الباب الثالث: الإسلام
والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن
المرأة:
(7) بقاء المرأة في المنزل:
رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل
المرأة:
(2) الآثار
السلبية لعمل المرأة
ثانيا: أثر عمل المرأة على الزوج :
توطئة:
قد يتسبب عمل المرأة في تدهور العلاقات الأسرية فبعد أن كان أساس تلك
العلاقة السكن والمودة والرحمة، فغالبا ما تتحول تلك العلاقات فتقوم على أساس مادي
بحت حيث كثيراً ما تنشأ خلافات حادة تبدد الود، فإذا قدمت المرأة من دخلها شيئا
لمساعدة الرجل أفقده ذلك قوامته ومسؤوليته.
حيث يؤدي عمل المرأة إلى نقصان المعنى الحقيقي للشعور بقوامة الرجل في
نفوس بعض النساء فلنتصور امرأة تحمل شهادة مثل شهادة زوجها ، أو أعلى " وهذا
ليس عيباً في ذاته " ، وتعمل براتب قد يفوق راتب زوجها ، أو يٌعادله، فهل
ستشعر هذه المرأة بشكل كاف بحاجتها إلى زوجها؟! وهل ستتكامل لديها طاعة الزوج ؟! أم
أن الإحساس بالاستغناء قد يتسرب داخلها؟! ومن ثمة تنشأ مشكلات تزلزل كيان البيت من
أساسه؟! والتي أدناها زوال تقدير الزوجة لزوجها، وشعورها بشيء من الفضل والتعالي
عليه لما تُنفق من مال.
ومن أبرز
مظاهر تدهور العلاقات الزوجية المترتبة على عمل المرأة: انشغال المرأة عن زوجها
وبيتها بالعمل، وإهمالها حقوقه من كثرة الضغوط عليها، والأعباء الملقاة على
عاتقها، وقد يدفعه ذلك إلى ارتكاب المحرم بإقامة علاقات غير مشروعة، كما أنه قد
يؤدي إلى عزوف المرأة عن الإنجاب، فهي لا تستطيع تحمل هذه المسؤوليات والأعباء. هذا
بخلاف أن إهمال المرأة العاملة لزوجها يترتب عليه إهماله هو الآخر لها، ويزداد
الأمر سوءا وخطورة عندما يكون هناك اختلاط في العمل فترى المرأة من هو أرق من
زوجها، وأعطف عليها فتقع في حبه، ويرى الرجل منْ تهتم به أكثر من زوجته، فيزداد
العزوف، فتنتهي علاقة الأسرة بالطلاق.
فعمل المرأة له العديد من الآثار
النفسية السيئة على زوجها، وبخاصة إذا كان يجلس في البيت لوحده، حيث أنه يفتح
باباً للظنون السيئة بين الزوجين، ويدخل الريبة بينهما، كما أن عملها قد يسبب
التقصير في جانب الزوج وتحقيق السكن إليه، وإشباع رغباته، الأمر الذي يشكل خطراً
على استمرار العلاقة الزوجية بينهما، ولعل هذا يفسر ارتفاع نسبة الطلاق بين
الزوجين العاملين.
ومما يزيد من الإرهاق النفسي عند الرجل غير ما تقدم أنه يرى أولاده
ضائعين بين خادمة عديمة الإحساس، تائهين بين تلفزيون أو ألعاب فيديو مخدرين لا
يهتمون لما يدور حولهم.
كما أنه يرى إهمالا في شؤون البيت وإهمالا للزوجة لنفسها نتيجة لكثرة
الضغوط التي تتعرض لها خارج المنزل و داخله، مما يبعث في نفس الرجل الملل في
الحياة اليومية الروتينية مع زوجة عاملة لا تهتم بنفسها في البيت بقدر ما تهتم
بزينتها للخروج للعمل.
وأخيراً حين يرى زوجته العاملة المرهقة تعبة من عملها، تزيدها أعباء
ومسؤوليات البيت إرهاقاً، يدخل هو أيضاً في دوامة، ففي خضم هذه الأجواء لا يجد
لنفسه مقاماً، ويتحرج أن يبوح باحتياجاته النفسية.
أراء ودراسات حول الأثر السلبي
لعمل المرأة على الزوج:
إن خروج المرأة للعمل وإهمالها أو تقصيرها في واجباتها البيتية يؤدي
إلى الصراع بين المرأة وزوجها،حيث تضعف سيطرة الرجل على الأسرة، وتصبح القرارات
الأسرية ليست من حق الرجل إذ أصبحت المرأة تشاطره المهام وتساويه في القدرات (1) والدخل
وقد تفوقه، لأن كثيراً من أرباب العمل يفضلون المرأة على الرجل وخاصة الذين ليس
لهم أهداف شريفة .
وكثيراً ما يكون راتب الزوجة هو المشكلة، وبسببه الخلاف، حيث ترفض بعض
الزوجات المشاركة في نفقات الأسرة، وهذا يؤدي إلى زيادة نسبة الطلاق، وهذا الكلام
واضح وبين في سجلات المحاكم .لقد طلق رجل زوجته غيرة عليها حين علم أن مسئولها في
العمل يأخذها بسيارته لبعض الأعمال، وقد تخسر المرأة المقصرة زوجها حين يتطلع إلى
امرأة أخرى لعدم تفرغ زوجته(2)
إن العلاقة بين الرجل والمرأة (الزوجين) قائمة على أساس أن المرأة سكن
للرجل، فهل يمكن أن يجد الرجل ذلك السكن لدى امرأة مثقلة بهموم وتعب العمل فكرياً
ونفسياً وجسدياً، وهل يجده لدى امرأة تعاني قسوة العمل والمسئوليات، وهل تجد
الزوجة الميل نحوه وهي ترى أنها تماثله وتشاطره في كل شيء(3)
لقد أجريت إحصائية في ألمانيا مع عدد كبير من العاملات اللواتي يمتلكن
شركات ومراكز مرموقة،وثروات كبيرة وسئلن، هل تفضل المرأة نجاحها في العمل أم في
الحياة الزوجية ؟
فأجبن جميعهن إجابة واحدة وقلن إنهن مستعدات للتضحية بعملهن ومركزهن
الكبير ولا يضحين ببيوتهن وأزواجهن وأولادهن، أما غير المتزوجات فأجابت مجموعة
كبيرة منهن بأنهن يفضلن الزواج مع البقاء بمركز صغير جداً أو مرتب ضئيل جداً على
المراكز العظيمة والأموال الكثيرة (4) لأن النجاح في العمل لا يحقق السعادة
المنشودة، بل السعادة في الزواج والأسرة .
فعملها له آثار نفسية سيئة على زوجها ، خاصة إذا كان يجلس في البيت
لوحده ، كما أنه يفتح باباً للظنون السيئة بين الزوجين ، وأن كل واحد منهما قد
يخون الآخر ، كما أن عملها قد يسبب التقصير في جانب الزوج وتحقيق السكن إليه ،
وإشباع رغباته ، الأمر الذي يشكل خطراً على استمرار العلاقة الزوجية بينهما ، ولعل
هذا يفسر ارتفاع نسبة الطلاق بين الزوجين العاملين , ومشكلات الحياة الزوجية تؤثر
على المرأة تأثيراً كبيراً , فالعنف وضرب الزوجات يؤدي إلى شعور الزوجة بالقهر
والانكسار . فنجد أن الزوجة تصاب بالقلق واضطراب السلوك وتشعر بالكآبة والحزن ,
وتستسلم للعجز واليأس والرغبة في البكاء من هنا نجد بعض النساء تخف رغبتهن
بالإنجاب مع التقدم الوظيفي والمهني نتيجة هذه الارباكات, لأنهن يعتبرن الإنجاب
ومسؤولياته عائقاً أمام تقدمهن الوظيفي والمهني والعملي, إضافة لمشكلات أسرية
وزوجية قد تنشأ نتيجة ضعف الروابط الأسرية بخروج المرأة للعمل, مما يؤدي لزيادة
حالات الطلاق أيضاً , إضافة إلى ذلك ترفض نسبة كبيرة من الرجال عمل المرأة بشكل
عام وكذلك بأن يقوم الرجال ببعض الواجبات المنزلية لأسباب يعتبرها بعضهم بإنها تحط
من شأنهم ولا تتطابق مع تصوراتهم (5)
لقد أجريت العديد من الدراسات في الأقطار العربية حول أثر عمل المرأة
بالزواج, فقد أظهرت أحدى الدراسات أن الأغلبية من النساء غير المتزوجات يخططن لترك
أعمالهن بعد الزواج, وأن نسبة عالية من النساء المتزوجات تفكر بترك أعمالهن بعد
الإنجاب, وان نسبة منهن سيتركن العمل لعدم استطاعتهن التوفيق بين واجباتهن
المنزلية ومتطلبات الوظيفة.
خروج المرأة إلى العمل يؤدي بها إلى إهمال حق زوجها وعدم الاهتمام به
، وهذا يعود إلى كثرة التعب والإرهاق الذي تلاقيه هذه المراة ، وفي الحقيقة هي غير
ملامة في ذلك , فهي بشر تحس وتتألم وتتعب فكيف لها أن تقوم بوظيفتين , فهل الوقت
الذي تبقى من يومها يسعفها إلى تأدية حق زوجها أو حق بيتها أو تعطي جسمها قسطا من
الراحة ؟ .......
من الطبيعي توقع حدوث تغيير في العلاقات الزوجية للمرأة
العاملة وخاصة في البيئة العربية حيث تزيد متطلبات الزوج ومسؤوليات الأسرة على
المرأة. بما يفسر تعدد البحوث التي تتناول مسألة تقييم مستويات التوافق الزوجي لدى
الزوجات العاملات. وفي هذا المجال تميل البحوث الأمريكية وتلك التي تعتمد المقاييس
( أسئلة وأجوبة) إجمالاً إلى اعتبار عمل المرأة عنصراً داعماً للتوافق الزوجي أو
أقله أنه غير مؤثر سلبياً على العلاقة الزوجية.
والواقع أن عمل المرأة كعنصر مؤثر على الزواج
يرتبط بموقف الزوج وموافقته على عمل زوجته. حيث أجرت إحدى عيادات الاستشارات
الزوجية بحثاً قسمت فيه الأزواج إلى ثلاثة مجموعات:
المجموعة الأولى: وعددها اثنتان وثلاثون من
الأزواج والزوجات حيث لا يوافق الأزواج على اشتغال زوجاتهن اللائي يعملن بالفعل.
المجموعة الثانية: ثلاث وأربعون مجموعة من
الأزواج فيها يوافق الزوج على اشتغال زوجته التي تشتغل بالفعل،
المجموعة الثالثة: تكونت من تسع وخمسين زوجين
وفيها الزوجة لا تعمل خارج المنزل.
وقد تماثلت المجموعات الثلاث في عدة متغيرات
بما فيها عدد الأطفال واحتوت المجموعات على أزواج لديهم أطفال وأزواج ليس لديهم
أطفال.
وبينت نتائج البحث أن هناك صراعا أكبر في
الأٍسر التي لا يوافق فيها الزوج على عمل المزوجة بالنسبة لباقي الأسر. وإن كانت
دلالة الفرق ليست واضحة. وقد بدا فرق واضح بالنسبة للبنود المتعلقة بميزانية
الأسرة. وقد تأكد من هذا البحث أيضا اتفاق رأي الأزواج الذين لا يوافقون على عمل
زوجاتهم من حيث معارضتهم الصريحة للموضوع.
أما دراسة ناي سنة 1959 فقد خلصت إلى النتائج
التالية:
- أن
المناقشات كانت أكثر حدوثا بين الزوجات والأزواج في الأٍسر التي تعمل فيها المرأة.
فكانت النسبة بين العاملات 15% وبين غير العاملات 8%
- ارتفعت نسبة العاملات اللائي طلبن الطلاق
في وقت ما بالنسبة لغير المشتغلات فقد بلغت النسبة العاملات طالبات الطلاق نسبة
60% وانخفضت النسبة لدى غير العاملات إلى 47%.
- أن التوافق الزوجي لدى النساء العاملات
المتعلمات أعلى بدرجة طفيفة منها لدى غير المتعلمات. وهذا يعود برأي الباحثة إلى أن
السيدات من المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأعلى يحصلن على شعور أكبر بالرضا من
عملهن. بما يدعم قدرتهن على تقديم مساعدات إضافية للمنزل وبهذا يخففن إلى أبعد
درجة ممكنة الأعباء الأسرية.(6)
تتفق غالبية الدراسات على
ميل المرأة غير العاملة إلى القبول بالسلطة التقليدية حيث يسيطر الرجل. على عكس
ميل النساء العاملات نحو المساواة مع الرجل. وذلك بغض النظر عن مفهوم السلطة في
البيئة السابقة للزواج.
وخير ما نختم به قول ابن عمر –رضي الله عنهما-: عن النبي – صلى الله
عليه وسلم – أنه قال: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على
الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة
راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول
عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)(7)
ذلك أن المرأة راعية لبيتها،
ولأولادها وإن عملها خارج بيتها فيه مضيعة للأولاد، وتقصير لحق الزوج، فعلى المرأة
أن تختار بين أسرتها المسئولة عنها وبين عملها، المترتب عليه انهيار أسرتها.
المراجع:
(1)
مجلة العلوم الإنسانية، جامعة منتوري –
قسطنطينة، عدد ١٩ ، جوان، ٢٠٠٣ من بحث لمصطفى عوني، ص ١٤٧
)
(2)
دور الأم في تربية الأجيال، د. سامية عبد
العزيز منيسي، ط ٢٠٠١ ،١ م، دار الفكر العربي، القاهرة،
ص ٢١٠ )
(3)
انظر : الإسلام وقضايا المرأة المعاصرة،
البهي الخولي، ص ٢٤٩ )
(4)
زهرات نسائية، وفاء عبد الرحمن، ط ١٤١٠
،٥ ه- ١٩٩٠ م، ص 85
(5)
محمد بن علي شيبان العامري , المرأة العاملة
: إمكانية التوفيق بين العمل والعائلة , موسوعة تعلم معنا مهارات النجاح .
(6)
الـــدور الاجتماعي للمرأة في بيــئة العمل:
الإشكاليـــات والمعوقـات: محــاضرة في إطار نساء وطني/ الدكتور محمد احمد
النابلسي الأمين العام للإتحاد العربي للعلوم النفسية http://www.psychiatre-naboulsi.com/index2.html
(7)
الأدب
المفرد للبخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق