الباب الثالث: الإسلام
والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن
المرأة:
(7) بقاء المرأة في المنزل:
رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل
المرأة:
(2) الآثار
السلبية لعمل المرأة
سادسا: المؤامرة على المرأة المسلمة:
منذ زمن بعيد التقت أطماع الصهيونية اليهودية، وأطماع الغرب الصليبي
متمثلا في بريطانيا العظمى وفرنسا قديما، وانضم إليهما حديثا الولايات المتحدة
الأمريكية، فنشاء من تلك الأطماع تحالف ما يمكن تسميته باليهودية المسيحية، أو
المسيحية اليهودية، ولقد بُني هذا التحالف الصهيوني الصليبي على دوافع دينية
واقتصادية، كما توجه بأحقاده نحو الأمة الإسلامية بصفة عامة، والعربية بشقيها
مسلمين ومسيحيين بصفة خاصة على اعتبار أن نهوض أمة العرب نهوض لأمة الإسلام، فلم
تفرق سيوف الحملات الصليبية قديما بين أجساد المسلمين والمسيحيين في بلاد العرب،
مثلما لم تفرق بينهم نيران مدافع الاستعمار قديما، ونيران مدافع الصهيونية حديثا
فكما تم حرق المسجد الأقصى وحصاره أكثر من مرة تم أيضا ضرب كنيسة المهد وإشعال
النار في جوانب منها، ولمعرفة المزيد في ذلك الشأن يمكن الرجوع إلى مدونتي
الصهيومسيحية.
إن هذا التحالف الصهيوني الصليبي الغربي قد غير من تكتيكات هجومه في
متأثرا بوصايا لويس التاسع ملك فرنسا بعد فشل حملته على مصر، وتوصيات مؤتمر كارل
برلمان، وغيره من التوصيات فبدلا من سياسة الهجوم بالحديد والنار، أصبح الهجوم
ثقافيا يهدف إلى هدم قيم الأسرة المسلمة، وتقويض أركانها، لتنشئة جيل قائمة على
الميوعة والفساد الأخلاقي، وذلك من خلال دعوات تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل،
وكأن المرأة مستعبدة في تلك البلاد، وكل هذه الدعاوى الباطلة ثبت زيفها، وخطورة
الانجراف خلفها، وما ترتب عليها في بلاد
الغرب الصليبي من أضرار على المرأة وعلى زوجها وعلى الأطفال وعلى المجتمع وعلى
الاقتصاد.
إن النصرانية التي بناها الفاتيكان اليوم هي النصرانية السياسية التي
تريد ربط دول أوروبا وأفريقيا بمصلحة الغرب عن طريق نشر النصرانية بينهم وخلق جملة
من الأفكار النصرانية التي تقف أمام الإسلام والمسلمين في جميع الميادين, وفي سبيل
ذلك تقاربت طوائف النصرانية واليهودية للحد من مارد الإسلام الذي بدأ يصحو من جديد.
(1)
لقد خطط أعداء الله - تبارك وتعالى - لهزيمة من نوع آخر
يلحقونها بالمسلمين بعد أن فشلت حملاتهم الصليبية في هزيمة المسلمين عسكريا، ،
فكانت تلك المؤامرة على هذا الدين والتي
تدور -على سبيل الإيجاز- في أربعة مجالات:
المجال الأول: هدم العقيدة الإسلامية. وقد عملوا على ذلك بنشر الإلحاد
والانحلال، وبعث وإحياء الفرق ذات العقائد المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ،
وبعث الحضارات القديمة، وإثارة النعرات والجاهليات؛ بغرض إبعاد هذه الأمة عن
عقيدتها.
المجال الثاني: هو تحطيم الشريعة الإسلامية وإبعادها عن مجال الحكم؛
لتحل محلها القوانين الوضعية والأوروبية الكافرة؛ ليطمئنوا على أن الحدود لن تقام،
وأن أحكام الله لن يعمل بها، وإذا وصلت الأمة إلى هذا الحد فقد فقدت كل مميزاتها.
المجال الثالث: هو المجال الاجتماعي؛ حيث خططوا لإفساد المرأة المسلمة،
وإخراجها عن وظيفتها وأمومتها وحجابها لتقلد المرأة الغربية في كل شيء، وهذا ما
سعوا من أجله، وما نفيض إن شاء الله في الحديث عنه.
المجال الرابع: هو تحطيم وهدم اللغة العربية، والأدب العربي وما يتعلق
به، وبذلك يتوصلون إلى قطع صلة المسلمين بالقرآن وبفهم كتب السلف الصالح وما في
تراثهم من خير وهدىً وبركة، هذه الأربعة المجالات التي خطط لأجلها أعداء الله
تبارك وتعالى.
وأهم ما يهمنا الآن هو المجال الاجتماعي
المتعلق بالمرأة، فإن هذا المجال هو المقياس الظاهر الواضح لتمسك أي بلد من
البلدان بالإسلام، فأنت إذا زرت أي بلد من البلدان تستطيع أن تحكم على دين أهله من
خلال وضع المرأة فيه، فإن كانت متسترةً متحجبة حكمت على المجتمع بالطهر والفضيلة،
وإن كانت متهتكةً متخلعة علمت وأيقنت أن هذا مجتمع فاسد منحط -يعني في الأغلب
والظاهر- لأن هذا هو المعيار الذي توزن به الأمم قديماً، وتوزن به الحضارات، حتى
أن سولد اسبنجلر الذي كتب كتاب: تدهور الحضارة الغربية ؛ يقول: هذا هو المعيار
الذي يقاس به سقوط الحضارات من عدمها. الحضارات جميعاً تسقط وتنهار عندما تترك
المرأة عملها ووظيفتها كأم وتتبرج وتتبذل.(2)
ولسوف نعرض لتلك المؤامرة على المرأة المسلمة
من خلال العناصر التالية:
(1) المدارس والجامعات الأجنبية في البلاد
الإسلامية
من التكتيكات الجديدة في إفساد المجتمعات
المسلمة بصفة عامة، والعربية خاصة المدارس والجامعات الأجنبية التي ملأت تلك
المجتمعات،فلا يمر عام دراسي إلا ونجد عشرات إن لم تكن مئات المدارس والجامعات
الأجنبية قد أنشأت في عالمنا العربي الإسلامي..
فلدينا 185 نوع من المدارس الأمريكية (وحدها هذا
بخلاف مدارس الدول الأخرى) منتشرة في 132 دولة, من بينها 50 مدرسة كبري لكل منها
فروع كثيرة في البلدان العربية والإسلامية وتخضع مباشرة لإشراف وزارة الخارجية
الأمريكية من خلال مكتب خاص يسمى مكتب المدارس الأمريكية عبر البحار ونعمل على غرس
القيم الأمريكية مثل الاختلاط بين الذكور والإناث في جميع المراحل والترويج
للثقافة وأسلوب الحياة الأمريكية، وفي ذلك هدم للثقافة و الأخلاق والمبادئ
الإسلامية، مما يطرح تساؤلا حول تلك المدارس والجامعات الغرض منها؟! وهل هي
للتعليم؟! أم لشيء آخر؟! ونجيب على ذلك من خلال أقوال رجالات الغرب الصليبي،
والغدر الصهيوني لنعرف مدى عمق المؤامرة على العالم الإسلامي، حيث سيتأكد لنا أن
أغراض تلك المدارس ليس لها علاقة بالتعليم وإنما لها أغراض أخرى، ومن
ذلك إفساد نساء المسلمين تحت الشعارات المصطنعة من قبل اليهود, كـحقوق المرأة
وتطويرها.
(أ) أقوال رجالات الغرب الصليبي:
روبرت ساتلوف:
روبرت ساتلوف مدير قسم السياسة والتخطيط في معهد واشنطن لسياسات الشرق
الأدنى كتب في تقرير " المدارس الأمريكية في البلاد العربية والإسلامية ليست
مجرد صروح تعليمية رفيعة المستوى بل هي سلاحنا السري في معركة أمريكا الأيديولوجية
لأمركة المجتمعات العربية والإسلامية.
المبشرة آن ميليغان
تقول المبشرة آن ميليغان: لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات
آباؤهن باشاوات وبكوات، ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من
البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض
حصن الإسلام من هذه المدرسة. ماذا يعنون بذلك ؟ إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة
المسلمة من دينها يخرج الجيل الذي تربيه ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً وتصبح أداة
تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي الذي يحاولون تدميره وإلغاء دوره الحضاري
من العالم(3)
زويمر رئيس التبشير بالوطن العربي:
يقول (زويمر): "يجب إقناع المسلمين بأن النصارى ليسوا أعداء
لهم".
ويقول: "تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن
بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها".
ويقول: "ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم
للمسلمين ضعيفة إذ أن من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى
علوم الأوربيين وتحرير النساء".
ويقول أيضا: "لكن مهمة التبشير التي تريدها الدول المسيحية في
البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين, فإن هذا هداية لهم وتكريما, وإنما
مهمتنا هي: أن تخرجوا المسلم من إلاسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله, وبالتالي
لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم"!.
ويقول أيضا: "إنكم أعددتم نساء لا يعرفن الصلة بالله, ولا يردن
أن يعرفنها, وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية, وبالتالي فقد جاء
الشيء طبقا لما أراده الاستعمار, لا يهتم بعظائم الأمور, ويحب الراحة والكسل, فإذا
تعلم فلشُهرة, وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوة, يجود بكل شيء".(4)
د.مدروبيرغر
يقول د.مدروبيرغر: ( إن المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلامي
على جرّه إلى التحلل والفساد أو إلى حظيرة الدين من جديد ) .
الدوق داركير النصراني
وألّف ( الدوق داركير) كتابا بعنوان: (المصريون), ونال فيه من الحجاب
وتعدى على الإسلام.
أحد المبشرين
يقول أحد المبشرين: ( كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر
مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات ) .
(ب) رجالات الغدر الصهيوني:
يهود الدونمة:
لقد بدأ اليهود بالدعوة إلى التبرج والسفور وما بعدها عن طريق إدخالهم
يهودا في الدولة العثمانية, وعُرفوا بـ"يهود الدونمة" ودخلوا متظاهرين
بالإسلام ليقضوا عليه من داخله, وقد أسس هؤلاء اليهود في تركيا "جمعية
الاتحاد والترقي العلمانية" التي قامت بإلغاء الخلافة العثمانية(5)
بل أدخلوا نساء يهوديات في الإسلام ليفسدن النساء المسلمات. ذكر صاحب
كتاب "عودة الحجاب" قال: (ولا يزال أهل الكتاب خاصة اليهود يحرضون
المرأة على التهتك والتبرج. من ذلك ما حدث في مدينة (سالونيك) مقر تجمعهم في عام
1914م من تنظيمهم لحفل ليلي, وقد استدعوا بعض النساء اليهوديات يحملن أسماء
إسلامية ليقمن بتمزيق الحجاب على خشبة المسرح أمام الناس, ولكن الحكومة منعت هذا الحفل
لئلا يثير عواطف المسلمين.
بروتوكولات حكماء صهيون:
يقول اليهود في بروتوكولاتهم: ( علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت
إلينا يدها ربحنا القضية ) .
وذكر المعلّق على (البرتوكولات) "أن اليهود كانوا في فلسطين
يشترون الأراضي الفلسطينية بمبالغ باهضة, ومن ثم سلطوا نساءهم وخمورهم على هؤلاء
العرب حتى يبتزوا منهم الأموال التي دفعوها لهم".
وذكر المعلّق على كتاب
"البرتوكولات" ص (130) في الهامش, وهو يتكلم عن إدخال اليهود والنصارى
في المسلمين لإفسادهم, قال: "وهناك طائفة من اليهود عددها نحو 400 أسلموا في
مصر سنوات 1938- 1942 أي: ليفسدوا
المصريين
أحد زعماء الماسونية
يقول أحد زعماء الماسونية: "يجب أن نكسب المرأة, ففي أي يوم مدت
يدها إلينا؛ فزنا بالحرام ونبذنا المنتصرين للدين"!.
الحاخام (ريتشورون)
يقول الحاخام (ريتشورون): ( شعبنا محافظ مؤمن ولكن علينا أن نشجع
الانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الكفر والفساد وتضعف الروابط المتينة
التي تعتبر أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد) (6)
وفي فلسطين المحتلة:
- تدعو السلطات الصهيونية
الشباب العربي بحملات منظمة وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ
البحر وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وأن السلطات اليهودية
تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض، بحجة أنهم من المنتمين للحركات
الفدائية ، كما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة
جداً.
- كذلك تفتح على مقربة من
المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية
تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات
المقاومة في الأرض المحتلة(7)
ولا تنس صنائع اليهود على مرّ التاريخ, فقد أدخلوا عبد الله بن سبأ
ليفسدوا الإسلام من داخله, وأسسوا الباطنية لتقويض الإسلام من أساسه, ولهم في كل
مكان صيحة ضد المسلمين.
وكيف لا يكونون كذلك, والله سبحانه وتعالى يقول فيهم {كُلَّمَا
أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ
فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} سورة المائدة- 64 -
يقول صاحب كتاب المرأة والحجاب: "إنه لم يبق حائل يحول دون هدم
المجتمع الإسلامي في المشرق إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل بل الفساد
الذي عم الرجال في المشرق "
وحتى يتحقق ذلك كان من أبرز ما جاء في وثيقة بكين، التي تتعلق بحماية
الحرية الجنسية بين عدة اختيارات منها:
- إما أن يكون مخنثا يضع
السوتيان على صدره، أو تربي الشارب إذا كانت امرأة.
- إما أن تكون لوطيا
تمارس الشذوذ مع غيرك من الرجال.
- وبالنسبة للمرأة يمكن إذا
أرادت أن تكون سحاقية تمارس الشذوذ مع امرأة أخرى.
- وبالنسبة للرجل أو المرأة
فيمكنهما السير على النظام التقليدي المألوف.
وليس خفيا على ذي لب أن الهدف من وراء ذلك كله هو تحقيق الانحلال
والانهيار بقوام الأسرة والمتمثل في المرأة، ومن ثمة يحل الخراب والدمار بالأسرة،
ثم بالمجتمع ككل، وهنا يحل الخراب والدمار بالعالم الإسلامي، وهذا هو المطلوب من
قبل الغرب
(2) المرأة المسلمة بين النظريات الفكرية المختلفة:
لقد أغفلت الجاهلية المعاصرة طبيعة المرأة وتكوينها، وقدراتها ودورها
في بناء الأسرة وحماية الفضيلة، وترابط المجتمع، والقيام بشؤون الأطفال وتربية
الرجال لمعترك الحياة، وتهيئة العش الهادئ للرجل وحصوله على السكينة والاطمئنان في
المجتمع للرجل والمرأة والطفل على حد سواء.
لقد ذهبت الجاهلية المعاصرة بعيداً عن الصواب في قضية المرأة، فجاءت
الاشتراكية لتلغي الأسرة، وتتنكر للزواج، وتجعل المرأة كلأً مباحاً لكل راتع، فدعت
إلى مساواة المرأة بالرجل وأعطتها حرية البغاء مع من تشاء، وجعلت مسئولية تربية
الأطفال سواء كانوا من نكاح أم من زنا إلى المجتمع، فهو المسئول عن تربية الأطفال
وليست المرأة وحدها هي المسئولة عن ذلك، حتى لا تجد في نفسها حرجاً من ممارسة
البغاء، وهكذا أصبحت المرأة في ظل الاشتراكية تملك نفسها وليست ملك لأحد، ولا أحد
يختص بها، وعملت على تهيئة الظروف لإخراجها من البيت للمشاركة في الحياة، وخلصتها
من واجبات الزوج والبيت والأولاد.
وجاءت الليبرالية التي استمدت فكرتها من مبادئ الثورة الفرنسية وهي
الحرية والمساواة، فحملت الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون
تفريق، ودعت إلى توفير فرص العمل للمرأة، وألغت القوانين التي تميز بين الجنسين،
فالمرجع عندهم هو الهوى، لذا كانت نظرتهم للمرأة محررة من كل قيود الدين والأخلاق،
وعملوا على مشاركة المرأة في جميع ميادين الحياة العامة، من سياسة واقتصاد وإعلام
وجيش وقضاء ونحوه.
وجاءت النظرية المتطرفة "الراديكالية" الأنثوية والتي أفرطت
في تعظيم المرأة وانحازت إليها، وحاربت السلطة الأبوية والزوجية والذكرية، ودعت
إلى المساواة المطلقة، بل نشأ فيها تيار يدعو إلى تأليه المرأة وفصل النساء عن
الرجال، وتكوين مجتمعات خاصة بالنساء، وممارسة الشذوذ بين النساء بعيداً عن الرجال
دون مراعاة العقل والفطرة، فألغت دور الأسر والزواج ونادت بالعداء بين الجنسين
وزعمت ملكية المرأة لجسدها، ودعت إلى تسهيل الإجهاض وموانع الحمل، ورفضت مبدأ
الأمومة والإنجاب، وإباحة الشذوذ الجنسي فيما بين النساء والاستغناء عن الرجال
بالسحاق. (8)
وجاءت العلمانية كذلك تتبنى ذلك وتدعو إليه، فالمرأة كالرجل لها من
الحقوق وعليها من الواجبات مثلما للرجل فهي حرة في كل ما تقوله وتفعله، من إقامة
وسفر ومزاولة أي مهنة من الوظائف العامة والخاصة دون استثناء.(9)
(3) العلاقة بين العولمة والصهيونية وأثر ذلك على المرأة:
تشير معظم الدراسات الحديثة إلى أنَّ هنالك علاقة وثيقة بين دعاة
العولمة "توحيد العالم في نظام عالمي موحد الثقافة والاقتصاد والسلوك"،
وبين جذور الصهيونية ومخططاتها.
"ولعل من أبرز اتجاهات هؤلاء وأولئك السعي الحثيث لإلغاء الأسرة
بحسبانها الوحدة المنتجة للفرد، الحافظة لقيم الدين والتقاليد الموروثة، ولعل
اليهودي ماركس هو أول من وضع النظرية لهذا الاتجاه" (10)
كما تشير بروتوكولات حكماء صهيون إلى أنَّ ما قام به ماركس لم يكن
خارجاً عن دائرة مخططهم، كما جاء في البروتوكول الثاني القول: "لاحظوا هنا
إنَّ نجاح دارون وماركس ونتيشة، قد رتبناه من قبل والأثر غير الأخلاقي لهذه العلوم
في الفكر ألأممي سيكون واضحاً لنا" (11)
ويظهر للباحث العلاقة بين ما خطط له حكماء صهيون وما نفذه علماء
الشيوعية أصحاب الأصول اليهودية، دارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء "أصل
الأنواع"، وماركس ونيتشة عدوان للأديان والذين يؤمنون ويدَّعيان ألا إله
والحياة مادة، ويدعوان إلى شيوعية النساء وإنكار الملكية الفردية التي تدعو إلى
تكوين الأسرة وانتماء الأبناء إلى آبائهم.
ويمكن تحديد بداية استهداف الأسرة عبر المرأة إلى أواسط القرن الخامس
عشر "حيث صدر في فرنسا قانون يمنع النساء من العمل حيث يصنعن الملابس ومنتجات
الألبان، كما صدر قانون يحرم المرأة من أرث زوجها، وصحب ذلك رفع شعار المساواة
والعمل للمرأة" (12)
كما استعمل اليهود الحروب التي تعرضت لها أوروبا في القرن السابع عشر
للاستعاضة على عمالة الرجال بالنساء، وذلك لاشتغال الرجال بالحروب وحاجة الأسر
لكسب عيشها، كما نشط اليهود في إشراك المرأة في الثورات الأوروبية في إنجلترا
وفرنسا من خلال شعارات تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل خاصة في المجال السياسي.
وتعتبر الثورة الفرنسية نموذجاً لهذا النشاط علماً أنَّ البروتوكول العاشر من
بروتوكولات حكماء صهيون يؤكد إنَّ اليهود كانوا وراء إشعال الثورة الفرنسية وإحداث
نمط ثقافي اجتماعي يستند إلى التحرير والإباحية في أقطار أوروبا وأمريكا.
وقد تمت مراجعة وتجديد المخطط الصهيوني تجاه المرأة والأسرة في مؤتمر
بال بسويسرا برئاسة ثيودور هرتزل عام 1895م، وقد ركّز المؤتمر على موضوع المرأة،
ومنذ ذلك التاريخ بدأت تصدر تشريعات خاصة بالمرأة.
ففي عام 1902م صدرت اتفاقية لاهاي الخاصة بمراجعة القوانين الخاصة
بالزواج والطلاق والوصايا على القاصرين، كما صدرت عام 1904م اتفاقية منع الاتجار
بالنساء تم تضمنيها في ميثاق عصبة الأمم (13)
ثم صدر "إعلان الحقوق السياسية للمرأة عام 1952م"، ثم
"الاتفاقية الخاصة بالجنسية للمتزوجات عام 1957م".
"ثم أعدت مفوضية المرأة بالأمم المتحدة إعلاناً خاصاً بإزالة
التمييز ضد المرأة، وقد أجيز في عام 1967م" (14)
وبعد إجازة ذلك الإعلان الذي دعا إلى تغيير المفاهيم "دور
الأمومة" وإلغاء القوانين والعادات السائدة التي تفرق بين الرجل والمرأة مع
الاعتراف بأنَّ المنظمات النسائية غير الحكومية هي القادرة على إحداث
التغيير" (15)
ثم بدأت مفوضية المرأة بالأمم المتحدة ـ بعد إجازة الإعلان ـ في إعداد
معاهدة التمييز ضد المرأة في عام 1973م. وأكملت إعدادها في عام 1979م واعتمدتها
الأمم المتحدة في 18/12/1992م. وأصبحت سارية المفعول بعد توقيع خمسين دولة عليها
في عام 1981م.
ثم تعاقبت المؤتمرات الدولية ومنها: "المؤتمر الدولي للسكان
والتنمية الذي انعقد في القاهرة في الفترة من 5-13 سبتمبر بألفاظ مضمونها الدعوة
إلى الإباحية وإقصاء الدين والأخلاق والدعوة لتحديد النسل، بزعم أنَّ العالم يتعرض
لأزمة سكانية حادة تهدد بوجود مجاعات وكوارث دولية، ويحمل لواء هذا الزعم عدد من
الذين يعملون في المجالات الاجتماعية والسكانية، وهم يقومون بحملة إعلامية مفادها
إقناع الدول النامية بخطورة الموقف نتيجة النمو المطرد في عدد سكانها، ومما ينجم
عن ذلك من مخاطر تعترض سبيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول" (16)
دعمت القوى الصهيونية العالمية أهداف وسياسات
تلك المؤتمرات.و ذلك ليتم تفكيك بناء الأسرة في المجتمعات وتسخير المرأة لتحقيق
تلك الأهداف بإضعاف القيم الأخلاقية والذي عبرت عنه المفاهيم الواردة في وثائق
المؤتمرات الدولية كمصطلحات "زواج الجنس الواحد"، ومصطلح "الأزواج
والأفراد" في التعبير عن الأسرة. واعتبار الأدوار التي يقوم بها الآباء
والأمهات أدواراً تقليدية نمطية اعتادها النَّاس "وأنَّه يجب إرجاء الالتزام
بها حتى يتمكن من إقامة مجتمع متحرر من القيود والروابط" (17)
وتُعَدُّ البنود الخاصة بالأسرة في تلك
الوثائق ترجمة لما تضمنته بنود الأسرة في بروتوكولات حكماء صهيون والذي ينص على:
"إنَّ الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لفساد الشباب والقضاء على
الضمائر والأخلاق والأديان ونظام الأسرة وإغراء الناس بالشهوات وإشاعة الرذيلة
والانحلال" (18)
وقد عبَّرت عن ذلك إحدى نساء الغرب، وهي الكاتبة الفرنسية دي بوفوار
قائلة: "ستظل المرأة مستعبدة حتى يتم القضاء على خرافة الأسرة وخرافة الأمومة
والغريزة". (19)
وعليه يمكن القول: إنَّ المؤتمرات الدولية
الخاصة بالمرأة والأسرة قد وضع نواة مادتها اليهود، وهي استراتيجية ذات مدى طويل
خُطط لها، وجاءت خطوات التنفيذ تدريجية لكيلا يلازمها الرفض من المجتمعات.(20)
تطبيقاً لبروتوكولات حكماء بني صهيون ..نساء للبيع..
أن تلك القرارات والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تخص المرأة
والأسرة والسكان صاغها مجموعة من الشواذ والمنحرفين عن فطرتهم، وفاطرهم تقول
الأستاذة الأمريكية "كاثرين فورت" إن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي
تخص المرأة والأسرة والسكان...تصاغ الآن في وكالات ولجان تسيطر عليها فئات ثلاثة:
الأنثوية المتطرفة وأعداء الإنجاب والسكان والشاذون والشاذات جنسياً، وأن لجنة
المرأة شكلتها امرأة اسكندينافية كانت تؤمن بالزواج المفتوح ورفض الأسرة وكانت
تعتبر الزواج قيداً وأن الحرية الشخصية لابد أن تكون مطلقة... (21)
زواج الشواذ داخل الكنائس و بمباركة القساوسة و رجال الدين
(4) خطأ احتقار عمل المرأة في البيت:
إن نظر الغرب إلى أن عمل المرأة داخل البيت ليس له أهمية، وأنه من
أسباب فقر المرأة، كان له أثر كبير فيما وصلت إليه المرأة من الحالة السيئة، وبيان
ذلك الخطأ من الوجوه الآتية(22)
01- إن ما تقوم به المرأة من عمل داخل بيتها يعد من العمل المعتبر عند
الاقتصاديين،فالعمل في اللغة هو المهنة والفعل
0والعمل في الاقتصاد: مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة0وبتأمل عمل
المرأة المنزلي نجده يدخل ضمن مفهوم العمل بمعناه اللغوي والاقتصادي، بل إن
الاقتصاديين يعتبرون العمل المنزلي عملاً منتجاً.
02- أكدت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة القيمة الاقتصادية لعمل
المرأة في البيت، ومن ذلك تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام "1405ه-
-1985م"، جاء فيه: "لو أن نساء العالم تلقين أجوراً نظير القيام
بالأعمال المنزلية، لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد، ولو قامت الزوجات بالإضراب
عن القيام بأعمال المنزل لعمت الفوضى العالم، سيسير الأطفال في الشوارع، ويرقد
الرضع في أَسِرّتهم جياعاً تحت وطأة البرد القارس، وستتراكم جبال من الملابس
القذرة دون غسيل، ولن يكون هناك طعام للأكل، ولا ماء للشرب0ولو حدث هذا الإضراب،
فسيقدر العالم أجمع القيمة الهائلة لعمل المرأة في البيت.
03- إن دعامة الأسرة هي المرأة، وهذه الدعامة تتمثل في وظيفة المرأة
الأساسية، ألا وهي العناية بالأسرة، ويكون ذلك برعاية الأبناء وتنشئتهم التنشئة
الصالحة، دينياً، ونفسياً، واجتماعياً، وخلقياً؛ حتى ينشأوا أسوياء، ويكونوا أعضاء
صالحين في مجتمعاتهم، ولا يمكن أن يقوم بهذا الدور إلا الأم؛ لأن الله تعالى جعل
فيها من العاطفة والأمومة ما يجعلها قادرة على أداء هذا الدور على أكمل وجه.
04- إن اعتماد المرأة العاملة على الخدم وعلى دور الحضانة في رعاية
وليدها لا يؤدي إلى اكتمال تنشئته؛ لأن الإخلاص له والحرص على ابتغاء الكمال من كل
وجه لا يتوافر في أحد توافره في الأم، فإن من وراء إخلاصها وحرصها غريزة
الأمومة0وهذا الجيل الغربي من التائهين الضائعين..المحطمي الأعصاب..المبلبلي
الأفكار.. القلقي النفوس، وهذه النسبة الآخذة في الارتفاع- حسب إحصاء الغربيين أنفسهم-
للانحراف والشذوذ بكل ضروبه وألوانه، وكل هذه الظواهر والآثار، هي من آثار التجربة
التي خاضها الغرب في المرأة؛ لأن هؤلاء جميعاً هم أبناء العاملات والموظفات، الذين
عانوا من إرهاق أمهاتهم وهم في بطونهن، ثم تعرضوا لإهمالهن بعد أن وضعنهم. وماذا
يبتغي الناس من تجربة فاشلة كهذه؟ ألا يتدبرون؟ " (23)
05- وهذا الإنجليزي "سامويل سمايلس"، وهو من أركان النهضة
الإنجليزية يقول: " إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ
عنه من الثروة فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية؛ لأنه يهاجم هيكل المنزل،
ويقوض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية، ويسلب الزوجة من زوجها، والأولاد
من أقاربهم، وصار لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة؛ إذ وظيفة المرأة الحقيقية
هي القيام بالواجبات المنزلية، مثل ترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في
وسائل معيشتها، مع القيام باحتياجاتهم البيتية
لكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث أصبحت المنازل غير
المنازل، وأضحت المواليد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وانطفأت
المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت
زميلته في العمل والمشاق، وصارت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالباً التواضع الفكري،
والتواد الزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة" (24)
0ثم كيف تكون المرأة في بيتها تعيش بطالة، وهي بالكاد تجد الوقت
الكافي للقيام بواجباتها في منزلها على الوجه الأكمل، من رعاية زوجها، وتربية أبنائها،
والقيام بشؤون البيت وما يتعلق به؟.
06- إن وصف هذه الإجراءات لعمل المرأة في البيت بالبطالة، وأنه مما
يسبب الفقر، قد يصدق على حال المرأة في الغرب؛ حيث إنها مسئولة عن الإنفاق على
نفسها، فليس هناك أحد مكلف بالإنفاق عليها،وأما حال المرأة في الإسلام فهو بخلاف
ذلك، فالمرأة غير مكلفة بالإنفاق على نفسها، وإنما الرجل هو المكلف بالإنفاق على
المرأة "زوجاً، أو أباً، أو من يلي أمرها".
7- كيف يعتبر عمل المرأة في منزلها بطالة؟ والمرأة إذا خرجت
لتعمل، تستقدم خادمة ومربية - كما هو
الحال عند كثير من النساء -؛ لتقوم بأعمال المنزل ورعاية الأطفال، وتعطيهم على ذلك
أجراً؟ إذاً فهو عمل مأجور وذو اعتبار- بالرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بنفس
الدور الذي تقوم به المرأة في منزلها -، فكيف يكون العمل الذي تقوم به المربية
والخادمة عملاً مأجوراً وذا اعتبار، ولا يكون الأمر كذلك إذا قامت به المرأة في
بيتها؟!.$0 $0يقول "جول سيمون": " المرأة التي تشتغل خارج بيتها
تؤدي عمل عامل بسيط، ولكنها لا تؤدي عمل امرأة! فما فائدة مزاحمتها للرجل في عمله،
وتركها عملها ليس له من يقوم به؟ " (25)
08- إن البطالة الحقيقية تتمثل في خروج المرأة للعمل، وبقاء الرجال
عاطلين بلا عمل. ففي كل بلد يوجد الآلاف من الشباب الذين لا يجدون عملاً، ومع ذلك
فينادى بخروج المرأة للعمل، بحجج واهية "حقوق المرأة- نصف المجتمع المعطل-
نصف الأمة المسجون..المشلول..الخ". فأيهما المطالب بالإنفاق؟ أليس هو
الرجل!!.ثم أين الفقر الذي تعد به هذه المؤتمرات؟ بل أين الجدوى الاقتصادية من عمل
المرأة خارج المنزل؟.
كما أثبتت دراسة ميدانية أن المرأة العاملة خارج بيتها تنفق من دخلها
40% على المظهر والمواصلات، أما تلك التي تعمل في بيتها فهي توفر من تكلفة الطعام
والشراب ما لا يقل عن 30%، وخلصت الدراسة إلى أن المرأة التي تمكث في البيت توفر
ما لا يقل عن 70% من الدخل الذي كان بالإمكان أن تحصل عليه، بل يمكنها أن تحقق
دخلاً أكثر مما تحققه الموظفة، إذ تستطيع أن تحول بيتها إلى ورشة إنتاجية، بأن
تصنع في وقت فراغها ما يحتاج إليه بيتها ومجتمعها
ثم إن المرأة يمكن أن تعمل في بيتها أعمالاً تدر عليها ربحاً مادياً،
دون أن تضطر للعمل خارج المنزل؛ حيث إن العمل خارج المنزل ليس الطريق الوحيد للكسب
المادي
0ففي أمريكا- مثلاً- يوجد 11.8مليون أمريكي يعملون في المنزل دواماً
كاملاً، ويحققون من خلال عملهم هذا كامل دخولهم، بينما يحقق 26.6 مليون أمريكي
دخولاً إضافية من أعمال يمارسونها في منازلهم. أي أن أكثر من 38 مليون أمريكي
يحققون كسباً مادياً من عملهم في المنزل (26)
وخير ما نختم للوقوف على بعض ما تتعرض له المرأة في عملها خارج المنزل
تلك القصة:
يروي المفتش هاملتون هذه الحادثة، فقد أبلغ
بأن أحد مدراء المطاعم لا يعطي الوظيفة للفتيات إلا بعد موافقتهن على اقتسام
الفراش معه، فقام بإعطاء إحدى المتقدمات للعمل مسجلاً صغيراً، و طلب منها أن تتقدم
إليه طالبة العمل، وإليك مقتطفات مما دار بينهما من حديث :
المـدير: هل تركت المدرسة لتوك؟
المتقدمة: نعم أنهيتُ الفصل الصيفي.
المـدير: ستذهبين مرةً أخرى في الخريف.
المتقدمة: لست واثقة من ذلك، لأن علي أن
أنتقل من منزلي (نتيجة لطرد أبويها لها).
المـدير: هل أنت مضطرة للعمل.
المتقدمة: نعم.
المـدير: سأعطيك نموذج الطلبات لتملئينه فيما
بعد، والآن هل تسمحين لي ببعض الأسئلة الشخصية.
المتقدمة: تفضل ما بدا لك.
المـدير: ما هو هدفك في الحياة؟
المتقدمة: في الحقيقة ليس لي هدف.
المـدير: هل تريدين أن تعملي طوال حياتك أم
أنك تريدين الزواج؟
المتقدمة: لا، أفضل أن أعمل طوال حياتي
واستمتع بحياتي.
المـدير: أنت رومانسية إذن.
المتقدمة: نعم.
المـدير: هل لك مجموعة من العشاق (البوي
فريندز) أم عشيق واحد مستمر.
المتقدمة: لا ليس لي عشاق، وإنما عندما أشعر
بالحاجة إلى الذهاب مع أحدهم أذهب معه.
المـدير: لا تكوني مضطربة ولا قلقة، ولكني
رجل قذر "نعم" إن عليك أن تساعديني في الطبخ وسأتركك في المطبخ لوحدك
بدون معونة، ولا تجعلي الزيت يحرق جلدك.
المتقدمة: أنا مستعدة لعمل أي شيء، أعطني
فرصة.
المـدير: وعليك التنظيف وغسل الأطباق،
وأحياناً تكونين على الصندوق وأحياناً تنظفين المراحيض، هل تعترضين على ذلك.
المتقدمة: لا، سأفترض أنني في منزل والدتي.
المـدير: يبدو أن عليك أن تقومي بأود نفسك.
المتقدمة: نعم لقد تركت منزل والدتي وسأعيش
مع بعض صديقاتي.
المـدير: هل تحبين الحفلات.
المتقدمة: نعم.
المـدير: ما رأيك في الحشيش (الماريجوانا).
المتقدمة: له حسناته وسيئاته، في الواقع لا
أعرف.
المـدير: إذا رأيت هنا واحداً يدخن الحشيش هل
يضايقك ذلك؟
المتقدمة: لا يضايقني، إنه أمر لا يخصني، إنه
أمر تراه في كل مكان.
المدير: ماذا تقولين إذا قلت لك سأعطيك
الوظيفة بشرط أن تنامي معي؟
المتقدمة: إن ذلك يعتمد هل ذلك بصورة دائمة
أم مرة واحدة فقط؟
المـدير: لا اعرف ؟ لكن ما أهمية ذلك ؟ إني
لا أقول لك كل يوم، يكفيني مرة واحدة في الأسبوع ما رأيك ؟
المتقدمة: لا بأس بذلك.
المـدير: هل نقفل الباب ونتكلم في هذا
الموضوع بالتفصيل؟
المتقدمة: لا يهم.
المـدير: تعالي إذن، إنك حقاً لجميلة.
المتقدمة: شكراً.
المـدير: ولديك ساقان جميلتان.
المتقدمة: شكراً.
المـدير: إنني سأستأجرك للعمل هنا ولن تمانعي
طبعاً في الخدمات الجانبية ألا يضايقك ذلك ؟
المتقدمة: لا.
المـدير: ما رأيك في قبلة الآن ؟
المتقدمة: إنني مضطربة الآن.
المـدير: لا بأس، متى نجتمع ؟
المتقدمة: متى ما تريد؟
المـدير: بأسرع وقت ما رأيك الساعة الثانية
بعد الظهر.
وعندما ألقي القبض على هذا المـدير بتهمة
الابتزاز الجنسي، أطلق صاحب العمل سراحه بكفالة، والغريب حقاً أن لا أحد يرى فيما
فعل أي جريمة، حتى الشرطة ورجال القانون، لم يروا في ذلك ابتزازاً، إنَّ الجميع
يرون ذلك أمراً روتينياً لا غبار عليه، وعندما قدم للمحكمة حكم عليه بغرامة مالية
قدرها 125دولاراً فقط!!. وأطلق سراحه على الفور.
وتقول لين فارلي : إذا كانت المرأة تقبل من
نفسها أن تكون صيداً جنسياً، فإنَّ من حق الرجال أن يصطادوا.
ولكن المرأة العاملة قد تجد نفسها مضطرة إلى
الرضوخ لرغبات رئيسها الجنسية، لأنها قد لا تجد العمل ابتداء إلا بالموافقة على
نزواته، ولا يمكنها الاستمرار في العمل إلا بالاستمرار في الرضوخ حتى يكون هو الذي
ملها، فعندئذٍ يختلق أي عذر ليستبدلها بغيرها.
المراجع
(1) الموسوعة
الميسرة" (2/622)
(2)
موقع إسلام ويب صوتيات: محاضرات مقروءة للشيخ سفر الحوالي :المؤامرة على المرأة المسلمة
(1-2)
(3)
كتاب التبشير والاستعمار
صفحة(87)
(4)(العالم
الإسلامي اليوم) لـ(زويمر/ رئيس التبشير في الوطن العربي).
(5)راجع كتاب
"الموسوعة الميسرة" (1/510-512).
(6)
المرأة في إسرائيل بين السياسة
والدين. تأليف: باسمة محمد علي.
(7)
جلال العالم: قادة الغرب
يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله صفحة(84)
(8)
الحركة النسوية في اليمن:
أنور قاسم الخضري 35 وما بعدها.
(9)
المرأة في ظل الجاهلية
القديمة والحديثةعبد الرحمن بن علي إسماعيل
(10)
خديجة كرار: أضواء على
اتفاقية التمييز ضد المرأة، ورقة غير منشورة، ندوة حول اتفاقية (التمييز ضد
المرأة)، هيئة علماء السُّـودان بالتعاون مع الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي،
الخرطوم، 2000م، قاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات.
(11)
محمد خليفة التونسي:
بروتوكولات حكماء صهيون، ص 44.
(12)
أضواء على اتفاقية التمييز
ضد المرأة، ص 3.
(13)
أضواء على اتفاقية التمييز
ضد المرأة ، ص 3.
(14)
عواطف عبد الماجد: رؤية
تأصيلية لاتفاقية التمييز ضد المرأة، مركز دراسات المرأة، الخرطوم، 1999م، ص 16.
(15)
المرجع نفسه، ص 16.
(16)
الحسيني سليمان حاد: وثيقة
مؤتمر السكان والتنمية (رؤية شرعية)، كتاب الأمة، العدد 53، جمادى الأولى، 1417هـ،
ص 18
(17)
بروتوكولات
حكماء صهيون، محمد خليفة التونسي، مرجع سابق، ص 44.
(18)
بروتوكولات
حكماء صهيون، محمد خليفة، المرجع السابق نفسه، ص 44.
(19)
الإسلام بين الشرق والغرب،
علي عزت بيجوفيتش، ترجمة محمد يوسف، مطبعة العلم الحديث، بيروت، ط/1، 1994م، ص
258.
(20)
مهـــددات
الأســرة المعاصــرة:(وجهة نظر إسلامية في التكوين والعلائق والآثار التربوية) د.
فاطمة عبد الرحمن عبد الله
(21)
حركات تحرير المرأة مثنى
أمين الكردستاني 7.
(22)
العدوان على المرأة ص319،
323
(23)
العدوان على المرأة 324
(24)
المرجع نفسه نقلاً عن :
دائرة المعارف/فريد وجدي، نقلاً عن: عمل المرأة/سالم السالم ص18،19.
(25)
كتاب: المرأة المسلمة/
وهبي غاوجي ص230
(26)
العدوان على المرأة 326
(27)
حراسة الفضيلة ( 82)