رابعا: مآخذ
أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد
زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا:
أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن -
(4) أم المؤمنين/حفصة
بنت عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -
هي حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بنكنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.وكانت من بني عدي من قريش من قبيلة كنانة من بني خندف من قبائل مضر من العرب العدنانية،أمها الصحابية الجليلة: زينب بنت مظعون بن وهب بن حبيب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وزينب هذه هي أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون( الطبقات : لابن سعد ج 8\ 82
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولدت قبل
المبعث بخمسة أعوام وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة بعد أن
توفي زوجها المهاجر ( خنيس بن حذافة السهمي ) الذي توفي من آثار جراحة أصابته يوم
أحد، وكان
من السابقين إلى الإسلام هاجر إلى الحبشة وعاد إلى المدنية وشهد بدرا وأحدا فترملت
ولها من العمر عشرون سنة ، وقيل ثمانية عشر عاما.
قد يتزوج الإنسان أحياناً من بعض القبائل أو الأشخاص ،
إمّا ليقوّي أواصر العلاقة معهم ، أو ليأمن جانبهم فيما إذا كان يحذر منهم ، فإنّ
الزواج يخلق رابطة يصعب على الطرف تجاوزها وغض النظر عنها ، وقد يكون الزواج
المتقدم لنكتة سياسية هي تقوية الإسلام فيما إذا كان أب الزوجة له شوكة في قومه
بحيث يكون الزواج موجباً لدخول القبيلة بأكملها في الإسلام، وقد يكون الزواج
تكريما لأب الزوج وذلك إذا كان الزوج ذا منزلة ورفعة وعلو شأن من هذا الباب كان
زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة حفصة بنت عمر – رضي الله عنهما – (2). الإتقان في علوم القرآن : للحافظ السيوطي ج 1 ص
58
ترملت
حفصة رضي الله عنها وعمرها لم يتجاوز الثامنة عشر، وقد تألم لذلك والدها عمر رضي
الله عنه وحزن عليها وآلمه أن يرى الهم يغتال شبابها، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتالها، وأصبح يشعر
بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، فأخذ يفكر بعد
انقضاء عدتها في أمرها، ومنْ سيكون زوجا لابنته ثم
هداه تفكيره إلى اختيار زوج لها يؤنس وحدتها بعد أن مضى عليها ستة أشهر على فراق
الحبيب وهي حزينة،
و مرت الأيام ولم يخطبها أحد، وقد كان من تقاليد العرب في الجاهلية والإسلام
أن يسعى أحدهم إلى زواج ابنته أو أخته أو وليته، دون أن يرى بأسًا أو حرجًا، وذلك
لاعتقادهم أن البقاء في البيت منقصة، وسعى في عرضها على من يرى فيه الكفاءة.
فعرضها
عمر على أبي بكر الصديق، فسكت "الصديق" ولم ينطق بكلمة، فخرج من عنده
مهمومًا، وعرضها على عثمان فرد عليه ردًا جميلاً واعتذر في رفق ولين قائلا: ، فقال: بدا لي اليوم ألا أتزوج، فوجد عليهما
وانكسر، وزاد غضبه لأنه عرض التقية
النقية على أحب الناس إليه وسأل نفسه وهل مثل حفصة ترد؟! وهي من هي في شرفها
وشبابها وتقواها وتعبدها؟! ودخل عمر على النبي – صلى الله عليه وسلم – ورآه النبي
– صلى الله عليه وسلم – على حاله تلك، فسأله عما به، فقص قصته ولمح النبي غضب عمر
من صاحبيه، فطيب خاطره وهدأ من غضبه وقال له: "يتزوج حفصة منْ هو خير من عثمان – إن شاء
الله – ويتزوج عثمان منْ هي
خير من حفصة."
وعمر لا يدري معنى قول النبي لما به من هموم لابنته،
وتمر الأيام ، وزوج رسول الله عثمان بابنته أم كلثوم بعد
وفاة أختها رقية،
ثم يخطب النبي – صلى الله عليه وسلم - السيدة حفصة ، فيزوجه عمر ابنته حفصة، وينال شرف مصاهرة النبي، ويرى
نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة.
لقي أبا بكر الصديق عمر بن الخطاب – رضي
الله عنهما –
الذي أخبر عمر قائلاً: "لقد سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يذكر حفصة
ولم أكن لأفشي سره، ولو تركها لتزوجتها فلا تجد في نفسك عليّ!!، يعني لا تغضب مني
يا عمر، ومد يده مهنئًا ومعتذرًا وتهلل وجه عمر من الفرح على هذا الشرف العظيم،
الذي ما كان يتطلع إليه عمر، ولا دار بخلده أبدًا، أتكون حفصة أمًا للمؤمنين وتنال
شرف الزواج من أشرف الخلق أجمعين؟ وكان ذلك من أعظم الإكرام والمنة والإحسان لحفصة
وأبيها – رضي الله عنهم-. وكان زواجه بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يومئذ
عشرون عاما(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب أم
المؤمنين - أعلام النساء، عمر رضا كحالة، 1959
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة، وبارك الصحابة يد محمد بن عبد الله -عليه
الصلاة والسلام- وهي تمتد لتكرم عمر
بن الخطاب بشرف
المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة. أليس من حق
الفاروق صاحب المنعة في قومه، والذي أعز الله به الإسلام، والذي هاجر من مكة إلى
المدينة علانية، مهددا متوعدا منْ يحاول أن يعترض طريقه، والذي كان خبر إسلامه
صاعقة نزلت على أشراف قريش، والذي كان خير نصير للإسلام والمسلمين، ألا يحق له أن
يحظى بمصاهرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وينال ذلك الشرف، الذي ناله الصديق أبو
بكر – رضي الله عنه - ؟! أم أن زواجه – صلى الله عليه وسلم – من السيدة حفصة – كان
نابع من شهوة الجسد كما يزعم الحاقدون؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق