الثلاثاء، 26 مارس 2013

أولا: أثر عمل المرأة على نفس المرأة:(2) الآثار السلبية لعمل المرأة:رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل المرأة:(7) بقاء المرأة في المنزل:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة



الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(7) بقاء المرأة في المنزل:
رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل المرأة:

(2) الآثار السلبية لعمل المرأة



يُشكل الزواج وتبعاته أهم حدث في حياة المرأة يستوي في ذلك بين المرأة العالمة العاملة مهما بلغت من درجات العلم والعمل، وبين المرأة الجاهلة الغير عاملة ، وعلى المرأة يتوقف نجاح أسرتها الجديدة، ومن ثمة يتوقف عليها أيضا نجاح المجتمع، فبقدر ما تقدم للمجتمع من تربية وتنشئة  سليمة لأطفالها، بقدر ما تساعد في بناء المجتمع وتطوره.
ولما كان تربية الأبناء تربية سليمة وشاملة لجميع مناحي التربية من أهم مقاصد تكوين الأسرة في الإسلام أصبح حق الطفل في الأسرة المسلمة هو أساس كل الحقوق فبدون الأسرة الشرعية لا يضمن الطفل صحة جسمية ولا عقلية ولا نفسية ولا خُلُقية سليمة، كما أنه بدون الأسرة لا يتحقق التكامل بين نموه الجسماني والعقلي والروحي المتوازن، ولتحقيق ذلك الهدف حث الإسلام الوالدين على الإحسان والعناية بالأبناء بداية من حُسن انتقاء اسم المولود، ومرورا بتدريبة على العبادة في سن مبكرة كي يعتادها من ناحية وتتشكل عقيدته من ناحية أخرى، وانتهاء  بالتعامل معه بالصدق والأمانة كي يألف الخُلُق الحسن ويشب عليه من ناحية، ومن ناحية أخرى يتربى داخله الوازع أو الضمير من ناحية أخرى.
فالأسرة في الإسلام هي النواة الأولى والمكون الأساسي للمجتمع الإنساني وهي الوعاء الحافظ للنسب وعبرها يتم انتقال الثروة من جيل إلى جيل ويتم داخلها تنشئة الفرد اجتماعياً وعقليا وروحيا، إلا أن الأسرة قد تصيبها العديد من الآثار السلبية حين تتخلى الأم عن دورها الأساسي في تربية وتنشئة أطفالها ورعاية بيتها وزوجها متجاهلة كل ذلك حين تُصر على العمل خارج المنزل تحت زعم مساواة الرجل، أو كنوع من إثبات الوجود كما يزعم البعض منهن إلى غير ذلك من أقوال فتيات عصرنا الحاضر والتي يتخذن من تلك الأقوال ذريعة للعمل خارج المنزل، ومن أبرز الآثار السلبية المترتبة على خروج المرأة للعمل ما يلي:
أولا: أثر عمل المرأة على نفس المرأة
لقد خلق الله - تبارك وتعالى- الرجل والمرأة وميز بينهما في الخصائص الجسمية والعقلية والنفسية، وجعل لكل منهما وظيفته المحددة في الكون، كما جعل لكل منهما حقوق وواجبات تتناسب مع الطبيعة التي خُلق عليها، ووهب لكل منهما ما يهيئه ويساعده على النهوض والقيام بمهامه، فإذا انقلبت الموازين ولم يرض كل منهما بالهدف الذي من أجله خُلق ترتب على ذلك  انحراف أنوثة المرأة واتجاهها نحو الرجولة وانحراف رجولة الرجل واتجاهها نحو الأنوثة، الأمر الذي يترتب عليه فساد الأسرة، ومن ثمة فساد المجتمع.
