السبت، 26 أبريل 2014

أولا: العنف ضد المرأة في العصر الحديث:8- الضرب و الهجر:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
8- الضرب و الهجر :
أولا: العنف ضد المرأة في العصر الحديث:

يمكننا القول إن جوهر العنف الأسري وباعثه هو وجود علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة، وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد.
أما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1993 فيرى أن العنف الأسري:
هو أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة المرأة سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو الجنسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
فالعنف الأسري بلا حدود لأنه ليس حكرا على مجتمع معين دون غيره فالظاهرة موجودة حتى في أكثر المجتمعات تطورا فعلى سبيل المثال لا الحصر فان 30% من النساء في أمريكا يعانين من العنف وإن تقريرا لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان يؤكد على إن كل 40 دقيقة تموت فيها امرأة ضحية للعنف.
فالمشكلة وصعوبة مواجهتها تتمثل وحسب القرار رقم 15 لسنة 1990 الصادر عن المجلس الاقتصادي و الاجتماعي (ECOSOC) الذي يرى أن العنف الموجه ضد النساء في الأسرة و المجتمع ظاهرة عالمية لا ترتبط بمستوى معيشي أو طبقة اجتماعية أو ثقافية معينة لذا فإنه من بالغ الصعوبة التحدث عن حلول يمكن أن تلاءم الجميع.
فالعنف المنزلي يمكن أن يتخذ أشكالا متعددة منها عنف جسدي يتمثل في الضرب، اللكم، والركل أو الاغتصاب والاعتداء الجنسي أو المنع من الاتصال بأفراد الأسرة والأصدقاء أو السخرية والنقد والحرمان من المال.
و تقدر إحصائيات المنظمة العالمية للصحة لسنة(1997) أن ما بين 10 و60 % من النساء في العالم تعرضن في وقت ما من حياتهنّ للعنف الزوجي و أن5 إلى 6 % من النساء المسنّات يتعرضن لسوء المعاملة بمختلف أشكالها (عنف جسدي و نفساني واستغلال مالي و إهمال...)
و في دراسة أصدرتها اللجنة الأممية لحقوق الإنسان و المنظمة العالمية للصحة و اليونيسيف أن هنالك حوالي 275 مليون طفل في العالم كانوا شهود عيان لأعمال عنف متكررة في أسرهم.
لافا خالد:كيف فقد البعض غشاء رجولتهم: جمعية كانياسبي الثقافية والاجتماعية http://www.kaniya-sipi.de/
ثانيا: اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة:
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام لتلك المشكلة (القرار 54/134، المؤرخ 17 كانون الأول/ديسمبر 1999). وقد درج أنصار المرأة على الاحتفال بيوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه يوماً ضد العنف منذ عام 1981.
وقد استُمد ذلك التاريخ أهميته من الاغتيال الوحشي في سنة 1960 للأخوات الثلاثة ميرا بال اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي روفاييل تروخيليو (1936-1961). وفي 20 كانون الأول/ديسمبر 1993 اتخذت الجمعية العامة قرار حول إعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة.
ثالثا: العنف ضد المرأة في دول الاتحاد الأوربي:
(أ) مرصد جماعة الضغط النسائية الأوروبية:
تقول كوليت دي تروي، مديرة مرصد جماعة الضغط النسائية الأوروبية عن ظاهرة العنف ضد المرأة : ( أجل، امرأة من بين خمس  نساء ضحية للعنف في أوروبا أو ضحية للعنف المنزلي من زوجها أو طليقها.
هذا يعني  أن المرأة تتعرض إلى أشكال مختلفة من
العنف،على سبيل المثال، الاغتصاب في بلجيكا ، يومياً، ما يقارب من ثماني حالات اغتصاب تسجل لدى الشرطة. انه عدد كبير بالنسبة إلى بلد صغير كهذا.
على المستوى الأوروبي، ندعو إلى التعريف بهذه الظاهرة نطلب التوقف أمام الضحايا، وهذا العدد الذي لا يزال مرتفعا جدا، أما النساء اللواتي  تتعرضن للضرب  في أوروبا هناك حوالي سبع  نساء تتعرضن للموت  كل يوم بسبب أزواجهن.  سبع نساء يفقدن حياتهن، يجب أن يتوقف هذا.
نطالب أوروبا بإستراتيجية أوروبية لحماية كافة النساء بطريقة واحدة.
إستراتيجية أوروبية تدعو إلى تشريعات أوروبية وخطة عمل. ندعو إلى القيام بسنة أوروبية لمكافحة العنف،  للتعريف بهذه الظاهرة  وإمكانية تحسين تدابير الوقاية .
وأخيرا، نطالب الدول الأعضاء  والاتحاد الأوروبي التصديق على الاتفاقية الجديدة لمجلس أوروبا بشأن  منع ومكافحة العنف ضد المرأة . هذه الاتفاقية تضع معايير مهمة لكنها قليلة. إننا نطالب  كافة الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي  باعتماد هذه الاتفاقية.)
http://arabic.euronews.com

(ب) دراسة أوروبية : ثلث نساء الإتحاد الأوروبي تعرضنّ للعنف
صورة للخبر من موقع الصحيفة
في دراسة موسعة أجرتها "وكالة الإتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان FRA" علي دول الإتحاد الأوروبي ثبت أن ثلث النساء الأوروبيات كُنّ ضحايا لعنف بدني أو اعتداء جنسي.
الدراسة غطت 62 مليون امرأة أوروبية وقد ثبت أن واحدة من بين كل 20 منهن تعرضت للاغتصاب.
وقد تم سؤال 42 ألف امرأة مابين سن 18 و 74 عاماً في دول الإتحاد الأوروبي البالغ عددهم 28 دولة وقد شملت الأسئلة خبرات هؤلاء النسوة مع العنف منذ كنّ في سن الخامسة عشر, كما شملت الدراسة جميع أنواع العنف ضد المرأة سواء كان جسدياً أو جنسياً أو نفسياً.
وقد كان لدول شمال أوروبا النصيب الأكبر في أعداد النساء اللائي تعرضن للعنف حيث بلغت نسبة النساء اللائي تعرضن للعنف في الدنمارك 52% وبلغت النسبة 47% في فنلندا و 46% في السويد و 45% في هولندا بينما بلغت النسبة 35% في ألمانيا.
أما دول جنوب أوروبا فقد حققت نسبة مئوية أقل في حالات العنف ضد المرأة حيث بلغت نسبة النساء اللائي تعرضن للعنف في أسبانيا مثلاً 22% فقط وهي نفس النسبة في قبرص ومالطا ورجحت الوكالة التي أجرت الدراسة أن يكون سبب انخفاض تلك النسبة إلي عدم رغبة النساء في دول جنوب أوروبا الأقل تقدماً في الحديث عن تعرضهن للعنف بينما تتحدث نساء دول شمال أوروبا الأكثر تقدماً عن تلك الحالات بمنتهي الصراحة ودون حرج. عن مجلة "فوكوس" FOCUS الألمانية

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

الباب الثالث: الإسلام والمرأة رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: 8- الضرب و الهجر

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:

8- الضرب و الهجر :



استمرارا لمسلسل العداء الذي لم و لن ينتهي للإسلام المفتري عليه قديما و حديثا , و كيف لهذا العداء أن ينتهي , وقد بني علي أساس متين من الحقد و الكيد و الغل , الذي نبت في قلوب أولئك النفر من المستشرقين و المزيفين للحقائق . فجاءت ثمار ذلك النبت تحوي العديد من المزاعم الباطلة , و الأقوال الواهية التي يجافيها الصواب , و تنحرف وفقا للأهواء.
و يتلخص زعمهم هذه المرة في القول بوحشية الدين الإسلامي في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الضعيف , الذي يستحق الرحمة و العطف من الجميع , أما الإسلام فيري غير ذلك , فقد أطلق العنان للرجال في استخدام تسلطهم و جبروتهم في التعامل مع المرأة , ذلك المخلوق الواهي - حيث نجد الإسلام  يبيح للرجال ضرب و تعذيب النساء , فيأمرهم صراحة بضرب و هجر النساء.
ذلك هو الزعم الذي لا يعتمد علي استجلاء الحقائق الثابتة ولا علي الفهم الكامل لماهية النصوص القرآنية الخالدة , و إنما يعتمد كما هو معروف و متعارف عليه لدي هؤلاء النفر علي كم الكيد و الحقد و الغل , الذي ملك قلوبهم , فراحوا يقلبون الحقائق , و يشوهون النتائج , بل و يفسرون النصوص القرآنية وفق أهوائهم.
فهم لا يتناولون – عن عمد منهم -  المعاني الكاملة التي وردت في الآيات القرآنية الخالدة، وإنما يبترون النصوص و المعاني الكاملة التي وردت في القرآن الكريم , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , ولا يشوبه نقص , ولا يعتريه تقصير .
                                                                                          
وفي ردنا علي هذا الزعم الواهي – الذي يحمل بين طياته عوامل هدمه وفنائه , والتي تجعل من اليسر تفنيده بل و تقويضه من أساسه , فلا أدري ! كيف لهؤلاء النفر أن يرددوا في كثير من البجاحة و قليل من الاحتشام أن الإسلام كان وحشيا حينما أطلق يد الرجال لتضرب النساء .؟!
و هل يستقيم هذا الزعم مع ما تصرخ به آيات الذكر الحكيم في الرجال مرددة، حيث قال تعالي في سورة النساء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.                                                                                        
و هل يتفق مثل هذا الادعاء , المعتمد علي بتر النصوص مع قول الرسول - صلي الله عليه و سلم - (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , و خياركم خياركم لنسائهم ))
و قوله - صلي الله عليه و سلم - (( ما أكرمهم إلا كريم،و ما أهانهن إلا لئيم ))
و قوله - صلي الله عليه و سلم - في حجة الوداع ((.. و اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ..)).
إن الإسلام الذي حرم الإيذاء بصفة عامة حتى في الحيوانات فأدخل امرأة النار في  قطة فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله- صلي الله عليه و سلم - قال: «وعُرضت عليّ النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم، ورأيت فيها ثلاثة يعذبون: امرأة حِميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها، فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ولم تطعمها حتى ماتت، فهي إذا أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها». رواية ابن حبان في «صحيحة» (12/439) من حديث عطاء بن السائب عن أبيه
إن الإسلام الذي حرم ضرب الحمار والبعير الذي جاءه يشتكي ظلم صاحبه، فمسح – صلى الله عليه وسلم -  على الجمل ثم  قال– صلى الله عليه وسلم -  : « منْ صاحب الجمل؟! »
فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله.
فقال– صلى الله عليه وسلم -  : « أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ». رواه مسلم من حديث مهدي بن ميمون به.،ورواه أيضا أبو داود في الجهاد من سننه وابن ماجة
يمكن أن يُبيح للرجل ويُطلق يده في ضرب المرأة؟! بالطبع لا، فهذا الأمر لا يتفق مع شريعة الإسلام التي تقوم على مبدأ – لا ضرر ولا ضرار – أي لا يضر المرء نفسه، ولا يُلحق الضرر بغيره.
بل إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  يتعجب من الرجال الذين يضربون زوجاتهم أول النهار ويجامعونهن في آخره.
فالرسول يتعجب من هذه التصرفات التي تنم عن سوء خلق وسوء تربية.
وبالنظر إلى سيرته - صلى الله عليه وسلم - حتى في أصعب الأوقات ما كان ليمد يده على واحدة من نسائه وهو القائل كما روت  أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :  (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)  أخرجه الترمذي.
ثم عندما خاصمته سيدتنا الفقيهة المجتهدة عائشة بسبب زيارته زينب بنت جحش، وشربه عسلها، فانه آثر الاعتزال ولم يضرب ولم يسب ولم يشتم،وهذا في ذاته تعليم للأمة في كيفية معاملة النساء.
ولو كان الضرب مشروعا لكان الرسول - صلى الله عليه وسلم- أول من طبقه على زوجاته اللواتي كن كثيرات الخصام.
فالمرأة مصونة محفوظة القدر في شريعة الإسلام ولا يجوز إطلاقا ضربها وأهانتها، كما يفعل الكثير من الجهلة باسم الدين.
 أبعد هذا يمكن لذلك الادعاء أن يستمر ؟! أبعد كل ذلك يمكن القول بوحشية الإسلام في التعامل مع المرأة .؟! 
وتفنيدنا لذلك الزعم سيكون من خلال النقاط التالية: