رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه
وسلم -
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – ممن زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – ممن زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
(6) أم المؤمنين/أم سلمة بنت أمية بن
المغيرة– رضي الله عنها
نسب أم المؤمنين/ أم سلمة - رضي الله عنها -
نسبها:
هي هند
بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن
عمر بني مخزوم، وأمُّها هي عاتكة بنت عامر بن
ربيعة بن عبد المطلب، أخوالها لأبيها عبد الله وزهير ابنا عمَّة رسول الله . وهي قرشية مخزومية ، وكان
أبوها -رضي الله عنها- من أجواد قريش،يقال له : زاد الركب ، وذلك لجوده ، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد
تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي(1) محب الدين الطبري: السمط الثمين ص133.
وكانت أم سلمة
هند بنت أبي أمية المخزومية متزوجة بأبي سلمة - وهو عبد الله بن عبد الأسد
المخزومي - فولدت له أربعة أولاد، وقد جرح في معركة " أُحد " فداوى جرحه
شهراً حتى برئ، ثم خرج في سرية " قطن " فغنم نعماً ومغنماً جيداً وبعد إقامته
بقليل انتقض عليه جرحه فمات -رضي الله عنه- وهو صاحب النبيّ -صلّى الله
عليه وسلَّم- وأخوه من الرضاعة، وهو أول من هاجر إلى الحبشة.(2) ابن الأثير: أسد الغابة 3/190. ابن خزيمة (2073)، وابن هشام: السيرة النبوية 1/ 334، 335، والسهيلي: الروض
الأنف 2/107.
زواجها
بالنبي – صلى الله عليه وسلم -
ولما انقضت
عدتها في شهر شوال عام /4 هـ/،بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها
أبناء وبنات أخيه من الرضاعة
. فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج ، فإني تجاوزت السن ، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور،
وعندي أطفال ، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه و سلم خطابا
يقول فيه : أما السن فأنا أكبر منكِ ، وأما الغيرة فيذهبها الله ، وأما الأولياء فليس أحد
منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها
عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه و سلم .
عَنْ زِيَادِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ:
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لأَبِي سَلَمَةَ:
بَلَغَنِي أَنهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوْتُ زَوْجُهَا، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ
الجَنَّةِ، ثم لَمْ تَزَوَّجْ، إِلاَّ جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا فِي الجَنَّةِ،
فَتَعَالَ أُعَاهِدْكَ أَلاَّ تَزَوَّجَ بَعْدِي، ولاَ أَتَزَوَّجُ بَعْدَكِ.
قَالَ: أَتُطِيْعِيْنَنِي؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: إِذَا مِتُّ تَزَوَّجِي،
اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلاً خَيْراً مِنِّي، لاَ
يُحْزِنُهَا وَلاَ يُؤْذِيْهَا.
فَلَمَّا مَاتَ, قلت: مَنْ خَيْرٌ مِنْ
أَبِي سَلَمَةَ؟
فَمَا لَبِثت، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ عَلَى البَابِ فَذَكَرَ الخِطْبَةَ
إِلَى ابْنِ أَخِيْهَا، أَوِ ابْنِهَا.
فَقَالَتْ: أَرُد عَلَى رَسُوْلِ اللهِ،
أَوْ أَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ بِعِيَالِي.
ثم جَاءَ الغَدُ، فَخَطَبَ.
وعن أمِّ سلمة قالت:
أتاني أبو سلمة يومًا من عند رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فقال: لقد سمعتُ من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قولاً سُرِرْتُ به. قال: "لا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ".
قالت أمُّ سلمة: فحفظت ذلك منه.
فلمَّا تُوُفِّي أبو سلمة استرجعتُ،
وقلتُ: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف
لي خيرًا منها. ثم رجعتُ إلى نفسي فقلتُ: مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟ فلمَّا
انقضَتْ عدَّتي استأذن عليَّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا
أدبغ إهابًا لي، فغسلتُ يدي من القرظ(القَرَظ: شجر يُدبغ به. انظر:
ابن منظور: لسان العرب، مادة قرظ 7/454(. وأذنتُ له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد
عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمَّا
فرغ من مقالته قلتُ: يا رسول الله، ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيَّ، ولكني
امرأة بي غَيرة شديدة، فأخاف أن ترى منِّي شيئًا يعذبني الله به، وأنا امرأة
قد دخلتُ في السن وأنا ذات عيال.
فقال: "أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللَّهُ مِنْكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِي
مِثْلُ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي".
فقالت: فقد سَلَّمْتُ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-.
فقالت أمُّ سلمة: فقد أبدلني الله بأبي
سلمة خيرًا منه رسولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (3)ابن كثير: السيرة النبوية 3/175..
عن
ابْنُ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَن
أم سَلَمَةَ لما انقضت عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدته، ثم
عُمَرُ، فَرَدته.
فَبَعَثَ
إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَتْ: مَرْحَباً، أَخبر رسول اللهِ أَنِّي
غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِداً.
فَبَعَثَ
إِلَيْهَا: (أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيْكِ
صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ
غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ؛ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُم إِلاَّ سَيَرْضَى
بِي).
قَالَتْ:
يَا عُمَرُ، قُمْ، فَزَوِّجْ رَسُوْلَ اللهِ.
الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من أم سلمة – رضي الله عنها –
لا ينكر أحد جود وكرم زاد الركب أمية بن المغيرة، ولا
يُنكر أحد شرف وفضل زوج أم سلمة، فهو صاحب الهجرتين، وممنْ حضروا بدرا وأحد وغيرها
من السرايا، ومات متأثرا بجرح أُحد، فضلا عن أن أبيها زاد الركب أمية بن المغيرة،
أجود وأكرم رجال قريش، فقد جمعت أم سلمة الشرف كله من ناحية أبيها، ومن ناحية
أمها: عاتكة بنت عامر من بني فراس الأمجاد، ومن ناحية زوجها عبد الله بن عبد الأسد
ابن عمة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأخوه في الرضاعة، فقد مات عنها وله منها:
سلمة وعمر وزينب ودرة – وقد دعا لها زوجها وهو على فراش الموت بأن يبدلها زوجا
غيرا منه، فكان الزوج هو الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – فكان زواجه منها –
صلى الله عليه وسلم – تكريما لها، ثم تكريما لزوجها، فيرعى له زوجته، ويرعى له
أبناءه على صلة الدم التي تربط بينهما، هذا بخلاف ما فعله أبو سلمة لنصرة الإسلام،
خاصة بعد رفضها الزواج من كل من: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما
–
فالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – أولى الناس
برعاية أم سلمة و أبناءها من غيره، ولذا فقد تكفل برعاية الأيتام، فكانوا من
ربائبه، وأهل بيته، حتى أنه – صلى الله عليه وسلم – زوج سلمة من أٌمامة بنت حمزة
بن عبد المطلب، عمه الشهيد – رضي الله عنه – أبعد ذلك يمكن أن يُقٌال في ذلك
الزواج الذي كان الهدف منه تكريم أم سلمة، وزوجها، ورعاية أبنائها، ثم إقامة روابط
المصاهرة مع أجود وأكرم الرجال أمية بن المغيرة، أيمكن أن يُقال أنه زواج كان
القصد منه الهوى والشهوة؟!
وانظر أيضا:
- خير الدين الزركلي/ الأعلام /قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب /دار العلم للملايين /بيروت–لبنان / المجلد الثامن.
- عبد الغني عبد الرحمن محمد/ زوجات النبي محمد وحكمة تعددهن /دار المسيرة/بيروت-لبنان/ط الأولى.
- عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت.
- آمال قرداش بنت الحسين، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، كتاب الأمة، عدد (70)
- تراجم سيدات بيت النبوة، عائشة عبد الرحمن، دار الريان للتراث، القاهرة.
- الموسوعة العربية العالمية، ج11/ 687
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق