الإمبراطورية الرومانية في أقصى حد في إطار تراجان في 117 ميلادي. |
الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن
المرأة:
9- الطلاق :
أولا : الطلاق عبر الأديان و المعتقدات
التي سبق ظهور الاسلام :
4- الطلاق في بلاد الرومان
لقد درج نظام الطلاق عند الرومان علي نفس النسق الذي درج
عليه نظام الزواج , كحق مكتسب للرجل , و ليس للمرأة حق المطالبة به , فكما كان الزواج عند الرومان
يتم بثلاث طرق , كذلك الأمر بالنسبة للطلاق , فكان يتم بثلاث طرق أيضا , فلقد
انحصرت طرائق الزواج عند الرومان في :-
أ- زواج ديني : يتم في المعابد , و يشهد عليه عشرة شهود .
ب- زواج مدني : ويتم بشراء الزوج – للزوجة .
ج- زواج السيادة : و فيه يعاشر رجل امرأة لمدة سنة كاملة دون انقطاع
فيكتسب السيادة عليها , و تنتقل من منزل عائلتها الأصلية الي منزل ذلك المعاشر
الذي يصبح بعد السنة زوجا و سيدا لها .
و على نسق تلك الطرائق للزواج , سايرته طرائق الطلاق و
التي انحصرت في :-
أ- طلاق ديني : و كان يختص بحالات الزواج الديني , و يقع في حفلة دينية
تطلب فيها الزوجة من زوجها الانفصال عن الديانة التي اعتنقها .
ب- طلاق مدني : و يختص بحالات الزواج المدني , حيث يقوم الزوج ببيع
زوجته الي مشتري صوري .
ج- طلاق السيادة : و يختص بحالات زواج السيادة أو المعاشرة , و فيه تلجأ
المرأة الي قطع سريان مدة السنة المتصلة في معاشرة الرجل حتي لا يكتسب السيادة
عليها , و كانت تصل الي ذلك بالمبيت ثلاث ليال متتالية كل سنة خارج منزل الزوجية ,
و قد زال ذلك الزواج بالسيادة و تبعاته خلال العصر العلمي , حيث سمح للزوجة بأن
تطلب من سيدها أو زوجها تحريرها من سيادته .
و من أبرز أسباب الطلاق عند الرومان :-
- عقم الزوجة . – ارتكابها لجريمة الزنا .
- تزييف مفاتيح
المنزل
- ادعاء الولادة كذبا
- الذهاب بدون اذن الزوج الي الحمام العمومي . – تناولها الطعام
في محل عمومي .
– ذهابها الي الملعب برفقة شخص أجنبي .
هذا و لقد تفشي الطلاق في المجتمع الروماني في العصر
الأخير من الجمهورية و بداية عصر الامبراطورية , حتي أضحت النسوة يعددن أعمارهن
بعدد مرات الطلاق , كما اتخذ الطلاق في عهد – جوستنيان – أربع صور يمكن ايجازها
فيما يلي :-
1-
طلاق باتفاق الطرفين :- ولا يترتب
عليه أي جزاء أو عقاب .
2- طلاق مباح :- و تنحصر أسبابه في : عقم الزوجة – الترهب – جنون أحد
الزوجين – اعتقاد الزوجة بوفاة زوجها الأسير .
3- طلاق مشروع : و هو الذي تتوافر له أسبابه المشروعة مثل :- ذهاب الزوجة
دون اذن الزوج الي الحمام العمومي – هجر الزوجة لمنزل الزوجية – زنا الزوجة – زنا
الزوج في منزل الزوجية – تناول الزوجة الطعام في محل عمومي – ذهاب الزوجة الي
الملعب برفقة شخص أجنبي – و في هذه الحالة تقع تبعات الطلاق علي من أحدث أسبابه من
الزوجين .
4- طلاق بدون سبب مشروع :- و هو الطلاق الذي يقع دون توافر أي سبب من الأسباب
السابقة , و هو يكون طلاق صحيح , الا أن المطلق يقع لعقوبات مادية و مدنية تنحصر
في : فقدان الزوج حقه في الدوطة و الهبات الزوجية – دفعه لغرامة مالية قد تصل الي
ربع أمواله .
أما العقوبات المدنية فهي باختلاف الأحوال و التي منها :
أن الزوجة الزانية يحكم عليها بالسجن المؤبد في الدير و بالتالي لا يحق لها الزواج
مرة أخري , فلقد انتشر الطلاق في بلاد الرومان طمعا في المال و الجمال , و غراما
بالنساء , فكما وقع الطلاق من الخاصة , وقع كذلك من عامة الشعب , فلقد طلق يوليوس
قيصر مرتين , و أنطونيو ثلاث مرات , و اكتفيو أربع مرات , و نظرا لتفشي حالات
الطلاق فقد صدر تشريع جوليا سنة 14م – في محاولة للحد من حالات الطلاق , فوضع
عقبات متعددة أمام راغبي الطلاق , و التي منها : وجوب اعطاء الزوجة وثيقة طلاق
أمام سبعة شهود بالغين من الرومان . الا أن ذلك لم يوقف نزيف الطلاق في المجتمع
الروماني , و لقد حاولت الكنيسة المسيحية التخفيف من شهرته , ثم حظرته حظرا , الا
أن المرأة الرومانية لم تخول حق المطالبة بالطلاق , فاذا ما حاولت الفراق أو
الطلاق تعرضت للعقاب الصارم من جراء ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق