الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

(5) مكانة المرأة في بلاد الصين: الباب الثاني: همس الجواري

(5) مكانة المرأة في بلاد الصين:
 لقد كانت المرأة الصينية تحتل المنزلة الدُنيا في المجتمع الصيني، مجرد وجود بنت في الأسرة، يُعد بمثابة نذير ُشئوم لتلك الأسرة، لدرجة جعلت تلك الأُسر تتخلص من بناتها من خلال تركهن في الحقول ليقضي عليهن الصقيع، أو الحيوانات الضالة أو المفترسة، فالبنت الصينية كانت تمثل عبئا ثقيلا على أبيها، نظراً لكونه يقوم بتربيتها، ثم يُرسلها إلى بيت زوجها، لتعمل فيه دون أن يناله منها شئ، فلقد كانت النظرة إلى الفتاة أو البنت الصينية، يشُوبها الكثير من الذل والاحتقار، لدرجة جعلت الصينيون يهمون بتقديم قطع من الطين المجفف إلى الأب الذي تُولد له بنت، وذلك في إشارة إلى أن الطين المجفف كالنساء، لا يثبُت على مر الأزمان، وسرعان ما يُستهدف لعبث الرياح (1) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 324
وعن مكانة المرأة في بلاد الصين كتبت السيدة: بان هو تقول: نشغل نحن النساء آخر مكان في الجنس البشري، ونحن أضعف قسم من بني الإنسان، ويجب أن يكون من نصيبنا أحقر الأعمال (2) المرأة في جميع العصور والأديان: محمد عبد المقصود ص 53.
فلقد كانت الصينيون كالعرب في الجاهلية يكرهون البنات، وكان الأب إذا بُشر بمولدها، حملها فوراً إلى السوق بحثاً عمنْ يشتريها بأبخس الأثمان، فإذا لم يجد الشاري وهبها لأول عابر سبيل، أو أخذها إلى أي مكان مهجور وخنقها أو أغرقها أو وأدها وهي حية (3) المرأة والإسلام: غادة الخرساني: ص 22
هذا ولقد انتشرت عادة تكسيح البنات في بلاد الصين، وذلك للرغبة في جعلهن عديمات الحيلة، كما كانت المرأة تُسمى في كتب الصين القديمة بالمياه المؤلمة، التي تغسل المجتمع، أو تكنسه من السعادة والمال، فهي يشر يستبقيه الرجل بمحض إرادته، ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها، ولو بيعا كالرقيق، حتى كان بالصين حوالي ثلاثة ملايين جارية عام 937 (4) المرأة في التصور الإسلامي: عبد المتعال الجبري ص 142
ومن الأمور المألوفة في بعض شرائع الصين: أنه يجوز للرجل أن يجمع ما بين ثلاثين أو مائة زوجة في وقت واحد، وأفرط بعض الملوك حتى جمع في قصره نحو ثلاثين ألف جارية.
ومن أقوال مشرع الصين الأكبر كنفوشيوس: أن الرجل رئيس فعليه أن يأمر، والمرأة تابعة فعليها الطاعة، ومن المقتضى أن تكون أعمالهما مثل أعمال السماء والأرض متممة لبعضها، تعاونا على حفظ نظام الكون، والمرأة في المجتمع مديونة لزوجها بكل ما هي عليه. (5) أستاذ المرأة: محمد سالم البيجاتي ص 17
فلقد كان سلطان الأب مطلقاً في عهد كنفوشيوس، فكان في وسعه أن يبيع زوجته وأولاده، ليكونوا عبيداً، وكان الرجل يتناول طعامه بمفرده، لا يدعو إليه زوجته ولا أبناءه، وكان من حق الزوج أن يطلب من زوجته ألا تتزوج بعده، وكان يطلب منها أن تحرق نفسها عند موته تكريما له، وظلت حوادث حرق الزوجات تقع في الصين حتى القرن التاسع عشر.(6)قصة الحضارة: ول ديورانت ترجمة محمد بدران ج1 الجزء الرابع ص 266.
وفي الصين يُسمح بتعدد الزوجات، ولكن تظل الزوجة الثانية تحت سلطة الزوجة الأولى التي تكون وحدها الزوجة الشرعية، بل إن أبناء الزوجة الثانية، يكونون ملكاً للزوجة الثانية، ويسبق الاحتفال بليلة الزفاف ثلاثة أيام من الحزن والحداد، لأنهم ينظرون إلى زواج الأبناء كنذير بموت الآباء. ومن أصدق الأمثلة على مكانة ووضع المرأة في بلاد الصين ما يتغنى به فوشوان حيث يقول: آلا ما أتعس حظ المرأة، ليس في العالم كله شئ أقل قيمة منها، البنت لا يُسر أحد بمولدها، ولا تدخر الأسرة من ورائها شئ، ولا يبكيها أحد، إذا اختفت من منزلها، وتنحني وتركع مراراً بخطئها. (7) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 324.
فالصينية متزوجة أو عذراء لا سيما الطبقة الممتازة تعيش في عزلة أبدية، فالابنة منذ صباها تُعزل من شقائقها، والنساء عامة لا يخرجن من بيوتهن، ولا يستقبلن رجلا، ولذلك كانت المنازل تُقسم إلى: حرم للنساء، ودار للرجال منعاً للاختلاط، كما أن الصينيين حرموا المرأة من ميراث أبها وزجها، إلا ما يقدمونه لها في حياة أبيها قُبيل زواجها، وحتى في العقوبات فلقد ميزت شيعتهم الرجل عن المرأة، فقد جعلت له السيادة عليها، تلك كانت المنزلة والمكانة التي تبوأتها المرأة في بلاد الصين، وما أدناها من منزلة، وما أحقرها من مكانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق