رابعا:
مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4)
تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه –
صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
(11) أم المؤمنين/ ميمونة بنت الحارث
بن حزن الهلالية –
رضي الله عنها
اسمها ونسبها:
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبد الله
بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية.
أما أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، أخواتها من أمها
وأبيها.: أم الفضل (لبابة الكبرى) زوج العباس رضي الله عنهما، و لبابة الصغرى زوج
الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن
الخلف، وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي.
أخواتها لأمها فهن:
- أسماء بنت عميس زوج جعفر
رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها
علي كرم الله وجه.
- وسلمى بنت عم من أمها
وأبيها.يس زوج حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم ملت فخلف عليها شداد بن أسامة
بن الهاد.
- وسلامة بنت عميس زوج عبد الله بن كعب بن عنبة الخثعمي. (1)محب الدين الطبري: السمط الثمين ص189.
ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً، فأصهارها:
أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا
عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم
أجمعين.وتلك فضائل حسان، فهل فوق ذلك من أسمى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام
الرفيع...؟؟(2) العصامي: سمط النجوم العوالي 1/201.
أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام،
ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى. فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب. ثم ملأ
نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا
وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان. فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله
عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة. (3) سير
أعلام النبلاء ص 239: 240
رغبتها في الزواج من النبي – صلى الله عليه وسلم -
في السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام. وكانت
ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها
فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين،
ولما لا وهي تعرف كل شئ عنه –
صلى الله عليه وسلم –
فهي أخت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، والتي لم تمكث في بيت النبوة لأكثر من ستة
أشهر، وانتهى بها الأجل، فلا غرو أن تطمع في ذات الشرف الذي حاذته أختها بزواجها
من النبي –
صلى الله عليه وسلم - وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم
بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في
أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين، فلم تكتم أم الفضل الأمر
عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم
الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث. فبعث رسول الله ابن عمه
جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت
بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صلى
الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله".
لقد كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) ابن سعد: الطبقات
الكبرى 8/132.
قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل، فجعلتْ
أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ الله صلى
الله عليه وسلم، وأصدقها عنه أربعمائة درهم(5) ابن كثير: السيرة
النبوية 3/439.
ويُقال: إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صلى
الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ
يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]. لما
انتهت إليها خطبة رسول الله صلى
الله عليه وسلم لها
وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله صلى
الله عليه وسلم(6) ابن هشام: السيرة
النبوية 2/646، والسهيلي: الروض الأنف 4/117، وابن كثير: السيرة النبوية 3/439.
ميمــونة في القرآن الكريـم:
وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل.الحق – تبارك وتعالى – فيها قرآنا فقال الزهري وقتادة و ابن سعد بسنده إلى
عكرمة أن سيدتَنا ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها هي التي وهبت نفسَها
للنبي صلى الله عليه و آله وسلم * فأنزل الله تعالى ( وامرأةً مؤمنةً إن وهبتْ
نفسها للنبي إن أرادَ النبيُ أن يستَنْكِحَهَا خالصةً لك من دون المؤمنين ) (7) سورة
الأحزاب: 50
الحكمة من زواج النبي بها
- لقد حقَّق النبي صلى
الله عليه وسلم بزواجه
من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صلى الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ
تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد
وجد النبي صلى الله عليه
وسلم منهم العطف
الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا(8) محمد فتحي
مسعد: أمهات المؤمنين ص206.
- قال العلامة محمد رشيد رضا: ورد أن عمَّ النبي صلى الله عليه وسلم العباس رغَّبه فيها، وهي أخت زوجه لبابة
الكبرى أمِّ الفضل، وهو الذي عقد له عليها بإذنها، ولولا أن العباس رأى في ذلك
مصلحةً عظيمةً، لما اعتنى به كل هذه العناية(9) محمد رشيد رضا: نداء
للجنس اللطيف في حقوق النساء في الإسلام ص84.
- هذا بخلاف أن هذا الزواج كان تكريما لها ولأصهار أمها الذين
تعددوا، وكان لأغلبهم الفضل في نصرة الإسلام مثل: أبو بكر الصديق، وحمزة والعباس
ابنا عبد المطلب،وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، والوليد بن المغيرة، وزياد بن عبد الله
بن مالك الهلالي.هذا بخلاف أنها أخت أم
المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، والتي انتهى أجلها بعد زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم – بنحو ستة أشهر.
وهذا ما يجعل أمر زواجه – صلى الله عليه وسلم – منها لا يتفق مع الزعم أنه كان زواج
عماده شهوة الجسد، وهو المنزه –
صلى الله عليه وسلم – عن
كل ذلك.
ردحذفأزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى. فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب. ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان. فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة. (3) سير أعلام النبلاء ص 239: 240
رغبتها في الزواج من النبي – صلى الله عليه وسلم -
في السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام. وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين، ولما لا وهي تعرف كل شئ عنه – صلى الله عليه وسلم – فهي أخت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، والتي لم تمكث في بيت النبوة لأكثر من ستة أشهر، وانتهى بها الأجل، فلا غرو أن تطمع في ذات الشرف الذي حاذته أختها بزواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم - وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين، فلم تكتم أم الفضل الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث. فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله".
لقد كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) ابن سعد: الطبقات الكبرى 8/132.
قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل، فجعلتْ أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وأصدقها عنه أربعمائة درهم(5) ابن كثير: السيرة النبوية 3/439.
ويُقال: إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]. لما انتهت إليها خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم(6) ابن هشام: السيرة النبوية 2/646، والسهيلي: الروض الأنف 4/117، وابن كثير: السيرة النبوية 3/439.
ميمــونة في القرآن الكريـم:
وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل.الحق – تبارك وتعالى – فيها قرآنا فقال الزهري وقتادة و ابن سعد بسنده إلى عكرمة أن سيدتَنا ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها هي التي وهبت نفسَها للنبي صلى الله عليه و آله وسلم * فأنزل الله تعالى ( وامرأةً مؤمنةً إن وهبتْ نفسها للنبي إن أرادَ النبيُ أن يستَنْكِحَهَا خالصةً لك من دون المؤمنين ) (7) سورة الأحزاب: 50
الحكمة من زواج النبي بها
- لقد حقَّق النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صلى الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا(8) محمد فتحي مسعد: أمهات المؤمنين ص206.