ولكن إذا اتجهت فطرة الرجل والمرأة نحو الكمال الذي هيأها الله له اتجه العالم نحو السعادة المنشودة والخير العميم، فإذا اكتملت رجولة الرجل اكتمل حلمه وجلده وشجاعته وتفانيه في سبيل الله تعالى، وإذا اكتملت أنوثة المرأة اكتملت معها الأمومة السامية، والزوجية السعيدة وتناهت معها معاني الرحمة والحب والوفاء والحنان . لذا كانت من المصلحة عدم خروج المرأة من البيت إلا لحاجتها أو حاجة المجتمع لها (1)
فالمرأة العاملة وبسبب كثرة وتعدد المسؤوليات الملقاة على عاتقها، تُصاب بالإرهاق المؤدي إلى الضغط النفسي، فإذا ما أدت عملها خارج البيت بكل جهدها وبإتقان فإنه سيرجع بالأثر السلبي عليها أولا ثم على أولادها ومسؤولياتها تجاه زوجها خصوصا، ثم بيتها عموما، فلا تقدر على الأداء الجيد لأنها مجهدة ومرهقة، وبالتالي غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها البيتية، وإذا ما حدث العكس فإن عملها خارج البيت سيتأثر بتأخرها وكثرة غيابها أو بخروجها المبكر من محل العمل.. الخ. (2)
والأدهى والأمر من هذا كله هو الإرهاق وضغط الأعصاب الذي يلاحقها في بيتها ومكان عملها، بين ثنائية الصراع (الاستقرار والبقاء إلى جنب أبنائها ترعاهم وتقوم على تدبير شؤونهم، أو إغراء العمل خارج البيت تحقيقاً للذات وكسباً للمال وجرياً وراء مغريات الحياة).
وهكذا تجد المرأة نفسها في دوامة صراع يومية، بين العمل خارج البيت وبين مسؤولياتها تجاه أولادها (تربيتهم، رعايتهم، مساعدتهم في دروسهم)، وبين زوج يريد زوجة حنونا تلطف له جو الحياة المشحون والمضغوط، وبين بيت يحتاج إلى تنظيف وووو... (3)
إن عمل المرأة خارج البيت يوفر لها استقلالاً اقتصادياً يُتيح لها أن تكون غير مرتبطة بالرجل أباً أو زوجاً أو أخاً ارتباط كفالة وحاجة إلى الإنفاق، وهذا الاستقلال يضمن لها حرية الرأي في اختيار الزوج أو الصديق ... أو السكن خارج الأسرة ... واختيار المعيشة التي تريد بعيداً عن العادات والتقاليد وهذا يتيح لها الفساد،وللذئاب من البشر افتراسها (4)
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز: إن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجاً لها عن تركيبها وطبيعتها، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنوياتها وتحطيم لشخصيتها، وعزل للأم عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها .(5)
فمن الآثار التي تُصيب المرأة نتيجة لعملها خارج المنزل ما يلي:
(أ) الآثار التي تُصيب صحة النفس:
تقول مها مناع جمعة عن الآثار السلبية لعمل المرأة بجانب الرجل:  هناك حقائق أثبتها العلم  لا يمكن إنكارها، منها أن لعمل المرأة  تأثيرا على توازنها النفسي، فالمرأة التي تعمل خارج البيت تعاني من التوتر والقلق الناتج عن المسؤوليات المزدوجة، وتبين إحدى الإحصائيات أن مئات النساء  يعانين من التوتر والقلق، ونسبة 76% من المهدئات تصرف للنساء العاملات.
إن عمل المرأة وخروجها من البيت، وتعاملها مع الزميلات – أو الزملاء – والرؤساء، وما يسببه العمل من توتر ومشادات - أحياناً-، يؤثر في نفسيتها وسلوكها، فيترك بصمات وآثاراً على تصرفاتها، فيفقدها الكثير من هدوئها واتزانها، ومن ثم يؤثر بطريق مباشر في أطفالها وزوجها وأسرتها.
إن نسبة كبيرة من العاملات يعانين من التوتر والقلق الناجمين عن المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهن، والموزعة بين المنزل والأولاد والعمل؛ لذا فإن بعض الإحصاءات ذكرت أن 76% من نسبة الأدوية المهدئة تصرف للنساء العاملات.
أما الاكتئاب النفسي، فقد قام معهد الصحة النفسية بإحصاء توصل فيه إلى أن الأرق والاضطراب والانفعال المستمر، أدى إلى أن أصبحت الحبوب المنومة والمهدئة جنباً إلى جنب مع أدوات الزينة في حقائب النساء، وتقول الكثيرات: إن حياتهن الزوجية أصبحت لا تطاق، والكلمة التي تواجه بها الزوجة زوجها حين العودة من العمل (اتركني فإني مرهقة)، حتى علاقتها مع أولادها صار يسودها الانفعال والقسوة وارتفاع الصوت والضرب الشديد.
فقد قام أحد معاهد الصحة النفسية العالمية بإحصاء توصل فيه إلى أن الأرق والاضطراب والانفعال المستمر، أدى إلى أن أصبحت الحبوب المنومة والمهدئة جنباً إلى جنب مع أدوات الزينة في حقائب النساء.

لقد أكدت الدراسات أن النساء المحكومات بخيارات حركة تحرير المرأة يتعرضن أكثر لاضطرابات نفسية وعقلية وأن عدد النساء اللواتي يدخلن العيادات النفسية ومصحات الأمراض العقلية والعصبية قد تضاعف تمامًا عما كان عليه في أوائل السبعينيات، كما زادت كثيرًا حوادث الانتحار بين النساء، بل لقد زاد عدد النساء اللواتي يتعاطين المهدئات عن عدد الرجال، فقد أصدر المعهد الوطني لمكافحة الإدمان دراسة إحصائية ورد فيها أن هناك 47 مليون امرأة في الولايات المتحدة تتعاطى المهدئات والمسكنات مقابل 29 مليون رجل فقط وأن 12 مليون امرأة تتناول المنشطات والمقويات يوميًا مقابل 5 ملايين رجل وأن في أمريكا قرابة الخمسة ملايين امرأة مدمنة على الكحول وتذكر الإحصائيات أن هذه الأرقام تكاد تكون ضعف ما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات وتضاعفت مرة أخرى في أوائل التسعينيات .
ويقول كينيث غرينسبان من جامعة كولومبيا : إن حركة تحرير المرأة قد فتحت خيارات خطرة، والتحديات المطروحة قد تكون مدمرة... هل تكفي هذه الأرقام والإحصاءات ؟ (6) 

(ب) الآثار التي تُصيب صحة البدن:
فعمل المرأة نهاراً في وظيفتها ، وعملها ليلاً مع أولادها وزوجها إجهاد عظيم للمرأة لا تستطيع تحمله ، وقد يؤدي إلى آثار سيئة وأمراض مزمنة مع مرور الزمن ، كما أنها تفقد أنوثتها وطبائعها مع كثرة مخالطتها للرجال , كما أن الآثار الصحية المترتبة على خروج المرأة، وتتمثل في أن عمل المرأة خارج المنزل، ولساعات طوال، يعرض المرأة لأنواع من الأمراض، يأتي في مقدمتها الصداع والاكتئاب النفسي، وإرهاقها عقلياً لما تتعرض له من تفكير تجاه أطفالها نتيجة تركهم في البيت أو في دور الحضانة أو عند المربيات أو الجيران حيث تبقى دائمة التفكير بما سيحل بهم في أثناء غيابها.
كما أن عمل المرأة خارج المنزل، ولساعات طوال، يعرض المرأة لأنواع من الأمراض، يأتي في مقدمتها الصداع، فقد أكد رئيس نادي الصداع – الذي يشكل النساء فيه الغالبية العظمى – أن الصداع خمسة أنواع، وأن المرأة تتفوق على الرجل بأكثر من أربعة أنواع، وللصداع أسباب يأتي في مقدمتها: العمل
وهذه طبيبة نمساوية تقول: "كنا نظن أن انخفاض نسبة الولادات بين العاملات ترجع لحرص المرأة العاملة على التخفف من أعباء الحياة في الحمل والولادة والرضاع تحت ضغط الحاجة إلى الاستقرار في العمل، ولكن ظهر من الإحصائيات أن هذا النقص يرجع إلى عقم استعصى علاجه، ويرجع علماء الأحياء سبب ذلك إلى قانون طبعي معروف، وهو أن الوظيفة توجد العضو، وهذا يعني أن وظيفة الأمومة أوجدت خصائص مميزة للأنوثة، وإنها لابد أن تضمر تدريجياً بانصراف المرأة عن وظيفة الأمومة؛ بسبب اندماجها مع عالم الرجال". (7)
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن الدراسة التي بدأت في عام 1993 شملت 12116 ممرضة تتراوح أعمارهن ما بين 45 و 64 سنة، وتمت مراقبة الحالة الصحية لهؤلاء لحوالي 15 سنة من أجل معرفة تأثير ضغط العمل على قلوبهن ؛ وبحلول عام 2008 تم إدخال 580 امرأة إلى المستشفى بسبب إصابتهن بأمراض القلب من بينهن 138 أصبن بنوبات قلبية و 369 بذبحة قلبية (8)
وفي تقرير نشرته مجلة (ناشنال هيلث جورنال) في عدد شهر أغسطس 1997م: إن كان يصح استنباط تسميات جديدة لأعراض أو ظواهر مرضية فمن الممكن الحديث عن ( مرض حركة تحرير المرأة ) كما يقول الدكتور سام برايت من نيويورك وهو يتحدث عن النتائج الضارة التي برزت مع حركة تحرير المرأة وإلى درجة يحذّر فيها من الأخطار المترتبة على التشبث بما أطلقته تلك الحركة.
يخاطب باحث أمريكي آخر المرأة فيقول (إنك إذا كنت من المتمسكين بالخيارات التي طرحتها حركة تحرير المرأة فإنك ستواجهين احتمالات الإصابة بأمراض كانت حتى وقت قريب وقفًا على الرجال )...
لم تكن المرأة معرضة لأمراض الرئة والقرحة، ومنذ المراهقة حتى انقطاع الدورة الشهرية يتولى هرمون الاستروجين تزويدها بحماية داخلية منيعة ضد العديد من الأمراض وخاصة أمراض القلب والشرايين كان هذا في الماضي أما اليوم، وبعد ثلاثين سنة من حركة تحرير المرأة فقد بدأ تفوق المرأة الصحي يتراجع والفارق بين متوسط عمرها وعمر الرجل ينخفض.
وحسب دراسة شاملة في الولايات المتحدة أجريت في عدة مدن، وعلى مختلف الجنسيات تبين أن مرض سرطان الأمعاء والمعدة بين النساء كان يُعد مرضًا خاصًا بالرجال - ازداد أكثر من 13% عما كان عليه في الستينيات .
وتدل الدراسات كذلك على أن مرض ارتفاع ضغط الدم يزداد انتشارًا بين النساء، وتقدر الزيادة بأكثر من 18% خلال المدة نفسها وبنسبة مقاربة يزداد انتشار مرض انتفاخ الرئة وسرطانها بين النساء.
يقول الدكتور تيودوركوبر - المدير السابق للمعهد الوطني لأمراض القلب والرئة - إن نسبة النساء اللاتي يتعرضن لنوبة قلبية قبل سن الخامسة والأربعين قد ازدادت 11% عما كانت عليه في السبعينيات وتتوقع جمعية مكافحة السرطان الأمريكية أنه مع نهاية هذا القرن الميلادي سيكون عدد النساء اللواتي يمتن بسرطان الرئة مساويًا لعدد الرجال الذين يموتون بالمرض نفسه وماذا عن الأمراض النفسية والعقلية ...! (9) 
(ج) عمل المرأة من أسباب الشيخوخة المبكرة:
تتعرض المرأة العاملة لبعض المشاكل التي قد تقلل من جهدها تجاه أسرتها ومن أهم هذه المشاكل قلة ساعات النوم فمتوسط عدد ساعات النوم الذي تحصل عليه يومياً هو ست ساعات تقريبا أي أنها لا تحصل على عدد الساعات المطلوبة للراحة وهي 7 - 9 ساعات يومياً.
تقول عالمة أحياء أمريكية: إن النساء الأمريكيات أصبحن يصبن بالشيخوخة في سن مبكرة نتيجة صراعهن لتحقيق المساواة مع الرجال. وتقول: إن هذا الاتجاه نحو الشيخوخة في أوساط النساء يبدو جلياً في كافة أجزاء الولايات المتحدة، إلا أنه يلاحظ بصفة خاصة في المدن، حيث تدخل النساء العاملات في منافسة مباشرة مع الرجال في عالم الأعمال.
وتقول اختصاصية أمراض النساء في تفسير أسباب هذه الشيخوخة السابقة لأوانها: "إنها ناجمة عن تغييرات هرمونية تطرأ بسبب الضغوط غير الطبيعية التي تتعرض لها النساء للتفوق على الرجال، وأنها - أي هذه الشيخوخة - تسبب انقطاع الطمث، الذي ينجم عنه جفاف الجلد، وضعف الشعر، وترهل الثديين، وآلام المفاصل، والتعرق أثناء الليل، والعقم. وهناك - أيضاً - مخاطر متزايدة من الإصابة بأمراض القلب، وهشاشة العظام، مما يؤدي إلى إصابتها بالكسور". (10) 
 (د) قسوة القلب في التعامل:
عمل المرأة وَسَط الرجال سبب من أسباب قسوة القلب ، حيث تُصبح صعبة في تعاملها حتى مع الصغار ففي الولايات المتحدة أكثر من 5600 طفل في عام واحد متأثرين بضرب أمهاتهم العاملات لهم، ومنهم نسبة كبيرة أصيبوا بعاهات، ففي مؤتمر للأطباء عقد في ألمانيا قال الدكتور رئيس كلية أطباء مستشفى النساء: "إن الإحصاءات تبين أن من كل ثمانية نساء عاملات تعاني واحدة مرضاً في القلب وفي الجهاز الدموي، ويرجع ذلك في اعتقاده إلى الإرهاق غير الطبيعي الذي تعاني منه المرأة العاملة".
 كما تبين أن الأمراض النسائية التي تتسبب في موت الجنين أو الولادة قبل الأوان قد تعود إلى الوقوف لمدة طويلة أو الجلوس المنحني أمام منضدة العمل أو حمل الأشياء الثقيلة، بالإضافة إلى تضخم البطن والرجلين وأمراض التشوه. (11)
وتقول الكثيرات إن حياتهن الزوجية أصبحت لا تطاق، حتى علاقتها مع أولادها صار يسودها الانفعال والقسوة وارتفاع الصوت والضرب الشديد , فقد نشرت مجلة (هيكاسا جين) الطبية أنه لا يكاد يوجد مستشفى أطفال في أوربا وأمريكا إلا وبه عدة حالات من هؤلاء الأطفال المضروبين ضرباً مبرحاً , كما تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض ، فتنخفض درجة حرارة الجسم و يبطىء النبض ، وينخفض ضغط الدم ، وتصاب كثير من النساء بالدوخة ، والكسل  والفتور . وتظهر على الأم الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى أعراض وتغيرات تختلف شدتها من سيدة لأخرى , وضمن هذه الأعراض الوحم والقيء والغثيان وفقدان الشهية , والذي له الأثر السلبي على إنتاجيتها فى العمل لاشك عند خروجها من المنزل وتعرضها لمشاق الطريق والعمل .
(هـ) فقدان الأنوثة:
إن عمل المرأة يؤثر على أنوثتها وعلى رغبتها الجنسية وعلى قدرتها على الإنجاب تأثيراً سلبياً (12)
إن المرأة التي تعمل خارج البيت تفقد أنوثتها، ويفقد أطفالها الأنس والحب.قالت إحدى أعضاء الحركات النسائية – وقد زارت أمريكا -: "من المؤسف حقاً أن تفقد المرأة أعز وأسمى ما مُنحت – وأعني أنوثتها – ومن ثم سعادتها؛ لأن العمل المستمر المضني قد أفقدها الجنات الصغيرات التي هي الملجأ الطبيعي للمرأة والرجل – على حد سواء-، التي لا يمكن أن تتفتح براعمها ويفوح شذاها بغير الأم وربة البيت، ففي الدور وبين أحضان الأسرة سعادة المجتمع، ومصدر الإلهام وينبوع الخير والإبداع".
(و) التعرض لمضايقات الزملاء والرؤساء في العمل:
من المساوئ التي تعانيها المرأة الغربية أثناء عملها مضايقة زملائها ورؤسائها لها تصل تلك المضايقات أحيانا إلى حد الاعتداء والاغتصاب، وقامت إحدى المؤسسات النسائية بعمل إحصائية فوجد أن نصف النساء العاملات في أمريكا والبالغ عددهن 40مليون امرأة يتعرضن لمثل هذه المضايقات الناجمة عن الجنس، وتمتنع الكثير منهن عن الشكوى خشية أن يفقدن عملهن، وتقول " كارن" مديرة قسم النصائح والإرشاد في معهد النساء العاملات في أمريكا أن 71% من النساء اللواتي اشتكين للمكتب من مضايقة رؤسائهن الجنسية انتهى إلى تركهن للعمل، وقد فصلت منهن 28%، بينما نقلت 43% منهن إلى وظائف أخرى "
 وقد ساهم ابتزاز المرأة جنسياً أثناء العمل في قتل أعداد من النساء العاملات بسبب انتشار مرض الزهري والأمراض التناسلية, وطرد النساء من أعمالهن بسبب عدم الاستجابة لرغبات رئيسها في العمل.(13)
تقول صاحبة كتاب"الابتزاز الجنسي": "إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارسه مع الرجال" (14)
وتقول في موضع آخر من كتابها: " وتقول إحصاءات عام "1393ه-- 1973م": إن 12% من الأسر الأمريكية لا عائل لها؛ نتيجة لوفاة العائل، أو نتيجة للطلاق، أو نتيجة للافتراق؛ وتبقى المرأة لذلك هي العائل الوحيد للأسرة، وإذا علمنا أن إحصاءات عام "1393و1394ه- -1973و1974م"تقول: إن ربع مليون امرأة من هؤلاء المسئولات عن أسرهن كن عاطلات عن العمل، لأدركنا فداحة الوضع بالنسبة لربع مليون أسرة أمريكية بدون عائل، وبدون عمل للمرأة العاملة والعائل الوحيد لتلك الأسر، والسبب الرئيس في بطالة هؤلاء العاملات: الاعتداءات والمضايقات الجنسية في مجال أعمالهن" (15)
وقد ذكرت دراسة قامت بها "منظمة العمل الدولية" أن المضايقات والتحرشات الجنسية تنتشر في أماكن العمل في الدول الصناعية. ويبين التقرير الذي أصدرته المنظمة، أن ما توصلت إليه في ثلاث وعشرين دولة صناعية فوق الكرة الأرضية، يؤكد أن التحرشات الجنسية مشكلة منتشرة، وتؤثر على نسبة كبيرة من النساء العاملات، وذلك طبقاً لما ذكره المدير العام للمنظمة في جنيف : (16)
 بل إن المضايقات والاعتداءات الجنسية للنساء في أماكن العمل مبيتة سابقاً- أي قبل تعيينهن-؛ فالجاذبية الجنسية في المرأة هي أحد الشروط الهامة للحصول على الوظيفة، - كما هو الأمر في أمريكا، حيث أجريت دراسة على ألفي مؤسسة ومصنع هناك -، لا سيما العاملات على الهاتف، والاستقبال، وأمينات السر، والضاربات على الآلة الكاتبة، وغيرها من الوظائف0وحتى في وظائف الحكومة الفيدرالية فإن هذه الشروط تبقى ثابتة وغير معلنة.$0 $0وأخطر من ذلك الهيئات التي تحارب التفرقة على أساس الذكورة والأنوثة، فإنها هي ذاتها تقوم بابتزاز المرأة العاملة جنسياً  (17)
نشرت مجلة الطب النفسي الأمريكية عن الاعتداء الجنسي خلال العمل أن 42% من النساء العاملات يتعرضن له، وأن أقل من 7% فقط من الحوادث يرفعن إلى الجهات المسئولة، وأن 90% من المعتدى عليهن يتأثرن نفسياً، و12% منهن يذهبن لطلب المعونة الطبية النفسية (18) 
أكدت دراسة أجريت في النمسا عام "1406ه- -1986م"، أن 3,5% من النساء أبلغن عن تعرضهن لتحرشات خطيرة غير أخلاقية كما بينت دراسة أجريت في ألمانيا عام "1410ه- -1990م" أن 6% من النساء استقلن من العمل لمرة واحدة- على الأقل- نتيجة لذلك. أما في الدانمرك فقد ذُكر أن نسبة 11% من السيدات اللائي تم سؤالهن في عام "1411ه- -1991م"، أنهن واجهن مضايقات غير أخلاقية في مكان العمل، 8% منهن ذكرن أنهن فقدن عملهن نتيجة لذلك.
أظهرت دراسات حديثة أن 21% من الفرنسيات، و58% من النساء الهولنديات، و74% من البريطانيات، تعرضن لتحرشات غير أخلاقية في أماكن العمل، وأن 27% من النساء الأسبانيات واجهن معاكسات لفظية جارحة، واحتكاكات غير مرغوبة0وأخيراً في النرويج ذكر 41% من النساء - في اقتراع أجري عام "1408ه- -1988م" -، أنهن تعرضن لملامسات غير مرغوب فيها لمرات عديدة، وقالت 38% من النساء أنهن تعرضن لضغوط من أجل ممارسة أفعال غير أخلاقية (19)
 أفاد تقرير أن مشكلة المضايقات التي تتعرض لها النساء من رؤسائهن في العمل- بسبب مقاومتهن لرغباتهم الجنسية -، أصبحت من أهم المشكلات التي تثير الجدل في الولايات المتحدة- حسبما يبدو من كلام الخطباء في أحد المؤتمرات التي عقدت في نيويورك عن حقوق الإنسان في الشركات وحسب الإحصاءات التي قامت بها بعض المؤسسات النسائية؛ فإن نصف النساء العاملات في الولايات المتحدة- البالغ عددهن 40 مليون امرأة- يتعرضن لمثل هذه المضايقات الناجمة عن الجنس من رؤسائهن- عدا ما يتعرضن له من قبل زملائهن!! -، ولو لمرة واحدة في حياتهن المهنية، وتمتنع الكثيرات منهن عن الشكوى والتظلم من هذه المضايقات؛ خشية أن يفقدن عملهن : (20)
في "بون"  أفاد استطلاع للرأي نشر في مجلة "بيلد إم سونتاغ" الأسبوعية أن 60% من الألمانيات هن ضحايا المعاكسات والتحرش الجنسي في أماكن عملهن
وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد "فورسا" على عينة من نحو "1000" ألمانية تتفاوت أعمارهن بين 18-60 عاماً أن شكل التحرش الأكثر شيوعاً هو التعليق البذيء "77%" من الحالات، يليه ملامسة النساء "50%"، وأخيراً المزاح الذي يخل بالحياء
وفي استطلاع آخر للرأي جرى في وزارة الشؤون النسائية أوضح أن 72% من الألمانيات هن ضحايا التحرش والمعاكسات في أماكن عملهن العدوان على المرأة 318
بل إن الأمر المثير للعجب أن هذه المضايقات والاعتداءات الجنسية، لم تسلم منها حتى موظفات هيئة الأمم المتحدة - التي تتبنى مؤتمرات المرأة -، فقد تم استفتاء السكرتيرات في الأمم المتحدة حول الابتزاز الجنسي لهن أثناء العمل، وقد تم استجواب "875" منهن، وأفادت 50% منهن بأنهن قد وقعن تحت تأثير هذه المضايقات والاعتداءات الجنسية شخصياً- وذلك قبل مصادرة الاستفتاء من قبل المسئولين في الأمم المتحدة (21)
كما أن الغرب بعد أن عاش النتيجة الطبيعية لوجود نساء مع رجال في مكان واحد لمدة طويلة- ألا وهي الميل الغريزي والفطري غير المنضبط من الرجل تجاه المرأة -، بدأ بالمناداة بالفصل بين الجنسين في أماكن العمل، حلاً لهذه المشكلة
فبعد أن تفجرت فضيحة في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما ادعت مسئولة أمريكية أن رئيسها في العمل- وهو أحد كبار قضاة المحكمة الدستورية العليا في أمريكا- يتحرش بها ويعرض عليها عروضاً جنسية، عند ذلك دعت بعض الصحف الأمريكية إلى الفصل بين الجنسين في أماكن العمل والدراسة، ودعت- أيضاً-إلى أن تقلل المرأة من استخدام الزينة والملابس الكاشفة(22)  
" إن التحرش بالمرأة العاملة هو من أسباب نكد الحياة الذي تعاني منه المرأة إذ تشير رئيسة معهد النساء العاملات في نيويورك إلى أن المضايقات الجنسية لا تقتصر على الاعتداء الجسدي، بل إن الكلام البذيء والنكات الفاضحة تشكل نوعاً من الاعتداء على المرأة، فكم من واحدة أصيبت بالأمراض الجسدية كالصداع والقيء وعدم النوم نتيجة لهذا الوضع السيئ الذي تعيش فيه المرأة، وكم من واحدة اضطرت إلى أخذ الحبوب المهدئة لتستطيع الذهاب إلى العمل كل صباح، ثم سماع تلك الاسطوانة الممجوجة من الغزل البذيء " (23)
فتاتي:
ألا تشير تلك الإحصائيات إشارة واضحة إلى ما جلبته حركات ما يسمى بـ (تحرير المرأة) من أمراض للمرأة قلما كانت تُصاب بها، ورفعت من نسب أمراض أخرى ؟...
كل هذه الأمراض والمصائب تحصل بسبب مخالفة المرأة للفطرة التي خلقها الله - جل وعلا - عليها، حيث تلهث بعض النساء خلف وهم المساواة التامة، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بضريبة تدفعها المرأة من صحتها البدنية والنفسية والعقلية، وتدفعها الأسرة بتشتت الأبناء.
المراجع:
(1)   الأخت المسلمة أساس المجتمع الفاضل، محمود محمد الجوهري، ص 24- 25
(2) العنوسة في المغرب العربي ... الأسباب والنتائج، الشبكة الإسلامية (islamweb.net)، الثلاثاء، 08/10/2002.
(3) أثر عمل المرأة خارج البيت على استقرار بيت الزوجية - ماليزيا نموذجاً (1/2)د. فريدة صادق زوزو
(4)  الإسلام واتجاه المرأة المسلمة المعاصرة، د. محمد البهي، دار الاعتصام، ص 8 – 9
(5)  مجلة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، عدد ١، سنة ١١ غرة رمضان ١٣٩٨ ه، مقال للشيخ عبد العزيز بن باز، ص 186
(6)  وبضدهنّ تتميز المسلمات محمد رشيد العويد - حفظه الله تعالى -.
(7) معركة تحرير المرأة السعودية..
(8) نهى قاطرجي , معاناة ربة الأسرة العاملة , موقع لهن بيت المرأة العربية
(9) وبضدهنّ تتميز المسلمات محمد رشيد العويد - حفظه الله تعالى -.
(10)                        العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية 104.
(11)                       الآثار السلبية لعمل المرأة بجانب الرجل مها مناع الجمعة
(12)                      مجلة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، عدد ١، السنة الثانية رجب ١٣٨٩ ه من مقال للشيخ إبراهيم السلقيني، ص ٥ المرأة بين الدين والمجتمع، د. زيدان عبد الباقي، مطبعة السعادة، مصر ص ٤٠٦
(13)                     من أجل تحرير حقيقي للمرأة 165
(14)                       العدوان على المرأة 315 نقلاً عن  :  الابتزاز الجنسي- (لين فارلينقلاً عن  كتاب عمل المرأة في الميزان- محمد البار 168. 
(15)                      المرجع نفسه: ص178
(16)                      العدوان على المرأة 315
(17)                      المرجع نفسه 316.
(18)                      المرجع نفسه 316
(19)                      العدوان على المرأة 317 نقلاً عن  : صحيفة الرياض العدد 8929 بتاريخ 10/6/1413هـ الموافق 4/12/1992م.
(20)                      من أجل تحرير حقيقي للمرأة/محمد رشيد العويد ص166
(21)                      العدوان على المرأة ص318، نقلاً عن : عمل المرأة في ا لميزان ص189
(22)                    العدوان على المرأة 318 وكتاب خوله درويش ص(351)
(23)                    العدوان على المرأة  321 نقلاً عن  : عمل المرأة في الميزان 160.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق