالب
 الجنس المغضوب عليه يصبح جزرة الله لاغواء عبيده  وحرمانهم من الجنة الموعودة
إنما يأتي من غضب الأصنام المعبودة لديهم، ولذلك فعند حلول أو نزول نكبة أو مصيبة أو فشل بالمجتمع كانوا يقدمون البنات قربانا لتلك الآلهة الباطلة، من أجل أن تدفع الضُر عنهم.

 هكذا كانت تعرض النساء في أسواق الرقيق
فقد روى التاريخ: أنه عندما وقع الخلاف بين اليونان وأهل تروا (أناطولية) واضطروا إلى الدخول في الحرب، وقاموا بإعداد قواهم، وسفنهم الحربية، ولكن الجو لم يساعد على حركة السفن، ومكثوا في الساحل منتظرين ثلاثة أشهر تقريبا، ولم يأتي فرج لهم حتى ضاقوا ذرعا، وشكوا حالهم إلى رئيس الكنيسة، وطلبوا منه معالجة الأزمة، فحكم بتقديم ابنة – أجا ممنون – إمبراطور اليونان في عهده قربانا إلى الآلهة(2) المرأة وحقوقها في الإسلام لمبشر الطرازي ص 9، 8

 تعدد الزوجات
كما كان اللاتينيون من اليونان يبيحون للرجل الزواج بمنُ شاء من الزوجات، دون تحديد للعدد، وفي أيام تغلب اليونان على مصر – زمان الملك فيلوباتور – منعت المرأة من التصرف في المال إلا بإذن زوجها، وصار كل شئ للرجل، ولا حق للمرأة في التملك، نظرا لآن الرجل هو مصدر الثروة، وصاحبها الأول، ومهما يكن لها من حق فهي عندهم دون الرجل.


فلم يكن من حق المرأة اليونانية مباشرة التصرفات القانونية، وكانت تخضع لنظام الوصاية أو القيامة الدائمة لأبيها قبل الزوج، ثم لزوجها بعد الزواج، ثم لابنها الأكبر بعد وفاة زوجها، كما كان من حق الزوج أن يختار من خلال وصيته وصيا أو قيما على زوجته، كما حُرمت المرأة اليونانية من الميراث، وكانت الدوطة اتلي تحصل عليها من أبيها قبل زواجها في مقابل ذلك الإرث، هذا بخلاف العُزلة التي كانت تعيش فيها المرأة بعيدا عن المجتمع كأنها من متاع المنزل.
ومن أبرز ما وصفت به المرأة على يد الفلاسفة اليونانيين، ما قاله:
·      يوستين – خطيب اليونان الشهير – حيث قال:
إننا نتخذ الزوجات ليلدن لنا الأبناء الشرعيين فقط
أرسطو
·      أرسطو:
§      المرأة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من الخلقة، وأن المرأة للرجل كالعبد للسيد، والعامل للعالم، والبربري لليوناني، وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة.
§      إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به
أفلاطون
·      أفلاطون فقد كان يرى في مدينته الفاضلة:
§      أن تكون النساء ذوات الأجسام السليمة الخاليات من العيوب البدنية متاعا مشاعا للرجال الأصحاء الأقوياء لإنجاب أطفال أصحاء.
§      كما كان يرى: أن المرأة رجس من عمل الشيطان، بعيدة عن رحمة الله، لحملها خطيئة أمها العليا حواء.(3) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 39، 38
·      كلوريتلوس:
لقد اندهش كلوريتلوس وهو احد المؤرخين الكبار في الحضارة الرومانية , اندهش من الرجال في الحضارة الإغريقية , كيف إنهم كانوا يشعرون بالعار إذا اصطحب الزوج زوجته إلى مأدبة طعام.
تعدد الأزواج
·      أما الطائفة الاسبرطية من اليونان:
§      فكانوا يمنعون الرجل من تعدد الزوجات، ولكنهم يسمحون للمرأة أن تتزوج بأزواجها متعددين كماء تشاء، فكن نساء اليونان من هذه الطائفة يزاولن هذه العادة المرذولة، ويُقبلن عليها بكل حرية، هذا وقد كانت معاملة المرأة في اسبرطة أكثر إنسانية منها في أثينا، فكانوا يمنحونها حق الإرث، وحق الظهور والحرية، وهذا ما كان أرسطو يعيبه عليهم، ويعزو سقوط اسبرطة واضمحلالها إلى هذا الإسراف في الحرية الممنوحة للمرأة في اسبرطة

§      وإن كانت هذه الحرية الممنوحة للمرأة في اسبرطة، ليست وليدة حق مكتسب لها، وإنما جاءت نتيجة اضطرارية لأن الرجال كانوا يعملون في القتال، ومشغولون به عن غيره، فكانوا يتركون ما عاداه لتصرف المرأة في غيبتهم ، الأمر الذي أفسح الطريق أمام المرأة للخروج للمجتمع المدني والتحرر من عزلتها (4) المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 50

 الشذوذ الجنسي
ولقد أدى تدهور وضع المرأة في اليونان، واحتقارها، وإهمال الرجال لها إلى انتشار الشذوذ الجنسي بين الطرفين أو الجنسين حتى أن عشق الغلمان كان يعترف به القانون اليوناني (5) المرأة والإسلام: غادة الخرساني ص 33

ولأن حواء في اسبراطه حصلت على مكاسب عديدة بخروجها إلى الحياة العامة فقد لمعت النساء من خلال التردد على الأندية والاختلاط بالرجال الأمر الذي أدى إلى شيوع الفواحش،وكثرت العلاقات الغير سوية بين الرجال والنساء
 المرأة التي وظيفتها وعاء انجاب
فنظرة الإغريق للمرأة كانت مليئة بالاحتقار حيث تستعمل المرأة كأداة للإنجاب فيما يتفرغ الرجل لعشيقاته وجواريه وغلمانه 
ويدفنها تحت الحجاب ليقلل حركتها، فكان حجاب المرأة اليونانية حجاب كامل لا يظهر فيه سوى العين .

 تمثال امرأة بالملابس اليونانية القديمة
فلقد كانت المرأة الإغريقية مسلوبة الإرادة في كل شي وخاصة المكانة الاجتماعية , فقد كانت محرومة من القراءة والكتابة والثقافة العامة وقد ظلمها القانون اليوناني فمنعها من الإرث كما إنها كانت لا تستطيع الحصول على الطلاق من زوجها وعليها أن تظل خادمة مطيعة لسيدها ورب بيتها
تاجر رقيق في روما
وكان الإغريق ينظرون  إلى المرأة كما ينظرون إلى الرقيق ويرون أن عقلها لا يعتد به ،وقد كانت الفتاة الإغريقية لا تغادر منزلها حتى يتم زفافها , ولم تكن الزوجة ترى وجه زوجها إلا ليلة الزفاف وكانت الزوجة تختفي من المنزل إذا استضاف الزوج صديقا له
ورغم أن الحضارة الإغريقية تقدمت ولمع اسم المرأة في نهاية عهد الإغريق إلا أن المرأة لم تنل حريتها أو تحصل على حقوقها بالمفهوم الصحيح بسبب انشغال القادة والمفكرين بحياة الترف وانتشار الانحلال الأخلاقي
 
 افروديت  ربة الجمال والحب والخصب
وحتى تقدمها كان على حساب تكوينها الجسماني ومظهرها الخلقي لا غير ، فتفننوا في نحت التماثيل الفاضحة ونقش الصور المكشوفة وجعلوا من المرأة رمزاً للجمال والحب والعشق ومصدراً للشهوات الحيوانية والأهواء الوحشية ، وبهذا فقدحصروا النظر إلى المرأة كأنها إنسانة ساقطة لا تعدو عن كونها صورة خليعة أوتمثال من البرونز ، يركعون بين يديه إكبارا لنواحي الجمال التي يبرزونها فيه
 
كيوبيد (ابنه لافروديت) رمز الحب
وكان من جراء جريهم وراء الشهوات الحسية أن تغلبت عليهم المادة ، وجرفهم تيار الغرائز البهيمية وسيطرت عليهم الأهواء الجامحة , ولم يبقى من تاريخ المرأة عندهم إلا صورة فاضحة نقشها رسام مبدع أعجبت ريشته كل من كان يفضل الخلاعة والتي انتشرت بشكل كبير جدا في الحضارة اليونانية القديمة

هذا ولم تتغير النظرة إلى المرأة اليونانية في العصر الحاضر، فما زال ينظر إليها على أنها صاحبة اللسان، الذي يشبه السيف، ولا يلحقه الصدأ.


*************************************




(10) مكانة المرأة الرومانية:
 الإمبراطورية الرومانية
 لم تكن المرأة الرومانية بأحسن حالا من غيرها النساء، فقد كانت نظرة الاحتقار والتشاؤم، هي الأساس في التعامل مع المرأة الرومانية، ذلك التعالم الذي أهدر آدميتها و كرامتها وإنسانيتها، فقد كانت بمثابة العار، الذي يحاول صاحبه الخلاص منه بشتى السبل، فقد كانت المرأة الرومانية حبيسة القصور والدور، لا تعرف شئ عن المجتمع حولها، حيث تعيش في عزلة دائمة عن المجتمع، لا علاقة لها إلا مع الأباء أو الأزواج أو الأبناء، هذا وقد كان شعارهم في التعامل مع النساء إبان حضارتهم: أن قيد المرأة لا يُنزع، ونيرها لا يُخلع.
ومن ذلك قول كانوا المشهور:
NUNGUAM EXIVTUR SERVITMS NULIEBRIS(1) 
المرأة في القرآن: عباس العقاد ص 49
 المرأة الرومانية

فقد كانت السلطة في الأسرة الرومانية كلها للأب، فإذا مات انتقلت لابنه، أما المرأة فهي حبيسة هذا الظلم للأبد، ويقتضي زواج المرأة انتقالها من عائلتها الأصلية إلى عائلة زوجها، وتُعتبر ميتة بالنسبة لعائلتها الأصلية، وكانت المرأة تدخل عائلة زوجها بوصفها بنتا له، فتنقطع كل صلتها برب أسرتها، وتنفصل عن ديانتها الأصلية، وتسقط جميع حقوقها من إرث ووصاية، وترث من زوجها باعتبارها أختا لأولاده منها، وكان للزوج حق بيعها وطلاقها وعقابها. (2) الزواج والطلاق في جميع الأديان: الشيخ/ عبد الله المراغي ص 616
المرأة الرومانية أداة إغواء؟!
فلقد كانت المرأة في ظل عقيدة الرومان، كما كانت في ظل عقيدة اليونان، بل ربما كانت في منزلة أقبح، وذلة أقدح، نظرا لأن قدماء الرومان، كانوا يعتقدون أن المرأة أداة لإغواء، ووسيلة لخداع، وإفساد قلوب الرجال، يستخدمها الشيطان لأغراضه الشيطانية، ومن هنا شاعة نظرة الاستذلال والاستحقار للمرأة، بل إنهم كانوا يفرضون عليها عقوبات متنوعة شتى، يأباها الضمير الإنساني، ويحرمها العقل البشري.
هذا ويروي لنا التاريخ الروماني قصة المؤتمر الكبير، الذي انعقد في رومية- حيث تم بحث شئون المرأة – وانتهي إلى اتخاذ القرارات التالية:
·   إن المرأة موجود ليس لها نفس ( شخصية إنسانية ) ولهذا فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الآخرة.
·   يجب على المرأة ألا تأكل اللحم، وأن لا تضحك، وحتى يجب عليها أن لا تتكلم.
·   إن المرأة رجس من عمل الشيطان، ولهذا فإنها تستحق الذل والهوان في المجتمع.
·      على المرأة أن تقضي كل حياتها في طاعة الأصنام وخدمة زوجها.
القفل الحديدي على فم المرأة لمنعها من الكلام
هذا وقد اهتم الرومانيون بتنفيذ تلك القرارات حتى إنهم كانوا يضعون قفلا على فم المرأة لمنعها حتما عن الكلام، فكانت المرأة تعيش في بيتها، وفي فمها قفل من حديد، وتمشي في الشوراع وفي فمها ذلك القفل، الذي كانوا يسمونه (موزلير) (3) المرأة وحقوقها في الإسلام: لمبشر الطرازي ص 10،9
فالمرأة الرومانية متاعا مملوكا للرجل، وسلعة من السلع الرخيصة، يتصرف فيها كيف يشاء، فقد تقدم بعض أعضاء مجلس التربيون الروماني، بقانون يُحرم على المرأة التملك لأكثر من نصف أوقية من الذهب،وأن تلبس ملابس مختلفة الألوان،وأن لا تركب عربات إلى مدى ميل من روما إلا في بعض الحفلات العامة (4) حق الزوج علة زوجته، وحق الزوجة على زوجها: طه عبد الله عفيفي ص 12،13
ومع أن تعدد الزوجات كان أمرا غير مشروع في تقاليد الرومان، لكنه كان شائعا في الممالك الرومانية، ذلك لآن فالنتيان الثاني – أحد ملوك الرومان – أصدر أمره الملكي بإباحة تعدد الزوجات للرجال بدون تحديد عدد، ولا يروي لنا التاريخ أي استنكار قام به الأساقفة أو رؤساء الكنائس الرومانية، ضد أمر الملك فالنتيان الذي خالف تقاليد الرومان القديمة المعمول بها، مع مجافاتة الإنصاف في حق المرأة(5) المرأة وحقوقها في الإسلام: لمبشر الطرازي ص 10
 المرأة شجرة مسمومة ، أو رجس من عمل الشيطان ...
ولقد ظل هذا الأمر الملكي معمولا به حتى عهد كوستنيان الذي وضع بعض القوانين التي تُحد من تعدد الزوجات، ولكنها لم تلق بالا لدى السواد الأعظم من الرومانيين، فظلت عادة تعدد الزوجات معمولا بها.
 نجاسة المرأة
هذا ولقد شاعة في العهد الروماني عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة، ولحقت بالمرأة لعنة الخطيئة، فكان الابتعاد عن المرأة حسنة مأثورة.

هذا بخلاف السلطة المطلقة للأب في العائلة الرومانية، فقد كانت له صفة القسيس، فهو الحاكم ذو السلطة على أعضاء العائلة، الذي تجب طاعته عليه جميعا، وكانت المرأة لابد لها من الدخول في دين زوجها بعد الزواج، وذلك لأن السلطة كانت تنتقل للزوج فور إتمام الزواج، الأمر الذي دفع الرومانيين إلى كراهية البنات، فكانوا يودون أن يكون أولادهم ذكورا.
أما الأهلية المالية للمرأة أو البنت الرومانية:
 فلم يكن للبنت حق التملك وإذا اكتسبت مالاً أضيف إلى أموال الأسرة، ولا يؤثر على ذلك بلوغها ولا زواجها، وفي العصور المتأخرة في عصر قسطنطين تقرر أن الأموال التي تحوزها البنت عن طريق ميراث أمها تتميز عن أموال أبيها، ولكن له الحق في استعمالها واستغلالها، وعند تحرير البنت من سلطة رب الأسرة يحتفظ الأب بثلث أموالها كملك له ويعطيها الثلثين.
وفي عهد جوستثيان قرر أنه كلما تكتسبه البنت بسبب عملها أو عن طريق شخص آخر غير رب أسرتها يعتبر ملكاً لها ، أما الأموال التي يعطيها لها رب الأسرة فتظل ملكاً له ، على أنه وإن أعطيت حق تملك تلك الأموال، فإنها لم تكن تستطيع التصرف فيها دون موافقة رب الأسرة , وإذا مات رب الأسرة يتحرر الابن إذا كان بالغاً ، أما الفتاة فتنتقل الولاية عليها إلى الوصي ما دامت على قيد الحياة.

 المرأة الرومانية حبيسة القصور والدور
 ثم عدّل ذلك أخيراً بحيلة للتخلص من ولاية الوصي الشرعي بأن تبيع المرأة نفسها لولي تختاره ، فيكون متفقاً فيما بينهما أن هذا البيع لتحريرها من قيود الولاية ، فلا يعارضها الولي الذي اشتراها في أي تصرف تقوم به.
كما كانت قوانين الألواح الاثني عشر تعتبر الأسباب الثلاثة الآتية أسباباً لعدم ممارسة الأهلية وهي : السن، الحالة العقلية ، الجنس أي الأنوثة ، وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجر على النساء بقولهم: لطيش عقولهن .  
المرأة ما بين الرق والبغاء في الحضارة الرومانية
ولكن وضع المرأة عند الرومان كان بين مد وجزر فحتى شبه الحقوق التي تمنح لها كانت تحرم منها اغلب الأحيان،وظلت المرأة الرومانية طوال تاريخها لعبة يتلاعب بها رجلها كما يشاء،
وحتى محاولات التمدن والتطور التي عاشتها الحضارة الرومانية كانت المرأة لا تعني شيئا فيه غير أداة لا يلجأ إليها إلا عند تمكن الشهوات منه.
حتى أضحت بعض المومسات يتلاعبن بأحوال الدولة وشؤونها وكانت بيوتهن نواد تضم كل متحضر ومتمدن،ولهذا فقد عمت الفوضى الحيوانية من جراء ذلك واختل نظام الدولة وانحطت مكانتها كأمة ،وفعلا فقد ذويت دولة الرومان وتلاشت حضارتهم ولم يبق للمرأة الرومانية من ذكر .
وبالجملة فقد كانت المرأة في تقاليد الرومان في أحط منزلة لدرجة جعلت للزوج الحق والسلطة الكاملة في قتل زوجته، ولم تُحرر المرأة الرومانية من هذه القيود إلا يوم أن تحرر منها الأرقاء والعبيد على أثر حوادث التمرد والثورات.




***************************************************************************





(11) مكانة المرأة في الفكر الإلحادي الوجودي

تشارلز داروين

كان تشارلز داروين يؤمن بأن المرأة بيولوجيا أحط شأنا من الرجل وقام الداروينيون بالتأسيس للأمر علميا وتم تصنيف الرجل تصنيفا مستقلا عن المرأة وأُعطي الرجل تصنيف Homo frontalis وأعُطيت المرأة تصنيف Homo parietalis
 
تطور الخلق حسب نظرية داروين 
·   فيقول داروينالمرأة أدنى في المرتبة من الرجل وسلالتها تأتي في درجة أدنى بكثير من الرجل(1)
Darwin, The Descent of Man p. 326
 
بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حين قالالمرأة لا تصلح إلا لمهام المنزل وإضفاء البهجة على البيت فالمرأة في البيت أفضل من الكلب للأسباب السابقة (2)
Charles Darwin, The Autobiography of Charles Darwin 1809-1882,pp. 232-233
·   يقول المادي كارل فوجوت أستاذ تاريخ الطبيعة بجامعة جنيف:  لقد أصاب داروين في استنتاجاته بخصوص المرأة وعلينا صراحة أن نعترف بالأمر فالمرأة أقرب طبيعيا للحيوان أكثر من قربها للرجل(3)
Carl Vogt, Lectures on Manp. 192
ويقول فوجوت: أيضا المرأة بوضوح إعاقة تطورية حدثت للرجل ... وكلما زاد التقدم الحضاري كلما زادت الفجوة بين المرأة والرجل ... وبالنظر إلى تطور المرأة فالمرأة تطور غير ناضج(4)
Stephanie A. Shields, "Functionalism, Darwinism, and the Psychology of Women: Ap. 749
لقيت نظرية فوجوت العلمية قبولا واسعا في الأوساط العلمية الأوربية   
تقول الداروينية الشهيرة Elaine Morganاستخدم داروين تأصيلات علمية في تأكيد أن المرأة في رتبة أقل من الرجل بيولوجيا بكثير وأعطى إحساسا للرجل بأنه سيد على المرأة من منظور دارويني مجرد  (5)  EIaine Morgan, The Descent of Woman p. 1
·   يقول العالم التطوري الشهير جون ديوانت :John R. Durantكان داروين يؤمن إيمانا عميقا بأن مرتبة المرأة أقل بكثير من مرتبة الرجل خاصة عند الحديث عن الصراع من أجل البقاء، وكان يضع البُله والمُعاقين والمتخلفين، والمرأة في خانة واحدة وكان يرى أن حجم مخ المرأة، وكمية العضلات بها بالقياس بتلك التي لدى الرجل لا تسمح لها، أن تدخل في صراع من أجل البقاء مع الرجل بل يرى فيها نوعا من القصور البيولوجي الذي لا يمكن تداركه (6)
John R. Durant, "The Ascent of Nature in Darwin's Descent of Man" p. 295
·   يقول العالم التطوري الشهير: Gustave Le Bon  حجم المخ الخاص بالمرأة يكاد يطابق ذلك الخاص بالغوريلا .. المرأة تأتي في المرحلة السفلى من مراحل تطور الإنسان(7)
women whose brains are closer in size to those of gorillas than to the most developed male brains 

كما يقول أيضا: المرأة أقرب بيولوجيا للهمج أكثر منه للإنسان الحديث المتحضر ... لكننا نستطيع أن نستوعب المرأة كاستثناء رائع لحيوان مُشوه أتى بنتيجة على سلم التطور (8)
Gould, The Mismeasure of Man, p.105


ينتهي جيري بيرجامن Jerry Bergman إلى أن تاريخ الداروينية هو تاريخ ازدراء للمرأة باعتبارها أدنى من الرجل.
·      فالمرأة في المنظور الإلحادي  المادي  الدارويني المجرد تكون:
§   أقرب للغوريـلا .. بقياس حجم الجمجمة يمكن إضافتها إلى البُله والمعاقين .
§   أو حيوان مُشوه أتى بنتيجة على سلم التطور كاستثناء بقياس حجم العضلات........
  
هذه النظرة القاصرة والمدهشة من الملحد للمرأة لا يمكن استيعابها إلا في إطار مادي إلحـادي عقيم 
وهكذا  إذا سرنا خلف هؤلاء الملاحده، واختفي الإله من العالم و بحثنا عن تفسير لكل ما يجري في ذلك الكون بعيدا عن أن له خالق – جل وعلا -  يدبر أمره، ورضينا بأفكار هؤلاء القوم، فحتما سيتحول العالم إلى كون مُظلم موحش صامت مُخيف تحكمه مادية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة ..
لقد نسي هؤلاء أن المرأة كائن مُقدس وُضعت الجنة تحت أقدامها فهي عُش الرجل ومُعلمه الأول – كأم -  وهي ميثاقه الغليظ ورباطه المُقدسكزوجة - و هي تاجه وشرفه – كأخت أو عمة أو خالة - فبرضاها يدخل الجنة وبحُنوها يمتليء البيت بهجة، وبدونها تُصبح الحياة بلا معنى.

*************************************



(12) مكانة المرأة في شريعة اليهود
يقول بابا بتره: ما أسعد منْ رزقه الله ذكورا، وما أسوْ حظ منْ لم يرزقه بغير الإناث، نعم لا يُنكر لزوم الإناث للتناسل، إلا أن الذرية كالتجارة سواء بسواء، فالجلد والعطر كلاهما لازم للناس، إلا أن النفس تميل إلى رائحة العطر الذكية، وتكره رائحة الجلد الخبيثة، فهل يُقاس الجلد بالعطر؟!!! (1) المقارنات والمقابلات: محمد صبري ص 387.
وقد ورد بالعهد القديم خاصا بالمرأة ما نصه:
درتُ أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمه وعقلا، ولأعرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون، فوجدتُ أمرً من الموت المرأة: التي هي شباك، وقلبها أشراك، ويداها قيود (2) سفر الجامعة: الإصحاح السابع، الفقرة: 25- 62
من دعاء اليهود الذي يتلونه مع اشراقة كل صباح إذ يقول الرجل: (مبارك أنت يا رب لأنك لم تخلقني وثناً ولا امرأة، ولا جاهلاً» أما المرأة فتقول بانكسارمبارك أنت يا رب الذي خلقتني بحسب مشيئتك)
 حائط المبكى
من تعاليم اليهود:
·   لا يجوز للنساء تلاوة التوراة أمام حائط المبكى، وليس لهن الحق في المشاركة في العبادة!
·   يجب على الآباء عدم تعليم بناتهم التوراة، لأن معظم النساء ليست لديهن نية تعلم أي شيء، وسوف يقمن بسبب سوء فهمهن بتحويل التوراة إلى هراء!
·      شهادة مئة امرأة تعادل شهادة رجل واحد!
·      المرأة كائن شيطاني، وأدنى من الرجال!
 
 المرأة في التلمود
·      إن المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط.
·   كما ورد فيه: يجب على الرجل ألا يمر بين امرأتين، أو كلبين أو خنزيرين، كما يجب لا أن  يسمح رجلان لامرأة أو كلب أو خنزير بالمرور بينهما
·   وقد أكد شاحاك.أن الفتيان من الأسر الأصولية الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة، والثانية عشرة، يجب أن يلتزموا بهذا الأمر مؤكداً أن تطبيق هذا التشريع لن يكون صعباً في إحياء المتعصبين من اليهود لعدم وجود كلاب ولا خنازير فيها، وهكذا لن نجد في قائمة المحظورات سوى النساء !
التلمود
·   إن المرأة من غير بني إسرائيل ليست إلا بهيمة لذلكفالزنا بها لا يعتبر جريمة لأنها من نسل الحيوانات ،كذلك يقرر التلمود أن المرأة اليهودية ليس لها أن تشكو من زوجها إذا ارتكب الزنا في منزل الزوجية.
·   المرأة هي الأداة التي يتخذها الشيطان وسيلة لإيقاع الإنسان في الشر.
سفر التثنية:
·   سفر التثنية الإصحاح 24 الآية الأولى: " إذا لم تكن الزوجة لدى زوجها موقع القبول والرضا، وظهر منها ما يشينها، فإنه يكتب إليها ورقة طلاقها ويخرجها من منزله ". ولكن المرأة لا تستطيع أن تطلب الطلاق من زوجها مهما كانت عيوبه.
·      كما ورد في كتاب التثنية فرض زواج المرأة الأرملة من أخو زوجها
(إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى الخَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ.أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل)
·      وجاء في التوراة: (( المرأة أمر من الموت... وأن الصالح أمام الله ينجو منها
بعض فلاسفة اليهود
·   يصف المرأة بأنها " لعنة ".... وكان يحق للأب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً.
·   كما ينقل عن اليهود أنهم إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤكلوها، ولم يشاربوها ولم يجامعوها ـ أي يجتمعوا معها ـ في البيت
الطيالس
·   الشال «الطيالس» الذي يرتديه يهود أصبهان وبعض اليهود الأمريكان للصلاة، من أهم أحكام طهارته ألا تلمسه النساء, ولو حصل وفعلت إحداهن، فلا يجزئ غسله ويلزم استبداله!
عائلة يهودية يمنية ويبدو فيها حجاب المرأة اليهودية
·   ولعل النموذج اليهودي للحجاب هو أكثر النماذج تشدداً أو تخلفاً وأكثرها حجباً للمرأة عن المجتمع حيث أنهم عزلوا المرأة نهائياً عن المشاركة في الحياة الاجتماعية،وحملّوها ضريبة قاسية فيما لو فعلت ذلك
نماذج من حجاب النساء اليهوديات
·   كما ينقل عن اليهود أنهم إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤكلوها، ولم يشاربوها ولم يجامعوها ـ أي يجتمعوا معها ـ في البيت.
يقول ول ديورانت:
كان في وسع الرجل أن يطلق زوجته إذا عصت أوامر الشريعة اليهودية بأن سارت أمام الناس عارية الرأس أو غزلت الخيط في الطريق العام، أو تحدثت إلى مختلف أصناف الناس أو إذا كانت عالية الصوت
أي إذا كانت تتحدث في بيتها بحيث يستطيع جيرانها سماعها، ولم يكن عليه ـ أي الزوج ـ في هذه الأحوال أن يدفع لها بائنتها".
من تلك الكلمات تبدو لنا نظرة الاحتكار والمكانة الذليلة، التي تدور المرأة في فلكها في ظل عقيدة اليهود، فالمرأة لديهم تعيش في الذلة والهوان، حيث كانوا ينظرون إليها نظرة الإذلال والتحقير، وكانوا يعتبرون البنات في منزلة الخادمات، وكانت تقاليدهم تُعطي لهم الحق في أن لا يزوجوا بناتهم، فتعيش طوال حياتها في الخدمة، كما كان لهم الحق في بيعهن بيع الإماء، كما أنه لم يكن للبنت الحق في الميراث.
العلاقات الزواجية في اليهودية:
·   ويُعد الزواج في اليهودية صفة شراء، تُعد المرأة به مملوكة، تُشترى من أبيها، فيكون زوجها سيدها المطلق، والمرأة المتزوجة كالقاصر والصبي والمجنون، لا  يجوز لها البيع أو الشراء، وينص الفكر اليهودي على أن جميع مال المرأة ملك للزوج، وليس لها سوى ما فُرض لها من مؤخر الصداق في عقد الزواج، تطالب به بعد موت الزوج أو عند الطلاق منه، وعلى هذا فكل ما دخلت به من مال، وكل ما تلتقطه من سعي أو عمل، وكل ما يهدى إليها في عرسها، ملك حلال للزوج، يتصرف فيه كيف يشاء بدون معارض ولا منازع (3) مقارنة الأديان: د/ أحمد شلبي ج1 ص 301
·   ولكن بعد ذلك رأي حاخامات يهود أن يصبح الزوج قيما علي مال زوجته يستغلها دون أن يبيعها أو يرهنها وإذا طلقت منه أو مات الزوج تعود الثروة للزوجة من جديد.
·   ليس للزوجة الحق في أن تنذر نذرا فكما يقول التلمود"عندما تنذر الزوجة نذرا فان للزوج الحق في أن يوافق عليه أو يبطله", ولكننا نجد أن القانون اليهودي الحديث أعطي للمراه حرية التصرف في ممتلكاتها وإدارتها كما تشاء وقد وضع هذا القانون عام 1974م.
 
·   والشريعة اليهودية تعطي للزوج الحق في أن يستمتع مع زوجته بأي شكل فالحاخامات يقولون إن الزوجة مثل قطعة لحم اشتراها من عند الجزار يحق له أكلها كيفما يشاء, وفي التلمود أن زوجه جاءت تشتكي إلي الحاخام أن زوجها يأتيها علي خلاف العادة فأجابها "لا يمكنني أن امنعه يا ابنتي فالشرع قد قدمك قوتا لزوجك"
 الطلاق
·   فالزوج له مطلق الحرية في التعامل مع زوجته، فضلا عن أن حقوقها الزوجية غير مرعية، يضم الزوج إليها ما شاء من النساء، ويُطلقها لأتفه الأسباب، ولا يراها بنو إسرائيل إلا متاعا من أمتعة البيت، ينتفع منها الرجل بما شاء، وينبذ ما شاء، ومنْ طلق امرأته، وتزوجت بغيره، فلا يحل لها أن يراجعها، وإن فعل فأولادها أولاد زنا، ومنْ مات عن امرأة، وجب أن يخلفه أخوه عليها، فإن أباها، بصقت على نعال، وضربته بها، وعليه لعنة - الله - ورجمة إسرائيل.
·   ويأثم الزوج إذا منع زوجته من الجماع وإذا فعل وقال انه مريض أو مرهق فيعطي له مهله ستة اشهر وبعد ذلك أما إن يستأذنها أن تبقي معه أو أن يعطي لها عقد زواجها وكذلك الزوجة التي ترفض معاشرة زوجها فتدعي ناشز ولابد أن يسألوها عن سبب نشوزها فإذا قالت لا أريده وتريد أن تطلق فإنها تأخذ ملابسها القديمة فقط ولا تأخذ إي شيء آخر ولا حتي نعل رجليها وتعطي له كل ما أعطاه لها وترجع له هداياه.
·   وتحرم الشريعة اليهودية الاتصال الجنسي بين الزوجين خلال فترة حيض المرأه وبعدها بسبعة أيام وأيضا في الفترة التي تلي الولادة وذلك علي حسب نوع المولود إذا كان المولود ذكرا تكون المرأه نجسه لمدة 7 أيام وبعدها تكون في فترة الطهارة لمده 33 يوم وإذا ولدت أنثي تكون نجسه لمدة أسبوعين وأيام الطهارة تكون 66 يوم.
·   ويجب أن نشير هنا إلي أن المر أه في فترة الحيض تكون نجسه طوال فترة الحيض وبعدها بسبعة أيام كما يعتبرون أن كل ما تلمسه المرأه طوال هذه الفترة نجسا و بل تعدي الأمر أكثر من ذلك فإذا لمست المرأه شيئا ولمسه شخص بعد ذلك فهذا الشخص يكون نجسا إلي المساء وذلك في التوراة سفراللاويين الإصحاح 15 ألفقره من 19 إلي 24.
·   أما في حالة الإجهاض إذا لم تستطع أن تحدد نوع المولود يتبع الحد الأقصي لهذه الفترة وكذلك تمنع الاتصالات الجنسية في الأحوال الصحية السيئة وقد ظهرت عدة اتجاهات تنادي بمنع الاتصال إثناء فترة الحمل وكذلك يمنع الاتصال الجنسي في يوم التكفير وأيام الحداد.
 المرأة الحامل
·   كما يجب علي الزوج أن يعالج زوجته المريضة حتي تطيب والزوج الذي يري أن مرض زوجته سوف يطول وسيتكلف الكثير من المال  فيقول لها أما أن تعطيه نقود وثيقة زواجها أو أن تعالج نفسها أو أن يطلقها ويعطي لها نقود وثيقة زواجها لتتصرف بها كما تشاء.
·   ويجب علي الزوج الذي تموت زوجته أن يدفنها ويقيم لها مراسم دفن تليق بها وفي حالة موت الزوج قبل زوجته لا يلزم أهل الزوج بدفن الأرمله
 ما يخص ميراث المرأة:
كانت البنت تخرج من ميراث أبيها إذا كان له عقب من الذكور، وما ينالها من مال أبيها فهو في حياته فقط، كما أنه على سبيل الهبة، ولا ترث البنت إلا إذا انقطع نسل الذكور، وإذا ما آل إليها الميراث، لا يجوز لها أن تتزوج من سبط آخر غير سبط أبيها، فلا يجوز لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها.

تعدد الزوجات:
·   لم يرد بالتوراة، ولا بأحكام الأنبياء قبل الإسلام نهي عن تعدد الزوجات، ولا عن تحديد عددهن، وعلى العكس من ذلك، فقد ورد بالتوراة ما يفيد تعدد زوجات للأنبياء ولغير الأنبياء، وحدد الربانيون الزوجات بأربع، وأطلقه القراءون دون حد لتعدد الزوجات، فقد كان مبدأ تعدد الزوجات شائعا لدى بني إسرائيل على الدوام، ولم يلق أية معارضة من القانون المدني أو الشرعي.

·   فاليهودي كان من حقه الزواج بأكثر من زوجه حتي لو مائه وليس من حق الزوجة أن تعترض أو تمنعه ولكن يجب عليه أن يعدل بينهم في كل شيء ولا يحق له أن يسكنهم في بيت واحد، وقد ورد في سفر الخروج"وإن تزوج بأخري فلا ينقصهما من طعامهما وكسوتهما وأوقاتهما".
·      لكن التلمود حدد عدد الزوجات ب4 زوجات للرجل العادي و18 للملك،
·   وفي العصور الوسطي حرم الحاخام جرشوم بن يهودا تعداد الزوجات ولكن اجتهاده لم يحظ بالتطبيق القانوني إلا عام 1240م, وقد صدر قانون في عام 1877م يعاقب الرجل الذي يتزوج من زوجة ثانية، والزوجه التي تتزوج من رجل آخر قبل حصولها علي تصريح بالزواج بالسجن 5 سنوات. إلا أنه يُسمح للرجل باتخاذ زوجة ثانية في بعض الحالات مثل مرض الزوجة مرضا طويلا.
·   و في حالة تعدد الزوجات يجب على الزوج أن يخصص ليال لزوجاته بالتساوي لذلك كان من حق الزوجة شراء ليله من ضرتها كلما أرادت وفي هذه الحالة كان علي الزوج تنفيذ ما تقرر دون نقاش !!
الخلاصة
وبالجملة فالمرأة اليهودية كجارتها البابلية مقيدة ورهينة الدار، واجبها الأول إنجاب الأطفال، والقيام على تربيتهم، والعناية لهم وبهم، علاوة على النهوض بكافة واجباتها المنزلية، وكانت سلطة الزوج عليها غير محدودة، وكانت بعض طوائف اليهود تجعل البنت بمنزلة الخادمة، وكان لأبيها الحق في بيعها وهي قاصر، أو يزوجها لمنْ يشاء، دون اكتراث برغبتها وميلها، هذا فضلا عن المنزلة الوضيعة، والنظرة الذليلة، التي يُلحقها اليهود بالمرأة، فقد كانت لعنة ينبغي التحرز منها، والابتعاد عنها، وعدم ائتمانها على سر أو أمر، و قد جاء في التوراة تحذير منها: المرأة أشد من الموت.
ويقول اليهود:
المرأة في المحيض نجسه، تُحبس في البيت، فكل ما تلمسه من طعام أو شراب أو كساء أو إنسان أو حيوان يُنجس، وأن كل ما يفعله الرجال من أعمال لا أخلاقية، فإثمه يقع على المرأة، ففي التوراة: لقد بدأ الذنب من طرف المرأة، وأن المرأة هي التي توجب موتنا.
وفي سفر التكوين:
فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني من الشجرة، فأكلت.
ولهذا فإن المرأة ملعونة لتسببها في إغواء آدم، وإخراجه من الجنة(4) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 43، 42
تلك هي النظرة إلى المرأة، وتلك هي المكانة التي تحتلها في ظل عقيدة اليهود، هذا فضلا عن كون اليهود لم يتورعوا عن استخدامها، واستباحة جسدها من خلال إغرائها لمنْ يريدون من البشر رغبة في خدمة إسرائيل وملك إسرائيل المزعوم، وخير دليل على ذلك وشاهد عليه، ما جاء في سفري – استير ويهوديت – اللتان يفتخر بهما اليهود،
ويجعلوا من هاتين الداعرتين القدوة والمثل لفتيات اليهود وبنات صهيون.

*************************************



(13) مكانة المرأة في ظل عقيدة المسيحيين

الزى الرسمي للمرأة المسيحية
مٌنحتْ المرأة بعض الحقوق على يد سيدنا عيسى عليه السلام - بعد أن كانت مضطهدة وليس لها أي مكان في مجتمعها حيث أوصى بإحسان معاملة النساء....و ساهم أتباع سيدنا عيسى عليه السلام في الدعوة إلى إحسان معاملة النساء ومطالبة حواء بالالتزام بالإيمان.
  صورة في موقع الأنبا تكلا يسوع المسيح مع المرأة الخاطئة
وعدم ارتكاب الفواحش، وقد أعطى سيدنا عيسى عليه السلام درساً في كيفية معاملة المرأة حتى لو كانت خاطئة
القديس بولس يكتب رسائله، لوحة الفنان الهولندي رمبرانت.
وبعد عيسى – عليه السلام - تبدل الحال فهذا بولس الرسول يعتبر النساء أقل منزلة من الرجال، فهو القائل:
)لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن في الكلام ،بل أمرن أن يخضعن للطاعة ، هكذا تأمر الشريعة ، فإن أردن أن يتعلمن شيئاً ليسألن رجالهن في المنزل ،لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم في الكنيسة)
وكتب أيضاً

)  لا أسمح للمرأة أن تعلم ولا أن تغتصب السلطة _ من الرجل _ ولا تتسلط، وعليها أن تبقى صامتـــه، لأَنَّ آدَمَ كُوِّنَ أَوَّلاً، ثُمَّ حَوَّاءُ وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي انْخَدَعَ بَلِ الْمَرْأَةُ انْخَدَعَتْ، فَوَقَعَتْ فِي الْمَعْصِيَةِ )
صورة رمزية للشيطان
  والمرأة حسب الرؤية النصرانية هي مدخل الشيطان إلى نفس الرجلفلقد رددوا ما قاله اليهود بأنها سبب خطيئة ادم ولهذا فإنهم يرون أن لا أهلية لها ومالها ملك زوجها.
                 الفيلسوف الإنجليزي جورج برنار...دشو
يقول الفيلسوف الإنجليزي برنار دو:
في اللحظة التي تتزوج فيها المرأة تصبح ملكا لزوجها هي وما تملكه.  
وهنا ندرك أن المرأة وحالها ومكانتها في النصرانية يُعد امتدادا لما كانت عليه عند كثير من الأمم السابقة عليهم، فهي عندهم كما عند اليهود تحمل لعنة أمها العليا حواء إلى يوم القيامة، وقد جاء التحذير منها في نصوص دينية كثيرة معتمدة لدى إخواننا النصارى، نكتفي منا بما يلي:
القديس ترتوليان
·   القديس – ترنوليان – يقول عن المرأة: إنها مدخل الشيطان إلى النفس الإنسان، ناقضة لنواميس – الله –
القديس – كرستوم
·   القديس – كرستوم – يقول عنها: إنها شر لا بد منه، وإغواء طبيعي، وكارثة مرغوب فيها، وخطر منزلي، وفتنة مهلكة، وشر عليه طلاء.
·   وفي القرن الخامس الميلادي اجتمع مجمع - ماكون – للبحث في مسألة المرأة، وهل هي مجرد جسد لا روح فيه؟! وبعد البحث قرر المجمع أنها خلو من الروح الناجية من عذاب جهنم، ما عدا السيدة/ العذراء، أم السيد/ المسيح – عليه السلام –
·   عقد الفرنسيون مؤتمرا سنة 1586 م: قرروا فيه أن المرأة إنسان خُلق لخدمة الرجل فقط (1) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 44
 الثورة الفرنسية
·   الثورة الفرنسية: التي تتفاخر بها أوربا، وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث، اعتبرت المرأة إنسانا قاصرا، وهذا أقصى ما وصلت إليه المرأة المسيحية من حقوق(3) مجلة الوعي الإسلامي: العدد – 115 – ص 100 مقال د/ أحمد الحجي الكردي.
·   جاء في الإصحاح الحادي عشر من كتاب كورنشوس الثاني: ولكن أخاف كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تُفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح.(4) المرأة في الإسلام: عبد الحميد إبراهيم محمد ص 13
·   وجاء في تيموتاوس من الإصحاح الثاني: إن آدم لم يغو، ولكن المرأة أُغويت فحصلت في التعدي.
 المرأة تُعرى عند بيعها في سوق الرقيق
·   ذكر العقاد في كتابه عبقرية محمد – صلى الله عليه وسلم -: أن المرأة بيعت في أسواق لندن بشلنين عام 1790م لأنها ثقُلت بتكاليفها على الكنيسة التي كانت تأويها.
 
هنري الثامن
·   وفي انجلترا صدر أمر ملكي من هنري الثامن يحظر على المرأة قراءة الكتاب المقدس.
·   بقيت المرأة المسيحية إلى سنة 1882م محرومة من حقها في تملك العقارات، وحرية المقايضة.كما أن شخصية المرأة في انجلترا ظلت محجوبة بشخصية زوجها ولم يرفع عنها هذا الحجر إلا بحلول عام 1870، ثم صدر قانون عام 1883باسم ملكية المتزوجة وبمقتضاه رفع عنها هذا الحجر.
 السيدة/ مريم العذراء
·   ظل تعلم المرأة سُبة تشمئز منها النساء قبل الرجال، وعندما كانت الياصابات بلا كويل – تتعلم في جنيف عام 1849م، وهي أول طبيبة في العالم، كانت النسوة المقيمات معها يُقاطعنها، ويأبين أن يُكلمنها، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقارا لها، كأنهن متحرزات من نجاسة، ولما اجتهد بعض الرجال في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادليفيا الأمريكية، أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة، أنها تُصادر كل طبيب يقبل التعليم بهذا المعهد، وتُصادر كل منْ يستشير أولئك الأطباء (5) قصة الحضارة: ول ديورانت: ج4 من المجلد الخامس ترجمة محمد بدران ص 101، 102
 مهانة المرأة في المسيحية
·   أوجب قانون الكنيسة على المرأة: الطاعة لزوجها، ويُعقب على ذلك عالم بالقانون الكنسي بقوله: ويتضح من هذا أن الزوجة، يجب أن تكون خاضعة لزوجها، بل يجب أن تكون أقرب ما يكون إلى الخادمة. (5) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 46
·   وفي ايطاليا اخرج قانون صدر عام 1919 المرأة من عدد المحجور عليهم، وفي ألمانيا وسويسرا عدلت القوانين الصادرة في أوائل القرن العشرين من قواعد الحجر على المرأة، وأصبح للزوجة مثل ما لزوجها من حقوق.
 ضرب الزوجة
·   كان القانون الكنسي والقانون المدني يُجيزان: ضرب الزوجة، وكان القانون المدني ينص: على ألا تُسمع كلمة للمرأة في المحكمة، لضعفها، وكان الزواج يُعطي للزوج الحق الكامل في الانتفاع بكل ما لزوجته من متاع وقت الزواج، والتصرف في ريعه (6) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 49.
سان بونا فانتور
·   يقول – سان بونا فانتور - لتلاميذه: إذا رأيتم المرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا، بل ولا كائنا وحشيا، وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته، والذي تسمعون هو فحيح الأفعى.(7) محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واللذين معه: عبد الحميد جودة السحار ج 15 (صلح الحديبية) ص 272
 بولس الرسول
·   تجعل المسيحية الغربية تعليم المرأة منكرا، يقول بولس المقدس قائد المسيحيين الأول: دعوا المرأة تتعلم السكوت والهدوء، أمام كل المصاعب والمتاعب، التي تتحملها، ولكنني لا أتمكن أن أصمت أمام امرأة تدرس، أو تتسلط على زوجها، لأن أول منْ خُلق كان آدم، ومن ثمة خُلقت حواء (8) المرأة في جميع الأديان والعصور: محمد عبد المقصود ص 46
 عقل المرأة
·   غالى بعض المسيحيون فجردوا المرأة من العقل: وإنما تفكيرها هو تفتق الغريزة عن مطلبها وكفايتها، قال استاكلمين وهو من أهالي الإسكندرية: العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه أي خطأ أو عيب، ولكن التفكير بطبيعة المرأة شئ مخجل ومخز حقا
·   في سنة 1500 تشكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء، وابتدع هذا المجس وسائل جديدة لتعذيبهن، وعلى هذا الأساس أحرق المسيحيون النساء وهن أحياء.
·   يقول ترتولين المقدس للنساء: هل تعلمين أن كل واحدة منكن حواء؟! ولذلك يستمر إلى اليوم توبيخ – الله – لكن، ولجنسكن عامة، وهذا ما يسمى في المسيحية لعنة حواء الأبدية (9) المرأة في التصور الإسلامي: عبد المتعال محمد الجبري ص 141، 144، 145.
 إغواء المرأة للرجل
·   فالمرأة في المسيحية هي التي أغوت آدم بالخطيئة، التي من أجلها بعث الأب ابنه الفريد عيسى ليُصلب فيغسل ذنوب البشرية، ولهذا فالمرأة متهمة في المسيحية اتهاما، يجعل الفرار منها، وعدم الاقتران بها هو الفضيلة الأولى، تُقابل كون المرأة باعثة الخطيئة الأولى.
 تمثال القديس بولس بساحة القديس بطرس بالفاتيكان
العهد الجديد:
ولنختم بتلك الكلمات من العهد الجديد ( الإنجيل ) على لسان بولس الرسول:
·      رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَاوَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ. 7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُوَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. 10 لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.
·      رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14
34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35 وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.
·      رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2

12 وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13 لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14 وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي.

********************************************************



(14) مكانة المرأة في القرون أو العصور الوسطى في أوربا:
 صورة لسوق أوربي من العصور الوسطى ويبدو تشابه ذي النساء مع زي المرأة في العصر الجاهلي
لقد اشتد سوء الظن بالمرأة في العصور الوسطى، وكُثر الخلاف حول خلقها وطبيعتها، ونالت وذاقت كاسات الذل والهوان، فحرمت من الظهور في المجتمعات العامة، وشاعت عادة أقفال العفة، وهي أقفال من حديد، رُكبت في أحزمة.
 أشكال مختلفة من حزام العفة المخصص للنساء في العصور الوسطى
وخُصصت لتلبسها النساء حول خصورهن، إذا غاب عنهن أزواجهن في السفر، ثم تُغلق بمفاتيح، يُبقيها الزوج معه، لا تفارقه لحظة، بل وصل الأمر في بعض المجتمعات، إلى درجة وضع قفل على فم المرأة، تغدو به وتروح، وقد كان يوضع هذا النوع من الأقفال عند خروج المرأة من دارها، حتى لا يدور بينها وبين الرجال حديث، تغويهم به إلى الرذيلة.
هذا القناع أعد لتلبسة المرأة  في بريطانيا في القرن السادس عشر
 وهكذا كانت تتحرك المرأة بهذا القفل على فمها حتى لا تتكلم مع أحد خارج المنزل
لقد كانت النساء في أوربا متأخرات جاهلات يقفن عقبة في سبيل العلم والنور، وكانت الكتب الشرعية تضطرم بسخط شديد على مجرد وجود النساء في العالم، وكان يُقال لهن: يجب أن يخجلن من أنهن نساء، وأن يعشن في ندم متصل، جزاء ما جلبن على الأرض من لعنات(1) تاريخ العالم: أي ستراتش ج 1 ص 395
فقد شاعت في تلك الفترة عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة، وباءت المرأة بلعنة الخطيئة الأولى، فكان الابتعاد عنها حسنة مأثورة، لمنْ لا تغلبه الضرورة، ومن بقايا هذه الغاشية في القرون الوسطى
نجاسة الجسد
أنها شغلت بعض اللاهوتيين إلى القرن الخامس الميلادي، فبحثوا بحثا جديا في جبلة المرأة، وتساءلوا في مجمع ماكون هل هي جثمان بحت؟! أم هي جسد ذو روح؟! يُناط بها الخلاص والهلاك؟! وغلبت على آرائهم أنها خلو من الروح الناجية، ولا استثناء لإحدى بنات حواء من هذه الوصمة، غير السيدة/ العذراء أم المسيح – عليه الرضوان –
مريم والطفل يسوع بريشة بيير
وكتب بلاكستون في شروحه على قوانين انجلترا سنة 1765 م يقول: إن القيود التي ترزخ تحتها المرأة، يُراد بها في الغالب حمايتها وخيرها، ذلك أن القانون الإنجليزي يؤثر المرأة بعطف شديد، ومع ذلك فإن هذه المرأة التي أثرها القانون هذا الإيثار الشديد، حُرمتْ من كل حق مدني، وحيل بينها وبين التعليم وكل شئ، ما عدا أحط موارد الكسب، ونزلت عن كل ثروتها عند الزواج  
(2) تاريخ العالم: أي ستراتش ج 1 ص 399
 هكذا  كانت تُعامل المرأة في العصور الوسطى
ورغم ذلك العطف الشديد الذي يزعمه بلاكستون: فقد وقف الفلاح الإنجليزي توسون في أسواق بريطانيا، وأمسك بزوجته يعرضها للبيع، لقد خدعتني هذه المرأة، تزوجتها لتكون سلواي، فإذا بها تنقلب فتصبح لعنة عليً من السماء، وشيطانا رجيما، وباع الرجل زوجته بعشرين شلنا، وخرج الزوج من الغنيمة مرتاح البال
 الفيلسوف الانجليزى هربرت سبنسر
ويؤيد ذلك ما ذكره الفيلسوف الإنجليزي/ هربرت سبنسر: من أن الزوجة كانت تُبا ع في إنجلترا خلال القرن الحادي عشر، وقد سنت المحاكم الكنسية في هذا القرن قانونا، ينص على أن للزوج أن ينقل أو يٌعير زوجته إلى رجل لمدة محددة(3) مجلة الوعي الإسلامي: عبد القادر السيسي: المستشرقون وتعدد الزوجات ص 74 العدد 74
 سيارة من طراز لاجوندا موديل 1936
بل إن الأمر وصل إلى أكثر من ذلك، ففي أكسفورد وفي عام 1930 رأى زوج أن يستبدل زوجته بسيارة من طراز لاجوندا وتمت الصفة بنجاح (4) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 326
العقاد
يقول العقاد عن تلك العصور الوسطى: والتي يسمونها بعصر الفروسية، وأنها عصر المرأة الذهبي بين الأمم الأوربية، وأن الفرسان كانوا يفدون النساء بالنفس والمال: فهذا العصر كما قال الدارسون له: كان عصر الحصان، قبل أن يكون عصر المرأة، أو عصر السيدة المفداة.
 الفروسية
ولقد أجمل جون لانجدون دافينر صاحب التاريخ الموجز في النساء وضع المرأة في تلك العصور قائلا:
إن عصر الفروسية كان معروفا بما لوحظ فيه من فقدان الشباب على الجملة الاهتمام بالجنس الآخر، ولعلنا نقل من الدهشة لذلك، لو أننا وعينا كلمة الفروسية، وذكرنا أنها لم تكن ذات شأن بالسيدات، كما كانت ذات شأن بالخيل، فقلما بلغ الاهتمام بالمرأة مبلغ الاهتمام بالحصان في عصر الفروسية، إلا على اعتبار أنها عنوان ضيعة.

 المرأة والحصان في عصر الفروسية
ويذكر العقاد حادثتين توضحان مدى الإهمال، الذي كانت المرأة تلقاه في عصرها الذهبي المزعوم فيقول: جلست ابنة أوسيس في نافذتها ذات يوم فعبر بها الفتيان: جارات وجربرت.
فقال: جارات انظر انظر يا جربرت، وحق العذراء ما أجملها من فتاة؟!
فلم يزد صاحبه على أن قال: يا لهذا الجواد من مخلوق جميل، دون أن يلتفت بوجهه.
وعاد صاحبه يقول مرة أخرى: ما أحسبني قط رأيت بهذه الملاحة، ما أجمل هاتين العينين السوداوين!
وانطلقا وجربرت يقول ما أحسب أن جواد قط يماثل هذا الجواد.
وهي حادثة صغيرة، ولكنها واضحة الدلالة، إذ أن قلة الاهتمام تورث الازدراء.
ويروى أن الملكة بلانشفلور ذهبت إلى قرينها الملك / بيبين تسأله معونة أهل ا لورين، فأصغى إليها ثم استشاط غضبا، ولطمها على أنفها بجمع يده، فسقطت منه أربع قطرات من الدم، وصاحت تقول: شكرا لك إن أرضاك هذا، فأعطني من يدك لطمة أخرى حيث تشاء.
ويعلق العقاد قائلا: ولم تكن هذه حادثة مفردة، لأن الكلمات على هذا النحو كثيرا ما تتكرر، كأنها صيغة محفوظة، وكأنما كانت اللطمة بقبضة اليد جزاء كل امرأة جسرت في عهد الفروسية على أن تواجه زوجها بمشورة.
 حزام العفة للنساء الذي تصنعهُ أوربا حتى هذا اليوم
وكثيرا ما كانت المرأة تُزف إلى زوجها عفو الساعة، وكثيرا ما كانت تُزف إلى رجل لم تره من قبل، إما لتسهيل المحالفات الحربية، والمدد العسكري، أو لتسهيل صفقة الضياع، أترى أن سيدة القصر في عهد الفروسية، أو عصرها الذهبي كما يدعون واحدة لها نصيب من الرحمة، أو ملاذا من حياة الشقاء؟! أو صحبة قرين ليس لها بأهل؟!.
 التعميد
لقد تقدم الزمن في الغرب من العصور المظلمة إلى عصر الفروسية إلى ما بعدها من العصر الحديث، ولم تبرح المرأة في منزلة مسفة، لا تفضُل ما كانت عليه المرأة في الجاهلية العربية، وقد تفضُلها المرأة في تلك الجاهلية، ففي سنة 1970 بيعت المرأة في أسواق انجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليفها على الكنيسة التي تؤويها، كما بقيت المرأة إلى سنة 1882 محرومة من حقها الكامل في ملك العقارات وحرية المقايضة(5) عبقريات العقاد: عبقرية محمد ص 75، 74
ففي هذا العصر كان    الرجل أو السيد يعيش في بيته الإقطاعي أو القلعة. وكانت القلاع الأولى حصونًا بسيطة محاطة بأسيجة من جذوع الأشجار. أما الحصون التي شيدت، فيما بعد، فقد كانت ضخمة، وتم بناؤها من الحجر. وكان السيد وفرسانه يتناولون طعامهم وشرابهم ويقامرون في القاعة الرئيسية للقلعة بجانب المواقد. وكان هؤلاء جميعًا يمارسون لعبة النرد والشطرنج.
 حجاب العفة الالكتروني آخر تقليعة الغرب للمرأة
وكانت السيدة أوالليديزوجة السيد) تتدرب على الخياطة والغزل والنسج، والإشراف على خدم المنزل، وكانت تتمتع بحقوق قليلة. وكان بإمكان السيد أن ينهي زواجه منها إذا لم تنجب له ولدًا واحدًا على الأقل. ولم يكن يرى السادة ولا السيدات أن التعليم أمرٌ ضروري، وبالتالي فإن قلة قليلة منهم كانت تستطيع القراءة والكتابة.
 المرأة والدجاجة في العصور الوسطى
هذه كانت مكانة ومنزلة المرأة في عصرها الذهبي المزعوم، ذلك العصر الذي لم يصل الاهتمام بها فيه إلى نفس الدرجة التي يصل فيها الاهتمام بالحصان أو حتى بالدجاجة.
 المرأة لم تساوي الحمار في العصور الوسطى
ففي يوغوسلافيا:  استبدل فلاح زوجته بحمار، وقال في ذلك: إنه يُحب الحمار ويُفضله على زوجته... وقد تمت هذه الصفقة العجيبة عندما كان البائع والمشتري يحتسيان كأسا من الخمر
حمار + ماعز = إمرأة في العصور الوسطى
وأبدى البائع عدم ارتياحه لهذا الثمن، وقال: إن الحمار لا يُعتبر ثمنا عادلا لزوجته، فاقترح المشتري أن يعطيه عنزا فوق الحمار، وقبل الزوج الصفقة.
 نساء أوربا قديما
وفي بلجراد بيعت النساء بالميزان، وكان الرطل الواحد يساوي بنسين، أو ثلاث بنسات، وكان ثمن الزوجة التي تزن مائة رطل أو مائة وعشرين رطلا لا يزيد عن 28 شلنا.
وفي ولاية نيفادا الأمريكية: منذ سبعة أعوام اتفق رجلا على أن يستبدلا زوجتيهما، وأن تستولي كل زوجة على منزل الأخرى، بما فيه من أثاث ومتاع وأطفال.
 لم يصل إحترام المرأة في العصور الوسطى إلى نفس درجة احترام الدجاجة لآن الدجاجة تبيض والمرأة لا تبيض
وهكذا كان منظرا مألوفا في أوربا في القرون أو العصور الوسطى: أن يخرج الرجل ساحبا وراءه زوحته، وقد لف حول عنقها حبلا طويلا يعرضها في مزاد علني للبيع (6) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 326
وخير ما نختتم به حديثنا عن مكانة المرأة ومنزلتها في بلاد الحضارة والنور في تلك العصور الوسطى، وما تلاها نصيحة برنارد سيفر للأزواج حيث قال:
أوصيكم أيها الرجال ألا تضربوا زوجاتكم هن حاملات، فإن ذلك أشد خطرا عليهن، ولست أعني بذلك أنكم لا تضربوهن، ولكن الذي أعنيه أن تختاروا الوقت المناسب لهذا الضرب. ثم يستطرد قائلا: أنا أعرف أن رجالا يهتمون بالدجاجة التي تضع البيضة كل يوم، أكثر من الاهتمام بزوجاتهم، فقد تُكسر الدجاجة وعاء أو قدحا أحيانا، ولكن الرجل لا يضربها خشية فقد البيضة، وكان كثيرا من الرجال، لا يطيقون سماع كلمة من زوجاتهم، وذلك أن الرجل إذا سمع كلمة من زوجته، يرى أنه نابية، عمد من فوره إلى عصا وشرع يضربها، أما الدجاجة التي لا تنقطع عن – الوقوقة – طوال النهار فإنه يصبر عليها من أجل البيضة(7) قصة الحضارة: ول ديورانت ج 4 جزء 5 ص 102، 101
صورة للحياة المحلية فى روما القديمة


ما أجملها من مكانة، وما أرفعها من منزلة، تلك التي كانت تحتلها المرأة في بلاد الحضارة والنور في عصورهم الذهبية، كما يدعون ويزعمون، فهي رغم تلك المنزلة الرفيعة، والمكانة السامية التي كانت تحتلها، لم يبلغ بها الاهتمام ملبغ الاهتمام بالحصان، ولا حتى بالدجاجة، كما أن تلك المنزلة العالية، والمكانة المرتفعة القدر، لم تحول بين المرأة وبين بيعها في السوق بالرطل حسب وزنها، أو المقايضة عليها بسيارة أو بحمار وعنزا.

***********************************



(15) مكانة ومنزلة المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام:
  شبة الجزيرة العربية
إذا ما انتقلنا إلى شبة الجزيرة العربية، لنبحث عن حقيقة المرأة، وعن المكانة التي وصلت إليها في ذلك المجتمع الجاهلي، قبيل ظهور الإسلام، فإذ بنا نقف أمام رأيين متضاربين كل منهما يُناقض الآخر، فما بين فريق من المؤرخين يرى أن المرأة في العصر الجاهلي، قد بلغت منزلة سامية، إلى فريق آخر يرى أنها قد سٌلبت كل حقوقها، وهوت إلى قاع المستنقع، فلم يُعرف لها فضل ولا ميزة.
ولذا فسوف نُلقي إطلالة سريعة على كلا الاتجاهين في محاولة جادة، نخلُص منها إلى الوضع الذي كانت عليه المرأة في ذلك العصر، الذي سبق ظهور الإسلام.
الاتجاه الأول:
يرى أصحاب هذا الرأي أن المرأة كان لها شأن رفيع في وجدان الرجل، فقد احتلت موقع الصدارة في لب وفؤاد كل عربي، ويسوق أصحاب هذا الرأي بعض الأدلة والحجج على صحة ذلك الرأي، الذي إليه قصدوا، منها:
(1) الشعر الجاهلي:
حيث يرى أصحاب هذا الرأي في الشعر الجاهلي خير دليل على ما ذهبوا إليه، على اعتبار أن أشعار ذلك العصر، لم تخلو من الحديث عن المرأة، والتشبُبُ بها، والهُيام فيها، حتى أن المعلقات لم تخلو من الإشادة بالمرأة، والتغزل فيها مثل:
 امرؤ القيس
امرؤ القيس يسترضي محبوبته قائلا:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل       وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي.
أغرك مني أن حبك قــــاتلي             وأنك مهما تأمري القلب يفــــــعل.
وإن تك ساءتك مني خليقة                  فُسلي ثيــــابي من ثيابك تُنسل.

 طرفة بن العبد
ويقول طرفة بن العبد:
لخولة أطـــــــــــلال ببرقة ثهمد       تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.
وقوفنا بها صحبي على مطيهم       يقولون لا تهلك أســـــى وتجلــــــد.
كأن خــــدوج المالكية غــــدوة       خلايا سفـــين بالنواصـــف مـــن دد.
 زُهير بن أبي سُلمى
ويقول زُهير بن أبي سُلمى:
أمـــــن أم أوفى دمنــة لم تُكـلم         بحومـــانة الــــــدراج فـــــــالمتثلم.
ودار لها بالرقمتين كأنهـــــــا        مــراجع وشــــم في نواشـــــر معصم.
بها العين والآرام يمشين خلفه        وأطـــــلاؤها ينهضن من كل مخــــثم.
إلى غير ذلك من شعر المعلقات، التي لا تكاد تخلو من ذكر المرأة.
(2)       الحروب التي وقعت بسبب المرأة:  مثل: 
 حرب ذي قار
·   حرب ذي قار: التي وقعت بين العرب والفرس، بسبب رفض النعمان بن المنذر ملك الحيرة لتزويج ابنته من كسرى الفرس المسمى ابرويز، الذي اعتبر هذا الرفض إهانة له.
·   حرب الفجار الثانية: التي وقعت بين قريش وهوزان بسبب استنجاد امرأة بآل عامر للدفاع عنها وحمايتها.
·   حرب الباسوس: صاحبة الناقة سراب، التي استمرت أربعين سنة، ما بين بني جشم وبني شيبان، ثم اتسعت فشملت بني بكر وتغلب.
 ولقد وقعت تلك الحروب الضروس، التي حصدت مئات القتلى بسبب انتهاك جوار امرأة.
 أبي فرج الأصفهاني من أدباء العرب
(3) قول أبي الفرج الأصبهاني (صاحب كتاب الأغاني):
حيث يقول: كانت النساء أو بعضهن يطلق الرجال في الجاهلية، ولم تكن النساء في حاجة للمصارحة بالطلاق، بل كان في حسبهن أن يحولن أبواب أخبيتهن إن كانت إلى الشرق فإلى الغرب، كما قيل كانت عصمة كثير من النساء في الجاهلية في أيديهن، فإذا ما تعرضت إحداهن للضرر من زوجها طلقته.
هذا هو رأي الفريق الأول صاحب الزعم بالمكانة السامية، التي بلغتها المرأة في الجاهلية، وتلك هي بعض ما ذُكر من أدلة على ذلك. 
 الاتجاه الثاني:
يرى أصحاب ذلك الاتجاه أن العرب في الجاهلية كانوا يعتبرون المرأة جزءاً من الثروة، ولهذا كانت الأرملة جزءاً من الميراث، فكانت تُعد ميراثاً لابن المورث، هذا فضلا عن حرمانها هي من الإرث، هذا بخلاف حرمانها من أبسط حقوقها ألا وهو حق الحياة، قال تعالى:
[ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُۥ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَورَى مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓ ۚ أَيُمْسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُۥ فِى ٱلتُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(59)] (1) سورة النحل: 58 - 59    وقوله تعالى:
[وَإِذَا ٱلْمَوْءُۥدَةُ سُئِلَتْ(8) بِأَىِّ ذَنبٍۢ قُتِلَتْ(9) ](2) سورة التكوير: 8 – 9
وأد البنات في الجاهلية
وقديماً قيل إن وأد البنات من المكرمات.
 فقد كانت المرأة عار على أبويها، كما كان يحق للابن أنت يتخذ من زوجة أبية زوجاً له( وهو ما سماه القرآن الكريم بزواج المقت) أو يزوجها لمنْ يشاء، ويحصل على مهرها دون أخذ مشورتها، فالنظرة إلى المرأة في ذلك العصر كانت موشاة بالتشاؤم، فقد كانوا يرون فيها شر وافد إلى الحياة، فهي لا تدفع عاراً بل تجلبه، ولا تُقاتل عدواً، ولا تجلب مغنماً، وهي كَلُّ على أهلها، نصرها بكاء، وبرها سرقة، وكثيراً ما تجلب العار على أهلها، وتلوث قومها وشرفهم، وتكون المصيبة عليهم أشد، والبلية أنكى، إذا ما جاءت تلك البغيضة، شوهاء أو دميمة الخلق.
فلقد كانت المرأة في منزلة مخزية ومهينة في ذلك المجتمع، وكانت عرضه للضرر مادياً وأدبياً:
 الحياة في  العصر الجاهلي
ماديا: من خلال حرمانها من كل حقوقها، ابتداء من حق الحياة، وانتهاء بحق الميراث.
 وأدبيا: من خلال عدم حصولها على قدر من الاحترام في ذلك المجتمع، حتى الحرائر منهن فكثيراً ما كن يتعرضن لإيذاء الأزواج من خلال عادات: الظهار والإيلاء حيث تظل الزوجة على ذمة زوجها، لكنها محرومة من المعاشرة الجنسية، فيجعلها معلقة، لا هي مطلقة، ولا هي متزوجة، ومن أبلغ ما قيل معبراً عن ذلك المصير المشين، والوضع المخزي الفاضح، والمنزلة الوضيعة، التي وصلت إليها المرأة في ذلك العصر، ما ذكره الفاروق – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حيث قال: والله كنا في الجاهلية لا نعُد النساء شيئاً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل.
 فهذا كاف للدلالة على عموم نظرة الاحتقار والذلة، التي كانت المرأة ترضخ تحتهما في ذلك العصر الجاهلي، مما تقدم يبرز لنا سوء النظرة إلى المرأة، وسوء المكانة التي تبوأتها في ذلك العصر.
 
 الخلاصة:
نحن الآن بصدد رأيين متناقضين أحدهما: يرى أن المرأة في ذلك العصر بلغت منزلة رفيعة، والرأي الآخر: يرى غير ذلك، ولكن الحقيقة التي لا مجال للطعن فيها، أن المرأة قد فقدت كل حقوقها على امتداد بلاد العالم قبل ظهور الإسلام، ولم يُعرف لها حقاً معلوماً، ولا قدراً مفهموماً، فقد كانت سقط متاع، لا يُنظر إليها، فضلا عن أنها قد تعرضت للبيع من قبل زوجها وأبيها، بل أكثر من ذلك، فقد تمت مقايضتها بحمار وماعز.
 وهذا ما يدعم عموم نظرة الاحتقار، والمكانة الهابطة، التي كانت تعيش المرأة في كنفها قبل الإسلام في كل أرجاء العالم، ومن ثمة يبدو القول بأن المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، كان لها شئ من المكانة السامية، فهذا قول لا يطمئن إليه قلب، ولا يرضاه لب.
فلا يُعقل أن يكون للمرأة قسمة من الإنصاف والكرامة في شبة الجزيرة العربية، إلا على نفس القدر الذي كانت عليه القسمة العامة في بلاد العالم أجمع على تنوع عاداته وشرائعه، وتباعد أرجائه وبلاده، ولعلها كانت تسوء في بعض أنحاء الجزيرة العربية، فتهبط الإساءة بها إلى الحضيض، كما كانت تهبط إليها في كافة أرجاء العالم، وقد ترتقي أحياناً فلا يكون قصارها من الارتقاء، إلا أنها تُكرم عند زوجها، نظراً لأنها ابنة ذلك الرئيس المهاب، أو أم لهذا الابن المحبوب.
 أما أنها تُكرم وتحترم على أنها من جنس المرأة، يعمها ما يعم بنات جنسها من الحق والمعاملة، فذلك ما لم تدركه المرأة قط من الإنصاف والكرامة إلا على يد الإسلام الحنيف.
وقد يحميها الأب والزوج والأخ والابن، ولكنها ليست حماية يحتمها احترامها، وصون عزتها وكرامتها، ولكن كانت تلك الحماية مفروضة عليهم، تماما مثل حمايتهم للمستجير بهم، وحمايتهم لكل ما هو في حوزتهم وتحت حماهم، حيث كان يُعاب على الرجل منهم، أن يُهان حُرمه، كما يعيبه أن يُعتدى عليه في كل محمي، أو ممنوع، ومنه دابته وبئره ومرعاه، فإذا ما هانت المرأة، فذلك عار يأنف منه أهله، ومن أجل ذلك وقعت بعض الحروب مثل الباسوس، ليس من أجل امرأة، ولكن من أجل الاعتداء على الجوار والحمى. 
ومن أبلغ ما قيل من الشعر موضحاً لمدى المهانة، التي كانت ترفل فيها المرأة بصفة عامة في الجزيرة العربية، ومؤيد وداعم لما ذهبنا إليه
البُحتري شاعر الدولة العباسية​
 تلك الأبيات للبحتري، يُعاتب صديق له لحزنه على موت ابنته فيقول:    
أتبك منْ لا يُنازل بالسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف مشيحاً ولا يـهز اللواء
والفتى مــــــــنْ رأى القبور لما طاف                  به مــــــــــــن بناته أكفـــــــاء
لســــن مـــــــن زينة الحياة وورثن                  التــــــــلاد الأفـــــاصي البـــعداء  
لم يئد كثرهن قيـــــــس تمـــــــيم                  عيــــــــلة بـــل حميــــــة وإباء
وتغـــــشى مهلـــهل الـــذل فيـــهن                 وقــــــــد أعـــــطى الأديم حيـــاء
وشـــــــفيق بن فاتك حذر العــــــار                علـــــيهن فــــــارق الــــــــدهناء       
وعلــــــــى غيـــــرهن أحــــــزن يعقوب               وقــــــــــد جــــــاءه بنــــوه عشاء
وشعـــــــيب من أجلــــهن رأى الوحدة               ضــــــعفا فاســـتأجر الأنبيــــاء
واســــــــتذل الشيـــــــطان آدم فـــي              الجنة لمــــــا أغــــــرى به حـــواء
وتلفـــــــــت إلى القبائـــــل فـــــانظر              أمهــــــــات يُنســــــــبن أم آباء
ولعمــــــري مـــا العجـــز عنــــــــدي إلا              أن تبيت الـرجال تبكي النساء

تلك كانت نظرة المجتمع الجاهلي لجنس المرأة، وتلك هي المكانة التي احتلتها عندهم، والآن نتسأل: كيف كان يتم وأد البنات في الجاهلية؟! وما السبب في ذلك؟!

*************************************



(16) وأد البنات ما بين العصر الجاهلي في الماضي  والعصر المتقدم في الحاضر:
 من فوق الثرى يخترق صوتُها أعماق الكون؛ لسان حالها يردّد "بأيِّ ذنبٍ قُتلت".. صرخاتُ زهرةٍ يانعة ذَبُلَتْ قبل أوانها، وأنينُ شمسٍ غَرُبَتْ في مقتبل عمرها.. إنها موءُودة العصر الجاهلي  التي اغتالتها موروثاتٌ بائدة؛ جثمت على الفكر الذكوري عقوداً من الزمن، والتي صنفت "الأنثى" على أنها عارٌ يجب التخلُّص منه حتى يعيش الرجل حياةً طاهرةً نقيّةً بعيداً عن "فضيحة الأنثى"
(أ) وأد البنات في العصر الجاهلي:
 الوأد:هو دفن الإنسان حياً وكانت عادة الوأد من العادات التي يمارسها العرب في فترة ما قبل الإسلام، وبمقارنتها بقوانين حماية الإنسان في هذه الأيام فإنها تعتبر من أقصى أنواع الظلم والطغيان، فلقد خلق الله – تعالى - الذكر والأنثى وجعل كلا منهم مكملاً للآخر، فالرجل لطلب الرزق والمرأة للولادة وتربية الأولاد، ولما كان الذكور يمتازون على الإناث بالقوة العضلية، التي تؤهلهم لكسب المال والدفاع عن القبيلة فقد كان الكثير من الناس منذ القديم يقتلون الأطفال الإناث خوفاً من الفقر والعار، أما الذكور فقد كانوا يعاملوا معاملة جيدة فهم يحمون القبيلة ويأتون بالمال وكان العرب في الجاهلية يقتلون البنات وقد أصطلح على ذلك بوأد البنات، قال الله تعالى -  في حق من يفعل ذلك:(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(59)[سورة النحل].


بداية و تاريخ الوأد في الجاهلية:

·   يختلف الباحثين حول تاريخ الوأد لكن معظمهم يرجعها لغزوة النعمان بن المنذر ملك الحيرة على قبيلة بني تميم حين أخذ سبايا قبيلة عربية و من بين السبايا كانت ابنة قيس ابن عاصم و حين خير النعمان السبايا بحرية العودة و تحريرهم ففضلت ابنة قيس بن عاصم  البقاء عند منْ سباها، و لم تعد لزوجها، فأقسم بوأد كل بنت تلدها زوجته.

·   و هناك رواية ثانية تقول أن الوأد بدأ عند قبيلة ربيعة حيث روي أن كانت إحدى السبايا ابنة أمير من قبيلة ربعة بعد الصلح فضلت سابيها على أبيها لكن من المتفق عليه أن بني تميم و بني كندة و بني ربيعة كانوا من القبائل التي انتشر فيها وأد البنات حيث الكثير من الباحثين يشككون بان وأد البنات كان عاما و ذلك  لأنه قبل الإسلام كان الرجل يتزوج عشر نساء و ليس فقط أربع و لو كان وأد البنات في كل القبائل لما بقي هناك جنس عربي حسب رأيهم.

 بأي ذنب قُتلت

 كيفية وأد البنات في الجاهلية:

·      يروي لنا ابن عباس – رضي الله عنه – طريقة من طرق وأد البنات

في الجاهلية فيقول: أن الحوامل إذا قاربت ولادتها، حفرت حفرة، فمخضت على رأسها، فإذا كان المولود أنثى، قذفت بها إلى الحفرة، وإذا كان المولود ذكراً استبقته في حنان وعزة.

·   كما كانت هناك طريقة أخرى للوأد وهي: أن الرجل يترك البنت حتى السادسة من عمرها،فإن أراد التخلص منها، قال لأمها: طيبيها وزينيها، حتى أذهب بها إلى أحمائها، ثم يذهب بها إلى بئر حفرها في الصحراء، ويقول لها انظري في هذه البئر، ثم يأتي من خلفها ويدفعها في البئر، ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض، وهكذا كان حال هذه البريئة، تُقتل على هذه الصورة البشعة الخالية من كل خصائص الرحمة؟! فلماذا كانت تُقتل؟!

صراع لا ينتهي لا ذنب لي فيه:يبدد احلامي يجرني الي بئر عميق حالك الظلمة قلبي الصغير يرتجف 

·     روي أن رجلاً من أصحاب النبي (ص) وكان لا يزال مغتماً بين يدي رسول الله (ص) فقال له رسول الله (ص): ما لك تكون محزوناً؟ فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنباً في الجاهلية فأخاف ألا يغفره الله لي وإن أسلمت، فقال لهأخبرني عن ذنبك؟ فقال: يا رسول الله، إني كنت من الذين يقتلون بناتهم، فولدت لي بنت فتشفعت إلي امرأتي أن أتركها فتركتها حتى كبرت وأدركت، وصارت من أجمل النساء فخطبوها، فدخلتني الحمية، ولم يحتمل قلبي أن أزوجها أو أتركها في البيت بغير زواج، فقلت للمرأة إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي ، فسرت بذلك، وزينتها بالثياب والحلي، وأخذت علي المواثيق بألا أخونها، فذهبت إلى رأس بئر فنظرت في البئر، ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها في البئر فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول: يا أبت إيش تريد أن تفعل بي؟ فرحمتها، ثم نظرت في البئر فدخلت عليّ الحمية، ثم التزمتني وجعلت تقول: يا أبت لا تضيع أمانة أمي! فجعلت مرة أنظر في البئر ومرة أنظر إليها فأرحمها، حتى غلبني الشيطان فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة، وهي تنادي في البئر: يا أبت قتلتني؟! ومكثت هناك حتى انقطع صوتها فرجعت.فبكى رسول الله (ص) وأصحابه، وقال: لو أُمرت أن أعاقب أحداً بما فعل في الجاهلية لعاقبتك.

 الفقر

أسباب وأد البنات في الجاهلية

يرجع وأد البنات إلى عدة أسباب نجملها فيما يلي:

(1)          العامل الإقتصادي:

قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْـٔ ا كَبِيرًا ) سورة الإسراء: - 31 -  توضح تلك الأية الكريمة أن من بين عادات العرب الجاهلية قتل الأبناء خشية الفقر والفاقة، ذلك أن طبيعة البيئة العربية، وطبيعة حياة العرب القائمة على الرعي، والتنقل خلف العشب والكلأ، علاوة على شظف الحياة، الذي كانت تعاني منه جموعهم، كل هذه الأمور كانت دافعهم إلى التخلص من البنات فور ولادتهن.

فقد ذكر بعض المؤرخين أن سنين شديدة كانت تنزل بالناس تكون قاسية على أكثرهم ولا سيما على الفقراء، فيأكلون (العلهز) وهو الوبر بالدم، وذلك من شدة الجوع، وبهذا الفقر وهذه الفاقة وذلك الاملاق، كل هذا حملهم على وأد البنات حذر الوقوع في الغواية

 

(2)       خشية زواجهن بغير الأكفاء:

يتضح ذلك من قيس بن عاصم حيث قدم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – واعترف له – صلى الله عليه وسلم – بأنه ما ولدت له بنت إلا ووأدها، فسأله أحد المهاجرين عن سبب ذلك قائلا: فما الذي حملك على ذلك، وأنت أكثر العرب مالا، فكان الجواب الواضح من قيس حيث قال: مخافة أن ينكحن مثلك.

 

  عادات وتقاليد العرب في الزواج والنسب قديما

(3)      هن رجس:

ومن أسباب وأد البنات في الجاهلية: الاعتقاد بأن البنت رجس من عمل الشيطان، أو من خلق إله غير آلهتهم، ولهذا يجب التخلص منها حتى لا تحمل لعنة الآلهة(1) الإسلام والأسرة: د/ محمود بن الشريف ص 17

  السبايا

(4)         الخوف من العار:

فقد كانت حياة العرب قائمة على الحروب، وكان حالهم ما بين نصر وهزيمة، مما يجعل نساءهم عُرضة للسبي، وبالتالي يلحق بهم العار لذلك، حيث أن السبية كانت تُباع في الأسوق، وقد تُكره على البغاء، وفي ذلك ذلة وعار بالنسبة للعربي، ومما يؤيد ذلك ما حدث مع قبيلة تميم، التي كانت خاضعة لسلطان النعمان بن المنذر ملك الحيرة،فمنعوه ضريبة الأتاوة التي كانت  مفروضة عليهم، فجرد عليهم النعمان أخاه الريان مع (دوسرا) إحدى كتائبه وكان أكثر رجالها من بني بكر بن وائل،  فهزمتهم الحملة، وسبت نساءهم، فاستاق النعمان سبي ذراريهم، فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر، وكلموه في الذراري، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء، فأية امرأة اختارت زوجها ردت إليه، وإذا ما اختارت سابيها بقيت معه،فشكروا له هذا الصنيع.

  

وكانت من بين النساء بنت قيس بن عاصم، فلما خُيرت، فاختارت سابيها عمرو بن المشمرخ على زوجها، فغضب قيس بن عاصم، ونذر أن يدس كل بنت تولد في التراب، وبالفعل وفىِّ نذره، حتى بلغ عدد بناته، اللاتي دسهن في التراب ست بنات، وبه اقتدت بنو تميم، وبهم اقتدى العديد من القبائل العربية.

  عار السبايا والجواري عند العرب في الجاهلية

(5) العيوب الخلقية:

ومن القبائل مَن كانت تئد البنات، لا لغيرة أو خوف من عار، بل إذا كانت مشوهة أو بها عاهة مثلاً: إذا كانت زرقاء ... أو سوداء ... أو برشاء ... أو كسحاء ... ويمسكون من البنات مَن كانت على غير تلك الصفات لكن مع ذل وعلى كره منهم

 

(ب) وأد البنات في العصر الحديث:

وأد البنات في الوقت الحاضر أخذ شكلا آخر وهو إسقاط الحامل لحملها بعد أن تعرف بأنها حامل ببنت عن طريق الكشف بواسطة السونارو هذه العادة آخذة بالانتشار وخصوصا في الصين

(1) وأد البنات في الصين:

 نشرت مجلة أمريكية معروفة اسمها (The Christian Science) في عددها الجمعة 19/10/2007 مقالة مهمة بعنوان (فائض الذكور في الصين: قنبلة جيوسياسية موقوتة) (China s surplus of sons: A geopolitical time bomb) ولقد جاء فيها (إن سياسة الطفل الواحد التي تفرضها الحكومة الصينية على شعبها بدأت عواقبها الوخيمة تتضح, مشيرة إلى أن نسبة خمسة إلى ستة ذكور مقابل كل أنثى بالصين وهو ما يعني أن كثيرا من الرجال لن يتمكنوا من إنشاء أسر خاصة بهم وإن الصين مدعوة بإلحاح إلى التغلب على أنواع الخلل الاجتماعي والقانوني التي تضافرت لتنتج عنها الوضعية الحالية.


وذكرت أن ثقافة  اختيار الابن الذكر متجذرة ومنتشرة في كثير من الثقافات, إذ يرى كثير من الناس عبر العالم أن الابن الذكر ضروري لضمان المستقبل المالي للعائلة ورفاهيتها الاجتماعية،وأضافت أن حجم ووضع هذه المشكلة في الصين مخيف، لأن سياسة الطفل الواحد تضع ضغطاً هائلا على الوالدين الصينيين كي يحددوا جنس ولدهم وهو في رحم أمه ويجهضون الحمل إن كان بأنثى.
وبحسب مجلة علوم الطب البريطانية (The New England Journal of Medicine  Research ) فإن عدد الإناث التي يتم وأدهم سنوياً على مستوى العالم حوالي 100مليون فتاة حيث يقدر حوالي 15 مليون فتاة يتم وأدها في الصين لوحدها، وتساءلت الصحيفة عن عواقب مثل هذه السياسة في العقود القادمة فقالت إنها ستفاقم مشكلة تهريب النساء, التي ستتضرر منها المجتمعات النامية أكثر من غيرها،كما أشارت إلى أن فائض الذكور قد تنجم عنه قلاقل إقليمية قد تنتشر لتصبح مشكلة أمنية دولية.
 
 ونقلت في هذا الإطار عن الكاتبتين: فاليري هودسون وأندريا دن بور قولهما في كتابهما حول الديمغرافيا والأمن  الغصون المتشعبة  إن فائض الذكور في منطقة ما غالبا ما ينجم عنه تفش للعنف من خلال السطو أو الاحتجاج أو الانضمام للعسكر أو الجماعات المسلحة،وختمت الصحيفة بمطالبة العالم بالضغط على الصين للتخلي عن سياسة  الطفل الواحد  والتعلم من أخطاء الماضي لتفادي كارثة دمغرافية وقلاقل جيوسياسية كبيرة في المستقبل)(3) المراجع والمصادر

(3) المراجع والمصادر:

The Christian Science

مقالة بعنوان

China s surplus of sons: A geopolitical time bomb

http://www.csmonitor.com/2007/1019/p09s02-coop.html

موقع الجزيرة نت

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5B9625C4-8044-423B-89CE-3348FE9109A3.htm

The New England Journal of Medicine  Research

http://content.nejm.org/

http://en.wikipedia.org/wiki/One-child_policy   

السونار

(2) وأد البنات في الهند:

  وأد البنات في الهند بسبب غلاء المهور

تعتقد الأسر الهندية أن الأولاد استثمار للمساعدة في كسب العيش، ومن ناحية أخرى تسعى للتخلص من البنات خوفا من جمع المهر لزواجهن في المستقبل، وحسب دراسة نشرتها مجلة "لانست" الطبية تمت خلال العشرين عاما الماضية حوالي 20مليون عملية إجهاض في الهند، للتخلص من الإناث، الأمر الذي أدى إلى خلل كبير في نسبة الذكور إلى الإناث في بعض الولايات مع أن الفحص لمعرفة جنس المولود غير قانوني في الهند.

وفي البداية تدفع الحكومة الهندية مبلغ 15.500روبية (حوالي 190جنيه إسترليني) لكل أسرة فقيرة تربي بنت. وعندما تبلغ الفتاة سن 18عاما، تحصل أسرتها على مبلغ 100.000روبية، بشرط حصولها على قدر معين من التعليم والتحصين وألا تكون متزوجة. وسوف يطبق هذا النظام في سبع ولايات لمكافحة التمييز بين الذكور والإناث.

أسرة هندية الإناث فيها أكثرية

وتقول رينوكا تشاودهوري الوزيرة الهندية المسئولة عن تنمية المرأة والطفل "نعتقد أن هذا سيجبر الأسر على النظر الى البنت كرصيد وليس وليست الأسر الفقيرة التي تعيش في الريف هي فقط التي تفضل المواليد الذكور فقد أظهرت دراسة أعدتها جمعية الطب المسيحية صدرت حديثا أن قتل الأجنة منتشر حتى في العاصمة الهندية خاصة في الأسر التي أنجبت إناثا بالفعلوتوصل الباحثون في الدراسة التي استمرت عشر سنوات للمواليد في مستشفيات نيودلهي وبدأت من عام 1993-1994 إلى أن نسبة الذكور للإناث انحرفت بشكل غير طبيعي في الأسر التي أنجبت بنتا فيما يشير إلى ارتفاع معدل إجهاض الأجنة الإناث.

وأظهرت الدراسة أن عدد المواليد من الإناث بلغ 542 لكل ألف ذكر إذا كان الطفل الأول أنثي. وإذا كان أول طفلين من إناث يبلغ المعدل 219 أنثي لكل ألف ذكر.

  معرفه جنس الجنين بالأشعة التليفزيونية ( السونار ) فى هذه المرحلة

وقال جو فارجيس من الجمعية لرويترز "دراستنا تظهر أن 50 بالمئة من الأجنة الإناث يتم إجهاضها إذا كانت بنتا ثانية وبعد إنجاب بنتين فان نحو ثلاثة أرباع الأجنة الإناث تجهض."ورغم الحظر تزدهر أنشطة تحديد نوع الجنين فالعديد من العيادات الطبية تعرض خدمة الأشعة بالموجات فوق الصوتية لتحديد نوع الجنين مقابل 500 روبية (11.50 دولار) فقط. وهناك لافتات في بعض أرجاء البلاد كتب عليها "ادفع 500 روبية الآن ووفر 50 ألفا في المستقبل" في إشارة إلى المهور التي يدفعها أهل العروس لتتزوج بناتهن.        
ويستخدم الأطباء الشفرة في إبلاغ الأسرة بنوع الجنين فيقولون مثلا إن المولود القادم سيكون "مقاتلا" إذا كان ذكرا أو يقولون إنها "عروس" إذا كانت بنت.

ويقول فارجيس "مع اختيار الأسر الاكتفاء بطفلين يتزايد الضغط لإنجاب صبي."

وأضاف "أخل ذلك بنسبة الذكور للإناث الأمر الذي ينذر بكارثة على المدى الطويل تهدد التشكيل النوعي للمجتمع."

وتفضل العديد من الأسر الأولاد إذ يعتبرونهم تأمينا لهم في الكبر في دولة تفتقر لنظام معاشات في حين تترك البنت منزل أهلها عندما تتزوج وتأخذ معها مهرا ضخما في صورة أموال أو ممتلكات أو سلع أخرى مثل الثلاجات "البراداتوغيرها.

وتشن الحكومة بمساعدة منظمات أهلية حملة على العيادات التي تجهض سرا الأجنة الإناث.

وقال سوشما راث المسئول البارز بوزارة الصحة "بدأنا كذلك في إشراك الزعماء الدينيين ونطلب منهم إدراج مثل هذه القضايا في تعاليمهم."وتدير الحكومة حملة تلقي الضوء على أهمية البنات الصغيرات في مجتمع مازال يشهد التخلص من المولودة بتركها في شبكة الصرف الصحي أو صناديق القمامة أو على أبواب دور الأيتام.

وقالت موظفة حكومية في دلهي أنجبت ابنتها الخامسة في الفترة الأخيرة "كيف يمكننا تحمل تكلفة تربية كل هذا العدد من البنات."وأضافت أنها كانت ترغب بشدة في الإجهاض عندما علمت أن الجنين أنثى لكنها لم تستطع لأنها كانت تعاني من ضعف شديد. وقالت "مازلت أريد إنجاب صبي لكن لا أعرف إن كنت سأتحمل المخاطرة."

(ج) موقف الإسلام من وأد البنات:


إن وأد البنات موجب لغضب الله تعالى كما أنه يتسبب بأضرار خطيرة للمجتمع فالله - سبحان وتعالى -  خلق عدد المواليد الذكور أقل بقليل من النساء حيث تقدر الإحصائيات العالمية أن النسبة الطبيعية للولادات في العالم حوالي ((104) ذكر مقابل (120)أنثى) وهذه النسبة تقريبا تتيح لكل ذكر أن يتزوج من أنثى، أما الباقي من النساء فيتم سده من خلال نظام تعدد الزوجات الذي شرعه الإسلام بحيث يكون المجتمع كله عبارة عن أسر متماسكة، أما في حالة وأد البنات تزداد نسبة الذكور على النساء، مم يؤدي إلى تناقص الولادات فالمرأة خصها الله - سبحانه -بالولادة والإنجاب، وبنقصان عددها في المجتمع يتناقص هذا المجتمع إلى أن ينقرض، ويتلاشى.

فلقد خلق الله-  تعالى -  الذكر والأنثى وجعل كلا منهم، مكملاً للآخر فالرجل لطلب الرزق، والمرأة للولادة وتربية الأولاد، ولما كان الذكور يمتازون على الإناث بالقوة العضلية، التي تؤهلهم لكسب المال والدفاع عن القبيلة، فقد كان الكثير من الناس منذ القديم يقتلون الأطفال الإناث خوفاً من الفقر والعار، أما الذكور فقد كانوا يعاملوا معاملة جيدة فهم يحمون القبيلة ويأتون بالمال وكان العرب في الجاهلية يقتلون البنات وقد أصطلح على ذلك بوأد البنات، ولما جاء الإسلام حرم هذه العادة القبيحة تحريماً شديداً فقد قال الله تعالى في حق من يفعل ذلك:(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(59)[سورة النحل].

وقد حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأد البنات فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟! قَالَ: أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ. قَالَ: ثُمَّ أَيْ؟! قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ .قَال:َ ثُمَّ أَيْ؟! قَال:َ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}(4)ورد في صحيح البخاري باب صلاة النساء خلف الرجال.

وعن عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله تعالى حرم عليكم : عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات، وكره لكم: قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) (5) الجامع للسيوطي رقم : 1749، تحقيق الألباني (الحديث صحيح).

  وخير ما نختتم به كلامنا عن مكانة المرأة عبر العصور التاريخية المختلفة، وفي ظل الأديان التي سبقت ظهور الإسلام العظيم، ومدى ما وصلت إليه من ذلة ومهانة، فلم يُعرف لها حق، ومدى الامتعاض الذي كانت محاطة به، كلام الأستاذ/ قاسم أمين حيث قال:

  قاســــم أميـــــــن


ترتب على دخول المرأة في العائلة حرمانها من استقلالها، لذلك كان رئيس العائلة عند الرومان واليونان والجرمانيين والهنود والصينيين والعرب، مالكا للمرأة، كان يملكها كما يملك الرقيق بطريق البيع والشراء، بمعنى أن عقد الزواج، كان يحصل على صورة بيع وشراء، وكان الرجل يشتري زوجته من أبيها، فتنتقل إليه جميع حقوق الأب، ويجوز للزوج أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر(6) مقارنة الأديان: د/ أحمد سلبي ج 3 ص 218.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق