الباب الثالث: الإسلام
والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن
المرأة:
(7) بقاء
المرأة في المنزل:
رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل
المرأة:
(2) الآثار السلبية لعمل المرأة
ثالثا: أثر عمل المرأة على الأطفال :
عادة ما تخرج المرأة للعمل تاركة وراءها أولادا، وفي كثير من الأحيان
والديها أو أحدهما؛ الأمر الذي يتطلب منها تدبير شؤونها التي تركتها وراءها، فهي
إما ترسل أولادها إلى الحضانة وإما تجلب خادمة تساعدها.
كما أنه عادة ما يكون مكان العمل بعيدا مما يستلزم الخروج المبكر
للحصول على وسيلة النقل، خاصة أن المصانع عادة ما تكون خارج المدينة السكنية،
الأمر الذي ينتج عنه بقاؤها خارج البيت لمدة تزيد على 12 ساعة أو أقل بقليل فقط،
ومنه سيبقى الأولاد بدون أمهم كل هذه المدة وهو أمر ليس هيّنا.
إن الطفل لا يحتاج فقط إلى من يوفر له أمور وحاجيات الأكل والنظافة
والنوم فقط وهو الدور الذي يمكن أن تؤديه أي خادمة أو حضانة ولكن الطفل يحتاج ضمن
الأمور السابقة الذكر الحنان وعاطفة الأمومة التي لا يمكن للخادمة مهما أوتيت من
ثقة وأمانة وحنان أن تعطيها له؛ لأن هذا الطفل أجيرها فقط، وهي تعمل كأي عامل يؤدي
عمله على حسب ما يساويه الأجر فقط، ولا يمكن لعاطفة الأمومة أن تُباع أو تُستعار
أو تكتسب لأنها فطرة الله التي فطرها الأم عندما حملت جنينها ووضعته وليدا وألقمته
بعد ذلك صدرها.ناهيك عن الأطفال وهم في سن المراهقة، وهم في سن الشباب(1)
لقد تعدى عمل المرأة خارج البيت إلى الأجنة حيث حرصت المرأة العاملة
على التخفف من الحمل والميلاد لتتفرغ لعملها، وحتى لا يشغلها، فرغبت في التخلص من
ذلك عن طريق منع الحمل والإجهاض وربما رغبت عن الزواج أيضاً، واستعاضت عنه بالخلان
والعياذ بالله (2)
إن علم النفس وعلم التربية يقرر أن تفرغ الأم لوليدها ضرورة حيوية لكل
من الولد والوالدة، فالأم تشعر بحاجتها إلى الأمومة التي تدفعها إلى تحمل مشاق
الحمل والميلاد وخدمة الطفل، والطفل في حاجة إلى حنانها وعطفها وحبها وحنوها أكثر
من حاجته إلى حليبها، وإن خروج المرأة من البيت غالباً يعني إهمال النشء، وهذا
يهدد الأجيال القادمة بفساد التربية وحرمان الأمة من المواطن الصالح، المواطن الذي
يصلح للعمل،لتشغيل المصانع المواطن الذي يحسن التفكير والاختراع، المواطن الذي
يعيش لأمته وشعبه ووطنه(3)
ومن أبرز الآثار التي تُصيب الأطفال نتيجة خروج المرأة للعمل ما يلي:
(1) التأثر بأصدقاء السوء وعقوق الوالدين:
إن عدم تفرغ المرأة لتربية الأبناء يعود على الأسرة والأبناء بالخسارة
الكبيرة، ويزج بالأبناء في مخاطر عديدة، بسبب فقد الرقابة المستمرة، وحنان
الأمومة، ... ويلجأ الأبناء إلى أصدقاء السوء، وتعاطي المخدرات،وعقوق الوالدين (4)
(2) الأنانية والحقد على
المجتمع: كثير من الأطفال يشّبون
حاقدين على المجتمع، أو أنانيين جداً، لأنّ الطفل يرى أن الأب والأم منهمكان في
العمل، وكلّ منهما يبحث عن نفسه، فيخرج باحثاً هو عن نفسه أيضاً، وتزداد أنانيته
بحيث يشعر أنه ليس مطالباً بأن يضحي وأن يؤثر على نفسه أحداً في المجتمع، حتى
أبويه... بل إنّ كثيراً من إجرام المجرمين وانحرافهم ناشئ عن إهمال أهلهم لهم في
التربية. وإهمال الأهل لأولادهم في التربية ينشأ غالباً إما عن قلة ثقافتهم والتزامهم،
وإمّا عن انهماكهم وانشغالهم في العمل.
فالأم العاملة إذا كان لها أطفال تضطر إلى
إهمال أطفالها، لأنّ العمل يدفعها إلى أن تغيب عن المنزل ساعات طويلة، وحينما ترجع
إلى المنزل فإنها لن تجد وقتاً كافياً لتعطي اهتماماً لأطفالها، وستكون منهكة
مرهقة متعبة لا تستطيع أن تهتم وتعطي لأسرتها عاطفة وعناية كاملة... يحصل بعد ذلك
أنّ الأطفال سوف يتربون بدون عاطفة ولا رعاية ولا توجيه، وسيخرجون مشتتين نفسياً
أو معقّدين أو حاقدين على المجتمع أو غير ناجحين.
(3) سوء التحصيل في الدراسة: ينقل مؤلف كتاب الأسرة ومشكلات الأبناء
عن أحد الباحثين الذين تتبعوا أثر عمل الأم على الأبناء، أن هناك آثاراً سلبية على
نمو الطفل، وعلى التحصيل في الدراسة(5)
مما حدا بالدول الغربية وخاصة
أمريكا إلى محاولة تفريغ الأمهات للأبناء في بعض الوقت وذلك عن طريق فرض أجازات
مدفوعة الأجر للأمهات. وتمييزهن عن الرجال في ذلك، في إطار برنامج رعاية أطفال
الأمهات العاملات(6)
ولقد طرح أحد أعضاء مجلس الشعب المصري وهو سعد الدين شريف فكرة أن
تكون المرأة العاملة في البيت وتأخذ نصف المرتب، إذا تزوجت وأنجبت حتى تتفرغ
لتربية الجيل الجديد الذي يحتاج إلى رعايتها وعنايتها، وهذا الاقتراح نوقش في مجلس
الشعب المصري دليل على أهمية الموضوع .(7)
(4) فقدان الرعاية والحنان:
فقدان الطفل للرعاية والحنان ، وعدم وجود من يشتكي له الطفل همومه ،
ومن يوجه الطفل إلى الطريق الصحيح ، ويبين له الصواب من الخطأ ، كما أن فيه
تعليماً للطفل على الاتكالية نظراً لوجود الخادمات ، وإلى ضعف بنية الطفل –إذا كان
رضيعاً- ، إضافة إلى المشاكل التي تحدث عند رجوع المرأة متعبة من عملها كالضرب
للأطفال ، وتوبيخهم ، والصراخ عليهم ، مما يسبب الأثر النفسي على الطفل ، وخاصة
إذا كان صغير السن ، إضافة إلى الأضرار الأخلاقية والعادات السيئة التي يكتسبها من
وجود الخادمات وعدم وجود الرقيب الحازم عنده ، وبالتالي حرمان الأمة من المواطن
الصالح النافع للأمة تمام النفع .(8)
لا شك أن عملية التربية تقوم على الحب والصدق والملاحظة طول الزمن،
وبدون ذلك لا تتحقق التربية، ومحاضن الرضع والأطفال عند الآخرين، تظهر أنها لا
تحقق للأطفال ما يتحقق لهم في بيوتهم؛ لأن المربية في المحضن مهما كانت على علم
وتربية فإنها لا تملك قلب الأم، فلا تصبر، ولا تحرص، ولا تحب كما تفعل الأم.
المرأة العاملة تعود من عملها مرهقة متعبة، فلا تستطيع أن تتحمل أبناءها، وقد
يدفعها ذلك إلى ضربهم ضربًا مبرحًا، حتى انتشرت في الغرب ظاهرة الطفل المضروب،
إن من أعظم وأخطر أضرار عمل
المرأة على طفلها الإهمال في تربيته، ومن ثم تهيئة الجو للانحراف والفساد، ولقد
شاع في الغرب عصابات الإجرام من مدخني الحشيش والأفيون وأرباب القتل والاغتصاب
الجنسي، وأكثرهم نتاج للتربية السيئة أو لإهمال الأبوين وظهر من إحدى البحوث التي أجريت
على نساء عاملات أن هناك 22 أثرًا تتعلق بصحة الطفل، منها: الاضطرار إلى ترك الطفل
مع من لا يرعاه، والامتناع عن إرضاع الطفل إرضاعًا طبيعيًا، ورفض طلبات الأطفال في
المساعدة على استذكار الدروس، وترك الطفل المريض في البيت أحيانًا.
ومما يؤكد ذلك ما أشارت إليه عالمة غربية، حيث تقول: "من الأمور
الجوهرية لصحة الطفل النفسية أن تتفرغ الأم لطفلها الرضيع، وتمنحه معظم وقتها خلال
السنتين الأوليين من حياته على الأقل. إن ترك الطفل لساعات طويلة مع الأقارب، أو
الجيران، أو في مركز من مراكز الرعاية النهارية، لا يضمن – دائماً – تمتعه
بالرعاية الدافئة الثابتة التي يحتاجها، ليس هناك شك في أن ظروفاً اقتصادية تضطر
الأمهات لئن يخرجن للعمل، ولكن ينبغي أن تتلافى الأم – بقدر الإمكان – الخروج
للعمل خلال السنتين أو السنوات الثلاث من عمر الطفل، فخلال عملي ومن خبرتي كنت أجد
الأطفال ذوي المشاكل النفسية، هم الذين عانوا حرماناً عاطفياً كبيراً في طفولتهم
المبكرة؛ بسبب غياب أمهاتهم الطويل في أعمالهن، ولا يخفى أن الأم بعد عودتها من
عمل يوم طويل مضن في أشد حالات التوتر والتعب؛ مما يؤثر على تعاملها مع طفلها
مزاجياً وانفعالياً".(9)
(5) سوء تربية الطفل:
خروج المرأة إلى العمل يترتب عليه سوء تربية الأولاد: وهذا ما يفسر
ازدياد نسبة جرائم الأحداث والتشرد والتسول، فقد ذكر رئيس الاتحاد السوفيتي السابق
(جورباتشوف) في كتابه: "لقد اكتشفنا أن كثيرا من مشاكلنا في سلوك الأطفال
والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وإنتاجنا تعود جميعا إلى تدهور العلاقات الأسرية،
وهذه نتيجة طبيعية لرغبتنا الملحة والمسوغة سياسيا بضرورة مساواة المرأة
بالرجل".(10)
تقول مها مناع الجمعة عن الآثار السلبية لعمل المرأة بجانب الرجل،
وأثره على الأبناء في دول الخليج: ظهرت مشكلة من نوع آخر في دول الخليج فقد زاد
عدد المربيات الأجنبيات بسبب عدم تفرغ الأم لرعاية أطفالها، والنتائج:
أ) تراوح نسبة المربيات غير المسلمات بين ستين إلى خمس وسبعين في
المئة من إجمالي عدد المربيات.
ب) غالبية هذه المربيات يمارسن
واجباتهن العقدية وعبادتهن الخاصة أمام أطفال المسلمين، وأسوأ من ذلك أنهن يزاولن
علاقات جنسية مع أصدقاء لهن في المنازل بالإضافة إلى احتسائهن الخمر وتدخين
السجائر بمصاحبة الأطفال.
ومن ذلك ندرك حجم الخطر الذي يهدد الأسرة المسلمة بسبب تحرر المرأة من
تعاليم دينها وإهمالها لواجباتها نحو أولادها وبيتها. ومن ذلك تنحرف أخلاق أبناء
المسلمين وبناتهم وتذوب شخصياتهم.
فمن أضرار المربيات على الأطفال ورب الأسرة ما يلي:
- نقل
معتقدات كفرية إلى الأطفال من الخادمات الكافرات وقد وجد أطفال في البيوت يؤشرون
بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر، كما يرون النصرانية تصلي.. وتقول للطفل
هذه الحلوى من المسيح.. ويرى الطفل الخادمة تصلي إلى تمثال بوذا. وأخرى تحتفل
بأعياد قومها، وتنقل الفرح بذلك إلى أطفالنا، فيعتادون المشاركة في أعياد الكفرة.
- حرمان
الطفل من حنان أمه اللازم في بيته فلا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها من هذا
الحنان.
- تشويه
لغة الطفل العربية بما يشوبها من الكلمات الأجنبية فينشأ بمركب نقص يضره أثناء العملية
التعليمية.
مما تقدم ندرك أن:
- الاعتماد على المربية أو
دور الحضانة للاهتمام بالأطفال فيفقد الطفل الكثير من حنان الأم نظرا لانشغالها في
العمل على عكس المرأة التي لا عمل لها وتقوم بدورها الطبيعي في منزلها و تعطي جل
وقتها لأفراد الأسرة و المنزل.
- هناك أضرار اجتماعية و نفسية يتركها بعد الأم عن أطفالها و منزلها
خصوصا في سن النمو و هو ما يترك فرصة للأطفال لتعلم أمور خاطئة و التقليد الأعمى
لتصرفات الآخرين .
شاهد
ماذا يفعل هذا الطفل بعدما هجرته أمه
وخير ما نختم به حديثنا عن أثر خروج المرأة للعمل على أطفالها تلك
القصة التي وقعت في قرية: سيام رياب بكمبوديا للطفل ثا سوفات:
- قال جد طفل كمبودي عمره (18 شهرا) يرضع الحليب من بقرة مباشرة منذ
أكثر من شهر انه بصحة جيدة. وكان الطفل ويدعى ثا سوفات قد تصدر عناوين الصحف بعد أن
كشف جده عن أنه كان يرضع مباشرة من بقرة منذ يوليو تموز حين دمرت عاصفة منزله ورحل
والداه إلى تايلاند للبحث عن عمل. وقال الجد اوم اوينج البالغ من العمر (46 عاما)
انه بعد أن توقف الطفل عن الرضاعة من ثدي أمه مرض. وتابع أوينج أن الطفل تابع عجلا
صغيرا يرضع من ثدي أمه وبدأ يقلده ويرضع مباشرة من ثدي البقرة يوميا.
وقال الجد لرويترز انه حين حاول أن يبعده بكى لهذا تركه يكمل. وقال
جيران ومسئولون محليون في قرية فياس بمنطقة سيام ريام على بعد نحو 315 كيلومترا من
العاصمة فنومبينه أنهم غير راضين عن رضاعة الطفل من ثدي بقرة. وقال اوينج
"يلومونني وطلبوا مني ألا أسمح له بالرضاعة من ثدي البقرة بعد ذلك. يقولون أن
الطفل سيشعر بالخزي حين يكبر وانه سيكون سيء السلوك." ومنذ يوم السبت قصر
الرضاعة على مرة واحدة في اليوم. وقال الجد "صحته جيدة وهو قوي وغير مصاب بالإسهال."(11)
المراجع:
(1)
أثر عمل المرأة خارج البيت
على استقرار بيت الزوجية - ماليزيا نموذجاً (1/2) د. فريدة صادق زوزو
(2)
الإسلام وقضايا المرأة
المعاصرة، البهي الخولي، ص ٢٥١
(3)
ماذا عن المرأة، د. نور
الدين عتر، ص ١٢٥ ،١٢٢
(4)
دور الأم في تربية
الأجيال، د. سامية عبد العزيز، ص 210
(5)
الأسرة ومشكلات الأبناء،
حسن مصطفى عبد المعطي، دار السحاب للنشر والتوزيع، القاهرة، ط ١٤٢٢ ،١ ه- ٢٠٠٤ م.
ص ٨٧
(6)
المرجع السابق .
(7)
الأخت المسلمة أساس
المجتمع الفاضل، محمود محمد الجوهري، ص ١٩
(8) وهبي سليمان الألباني . المرأة المسلمة ، صفحة
228 - علي الأنصاري.المرأة تعليمها و عملها في الشريعة الإسلامية ،صفحة 89 -عبد
الله بن وكيل الشيخ . عمل المرأة في الميزان . صفحة 21 . للاستزادة :
مشكلات المرأة المسلمة . مكية مرزا ،صفحة 262 .
(9)
الأضرار
الناتجة عن خروج المرأة للعمل معركة تحرير المرأة السعودية
http://almoslim.net/Moslim_Files/Mu...c_list_main.cfm
(10)
الآثار السلبية لعمل
المرأة بجانب الرجل مها مناع الجمعة
(11)
http://www.3almthaqafa.com/2013/03/blog-post_30.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق