الأحد، 29 يناير 2012

(8) مكانة المرأة في بلاد فارس ---- الفصل الثاني: مكانة ومنزلة المرأة في العصور التاريخية المختلفة (8) مكانة المرأة في بلاد فارس:


(8) مكانة المرأة في بلاد فارس:

 بلاد فارس (إيران)

لم يكن حال المرأة في بلاد فارس بأفضل من حال غيرها في بقية البلدان في تلك الأزمنة. بل وصل بها الحال في هذه البلاد إلى حد احتجابها حتى عن محارمها كالأب والأخ والعم والخال فلا يحق لها أن ترى أحداً من الرجال إطلاقاً.
يقول الدكتور محمود نجم آبادي في كتاب (الإسلام وتنظيم الأسرة): نلاحظ أن قوانين زرادشت، كانت جائرة وظالمة بحق المرأة، فإنها كانت تعاقبها أشد العقوبة إذا صدر عنها أقل خطأ، أو هفوة بعكس الرجل فإنها قد أطلقت له جميع الصلاحيات يسرح، ويمرح، وليس من رقيب عليه فهو له مطلق الحرية لأنه رجل ولكن الحساب والعقاب لا يكون إلا على المرأة!!!! 
زرادشت

ويقول أيضا: كان أتباع زرادشت يمقتون النساء، وحالما كانت تتجمع لدى الرجل براهين على عدم إخلاص الزوجة، كان لا مفر لها من الانتحار.
وقد ظل هذا القانون سارياً حتى عهد الاكاديين، وفي عهد الساسانيين خفف هذا القانون، بحيث صارت المرأة تُسجن جزاء عدم إخلاصها أول مرة، و إذا كررت عملها صار لا مفر لها من الانتحار

شعار الديانة الزرادشتية
ويقول أيضا: بينما كان يحق للرجل من أتباع زرادشت أن يتزوج من امرأة غير زرادشتية فإنه لم يكن يحق للمرأة أن تتزوج من رجل غير زرادشتي وهذا القانون على المرأة فقط كما أسلفنا.

 زرادشت مع تلاميذه ومريدية
فلقد كان الفرس يقولون بأن المرأة من حقوق الرجل، وله قتلها، والحكم عليها بالموت، إذا بدا له ذلك، وهي عنده سلعة يتصرف فيها كيف يشاء، كما يتصرف بسائر ممتلكاته، لا حظ لها من التعليم، ولا يجوز خروجها من البيت، ولكنها تُخبأ فيه، وتُحجب كالأمتعة الخاصة بصاحب البيت (1) أستاذ المرأة: محمد بن سالم البيجاتي ص 15

 الفرس عبدة النار
فلقد كانت البنت في فارس غير مرغوب فيها، وكان على الرجل الذي يولد له طفل ذكر أن يقدم شكره لله بمراسيم دينية معينة، ويوزع الصدقات، أما إذا ولدت له بنتا، فلا يقدم مثل هذا القربان، وكانت البنت لا تملك حرية اختيار زوجها، الذي سيشاركها حياتها، فقد كان الأب يزوجها بمنْ شاء دون الرجوع إليها، كما كان في وسع الرجل أن ينازل عن زوجته، أو إحداهن إلى رجل آخر، قد وقع في الفقر بغير تقصير منه، وذلك ليستعين بعملها (2) المرأة في جميع العصور والأديان محمد عبد المقصود ص 37

 أحد المعابد المجوسية الزرادشتية في إيران.
فلقد كانت المرأة في بلاد فارس تعاني الانحطاط والذلة، نظرا لأن التقاليد القديمة كانت تهين المرأة، وتنظر إليها نظرة التعصب المذهبي الباطل، والتشاؤم بها، وقد كان الأفراد المتعصبين في الديانة الزردشتية يحقرون المرأة – وينتقصون من قدرها، ويعتقدون أنها سبب هياج الشرور، التي توجب العذاب والسخط لدى الإله، فالمرأة في مذهب فارس القديم، كانت تعيش تحت سلطة الزوج، الذي كان له حق التصرف في زوجته كيفما يشاء، كأنه يتصرف في جزء من ماله أو متاعه، هذا فضلا عن تعدد الزوجات التي كان منتشرا دون آية قيود أو شروط