الاثنين، 7 يناير 2013

ثانيا معاملة الإسلام للرقيق:(5) ملك اليمين: السراري والإماء: رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة



الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(5) ملك اليمين: السراري والإماء
ثانيا معاملة الإسلام للرقيق:
 جاء الإسلام في القرن السابع وكان من أولوياته التعرض للرق والعبودية بشكل مباشر حيث دعي إلى تحرير العبيد من العبودية وشجع عليه وجعله من القربات إلى الله. ودعي رسول الإسلام محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -  إلى حسن معاملة الأسرى والعبيد والرفق بهم حتى أنه نهى عن تسميتهم بلفظ "العبيد" كما قال: «لا يقل أحدكم عبدي؛ أمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، وليقل: غلامي، جاريتي، وفتاي، وفتاتي» (1)
فلقد حارب الإسلام الرق بالعديد من الوسائل، وهذا ما سنلاحظه عند حديثنا عن كيف خطط الإسلام للقضاء عن الرق؟! ولكن دعونا نرى الآن كيف كانت معاملة الإسلام للرقيق من العبيد والإماء؟! أكانت معاملة كريمة على أساس أدمية الرقيق؟! أم كانت معاملة قاسية تنطوي على الكثير من ألوان الخسف والظلم؟! كما رأينا عند الأمم التي سبق وجودها وجود الإسلام؟!
في الحقيقة لقد سمى الإسلام بطبقة الرقيق، وارتفع بهم إلى منزلة الأحرار، حيث جعل الجميع سواسية  أمام - الله - واعتبر الأساس في المفاضلة بين الناس جميعا سواء كانوا أحرار أو عبيد قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (2)
 فالتقوى هي الأساس في الموازنة بين العبد والحر، وليس اللون أو الجنس، وعلى ذلك المقياس- مقياس التقوى – زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ابنة عمته زينب بنت جحش ذات النسب والشرف والجمال إلى منْ؟! إلى مولاه زيد بن حارثة، كما ولى زيد قيادة الجيش المتجه إلى مؤتة لقتال الروم، رغم أن الجيش كان يضم أكابر الصحابة، وبعد ذلك ولى ابنه أسامه بن زيد قيادة جيش المسلمين المتجه لحرب الروم، وكان الجيش يضم صناديد الصحابة.
وبعد وفاته – صلى الله عليه وسلم – قبل نفاذ بعث ذلك الجيش، كان أول شيء فعله أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – بعد أن تولى الخلافة، هو إنفاذ بعث ذلك الجيش، بقيادة أسامة بن زيد، ولقد حرص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أن ينفُث في روع الصحابة وغيرهم من المسلمين بضرورة المعاملة الحسنة للرقيق من العبيد بصفة عامة، والإماء بصفة خاصة.
وقد تجلّت مظاهر رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالخدم والعبيد أن جعل لهم حقوقا، وأمر بالرفق بهم، بل وحث على تحرير العبيد من رقهم .وإذا تتبعنا التوجيهات والتوصيات التي أوصى بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهم، فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة من المجتمع، في وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد ساهمت هذه الوصايا بشكل كبير في تحرير العبيد، ومن ثم وقفت قيادات قريش في وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودينه الذي يدعو إلى تحرير العبيد، وينادي بالمساواة بينهم وبين السادة ..
فلقد اهتم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعبيد في حياته وأوصى بهم خيرا حين موته، فعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال:" كان آخر كلام رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم "( أحمد ).
ومن أبرز روائع الإسلام في معاملة العبيد مايلي:
 - النهي عن تسميتهم بالعبيد والإماء:
فقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن تسميتهم بلفظ "العبيد" كما قال: «لا يقل أحدكم عبدي؛ أمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، وليقل: غلامي، جاريتي، وفتاي، وفتاتي» وفي رواية أخرى فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي "( مسلم )
- تحرير العبيد عقليا وعقائديا:
فقبل الإسلام كان العبد مستعبدا عقليا وجسمانيا:
– عقليا – حيث يسير على فكر وعقيدة سيده، التي يرتضيها لذاته، وكان العبد لا يقوى على مخالفة ذلك..
- وجسمانيا – فكان ملتزما بأداء كافة ما يفرضه عليه سيده من أعمال، حتى ولو كانت فوق طاقته.
إلا أن الإسلام قد منع وحارب الاستعباد الفكري والديني، فالعبد ملتزم بأداء ما يوكله إليه سيده من أعمال، تتفق وقدرته على النهوض بها، وفيما عدا ذلك فليس لسيده سلطة عليه، بل يعترض على سيده، إذا حاول أن يرغمه على ترك دينه، الذي به يعتقد وبذلك يكون الإسلام قد حرر عقل وتفكير العبد.      
كما نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تكليف العبيد والخدم بأعمال شاقة تفوق طاقتهم، أو الدعاء عليهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم –" لا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم " ( البخاري ).

 وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قَال: قَال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –"لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعةَ نيل فيها عطاء فََيستجيب لكم "( أبو داود ).

- رفع الضرر عن العبد:
فقد حث الإسلام على ضرورة رفع الضرر عن العبد، و نهى عن تعريضه للإيذاء على يد سيده فقال – صلى الله عليه وسلم – " منْ قتل عبدا قتلناه، ومنْ جوع عبدا جوعناه "
كما نهى الإسلام عن ضرب العبد، وأوصى بالإحسان إليه قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) (3)
وقال – صلى الله عليه وسلم – " ألا أخبركم بشراركم؟! قالوا: بلى. قال: منْ أكل وحده، ومنع رفده، وضرب عبده "
ويصرخ – صلى الله عليه وسلم – في أبي مسعود وهو يضرب مملوكا له قائلا: " اعلم يا أبا مسعود اعلم يا أيا مسعود والله. الله أقدر عليك منك على هذا "  وفي رواية أخرى : فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت أضرب غلاماً لي، فسمعتُ مِنْ خَلْفِي صوتا: اعلم أبا مسعود : الله أَقدر عليك منك عليه، فالتفت فإذا هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقلت: يا رسول الله، هو حر لوجه الله . فقَال: أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار أَو لمستك النار ) (4)
وينادي – صلى الله عليه وسلم – في آخر، وهو يركب دابته، وعبده يجري خلفه، قائلا – صلى الله عليه وسلم – " يا عبد الله احمله خلفك، إنما هو أخوك، روحه مثل روحك "
وجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كفارة ضرب العبد عتقه، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم  " .. من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه "( مسلم ).
 - الحث على إطعام وكسوة العبيد:
فقد حث – صلى الله عليه وسلم – المسلمين على ضرورة العناية بالرقيق وإطعامهم، مما يُطعمون، وكسوتهم بما يكتسون، فقال – صلى الله عليه وسلم – لأبي ذر ناصحا له بعد أن عيًّر أبو ذر رجلا بأمه: " إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم وخولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمنْ كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا تُكلفُوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم، فأعينوهم عليه: (5)
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإحسان إلى العبيد والخدم، وعدم الاستهزاء بهم، بل وإطعامهم وإلباسهم من نفس طعام ولباس أهل البيت، فعن المعرور بن سويد قال: ( لقيت أبا ذر بالربذة(موضع قرب المدينة)، وعليه حُلَّة (ثوب) وعلى غلامه حُلة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلاً، فعيرته بأمه، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خَوَلُكُم (خدمكم وعبيدكم)، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم )( البخاري ).
 - العفو عن إساءة الخدم وخطئهم
وكان - صلى الله عليه وسلم - يوصي أصحابه بالعفو عن إساءة الخدم وخطئهم .. فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة" أبو داود ).
 - تحويل الإماء إلى زوجات كريمات:
ذلك بعض ما أوصى به القرآن الكريم، وما حثت عليه سُنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في معاملة الرقيق بصفة عامة، فإذا ما انتقلنا إلى الإماء من الرقيق، نجد عناية الإسلام بهن، فقد حرص الإسلام على تكريمهن، ورفع شأنهن، فقد حرصت الشريعة الإسلامية على تحويلهن من رابطة الذُّل والهوان في العبودية، إلى رابطة العز والكرامة في الزوجية، وأمرت المسلمين بتزوجهن والبر بهن، فقال تعالى: (وَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (6)
وقال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ) (7)
كما فضل الإسلام الزواج من الجارية المملوكة المؤمنة على الزواج من ربيبة البيوت من المشركات ولو حسُن مرآها في العين قال تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (8)
كما فرض الإسلام لهن حقوق مساوية لحقوق الحرائر فقال تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما ) (9) ً
كما حرص الإسلام على البر بهن، والعطف عليهن، والحفاظ على كرامتهن، فكان – صلى الله عليه وسلم – ينهى أن يقول المسلم: عبدي وأمتي – وإنما يقول فتاي وفتاتي، ولقد حرص المسلمون على تمثل أوامر ونواهي الإسلام في كل هذه الأشياء قولا وعملا، وأصدق مثال لذلك، ما تم بين الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وغلامه في رحلتيهما إلى بيت المقدس، حيث كان معهما ناقة واحدة، فكانا يركبانها بالتناوبـ، حتى لا يُثقلا على الناقة، فلما اقترابا من مدينة بيت المقدس، وكانت النوبة للغلام، فأركبه الفاروق عمر، ودخل هو ماشيا، فلامه على ذلك أبو عبيده بن الجراح من أن الأنظار متعلقة به قائلا: إني أراك تصنع أمرا لا يليق فالأنظار متجهة إليك. فأجابه الفاروق قائلا: قد كنا أذل الناس، وأقل الناس، فأعزنا الله بالإسلام، ومهما نطلب العزة بغيره يُذلنا الله.
 فهل رأي العبيد والإماء معاملة في ظل أي قانون وضعي أو شريعة دين بمثل تلك المعاملة، التي حظوا بها على يد الإسلام؟! تلك المعاملة الكريمة، التي جعلت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يمضي على قدميه، وعبده يركب ناقته، ولما لا يفعل عمر بن الخطاب ذلك، وقدوته رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
فيحدثنا أنس ـ رضي الله عنه ـ خادم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن رحمته ووصيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ العملية بالخدم فيقول: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن الناس خُلُقا، فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فخرجت حتى أمر على صبيان، وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد قبض بقفاي من ورائي، قال : فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس ، أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله .. ) ( مسلم ). ويقول: ( خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته " ( أحمد ) .
 ولا شك أن شهادة الخادم لسيده صادقة، وخاصة من رجل كأنس ـ رضي الله عنه ـ، الذي نقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الأُمة آلاف الأحاديث، وكان معه كظله ..
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " ما ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خادما ولا امرأة قَط "( أبو داود ) ..
 لقد ترك هذا التعامل أعظم الأثر في نفوس العبيد والخدم الذين اتصلوا بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد استطاع ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله، وقصة زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه خادم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاهد على ذلك، فقد عاش زيد في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وظل يقوم على خدمته ويرعى شؤونه، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فانطلق مسرعاً إليه، وطلب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يرد له ولده، فنظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لزيد وقال:" إن شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك، فقال: بل أقيم عندك "( الطبراني )، فاختار زيدٌ البقاء عبداً مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الرجوع حراً مع أبيه، لما رآه من طيب عشرة وحسن خلق الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم (10)
ومن هنا يكون الزعم الباطل بأن الإسلام قد دعا إلى الرق، وأنه قد تعرض بالضرر إلى الإماء، فيما يخص ما ملكت أيمانكم، قد بُني على نفس الحقد والكيد والغل القديم للإسلام.
 المراجع:
(1)             صححه الألباني في الأدب المفرد، رقم: 153.  
(2)            سورة الحجرات: 13
(3)           سورة النساء: 36
(4)            أحمد (4/120 و5/173) مسلم (5/91, 92) الترمذي (19480)
(5)            أحمد ( 5/1580 ، 161) البخاري ( 1/14 ، 3/195 ، 8/19) مسلم (5/92 ، 93)
(6)            سورة النور: 32                                                                                                                      
(7)            سورة النساء: 3                                                                                                       
(8)            سورة البقرة: 221
(9)            سورة الأحزاب: 50
(10)         الرحمة المهداة: http://www.islamweb.net/mohammad/index.php?group=articles&id=158203&lang=A